عادل عبدالله المطيري

نصائح للرئيس جابر المبارك

بالتأكيد، رئيس الوزراء الجديد الشيخ جابر المبارك يملك من الخبرة السياسية الشيء الكثير، اعتمادا على تاريخ حافل بالعطاء في مناصب مختلفة تدرج فيها إلى أن تقلد منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع في الحكومة السابقة، ومما لاشك فيه أنه كان على اطلاع كامل ودقيق بالمشكلات التي واجهتها الحكومة السابقة مع مجلس الأمة والتي كانت سببا في تأزيم العلاقات الحكومية البرلمانية والتي تسببت في النهاية برحيل الحكومة السابقة.

ومن المؤكد أيضا أن للشيخ جابر المبارك علاقات ممتازة مع التجمعات والكتل السياسية وخصوصا كتلة العمل الشعبي والتكتل الوطني، والتي ينتظر ان تدعما الحكومة الجديدة ذات النهج الجديد، وخصوصا إذا ما تعاملت الحكومة الجديدة بقانونية مع مشكلة التحويلات والإيداعات المليونية، وإذا ما أشرفت على الانتخابات البرلمانية القادمة بكل شفافية وحيادية، ومما لاشك فيه إن تحالف الحكومة مع الكتل البرلمانية أو على الأقل التنسيق معها والاستماع الى وجهات نظرها، سيكون عامل نجاح للحكومة وخاصة بعد آن أثبتت التجارب الحكومية السابقة إن خسارة التجمعات السياسية والكتل البرلمانية يعني علاقات متأزمة بين الحكومة ومجلس الأمة.

كذلك يجب أن تنظر الحكومة في أزمة الإضرابات العمالية وتراجع سلم الرواتب التي عبثت به الحكومة السابقة، فالكوادر وزيادة الرواتب يجب أن تكون شاملة وعدالة، وكذلك تطبيق القانون على وسائل الإعلام التي انحرفت عن مسارها الصحيح وبدأت تسيء إلى المجتمع وتأجج الفتن، كذلك ملف التنمية المليء بالخطط الورقية التي تنتظر القرار الجريء والسريع وأخيرا يجب أن تلعب الحكومة وفقا للقانون والدستور ولا تستغل الثغرات الدستورية والقانونية لتتهرب من الاستحقاقات الدستورية، فلقد أثبتت تجارب الحكومة السابقة بأن مواجهة الاستجوابات أقل تكلفة من عدم مواجهتها.

نحن متفائلون بالحكومة الجديدة ورئيسها الجديد ذي الخبرة الكبيرة، ونتمنى من مجلس الأمة المقبل أن يعطيها الفرصة والوقت الكافي قبل أن يحكم عليها أو أن يحاكمها.