عبدالله غازي المضف

عبد الرحمن السميط.. المسلم الحقيقي!

في ذكرى وفاته الثالثة؛ وعندما نستذكر مشهد تشييع الشيخ المرحوم عبد الرحمن السميط في جنازة عالمية وتاريخية فاقت جنازات رؤساء الدول، فلا ريب ان يراودنا هذا السؤال: لماذا كل هذا الحب؟
من يقرأ جيدا تاريخ أبي صهيب الحافل سيعرف حينئذ ان هذا الرجل مضى في صراط الاسلام، وهو يحمل بيده «جمرة» باتت اشد وطأة واحمرارا وحرقة عن ذي قبل، تلك الجمرة التي افلتها مسلمون كثيرون شيوخا كانوا ام افرادا في زوبعة عصر الشهوات، جمرةٌ اسمها: الصدق!
يقول موقع ويكيبيديا ان 11 مليون افريقي اسلموا على يدي ابي صهيب، اي ما يقارب 972 مسلما في اليوم الواحد، واربعين مسلما تقريبا بالساعة الواحدة! انقذهم، اسعدهم، درسهم، داواهم، لاعبهم، اطعمهم، وشاطر همهم وحزنهم، وبات خيره المنثور حياةً لمن لا حياة لهم، ولا غرابة ان يدينوا له – بعد الله – بكل شيء وكأنما بايعوه سلطانا واميرا: وماذا بعد؟ اين كانت الخطوة الثانية؟ هل جيّشهم ابو صهيب؟ هل استغل شعبيته وتعلقهم به للظفر بمنصب ما؟ هل توسع حلمه لتأسيس حزب سياسي لا سمح الله؟ او تنظيم فكري يبث به خططه وافكاره وأحزمته الناسفة بايعاز من انظمة بعض الدول العربية؟ هل امر الشباب بالجهاد في سوريا والعراق بينما هو جالس في البيت؟ هل استغل سلطة الدين لاغواء الشباب والتغرير بهم؟ هل كانت تعنيه الدنيا اصلا؟ قطعا لا! ولم يكن ابو صهيب يحمل في قلبه الصادق خطوة ثانية ولا ثالثة ولا مليونا سوى الدعوة في سبيل الله وخدمة الاسلام وهداية الملايين بالصدق والسماحة: فمكث 29 سنة في ادغال افريقيا الحالكة وهو يطبق تعاليم القرآن الكريم التي حثت على احترام الاديان، والعقائد، والمذاهب! وما لبث الا ان فتح الشيخ عبد الرحمن قلبه ومدارسه ومستشفياته وبيوته لغير المسلمين أيضا: فكان الحصاد ان ينطق %80 منهم بشهادتي ان «لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله»، بعد ان استقر الاسلام الحقيقي بقلوبهم، وتيقنوا وقتئذ ان الاسلام هو دين الحب والانسانية واحترام الاديان والسماحة والصدق بعيدا عن التكفير، والتحقير، والتعصب، والارهاب، والقتل، والدين السياسي!
مضت ثلاث سنوات على وفاتك يا ابا صهيب، وليتنا تعلمنا منك اخلاق الدعوة الى الاسلام! فمن يقرأ تاريخك المنير سيستدل صدقاً الى صراط الاسلام الحقيقي في زمن سادت به فوضى الفتاوى، والفتن، وقطف الرؤوس، والأحزمة الناسفة!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *