سامي النصف

هل يمكن إخفاء الطائرات؟!

لا يمكن مقارنة حوادث اختفاء الطائرات الصغيرة بداية ومنتصف القرن الماضي عندما لم تكن هناك أقمار صناعية ورادارات متقدمة ووسائل اتصال حديثة وعمليات بحث وإنقاذ متطورة كحال هذه الأيام، مع اختفاء الطائرة الماليزية شديد الغموض والفريد من نوعه في عالم الطيران الحديث.

****

وطريقة معرفة أماكن الطائرات في الأجواء متنوعة منها ارسال الطيار بشكل منتظم موقعه وارتفاعه ومتى يكون فوق النقطة التالية له في الممر الجوي الذي اختاره ووافقت عليه المراقبة الجوية، الثاني هو متابعة الطائرة من قبل الرادارات المدنية المسماة بالثانوية بعد ان يطلب من طياريها وضع رقم رباعي في جهاز الترانسبوندر ولتلك الرادارات حدود مرتبطة بارتفاع الطائرة وبعدها عن مركز الرادار، ثالث الطرق هو الرادار العسكري المسمى بالرئيسي الذي يقوم عمله على ارسال ذبذبات تصطدم بأي جسم طائر وترجع دون معرفة تفاصيل دقيقة عن ذلك الجسم وقدراته كذلك محدودة بالارتفاع والمسافة حيث لا يمكن له ان يكتشف طائرة تحلق خلف جبل او على ارتفاعات منخفضة بعيدة.

****

وهناك الملاحة الحديثة القائمة على الاقمار الصناعية والمجربة في بعض البلدان المتقدمة والمتوقع تطبيقها عام 2020 والتي يفترض ان يعلم من خلالها موقع وارتفاع كل طائرة بشكل دقيق جدا طوال الوقت بحيث تحلق الطائرة ضمن «فقاعة سلامة» تحيط بها وبالتالي سيمكن الاستخدام الافضل للسماء الواسعة بدل من التقيد بممرات جوية ضيقة ومتعرجة تزدحم بها الطائرات وبالتالي تقصير المسافات وسهولة الحصول على الارتفاعات المطلوبة وهو ما سينعكس ايجابا على توفير الوقت وحرق الوقود وبالتبعية اقتصاديات شركات الطيران كما يأمل الخبراء ان يمنع ذلك اختفاء الطائرات الغامض مستقبلا.

****

آخر محطة:

(1) الغموض هو دائما منطلق لنظرية المؤامرة، ومزاياها انها تعتمد على الخيال الجامح الذي لا حدود له، ارسل لي صديق «واتساب» نسج ضمنه عملية تأمرية فريدة، حيث تساءل ضمنه لماذا لا يكون الاختفاء عملية مخططة ومتفقا عليها مسبقا بين احدى الشركات التي تصنع الرادارات التي سيصبح شراؤها ملزما بسبب حادث الماليزية؟ ومن ثم ستربح المليارات مع طاقم القيادة او حتى بعض الركاب المؤهلين للتحليق بها وايصالها الى احداثيات متفق عليها في قلب المحيط او قرب احدى جزره بعد اختناق الركاب وسيتم انزالها في البحر كما نرى في نشرات السلامة قبل غرقها لاحقا خاصة وقد حلقت الطائرة لعدة ساعات حتى شروق الشمس وسيتم التقاط الفاعلين وتوفير هويات جديدة لهم ونقلهم لدول اميركا اللاتينية وغيرها بعد تغيير اشكالهم.

(2) النظرية التآمرية القادمة من الصديق هي اقل جنوحا وجنونا من نظريات تآمرية أخرى افترضت خروج الطائرة عن نطاق الجاذبية الارضية (!) او انها محتجزة في الفضاء لأسباب عقائدية!

(3) ومن الهزل الى الجد، الفرصة الحقيقية للوصول الى الطائرة هي التقاط الأجزاء الطافية منها، وكلما طالت المدة سيصعب تحديد مكانها حتى مع وجود تلك الأجزاء التي ستنقلها الأمواج بعيدا عن مستقر الطائرة.

 – twitter: @salnesf

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *