عبدالله غازي المضف

فداوية!!

خليجنا واحد.. ليلهج بها لساننا فوق كل جرح! دعونا نرقب قناة الجزيرة وما تصنعه ونقول: خليجنا واحد! القرضاوي؟ لن يستفزنا بعد اليوم! فقط لنقرأ جميعاً قول الخالق العظيم عز وجل: «وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا» وننسى القرضاوي وفتنه وحزبه ووجهه ونقول عندئذ: خليجنا واحد! فتلك قطر الحبيبة التي نعشق ترابها وشعبها فردا فردا ولن نقول سوى سحابة صيف وتعدي باذن الله.. لكن تعالوا شوي لنتكاشف معا ايها الكويتيون: علامهم ربع المعارضة «الكلكجية»؟ لِمَ كل هذه الفزعة غير المسبوقة لقطر؟ ما هذا الاعجاب والانبهار والتطبيل والتملق والموت بالدفاع عن سياسة قطر؟ ما تلك النوبات الهيستيرية التي ضربت رؤوسهم في تويتر؟ عسى ما شر يُبه؟ نحن وان كنا نحترم مشاعركم الرقيقة والمرهفة تجاه قطر الشقيقة: لكن ماذا عن حقوق الشعوب والحريات والدساتير التي انبح حسكم وانتم تنادون بها في الكويت؟ اين تبخرت خطاباتكم الاسطورية عن قمع الحريات؟ ما هو حال سجناء الرأي؟ الشعراء؟ طيب شلون على تطبيع العلاقات مع اسرائيل؟ اهو حلال اذن؟ وهل يتماشى ذلك التطبيع مع مطالبكم هنا بتغيير المادة الثانية من الدستور؟ هل هذا هو الحلم السياسي الذي صدعتم به رؤوسنا في ساحة الارادة؟ ام انكم احرار على النظام في الكويت، وفداوية للغير؟ نستهبل على بعضنا يا جماعة الخير؟!

ايها السيدات والسادة: ان هذا الاستفزاز السياسي المتعمد الذي تمارسه حفنة من «الكلكجية» لا يتعدى عددهم 8 أو 9 اشخاص واستخفافهم اللامعقول بذاكرة الشعب الكويتي، وتذرعهم بالكذب والتدليس والهياط في احداث قطر الاخيرة، وسفرهم الدائم الى هناك قبل اي حدث اقليمي لا يذكرني سوى بالعم احمد السعدون يوم ان كتب في تغريدته الشهيرة: ان الله لا يحب الخائنين.. ونحن واذ نُذكِّر للمرة المليون بان المعارضة السابقة قد افرزت شبابا وطنيا حرا سطع نجمهم، وتزعزعت على اثرهم قواعد المتنفذين وصفوف الحرامية، وبشروا بولادة فكر وطني جميل ينتشل ضياع البلد بقوة الحجة والدليل والمنطق، غير ان هؤلاء الشباب سرعان ما انطفأ نجمهم بعد ان خذلهم «بعض» رموز المعارضة السابقة و«قصوا» بهم الخيط! اليوم وفي ظل هذا الموت الاكلينيكي الذي كبَّل معظم اجهزة الدولة ومؤسساتها باتت عودة هذه المعارضة الوطنية الشبابية حتمية لاستعادة التوازن السياسي من جديد وانقاذ ما تبقى من الكويت: هم فقط يحتاجون الى سرعة القرار، والانسلاخ الكامل عن الفداوية.. والايام بيننا!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *