سامي النصف

في حل لغزالطائرة الماليزية!

عقب أحداث سبتمبر 2001 خرجت نظريات تآمرية عديدة قائمة على معطى استحالة قدرة طيارين مبتدئين على توجيه الطائرات للأهداف الصعبة كما حدث، وكانت أكثر تلك النظريات التآمرية جنوحا ما قيل عن أن هناك من أخفى الطائرات الأربع فور إقلاعها وجعلها تهبط في مكان ما، واستبدلها بطائرات وصواريخ يتم التحكم فيها عن بعد لمنع الخطأ، وبالطبع تم إنكار تلك النظرية المجنونة حتى أتى الحادث الغامض للطائرة الماليزية التي مضى على اختفائها 8 أيام دون أثر.

***

ولو أخذنا جميع الاحتمالات بشكل منطقي لاستبعدنا وقوع خلل فني طارئ لإمكانية تحدث الطيار حوله مع أبراج المراقبة، كما يجب استبعاد سقوط الطائرة بشكل مفاجئ ضمن مسار رحلتها لفشل 40 طائرة و40 سفينة في الوصول الى مكان السقوط، كما يجب معرفة استحالة بقاء الطائرة محلقة حتى اليوم، ومن ثم لابد أن تكون قد وصلت او تحطمت في مكان ما، ومن ثم لابد أن يكون هناك من أوصلها لذلك المكان.

***

إذا أُخذ ذلك الاحتمال في الحسبان خاصة مع بعض تقارير الـ«وول ستريت جورنال» التي تحدثت عن أن الطائرة بقيت تبث معلومات فنية عن طريق جهاز التواصل الرقمي (ACARS) بعد اختفائها بساعات، يصبح احتمال اختطافها واردا مع ملاحظة أن الطيار لم يضع الأرقام الأربعة المتفق على وضعها دوليا في أحد أجهزة الطائرة فور وقوع الاختطاف، ما يعني أن الخاطف منعه من ذلك وأكمل الرحلة الى مكان اخفائها أو تحطمها، أو أن أحد الطيارين أو كليهما متورط في العملية الهادفة لإخفاء الطائرة.

***

آخر محطة:

(1) مع بقاء كل الاحتمالات مفتوحة ستبقى قضية الطائرة الماليزية غامضة تستقطب أنظار شعوب العالم أجمع ثم ستتكشف الحقائق التي أرى أنها ستنتهي بتشويه صورة المسلمين كالعادة، والأيام بيننا.

(2) ما يقوي نظرية الاختطاف أن هناك من أطفأ الجهاز الذي يساعد على تحديد هوية الطائرة ومكانها المسمى Trans ponder بعد نصف ساعة من آخر مكالمة أرسلها الطيار، ما يعني أن هناك خاطفا متمرسا في علوم الطيران سيطر عليها وبدأ في قيادتها أو أن أحد الطيارين متواطئ في عملية خطفها، خاصة ان الصحف الماليزية نشرت أن الشرطة تحيط بمنزلي الكابتن أحمد شاه ومساعده عبدالحميد.

(3) من الامور التي قد تظهر تواطؤ الكابتن من عدمه مع عملية الاختطاف- ان صحت- كمّ الوقود الاضافي الذي طلبه للرحلة، فمن ينتوي خطف الطائرة سيطلب قطعا الكثير من الوقود الاضافي، اما غير المتواطئ فسيكتفي بكمّ الوقود المعتاد.

(4) ليس من العدل جعل طيار يحلق بطائرات يزيد عمرها على 20 عاماً، ويتم التحقيق معه بدلا من شكره في حال حدوث عطل فني بها بدلا من التحقيق مع من ألغى صفقة الطائرات البديلة التي لا يزيد عمرها على 5 سنوات.

(5) كتبت المقال في الساعة العاشرة من صباح الجمعة وأرسلته وقد تأتي الساعات اللاحقة بما يؤكد صحة أو عدم صحة ما توقعنا، ولن نغير شيئا بالمقال.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *