عادل عبدالله المطيري

ثورة…عايض!

يمكن فهم أن تكون هناك فئة معينة من المواطنين تمارس السياسة أو أن تهتم بالشأن العام، تتابع نشرات الاخبار والبرامج الحوارية، كذلك قد تهتم فئة معينة بالقضايا الخليجية والعربية والعالمية.

لكن أن تكون غالبية المجتمع الكويتي وعلى اختلاف أعمارهم وأجناسهم ومذاهبهم وثقافتهم متعلقين جدا بالمسائل السياسية ومتابعين مخلصين لنشرات الأخبار حتى تحولت مجالسهم إلى دار للندوة أو نسخة مصغرة لساحة الارادة أو الصفاة!

أصبحنا ننظم مظاهرات واعتصامات (واربعائيات) لكل قضايا مجتمعنا الكويتي وكذلك نصرة لقضايا أمتنا العربية الإسلامية!

حتى أبناؤنا الطلبة أفسدنا ثقافتهم، فبدل أن يعتصموا أمام مدارسهم رافعين كتبهم الدراسية تعبيرا عن احتجاجهم المشروع على توزيع الدرجات، ذهبوا الى وزارة التربية يرفعون شعارات سياسية مأخوذة من ساحة الإرادة الكويتية وساحة باب عمرو بحمص، وأكملوها بأهازيج على الطريقة السورية ضد وزير التربية في الكويت!

اصبح المجتمع الكويتي سياسيا حتى الثمالة، فبدلا من نقاشات التنمية والاقتصاد وحوارات الشعر والادب انتشرت المحاورات السياسية، يجب ان نعود الى صوابنا وألا نزج بكل شرائح المجتمع في دهاليز السياسية القذرة، فرفقا بأبنائنا والقوارير!

اتمنى أن تتحول مجالسنا (الديوانية) الى ملتقيات مفيدة ومتنفسا جميلا لمرتاديها بعيدا عن السياسة «فمن السياسة ترك السياسة»!

كذلك يجب وقف الحرب الشرسة بين الحكومة وخصومها والتي تدور رحاها على وسائل الاعلام المرئي والمقروء والتي أفسدت الذوق العام، الا يحق للمواطن متابعة برامج اعلامية ترفيهية او ثقافية أو دينية بعيدا عن هموم السياسة، سيّستم الشعب وجنيتم ثقافة «تعرف عايض»!

ولا ألوم الطلبة عندما رفعوا هذا الشعار، فهم تأثروا وبلاشك بمن سبقهم من السياسيين والذين أصبحت بعض تصريحاتهم ليست فقط نابية بل خادشة للحياء والاخلاق العامة، ناهيك عن التشكيك في وطنية وولاء خصومهم.

للاسف بدأنا نخسر الكويت التي عرفت بتسامحها وترابط أبنائها، والسبب لعب الكراسي والمناصب السياسية والمصالح الشخصية، عزف السياسيون على أنغام الطائفية والفئوية وكان نشازا لا تتقبله الآذان الوطنية.

يجب أن نستذكر كلمة سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد ـ رحمه الله: «إن الكويت هي الوجود الثابت ونحن الوجود العابر».

يجب أن نراجع الكثير من أخطائنا السياسية والاقتصادية والاعلامية والثقافية التي أنتجت ثقافة «الانبطاح ـ التأزيم».. وكارثة عايض.. ارحلوا جميعا غير مأسوف عليكم!

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

عادل عبدالله المطيري

twitter: @almutairiadel
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *