طارق العلوي

«شريط.. غيت»

أخطأ أبو عبدالمحسن، وقلما يخطئ، وهو يخاطب حينها أحد أبناء الأسرة، قائلا: «لا تحلّون هالمجلس.. ترى والله ما تحصلون مجلس مثله».
وبخبرة أبي عبدالمحسن الطويلة، في مجالس متعاقبة، فقد كان مقتنعا بأن المجلس الأخير، برئاسته، قبل استقالة سمو الشيخ ناصر المحمد، هو الأكثر طواعية والأسهل انقيادا للتوجيهات والتعليمات.
بيد أن المجلس الحالي تفوق بمراحل على ذلك المجلس، وربما نجرؤ ونعلن أنه حطم أرقاما قياسية جديدة في «الطواعية والانقياد»، ببركات الرئيس الشاب.. وصدق المثل القائل: «ابن أخت الوز.. عوّام».وبفضل توجيهات الخال، استطاع أبو علي ان يترأس مجلسا وظيفته «امتصاص الصدمات»، فكلما انكشفت قضية فساد جديدة، تحرك المجلس، مستبقا الغليان الشعبي، وأطلق تصريحات نارية بالويل والثبور وعظائم الأمور لكل فاسد، وتعهد بملاحقة كل متنفذ متورط بالحرام. وما إن يهدأ الغضب الشعبي حتى تشاء الظروف، والصدفة المحضة، ان تُحفظ القضية.. أو يُطوى ملف لجنة التحقيق!
لكن المعلومة الخطيرة التي كُشف النقاب عنها يوم أمس، بوجود «مقاطع» حول قضايا مالية، وأمور تمس أسرة الحكم، وتحركات على الشأن المحلي.. كل ذلك يحتم على الشعب الكويتي تناسي خلافاته الجانبية، والتركيز على محتوى هذه «المقاطع».
سمعنا كلاما خطيرا عن مؤامرات تحاك في الظلام ضد رموز البلد، وعن سرقات «مليارية» والتي إن ثبتت صحتها، فستكون أكبر عملية «نهب» للمال العام في تاريخ الكويت، وسيكون أقل وصف للمشاركين بهذه الجرائم أنهم «خونة» لا يستحقون شرف العيش على تراب هذا الوطن.
لذا، فقد بات من السخافة والسذاجة على الشرفاء من أبناء هذا الوطن، ان يستمر بعضهم في رفع راية «البرتقالي»، والبعض الآخر في رفع راية «الأزرق»!.. فاليوم نحن أمام فضيحة تستدعي ان نلتقي جميعا تحت راية واحدة، ألوانها الأخضر والأبيض والأحمر والأسود، وأن نقف صفا في وجه من يضمر شرا بمستقبل الكويت.
بالأمس قام أحدهم خطيبا في وسائل الاعلام مدعيا ان المنشأة الرياضية بنيت على «سنة ورمح»، وأن العيب ليس بالمنشأة بل في الجهة الحكومية التي ترفض تسلم المنشأة.
ولم تجرؤ الحكومة على التفوه بكلمة اعتراض!.. المهم سمعة الخال، ولتذهب سلامة وأرواح الجماهير الكويتية عند.. جدي!
واليوم يتكرر السيناريو نفسه ويظهر نفي قاطع لوجود مثل هذه «المقاطع». وما لم يتحد «البرتقالي» و«الأزرق» تحت علم الكويت ويتحركوا جميعا للمطالبة بكشف الحقائق كاملة، فإن القضية قد تُحفظ.. بالثلاجة، ويا دار ما دخلك شر!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *