محمد الوشيحي

الصديقان المتناقضان… السعدون والبراك

إذا كان سيف عنترة “يداوي رأس من يشكو الصداعا”، فإن صفحات الثقافة في جريدتي “الجريدة” و”القبس” تداوي ذائقة من يشكو الغثاءَ.
وكنت قد قرأت في جريدة “الجريدة” مطلع هذا النهر الجاري، أو الشهر الجاري (أحب ديسمبر لأنه شهم، فهو المسؤول عن بقية الأشهر، يلملم أغراضها ويتفقد المكان بعد مغادرتها خشية نسيان شيء مهم، ولا يغادر المكان إلا بعد أن يطفئ الأنوار ويغلق الأبواب ويشكر مضيفيه… شهر يتحمل المسؤولية ويستحق التقدير)، أقول قرأت في هذا الشهر الشهم، في هذه الجريدة، عن كتاب “رجال الشرفات” الذي صدر حديثاً لبنت مدينة عاليه اللبنانية منى خويص، فوضعته في قائمة “الكتب المطلوب قراءتها”، وقرأت ملخصاً عنه في مقالة سمير عطا الله (بالمناسبة، لماذا لا تُكتب هكذا “عطاء الله”؟ أفتونا يا أهل اللغة).
الكتاب يتحدث عن الزعماء ذوي الخطابات الجماهيرية التي يلقيها من الشرفات زعماء تاريخيون أمثال موسوليني وهتلر والقذافي وغيرهم، وكيف أن خطاباتهم خاوية لا مضمون لها، وكيف يفعلون بخصومهم، حيث لا يقبلون الرأي الآخر، وما شابه.
وكنت أتحدث مع صديق “حكومي أنيق” عن الكتاب فقهقهَ: “مسلم البراك هو الوريث الشرعي لهؤلاء” يقصد موسوليني وهتلر والقذافي وأمثالهم، وأكمل: “لو عاش البراك في أوروبا في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي لحكمَ دولة أوروبية وقادها إلى الحروب وأهلك الأرض” قلت: “سأرد عليك” فقاطعني: “طبعاً سترُد… فعين الرضى عن كل عيب كليلة”، فأكملت: “عين الرضى، عين السيح، عين الحسد، لا يهم، المهم أن البراك عاطفي بطبيعته، البراك رجل غارق في المروءة، وهذا قد لا يلفتك للوهلة الأولى، لكنك لو تفكرت لأدركت مغزى حديثي”.
على أن أكثر ما يحيّرني هو “الالتصاق السياسي” بين الزعيم أحمد السعدون والملهم مسلم البراك، رغم اختلاف الأسلوب، بل تناقضه، وتضاده. فالأول يرسم الخطوط العامة، ويجد الوقت للتوقف عند التفاصيل، والثاني لا يلتفت إلى التفاصيل بتاتاً ولا يعترف بوجودها. الأول دقيق والثاني فوضوي. الأول عقلاني والثاني عاطفي. الأول إذا رآك تغرق في حمام السباحة فسيبحث عن طوق نجاة لك مستعيناً بعقله وتماسكه وسينقذك قبل أن تموت بثانية واحدة، أماالبراك فسيرمي عقله قبل أن يرمي نفسه خلفك مباشرة بلا تفكير، فإما أن تغرقا معاً أو أن تنجوا معاً.
البراك يخاطب الجماهير وينهضها من مقاعدها لتسير “سكرانة” في الاتجاه الذي يشير إليه، لثقتها به، والسعدون يخاطب السلطة من خلال الجماهير، فينهضها من أسرّتها مرعوبة لتعقد اجتماعاتها. وإذا كانت الجماهير تفتح أفواهها دهشة وإعجاباً أثناء خطابات البراك، فإن السلطات تفتح دفاترها وأذهانها وتمسك أقلامها بأيدٍ مرتجفة عندما يبدأ السعدون خطابه، فخطابه يحمل رتبة “المخيف الركن”.
وباتحاد هذين الزعيمين، وبتبادلهما المهام، تسقط حكومات وتولد أخرى، يدرك ذلك خصومهما قبل أنصارهما. واحد منهما كان يكفي ويسد حاجة شعب كامل، وقد اتحدا، بقدرة ربك. بينهما يتلفت الفاسدون كما يتلفت جمهور “التنس”، يميناً ويساراً، مع حركة الكرة وهي تنتقل بين بطلي العالم، وفي نهاية المباراة يفوز اللاعبان والشعب ويخسر الفساد والفاسدون.
السعدون والبراك أثبتا بالملموس كذب المقولة العربية الجبانة “الكثرة تغلب الشجاعة”… وأثبتا صدق مقولتي التي لا أمل ترديدها: “التعسف في الفساد يحتاج إلى تعسف في المعارضة… تطبيقاً لقانون نيوتن”.

سامي النصف

وصول «أبو الشمقمق» للبرلمان تدمير للكويت!

  كان بشار بن برد شاعرا فحلا من شعراء الدولة العباسية ابتلي بالعمى منذ الصغر وكان الجميع من خلفاء وشعراء يجله ويحترمه لما في شعره من قوة وجزالة وحكمة إلا أنه كان في الوقت ذاته يدفع الدية لشاعر نكرة يدعى «ابو الشمقمق» وذات مرة سأله بشار عما سيفعله إذا لم يدفع فأجاب سأعطي الأطفال النقود وأجعلهم يركضون خلفك صائحين «هليله، هليله، بشار بن برد تيس أعمى في السفينة» فدفع له بشار على الفور.

فلا أخطر من مخاصمة الحاقد الحاسد وبذيء اللسان وهو أمر شبيه بالحكمة الكويتية التي تطلب البعد عن الجاهل والصغير و.. وخشبة الفحم!

***

نتذكر حكاية «أبو الشمقمق» بعد ان تعرض البعض للنائب والوزير والقاضي والمحامي الفاضل علي الراشد بألفاظ مخجلة تصيب من أطلقها لا من وجهت له، فلله درك يا أبا فيصل من رجل وطني شهم شجاع يفخر بك كل من يعرف فزعتك ونخوتك مع كل من يقصدك في وقت غابت فيه النخوة وساد الغدر وتآمر الليل على تصرفات بعض ناقديك والرهان الآن على وعي وفطنة الناخبين ممن لن يخدعوا بعد اليوم بمن ينحر مستقبل بلدهم بدم بارد ويطلب منهم انتخابه!

***

السفراء «عبدالعزيز البابطين» رجل ثقافة وخير وكرم للفقراء والمحتاجين ولا يعاديه إلا حاقد أو حاسد أو متآمر يغيظه ما يعمله بوسعود لأجل رفعة شأن بلده وسمعة مواطنيه، ثروة البابطين معروفة من تجارته، وثروة بعض خصومه التي تفوق ـ للمعلومة ـ ثروته لا يعرف أحد مصدرها، كرم وأعمال خير البابطين معروفة ويتحدث بها الركبان، وبخل وحقد وحسد بعض منتقديه يتحدث بها الركبان كذلك، في ديوان البابطين لا تراه إلا هاشا باشا مبتسما في وجه ضيوفه وفي ديوان بعض منتقديه لا ترى إلا الحقد والحسد والتآمر والغضب الدائم، فهل يمكن لأي مواطن كويتي محب لبلده أن يكون محايدا بين الحالتين؟!

***

الكويت بلد صحراوي شديد الحرارة صيفا والبرودة شتاء لذا لا يجد المواطنون والمقيمون إلا اللجوء للأسواق المغلقة الجميلة التي أقيمت على نظام «B.O.T» لتمضية الوقت في الشراء والتمشي أو تناول الوجبات أو الدخول لدور السينما، وكلما تمشيت أو زرت وغيري تلك الأسواق رفعنا أيدينا بالدعاء بالخير والتوفيق لمن أنشأها ودعونا في الوقت ذاته على من أوقفها بمقولة شمقمقية بذيئة هي «بوق ولا تخاف» مما جعل المليارات والأفكار الكويتية ترحل.. لتعمر دول الآخرين!

***

آخر محطة: لم يكتف البعض بتدمير نظام «B.O.T» في الكويت بل أضاف إليه الآتي:

1 ـ أزمات سياسية متلاحقة «طفشت» المستثمرين والسائحين وقبلهم.. المواطنين.

2 ـ أوقف بتشريعاته عمل الشركات المساهمة الخاصة بتوفير السكن المناسب للشباب كما هو الحال في العالم أجمع حيث كانت الشركات الخاصة تشتري المساحات الشاسعة من الأراضي ثم تبنيها بشكل جماعي مما يخفض الكلفة بشكل كبير ثم تبيعها بالأقساط الميسرة لـ 25 ـ 30 عاما، وقد بيعت فلل في منطقتنا اليرموك مطلة على الدائري الخامس وبارتداد كبير وعلى شارعين قبل سنوات قليلة بـ 170 ألف دينار، وإصدار تشريعات أوقفت عمل الشركات والتقسيط لأكثر من 15 عاما تسبب في ارتفاع جنوني للأسعار وحرمان الشباب من الحصول على السكن المناسب بالسعر المناسب.

3 ـ مع حدوث الأزمة العالمية تسبب البعض في إيقاف مساعدة الشركات المساهمة التي يملكها مئات آلاف الكويتيين من قبل الحكومة كما جرى في جميع دول العالم الأخرى مما تسبب في إفلاس وإيقاف تداول العشرات منها وتسريح الآلاف من الشباب الكويتي الذين يطلب منهم هذه الأيام التصويت لمن عمل على خراب بيوتهم وتدمير مستقبلهم.. والرهان على حكمة الشباب وحسن اختيارهم.

حسن العيسى

لا عزاء للبدون

ليس بالعصي والقنابل الدخانية وخراطيم المياه والاعتقالات يمكن تأديب المتظاهرين من البدون، وقد تنجح وزارة الداخلية بقواتها الخاصة مرة ومرتين في قمعهم وإغلاق حناجرهم وكسر أقلامهم وتغريداتهم في ممارسة حقهم الأكيد بالتعبير عن أوضاعهم لبعض الوقت، ولكن ليس كل الوقت. فطالما هناك حبل متين يلف العنق الكويتي اسمه “بدون” وبلا هوية فسيظل هؤلاء شوكة في خاصرة الضمير الكويتي المخدر بصدقات وعطايا السلطة، وإذا انتصرت القوات الخاصة بتفريق مظاهرة حدثت أمس الأول مثلما نجحت تلك القوات قبلها في تشتيت المتجمعين المتظاهرين مرات سابقة “وأكدت استتباب الأمن والنظام” بقمع تجمعات البدون وغير البدون، فلا يمكن تصور غير العصا الأمنية للسلطة هي الحل الكويتي الأخير، بعد أن أصبحت هذه السلطة مقتنعة تماماً بالحلول السحرية التي قد يتفتق عنها عقل الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع غير محددي الجنسية، ولن يجد المحايد أي تصور لحل نهائي لمأساة البدون من ذلك الجهاز الحكومي غير خطاب متعال يضج بأدبيات متغطرسة مثل “منحناهم شهادات وفاة وميلاد” فماذا يريدون أكثر من ذلك؟!
السلطة عاجزة و”تتعاجز” عن حسم ملف الخمسة والثلاثين ألفاً من البدون المستحقين للجنسية حسب السجلات الرسمية للدولة، فهم سيشكلون تكلفة مالية عالية على الدولة، لأن الجنسية الكويتية بحد ذاتها هي شيك على بياض بلا تاريخ للكويتيين، ولا يريد الكثيرون الذين حررت بأسمائهم شيكات الجنسية أن يشاركهم أحد من “البدون” في الرصيد الكويتي المهدد بالنضوب، ومن هنا تكمن أزمة البدون وأزمة الهوية الكويتية كلها، فهي مواطنة تحتكر مفهوم الجنسية الثرية وتستبعد الغير من الدخول والمشاركة معها في عالم الخيرات، فهو عالم “مؤقت” ومهدد بالزوال بنضوب البترول في المستقبل، ويحفه بالحاضر مخاطر التبديد والسفه الحاليين في شراء الولاءات السياسية.
إذا تعذر تحقيق تقدم حقيقي للمستحقين للجنسية، وعددهم خمسة وثلاثون ألفاً، فماذا عن غيرهم من البدون (حقيقة أو زعماً) المتبقين، والذين تتجاوز أعدادهم السبعين ألفاً، كيف للحكومة أو المجلس القادمين أن يجدا حلاً مقبولاً ترضاه أغلبية أهل النعم من الكويتيين بمجلسهم وحكومتهم… يبدو أن الحل الأقرب للذهنية الكويتية تتجسد بترك الأمور على حالها تسير على البركة وبفلسفة “خل القرعة ترعى”، ولا عزاء للبدون.

احمد الصراف

دموع فياضة

لم أتوقع زخم وعفوية ما تلقيته من ردود على مقال «ماذا تعلمت من طارق؟»، هذا غير الاتصالات الهاتفية من اعزاء كبار وصغار. وهنا أستميح الجميع العذر في نشر البعض منها، فقد لامست كلماتها عميق مشاعري ومشاعر وأحاسيس عائلتي الصغيرة، وجعلتنا نشعر بالفخر لوجود طارق بيننا، كما، ونحن في هذه الظروف الدقيقة، التي يبدو أن دقتها لن تنتهي أبدا، أحوج ما نكون إلى سماع وممارسة مثل هذه المشاعر الإنسانية الطيبة والرقيقة.
يقول تيموثي إبراهيم: ربما تلقيتم أطنان الرسائل على مقالكم عن طارق، ولكن علي أن أخبرك بأنني تفاعلت بإيجابية مع ما كتبت، فقد كنت شفافا وملهما، وجعلتني أكثر واقعية مع «رافائيل»، ابننا الذي يشبه طارق، وشجعتني لأن أجعله على رأس أولوياتي!
وكتب الزميل العزيز صالح الشايجي: مقال رائع قرأته في الصباح، رغم أنني لم أقرأ مقال البحيري! وكتب العزيز الآخر عبدالرحمن النجار: مقال رائع يا بو طارق، سلم لي على طارق وعلى والدته، وتحياتي من لندن. أما الصديق حسام الشملان، الكابتن الطيار، فقد ذكر: شكرا على هذا المقال المنعش، فنحن أحوج ما نكون لكلماته في هذا المنعطف الذي نمر به! الرائعة والمبدعة دائما فارعة السقاف كتبت: لا تكفي كلمات الشكر والتقدير لهذا المقال الذي يلامس شغاف القلب ويلهم، انني اتعلم منك الكثير كل يوم(!!) فشكرا لما أنت عليه، وأنا شخصيا، من واقع معرفتي بطارق، اعلم جيدا كم هي كبيرة مزاياه، وعندما يختار الجلوس بجانبي والتحدث معي أشعر بالسعادة، ولا أنسى تعبيرات وجهه، وكيف استقبلنا راكضا، عند باب بيتكم في لبنان، وهو يحمل المظلة ليقينا من المطر!
القارئ غازي أبو بكر كتب يقول: أشكرك على هذا المقال، وانا ممتن لك لأن اجد أبا مثلك رهيف الحس وإنسان بمعنى الكلمة! أما رسالة م. عبدالله شقير فقد كانت مختلفة، حيث ذكر: شكرا على هذا المقال الرائع، فقد ادركت تقصيري، وسأقوم بتغيير حياتي واعطاء عائلتي وقتا واهتماما اكبر. سلامي لطارق والعائلة.
عبدالرحمن المناعي كتب: منذ سنتين تقريبا فتح الحظ لي نافذة جميلة بتعرفي عليك، وأدمنت كتاباتك واستمتعت بما ترسل من مواد راقية.
الرائعة زين كبارة كتبت: لقد انتهيت للتو من قراءة مقالك. واود أن اخبرك بأنني احببت ما كتبت، وعلي ان اعترف بانني، وبعد أن غادرنا ابو طلال، توقفت عن قراءة الصفحة الأخيرة من القبس، حيث كان يكتب، ولكني بعد مقال طارق شعرت بأنني تغيرت، فقد ألهمتني مقالتك!
أما ح. قبازرد فقال بكل شفافية وإنسانية: انني اعيش منذ سنوات ست تقريبا بعيدا عن عائلتي لظروف عمل، ومقالك لمس شغاف قلبي، وملأ عيني بالدموع!
وهنا أشعر بأن علي التوقف عن نقل بقية الردود، فقد غلبتني عاطفتي وأصبحت لا ارى الأحرف بوضوح على لوحة المفاتيح!

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

.. وتستمر نجاحات الإسلاميين

اكتساح الاسلاميين للانتخابات في أرجاء الأرض جاء كنتيجة طبيعية للظروف التي مرت بها الدول المقام فيها مثل هذه الانتخابات. فقد كشفت العقود الماضية فساد الفكر العلماني وزيفه، وعدم واقعية المفهوم اليساري، كما عرّت حقيقة الشعار القومي المتجرد! ناهيك عن ان الناس أرادوا مكافأة الفكر الاسلامي، الذي مع معاناته الطويلة من ظلم وبطش الأنظمة القمعية التي كانت تحكم تلك الشعوب، فإنه كان قريباً من الناس ومن معاناتهم وحاجاتهم، مما يؤكد صفاء معدنه وسموّ هدفه.
هذا مختصر مفيد لما يجري في مناطق الربيع العربي، ولم أكتشف على المستوى الشخصي ضحالة الفكر العلماني الخليجي أو خبثه أحياناً إلا عندما قرأت مقالات لبعض أو قل معظم رموزهم تعليقا على ما يحدث في تلك الديار، فقد استشاطوا غضبا وانفجروا حقدا على نتائج الانتخابات، وأراد الله عز وجل ان يظهر لنا كيف ان دعواهم وشعاراتهم للدفاع عن الحريات ما هي إلا بالونات هواء فارغة من أي رصيد واقعي! حتى ولو كان بعضهم يحمل الدفاع عن حقوق الإنسان في الكويت!
***
من أظرف ما سمعت من تعليقات الاخوان المسلمين على اتهامات خصومهم لهم، عندما قال أحد هؤلاء الخصوم انهم ـــ أي الاخوان ـــ استغلوا الدين لترويج أفكارهم! فهم يقدمون كسوة العيد للأسر المحتاجة وافطار الصائم للفقراء، ويديرون لجاناً خيرية من أموال المحسنين.. إلخ، فقال الاخ ردا عليهم: وغيرنا يروج أفكاره بنشر المخدرات والخمور والترغيب بممارسة المحرمات، واستغلال المرأة في جذب الأصوات! فكل له بضاعته، والمواطن يختار من يشاء!
***
ومن أسخف ما سمعت من شبهات العلمانيين، تعليقا على تلك النتائج، ان الاخوان سيهدمون الديموقراطية اذا وصلوا للحكم، وسيمنعون الكثير مما هو مسموح به اليوم مما سيؤثر في اقتصاد البلاد، وكأن اقتصاد مصر غير مدين بآلاف الملايين من الدولارات للدول الأجنبية، وكأن مصر غير مرهونة للمساعدات والهبات الخارجية بسبب السياسة المالية والاقتصادية الفاشلة!
ونقول لهؤلاء.. الحكم بعد المداولة.. هذا ليس عذراً لرفض نتائج الديموقراطية، التي يجب ان نتقبلها بحلوها ومرها، بالضبط كما كان الآخرون يتقبلون النتائج في سالف الأيام! الاخوان يدركون جيداً ان ظهرهم مكشوف، وان من أوصلهم اليوم للحكم قادر على ان يزيحهم منه غداً.
***
عندما كشفت القبس قضية الايداعات المليونية، لم نكن نتوقع ان الأمر بهذه الجدية وهذا الحجم، الى ان اصدرت النيابة قرارها بالافراج المؤقت عن هؤلاء المشتبه بهم بكفالة خمسة آلاف دينار، مما قد يؤكد تورطهم! لذلك نتمنى من المواطن الذي سيدلي بصوته غداً ان يختار من يظن انه سيمثله تمثيلاً حقيقياً، ويفتخر في المقبل من الأيام بانه اختار هذا النائب الحر النزيه، وليحذر ان يختار من يبيعه للشهوة والمصلحة بعد ان باع البلد والشرف!