طارق العلوي

بميزان حسناتك يا بوصباح

كنت أتابع الفنان القدير محمود المليجي، وهو يؤدي دور رجل الأعمال «حافظ أمين»، الذي قرر انشاء جمعية لرعاية الطفولة.
وفي حفل جمع التبرعات لانشاء هذه الجمعية، وقف حافظ أمين، وألقى كلمة مقتضبة، ردا على المديح والثناء الذي انهال عليه من الحضور، جاء فيها: «استغفر الله.. استغفر الله.. بصراحة أنا فكرت في مشروع الوحدة الصحية لأبناء موظفي الشركة، لحاجة في نفسي.. زي منتو عارفين أنا محروم من الأولاد.. ومش ممكن ألاقي راحتي أو سعادتي أو وجودي في الحياة الا في اسعاد الطفولة البريئة.. والظاهر الأطفال في الجمعية عارفين نقطة الضعف اللي في.. دايما يغمروني بحبهم.. أسعد لحظة عندي لما يحطوا ايديهم في جيوبي.. وياخدوا «البمبوني والشوكلاطة».. في الواقع أنا باخد منهم كثير.. ابتسامات حلوة.. بتخليني أحس اني أب.. أب لهم كلهم.. وأنا لا يسعدني بالمرة انه يقال عني رجل الانسانية والمروءة.. انما يسعدني أكثر لما اسمع الكبار والصغار بينادوني.. بابا حافظ».
وهنا دمعت عينا رجل الأعمال الخيرية «بابا حافظ أمين».. ودمعت عيني معه.
وسبحان الله، ويالمحاسن الصدف.. فبينما أنا أمسح الدمعة التي ترقرقت من عيني، واذا بمقطع فيديو يصلني من مقابلة للنائب عبدالله التميمي، يتحدث فيها عن تلقيه أموالاً من سمو الشيخ جابر المبارك.. لتوزيعها على بعض حسينيات الدائرة الخامسة.
وأستغفر الله.. أستغفر الله.. سامحني يا رب لأنه راح بالي بعيد، فقد ظننت لوهلة، وبعض الظن اثم، ان سمو الرئيس كان يعطي النواب «اكراميات».. لكن سرعان ما تبددت الغشاوة أمام عيني، وأدركت أن سموه كان يقدم الأموال للنواب أملا في كسب قلوبهم وأرواحهم بأعمال الخير وأموال الصدقة، وأن هذه «المساعدات»، حسب ما ذكر التميمي في المقابلة، لم تكن في المجلس الحالي فقط، وانما حصل على مثلها بالمجلس السابق كذلك، وشملت «نوابا كثيرين.. وفي دوائر أخرى أيضا».
عموما، كانت مصادفة سعيدة لأرى الفرق بين الخير.. و«الجمبزة». ففي الفيلم، والذي اسمه بالمناسبة «بطل للنهاية»، يطلع في النهاية بابا حافظ أمين «جمبازي» لاعب عليهم ولاهف فلوسهم.. بينما بابا جابر المبارك حريص كل الحرص انه يحط فلوسه على نواب «يتشرّفون بعلاقتهم مع سموه»، ويحط فلوسنا في مشاريع تنمية باتت جاهزة للانطلاق متى ما انتهت.. الاشاعات.
.. وعلى رأي المثل المصري: طول ما قلبك مليان «طيبة».. هتطلع من خيبة.. تقع في مصيبة.
٭٭٭
بدأناها بالشوكلاتة السويسرية.. وبعدها استمتعنا بكاكاو بوعلي، اللي كل من ذاقه طلع راضي.. والآن ختمناها بـ«البمبوني والشوكلاطة» اللي وصلت حق بعض أبناء.. حافظ أمين.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *