احمد الصراف

الفكر الديني.. والملكية الفكرية!

قام قبل فترة داعية سعودي مشهور، وله في الرياض قصور، بسرقة أدبية فاحشة، تمثلت في نقل كامل محتويات كتاب مؤلفة سعودية ونسبته الكتاب لنفسه. وقد قامت المتضررة في حينه برفع دعوى عليه، وصدر حكم تعويض لمصلحتها وسحب كتاب الداعية، الذي ساهم في إرسال آلاف الشباب للموت في مهمات «جهاد»، ولكن بعد أن حقق الملايين من وراء بيع كتابه المسروق، وسبق أن كتبنا عن هذه السرقة في حينه.
ويبدو أن المسألة قد راقت لرجل الدين «العالم!»، حيث قام قبل فترة قصيرة بالتعدي على حقوق ملكية فكرية ثانية، تمثلت في نقل نصوص كاملة، حرفيا، من كتاب «صور من حياة الصحابة»، ونسبتها الى نفسه، وقراءة تلك النصوص، وكأنها له، من خلال برنامج تلفزيوني من إعداد وتقديم «عالم حرامي»! وبسبب جهل العامة بأفعال هذا الشيخ فقد لقي برنامجه نجاحا وحقق مكاسب كبيرة له، من خلال ما يبث من خلاله من إعلانات عن معاجين أسنان وبامبرز… محرمة!
وقد تساءل الزميل السعودي فهد الحربي عن سبب لجوء هؤلاء «الدعاة» الى سرقة إنتاج غيرهم ونسبته الى أنفسهم، وهم اصلا في غير حاجة الى مال أكثر مما لديهم، كما أن السرقات مكشوفة جدا. وقال ان السبب، في نظره، يعود إلى أن هذا العالم المدعي لا يرى في النقل الأدبي أي مشكلة، فهو من مدرسة تعودت على النقل الحرفي، ولا تشترط الفهم والاستنتاج والإضافة. كما أنه يمثل تيار خصخصة الدعوة الذي يعتمد على نجومية الشيخ أكثر من علمه الغزير، فالناس يقبلون على الاسم اللامع أكثر من المحتوى، هذا غير أن الخصخصة تعتمد دائما على تنويع المنتجات للمستهلكين بغرض زيادة الأرباح، لذلك تحول الشيخ إلى ماكينة هادرة تنتج البرامج التلفزيونية والإذاعية والكتب والندوات والمحاضرات، وكل هذا الجهد الجبار يصعب أن يقوم به رجل واحد، لذلك لا بد من الاستعانة بفريق من المساعدين لزيادة خطوط الإنتاج! ولأن الوقت من ذهب، بل من ملايين الريالات، فإن المكائن تعمل بأقصى طاقتها، فلا يصبح هناك فرصة للتمويه من خلال إضافة سطر أو سطرين، بل يتم النقل حرفيا من دون أدنى حاجة الى ذكر المصدر، وهكذا غرق العلم والفكر في بحر السوق الاستهلاكية!
وهكذا نرى أن غالبية إنتاج هؤلاء الدعاة لا يخرج عن نقل ما ورد ذكره على لسان أو كتب غيرهم، واجترار المواضيع والقضايا والقصص نفسها سنة بعد أخرى، وقرناً بعد آخر. فالمهم الربح المادي الدنيوي، وليس من اين تم النقل، خاصة أن الفكر الديني لا يؤمن، أو حتى يعرف معنى الملكية الفكرية، وليس لها عقاب في كتبهم.

أحمد الصراف

www.kalamanas.com

سعيد محمد سعيد

«الطائفية»… مستقبل أسود

 

كان الله في عون أهل القلوب الطيبة من أبناء منطقة الخليج العربي، ولنقل أبناء العالم العربي والإسلامي من الدعاة والمشايخ الأفاضل والمفكرين والمثقفين والناشطين والكتاب والإعلاميين، بل وبسطاء الناس المخلصين الذين يحاولون العمل وفق ما أوتوا من قدرة لمواجهة ذلك الغول الذي يسمنه أقطاب العداء للحياة وللسلم وللمحبة… غول الطائفية.

هذه النماذج الرائعة الكريمة، تتعرض للتنكيل والاستهداف لا لشيء إلا لأنها ترفض كل ممارسة وفكر وسلوك طائفي، وهذه الضربات تأتي بالتأكيد ممن يعملون ليل نهار لتمزيق المجتمع الإسلامي بالطائفية، فقد تيسر لأولئك «الوحوش» المال والإعلام والدعم ليقوموا بدورهم على أكمل وجه! وقد تفننوا في ذلك كثيراً إلى درجة أن هناك موضةً خبيثةً بدأت في الانتشار في مجتمعاتنا، ليس على مستوى الخطابة والإعلام والصحافة ومناصب التطبيل، بل حتى على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي. قد تجد نكرةً من جراثيم الطائفية وقد استل سيفه باحثاً عن «من يدهن سيره»، ويملأ ركابه فضةً أو ذهباً، عندما يغرد ويكتب وينتج أفلاماً وينشيء المواقع الإلكترونية بهدف واحد يريد به وجه الله سبحانه وتعالى ألا هو: «إشعال نار الفتنة والصدام والتناحر المذهبي»، ولا تستغربوا حين يفعل ذلك ثم يرفع حنجرته الكريهة بالتكبير.

هناك في المقابل، بضع أفكار يسيرة من أصحاب القلوب الطيبة الذين يبذلون كل ما أوتوا من جهدٍ لمحاربة داء الطائفية، لاسيّما على مستوى منطقة الخليج العربي، وقد كان لي الشرف أن أكون واحداً ممن دعموا حملة «الطائفية مستقبل أسود» التي ابتكرتها ونفذتها مؤسسة «قيثارة» للإنتاج والتوزيع الفني.

كانت فكرة الشباب تقوم على أساس التصدي للحملات الطائفية المغرضة التي نشطت فضائيات ومواقع الكترونية وحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد في تأجيجها وتسميم المجتمع الإسلامي بها. وهذا الأمر لم يكن مريحاً بالنسبة لفنانين خليجيين صادقين من الطائفتين الكريمتين. كانوا يراقبون ذلك المد المتصاعد بقذارةٍ لا مثيل لها، مدعوماً من لحى وبشوت خبيثة، ومن فضائيات ومواقع الكترونية، ومن مصادر أموال مصبوغة بالدناءة، فنهضت بضعة أفكار على أيدي شباب خليجيين لإنتاج الأفلام القصيرة والمقاطع الترويجية التي تنادي بمحاربة الفكر الطائفي المريض، من خلال مخاطبة العقول والضمائر.

على مدى دقيقة و39 ثانية، انتشرت الحلقة الأولى من الحملة (الطائفية مستقبل أسود)، وقد كتبت عنها تقريراً مفصلاً حال بثها، وأذكر القاريء الكريم بمضمون ذلك الفيلم القصير الرائع الذي وقعت عليه عيون مئات الآلاف ويتغلغل إلى عقولهم قبل وجدانهم… ففي ذلك المشهد، يبدو اثنان من الأصدقاء من الطائفتين الكريمتين، تسبقهما مشاهد تحريض وتأجيج وقتل وإرهاب وعنصرية تبثها القنوات الطائفية، ما تلبث أن تعكس أثرها الصدامي بين الاثنين فيبدآن بالتشابك بالأيدي إلى حد التقاتل وإدماء الرؤوس والأجساد، وتحطيم الصورة التذكارية التي تمثل العلاقة الجميلة بينهما.

ينظر كل منهما إلى الآخر وهو يلهث في حالة غضب مؤجج إلى أعلى حد، ثم تهدأ النفوس، ويجلس الإثنان ليشاهدا مباراة في كرة قدم وهما في غاية الانسجام والمحبة، ضمن فاصل على الشاشة، تظهر عبارة: «أيها السني، إن الشيعة الروافض هم العدو الأول للسنة»، فينظر السني إلى صديقه الشيعي بريبة، وكذلك الحال حين تختفي تلك العبارة وتظهر عبارة آخرى تقول: «أيها الشيعي، إن السنة النواصب هم العدو الأول للشيعة»، فيتبادل الصديقان نظرةً حادةً، ويعودان للصراع والتشابك من جديد في الوقت الذي تبث فيه الشاشة مشاهد التفجيرات والإرهاب والمسلحين، حتى تصبح الغرفة التي تجمع الاثنين وكأنها ساحة حرب. تضطرب الغرفة بما فيها وتهتز إلى أن يتحرك الرف الذي يحمل القرآن الكريم، وقبل سقوط كتاب الله المقدس على الأرض، يهرع الإثنان للإمساك به، وينتهي المشهد بمسك المصحف من الطرفين حفاظاً عليه وتظهر عبارة: «الطائفية مستقبل أسود… ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا».

حسناً… جميل ذلك العمل دون ريب، لكن لدي سؤال أوجهه إلى المسئولين في تلفزيونات دول مجلس التعاون وملاك الفضائيات، ألا يستحق هذا الجهد الجميل، وبإمكانيات محدودة من هؤلاء الفنانين، أن تقدّموا لهم الدعم والمساندة من جهة، وتتبنوا أعمالهم وتشجعوهم على تنفيذ المزيد منها من جهة ثانية؟

على أية حال، نودّ أن نرفع كل الشكر والتقدير إلى فريق العمل من الفنانين والكتاب والفنيين: الممثلان عبدالرحمن بودي، مراد أبو السعود، موسى ثنيان وفاضل الشعلة اللذين كتبا السيناريو، أحمد الجارودي (التصوير والمونتاج)، ميثم البحراني (الإضاءة)، مهدي الجصاص (المكياج)، ونرفع صوتنا معكم أيضاً: «لا مكان للطائفيين الذين يريدون أن يجعلوا مستقبلنا أسود، بتآمرهم مع أعداء الأمة الإسلامية وخصوصاً الصهاينة وما يحيكونه في مؤتمراتهم من مؤامرات، يفسح لها الطائفيون المجال وينفذونها من أجل وزن ثقيل من المال، ووزر ثقيل من العار».

عادل عبدالله المطيري

شيطان المعارضة ووثيقتهم

  استمتعت بمشاهدة برنامج «توك شوك» على قناة «اليوم» للمذيع المعارض محمد الوشيحي، وضيفه السياسي المعارض أيضا النائب السابق عبدالرحمن العنجري، والذي كان صريحا جدا خاصة عند تطرقه لموضوع الخلافات العميقة في صفوف المعارضة الكويتية، مما حرضني لكتابة هذا المقال «النصيحة» لمن أحبهم وأختلف معهم، وأقصد «المعارضة الكويتية» بالتأكيد.

بالفعل ـ ربما يعود أكثر الخلاف بين صفوف المعارضة إلى انهم كأشخاص مختلفون فكريا واجتماعيا بدرجة كبيرة جدا ـ حيث ستجد الليبرالي والسلفي، الإخواني والشعبي، وحتى على المستوى العمري لأشخاصهم ستجد الشباب والشيب جنبا إلى جنب ـ وكذلك التوزيع الجغرافي للمعارضة متنوع وممتد من الجهراء غربا إلى الضاحية شرقا ومن الأحمدي جنوبا إلى الصليبخات شمالا.

ربما يعتقد البعض أن هذا التنوع في المعارضة الكويتية صفة محمودة فيها، ويحسب لها لا عليها ـ وهذا بالطبع تصور خطأ، فهذا التجمع الكبير ربما يستطيع أن يسقط حكومات وقد أسقطها بالفعل سابقا، ومن الممكن أن يضغط من جهة الرقابة البرلمانية الصارمة على أعمال الحكومة وقد فعل سابقا ـ ولكن لا يمكن ويستحيل أن يتفق كل هؤلاء على «دستور» جديد.

الخطأ الرئيسي الذي وقعت فيه المعارضة السياسية وبعد أن قاطعت الانتخابات الأخيرة والتي رفضتها لأنها جرت على أساس قانون الصوت الانتخابي الواحد والتي عدل بطريقة غير دستورية كما ترى المعارضة ـ أنها حاولت أن تضع تصورا شاملا للإصلاح السياسي والدستوري وان تصدر ما يسمي بوثيقة «ائتلاف قوى المعارضة»، والتي وعدت أن تصدرها بمنتصف الشهر الماضي ولم تنشرها حتى الآن، ولن تنشرها مستقبلا ـ لأنهم بالحقيقة يختلفون حول أهم الأفكار «إشهار الأحزاب السياسية والحكومة المنتخبة وموقف الشريعة الإسلامية من كل هذه التعديلات».

يجب أن تتخلى المعارضة السياسية عن التفكير بطريقة حل كل المشكلات مرة واحدة وبوثيقة واحدة لأنهم بحقيقة الأمر سيفشلون في ذلك ـ لأنهم في نهاية الأمر مختلفون فكريا وأيديولوجيا.

ومن المفروض أن تقتصر وثيقتهم الإصلاحية على ماهو متفق عليه من الجميع (كتعديل قانون الانتخاب، وإعطاء الثقة للحكومة الجديدة قبل مباشرة أعمالها، طرق حل البرلمان، تسهيل عملية تعديل مواد الدستور، وقانون استقلال القضاء)، فتلك الأفكار يمكن أن تجتمع حولها قوى المعارضة ومن الممكن أن تسوقها وبسهولة في الشارع الكويتي، وبالتأكيد ستكون مدخلا للإصلاح السياسي والدستوري والاقتصادي، أما استمرار المعارضة في مناقشة كل التفاصيل في وثيقة قوى الائتلاف فإنها ستحطم المعارضة أكثر مما هي محطمة، ولا ننسى «أن الشيطان يكمن في التفاصيل»، ختاما ـ أتمنى النجاح لكل جهد إصلاحي وتنموي سواء أتى من الحكومة أو المعارضة ـ فالكويت والكويتيون متعطشون إلى التقدم والازدهار والتنمية.

محمد الوشيحي

خصوصية دي تبقى خالتك

المسؤول الوحيد الذي يمكن أن أصدقه إن هو تحدث عن “خصوصية” بلده، هو المسؤول الإسرائيلي. بلده محاط ببلدان تنظر إليه على أنه العدو الأول في هذا الكوكب، وتتمنى زواله، وإن في الظاهر على الأقل، ومع ذلك لم يحتج المسؤولون الإسرائيليون بهذا، فيقمعوا معارضيهم، ويخنقوا صحافتهم، ويمنعوا خصومهم من السفر، وينكلوا بهم، وينهبوا خيرات بلدهم. بل على العكس، تفوقوا على محيطهم في جل المقاييس، وتفرغوا لتدليك أكتاف شعبهم، ودهس رؤوس أعدائهم. متابعة قراءة خصوصية دي تبقى خالتك

سامي النصف

مصر أجمل ما تكون

  أم العرب جميعا، وحصن الإسلام، مصر الكنانة، التي وقفت مع العرب في كل محنهم، من حرب تحرير فلسطين 48 الى حرب تحرير الكويت 91، وضحت بالغالي والنفيس من أجل قضايا الآخرين، حتى تحولت من أحد أكثر الدول العربية ثراء الى أكثرها عوزا بسبب كلفة الحروب التي خاضتها لأجل أشقائها، انها في أمس الحاجة هذه الأيام لوقوف الشعوب قبل الحكومات العربية والخليجية معها عبر السياحة والزيارة والاستثمار، فالأحوال وعبر التجربة المعيشة، وبعكس ما يشاع، هادئة، والأسواق والمنتجعات السياحية مفتوحة، والأوضاع مسيطر عليها بالكامل من القوى الأمنية، وما يعلن هو حوادث فردية بعيدة عن مناطق السياحة.

***

من الدلالات التي تظهر استقصاد العزيزة مصر بالمؤامرات والبحث عن الأعذار الواهية لتدميرها، تناقض اعدائها فيما يقولون ويفعلون وانعدام حججهم، فكيف لمن ارتضى إزاحة المشير طنطاوي للرئيس حسني مبارك بعد مظاهرات 25 يناير ان يرفض إزاحة المشير السيسي للرئيس مرسي بعد مظاهرات 30 يونيو؟ وكيف لمن أعطى لثورية الشارع حق إسقاط النظام في يناير 2011 ان يرفض إعطاء ثورية الشارع حق إسقاط النظام في يونيو 2012؟!

***

وكيف لمن يرفض فض اعتصام رابعة العدوية بالقوة ان ينسى ان نظام مرسي فض اعتصام الاتحادية بالقوة وأسال الدماء؟ ثم كيف لمن يرفض ترشيح العسكري عبدالفتاح السيسي ان يدعم بالباطن ترشيح العسكري سامي عنان؟ وكيف للرئيس مرسي الذي تظهره الأشرطة وهو يشتم اليهود ويطالب بالقضاء عليهم قبل وصوله للحكم ان يكتب رسالة مليئة بالحب والود لصديقه شمعون بيريز رئيس دولة إسرائيل إبان تواجده في سدة الرئاسة؟!

***

أخيرا، مصر ذاهبة قريبا لانتخابات سيفوز فيها المشير عبدالفتاح السيسي باكتساح، وهذه بداية الطريق لا نهايته، ولنتذكر ان جميع ملوك ورؤساء مصر الحديثة أمثال الملك الشاب فاروق والرئيس الشاب عبدالناصر والسادات ومبارك بدأوا ومعهم أحلام جميلة وتأييد شعبي كاسح إلا ان جميع تلك التجارب انتهت بكوارث وفواجع بسبب بطانة السوء والقرارات الخاطئة والبعد التدريجي عن الشعوب، لذا نأمل ان يوفق الله الرئيس السيسي ويحقق آمال الشعب المصري خاصة ان الفترة المتاحة له هي 8 سنوات على الأكثر حسب المادة 140 من الدستور الجديد التي تتيح فترتين رئاسيتين للحاكم.

***

آخر محطة: (1) كيف أفتى دكتور شريعة كويتي بقتل رئيس جمهورية مصر القادم المشير عبدالفتاح السيسي الذي يؤدي فرائض الإسلام جميعا ومنها صلاة الفجر حاضرا وزوجته الفاضلة محجبة، في وقت لم يفت الدكتور بإباحة دم المجرم صدام غازي بلده وقاتل ملايين المسلمين؟! إن كانت الحجة هي إراقة الدم في ميدان رابعة فقد أراق الرئيس مرسي دماء الجموع التي اعتصمت ضده في الاتحادية وشارع محمد محمود، ثم ان رئيس الدولة ورئيس وزرائها لا وزير الدفاع هم المسؤولون عن القرارات السيادية في البلاد، نرجو ان نسمع من الشيخ الجليل إما فتوى دماء جديدة باستباحة دم الرئيس مرسي أو اعتذارا للسيسي ولشعب مصر كافة عن تلك الفتوى الظالمة الشنيعة، ولا شيء أقل من ذلك كي لا تحسب في تاريخه.

(2) ومن العجائب والتناقضات ان من يدعي التدثر برداء الإسلام يتسبب في تدمير المتحف الإسلامي في القاهرة عبر تفجير مبنى مديرية الأمن المجاور ومن ثم ضياع آثار إسلامية لا تقدر بثمن.

احمد الصراف

عود إلى معلولا

y>زار صديقي فهد معلولا، مسقط رأسه قبل سنوات، وكانت حينها تحتفل بـ«عيد الصليب»، وكان الجميع، من بشر وكنائس واديرة، مسلمين ومسيحيين، سعداء بالمناسبة، وبزوار المكان من حجاج وفضوليين وسياح عابرين، وكان الوقت جميلا، فصيف معلولا رائع في سبتمبر. ويقول فهد إن معلولا التي تركها جده وأبوه قبل نصف قرن وهاجروا إلى العاصمة، لا تزال أرضها تضم رفات أسرته التي يعود تاريخها لقرون، وأنهم لم يتوقفوا يوما عن زيارتها وقضاء بضعة أسابيع فيها كل عام. ولا تنفرد معلولا فقط بدور عبادتها العريقة، واديرتها وكنائسها التاريخية، ولا بلغتها الفريدة التي يتكلم بها المسلمون والمسيحيون، والتي يعود تاريخها إلى ما قبل المسيح، والتي أخذ منها الممثل الاسترالي (ميل جبسون) لغة فيلمه التاريخي عن المسيح، بل ولما اكتسبته آثارها التاريخية، كدير مار سركيس الذي يعود تاريخه إلى ما قبل 1600 سنة، من أهمية عالمية أيضا. كما أن هناك دير «مار تقلا» الذي ترعى زواره، منذ عقود، مجموعة من الراهبات. هذه المعلولا بآثارها وتاريخها الذي يمتد لثلاثة آلاف سنة، وكل جميل ومسالم فيها، دخلها أخيرا، للمرة الثانية، مقاتلو «جبهة النصرة» المختلطو الأعراق والجنسيات، فقتلوا من وجدوه أمامهم من سكانها، وشردوا البقية، ولم يبق فيها إلا الذين لم يستطيعوا الخروج لسبب أو آخر، بعد أن اصبحت أديرتها وكنائسها، وحتى مساجدها وآثارها التاريخية مستباحة، حتى مطارنتها وكهنتها لم يسلموا من الخطف والاغتيال. كما تعرضت أغلى مقدساتها للهدم، وما بقي منها تدنس بأحذية المقاتلين القذرة، وكان بإمكان أولئك الجهلة، وبما يدعونه من اتباع وتطبيق للعقد العمري، تحقيق الكثير من خلال الحفاظ على تراث معلولا الإنساني، ولكن هل يعرف هؤلاء حقا ما تعنيه كلمتا «تراث وإنساني»؟ فهم أتوا للتخريب والكسر والحرق لكل ما يمت للتاريخ والحضارة والإنسانية بصلة، غير مكترثين لتوسلات كبار الكنيسة وبابا الفاتيكان ومناشدات اليونيسكو، وقضوا على كل جميل فيها. ويقول فهد انه يود بالفعل أن يعرف ما جناه أو يجنيه هؤلاء الإرهابيون من أعمالهم هذه؟ وهل ستنتهي مشاكلنا بحرق دور عبادة المسيحيين في هذه الدولة أو تلك؟ وهل سيشفي هذا غليلهم؟ وماذا جنى الدين، اي دين، من القضاء على سكان قرية مسالمة لم يعرف عنهم يوما أنهم أجرموا بحق أحد، ولا تمثل مدينتهم أية اهمية استراتيجية، غير كونها رمزا لدين ربما لا يودون له وجودا بينهم!

ملاحظة: بدأت فرق تفتيش وكالة الطاقة الدولية بتفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في إيران! وبذلك ضاعت مليارات الدولارات التي صرفت على هذا المشروع، من قوت الشعب الإيراني. ولا يزال المسؤول في منصبه!

أحمد الصراف

[email protected]

www.kalamanas.com

علي محمود خاجه

«طبعاً مع بسام»

"لا يجوز للجمعية أو النادي السعي إلى تحقيق أي غرض غير مشروع أو منافٍ للآداب، أو لا يدخل في الأغراض المنصوص عليها في النظام الأساسي لكل منهما. ويحظر على الجمعية أو النادي التدخل في السياسة أو المنازعات الدينية، أو إثارة العصبيات والطائفية والعنصرية". تلك هي المادة السادسة من القانون رقم (24) لسنة 1962 في شأن الأندية وجمعيات النفع العام. قبل التطرق إلى القانون يتوجب أن أشرح للقارئ الكريم فحوى القضية المرفوعة من الأستاذ بسام العسعوسي على "جمعية الإصلاح الاجتماعي". فقد ارتكز الأستاذ بسام على محورين في قضيته؛ الأول يتعلق بمخالفة جمعية الإصلاح للمادة السادسة من القانون رقم 24 لسنة 1962 لأنها تمارس المحظور عليها عند تدخلها بالسياسة، أما الشق الآخر فهو ذلك المتعلق بعدد من المخالفات التي سجلتها الحكومة أصلاً ممثلة بوزارة الشؤون على الجمعية بخصوص جمع التبرعات. ولا يعنيني هنا أبداً صراخ جمعية الإصلاح والمنضوين تحت لوائها بأن هذا الأمر هو تعدٍّ على الحريات وغيرها من شعارات يستخدمونها للاستهلاك اليومي، وليس عن قناعة كما أرى، بل يكفي أي عاقل أن يقرأ صحيفة دفاعهم على خلفية القضية المرفوعة من العسعوسي ليستوعب جيداً منطقهم، وإليكم بعض الأوصاف المطلقة على الشاكي في صحيفة دفاعهم "مسلمين بالوراثة، يسعون إلى إنشاء جمعيات ماسونية، أعداء الإسلام". إن ما يعنيني حقاً هو محاولة البعض تصوير ما قام به العسعوسي بسعيه إلى إغلاق "جمعية الإصلاح" بأنه تعدٍ على الحريات، وهو أمر أجده منافياً للحقيقة ولا يمتّ إليها بصلة.  فقد قام العسعوسي بالتنبيه على مخالفة الجمعية للقانون القائم منذ عام 1962 دون محاولة تعديل منذ ذلك الحين، ولا أعتقد أبداً أن القائمين على سن القانون في 1962 كانوا يستقصدون الحريات ووأدها، أو أن يسنوا قانوناً يتعارض مع دستور هم واضعوه أصلاً وفي نفس الفترة.  بل إن الهدف الواضح من نصوص قانون الأندية وجمعيات النفع العام هو تنظيم الأنشطة والمجالات كي لا تخلط الأمور، فالأندية وجمعيات النفع العام تختص بالجوانب الاجتماعية والرياضية والتعاونية والخيرية بعيداً عن الجانب السياسي حماية لمنتسبيها، فلا نجد في يوم من الأيام أن "نادي التضامن" مثلاً يدعو للمشاركة أو مقاطعة انتخابات مجلس الأمة، ولا نجد أن "جمعية كيفان" تطالب بعدم منح المرأة حقوقها السياسية، وغيرها من أمور سياسية تبعدها عن الدور المنوط بها. وقد يطرح رأي بأن ما قام به العسعوسي قد يضر معظم جمعيات النفع العام التي تتطرق للسياسة كـ"جمعية الخريجين" مثلاً، وهو أمر أعتقد أنه سيحدث إن كسب العسعوسي القضية لكنه في الوقت نفسه سيقود بالضرورة إلى إكمال ما أقدم عليه السابقون في 1962، وهو تأسيس الأحزاب والجمعيات والأندية السياسية، فترك الأمر بهذا الشكل المبتور والناقص سيجعل أمر جمعيات النفع العام مرتبطاً بمزاج الحكومة، فمتى ما "حمرت العين" على جمعية تغلقها بحجة تدخلها في السياسة، ومتى ما رضيت جعلت الوضع يستمر، وهو أمر ليس بمقبول ولا منطقي أبداً. لقد بادر الأستاذ بسام العسعوسي بخطوة أعتقد أنها ستسهم في تقويم المسار وتشريع قوانين تنظم عمل الجمعيات، بل تضيف عليها رافداً مهماً، وهو تقنين التيارات السياسية، ولهذا السبب فأنا مع ما أقدم عليه وأؤيده بشدة.  ضمن نطاق التغطية: تمارس "جمعية الإصلاح" تحديداً دورين: الأول جمع التبرعات وتوزيعها داخل الكويت وخارجها، والآخر هو اتخاذ المواقف السياسية، وعليك عزيزي القارئ أن تتخيل أنك ممن يتلقون المساعدات من "جمعية الإصلاح" بشكل مستمر وتطلب منك الجمعية اتخاذ موقف سياسي معين، وهو ما سيجعلك عرضة للابتزاز دون شك.

سامي النصف

مزايين الكتب

  أربعة كتب صدرت حديثا عن دار عربي للنشر، أقترح ان تقرأ ويحتفظ بنسخ منها في مجلس الوزراء وفي الجهات المعنية بالتنمية في الكويت للاستفادة الحالية والمستقبلية منها، والكتب الاربعة تتطرق للتجارب الناجحة للتنمية في تركيا وماليزيا والبرازيل وجنوب افريقيا.

***

«الفساد وعلاقته بالأنشطة الإجرامية الأخرى» كتاب صدر للتو للمستشار الدكتور عبدالمجيد محمود يتطرق فيه لصور الفساد التقليدية (7 أنواع) وصور الانماط المستحدثة للفساد (لم يتطرق لآخر الاختراعات الكويتية في هذا المجال وهي نشر الفساد بدعوى محاربة الفساد، والمحاربة الضارية لمحاربي الفساد) وضمن الكتاب علاقة الفساد الوثيقة بالجريمة المنظمة وعمليات غسيل الأموال والتجارة بالمخدرات.. إلخ، فملة الفساد واحدة ومن استحل جزءا قبل بالكل.

***

«حرب الصدور العارية» كتاب من 500 صفحة صادر عن اكاديمية التغيير في النمسا بكيفية القيام بالثورات السلمية وحشد الشباب في الشوارع، والغريب ان من ضمن وسائل اللاعنف في الكتاب اقتحام السجون وإطلاق الرصاص على رجال الأمن (خوش سلمية) ووضع النساء والأطفال وكبار السن في مقدمة المظاهرات وأمام كاميرات الإعلام لكسب التعاطف حال الاعتداء عليهم لتفريقهم (خوش إنسانية).

ومثل ذلك كتاب «المقاومة السلمية للطغيان» من اعداد مركز الشرق الأوسط للدراسات (مسك) وضمنه لائحة لكيفية التصعيد لشل البلدان عبر الاضرابات وعمليات العصيان والإضرار بالاقتصاد.. إلخ، وأعتقد ان مختصر الكتابين هو ان ازالة الطغيان يجب ان تمر بمسح وتدمير البلدان!

***

«الاحتلال المدني» كتاب من 400 صفحة للباحث عمرو عمار ويطرح ضمنه ادلة وقرائن ووثائق يرى من خلالها ان الربيع العربي لم يأت مصادفة بل عبر امر خطط له بعناية من امد طويل وإن ما يحدث هو ضمن الجيل الرابع من الحروب الدولية وأن الأمر سينتهي بقيام شعوب المنطقة بقتل بعضها البعض بدل من قتلها للآخرين!

***

في 250 صفحة يفضح بالأسماء الكاتب سامي كمال الدين زعماءات الإعلام الجديد في مصر في كتابه «الصحافة الحرام» وفي 430 صفحة يأتي كتاب أحمد المسلماني مستشار الرئيس المؤقت عدلي منصور المعنون بـ«اما بعد اسرائيل» الذي يدعي انه اصدره قبل 10 اسابيع، ووصل الآن إلى الطبعة الحادية عشرة (!)، الإعلامي المخضرم حمدي قنديل اصدر كتابه «عشت مرتين» وأتى ضمنه أن صديقه رجل الأعمال الكويتي جواد بوخمسين ارسل له إبان الغزو انه سيبقى في الكويت مهما حدث، وهو امر غير مستغرب على الاطلاق من ابوعماد احد زعماء المقاومة الكويتية والوطني الكبير، الا ان قنديل اضاف ان بوعماد ارسل له وكالة بالتصرف في أمواله وممتلكاته المنتشرة في العالم (!) وقد حاولت التأكد من المعلومة في هذا الوقت القصير ولم أستطع خاصة أن قنديل رجل اعلام لا اعمال حتى يستطيع ادارة تلك الممتلكات.

***

آخر محطة:

(1) منع للمرة الأولى مقال للكاتب بلال فضل في جريدة الشروق المصرية التي يعمل بها فنشر القائم على الجريدة الاستاذ عماد حسين ايضاحا على الصفحة الثالثة لعدد الاثنين الماضي يشرح بالبنط العريض اسباب منع المقال.. تقليد وعرف جميل نرجو ان نرى شيئا قريبا منه في صحافتنا الكويتية العريقة…

(2) مازال يرن في الأذهان مقال قديم متجدد للزميل صلاح الساير اسماه «الكتابة بالحبر السري».

احمد الصراف

أغسطس فبراير.. والصين!

“> 2 أغسطس غزت قوات صدام الكويت واحتلت الوطن وعاثت فيه تخريبا وقتلا، كان في غالبيته عبثاً، ولكن لم يطل أمد الاحتلال، فقد اضطر الطاغية الأهوج الى أن يسحب قواته بعد سبعة اشهر، وتكون تلك بداية انهياره وفنائه وابنيه العاقين! وكان لافتا للنظر خلال تلك الأشهر العجاف، عجز صدام التام عن إيجاد من يتعاون معه من كويتيين، في محاولة لإعطاء احتلاله شيئا من الشرعية، أو لتأكيد ادعائه بأنه دخل الكويت لإنقاذ شعبها من «طغيان» أسرة الصباح. ويمكن القول – مجازاً – إنها ربما كانت المرة الأولى في التاريخ التي لم يجد فيها محتل فردا واحدا على استعداد للتعاون معه ضد حكومته الشرعية. وربما كان هذا الاحتلال فريدا من نوعه، حيث فاق عدد قوات الاحتلال عدد من تبقى من مواطنين في تلك الدولة حينها! وقد كان لرفض الكويتيين التعاون، وصمودهم وتضحياتهم، ضمن امور كثيرة اخرى، دور في الإسراع في تحرير وطنهم!
كان ذلك قبل 24 عاما تقريبا، وعيد التحرير في 26 فبراير يقترب سريعا، ولكن الكويت 26 فبراير 1991 غيرها اليوم بكثير.
* * *
بنى الصينيون سورهم العظيم قبل ميلاد المسيح بمائتي عام، ليحميهم من الغزاة، وكان صرحا هندسيا رائعا، امتد على أكثر من 20 الف كيلو متر من الاسوار والموانع الطبيعية، ولا يزال يشهد على عظمة ذلك الشعب. وقد نجحت مناعته في صد غزاة الشمال على مدى أعوام طويلة، فقد كان تسلق علوه الشاهق أو إحداث ثغرة فيه أمراً بالغ الصعوبة. ولكن سرعان ما تراخت قبضة الدولة الداخلية، وزاد الفساد، وانتشرت الرشى، بحيث أصبح لكل شيء ثمن، وهنا استغل أعداء الصين ثغرة خراب الذمم وانتصروا على السور ليس بتسلقه أو هدمه بالمدافع الحديثة او بتفجيره بالديناميت، بل بدفع رشوة لرئيس حرس إحدى بوابات السور، ففتحها لهم، وهذا يشبه وضع البعض في الكويت الذين يركّ.بون أفضل الأقفال لأبواب بيوتهم، ولكنهم يسيئون معاملة خدمهم.
ولو نظرنا الى الكويت، وقارنا أخلاق وأحوال شعبها اليوم بما كانت عليه في 2 أغسطس 1990 لوجدنا بوناً شاسعا، على الرغم من قصر الفترة وزيادة الثراء، وقلة المشاكل الحقيقية! وسبب ذلك يعود الى غياب وتآكل العناصر التي كانت توحد مكونات الشعب، بعد أن سمحت الحكومة، ربما متعمدة أحيانا، بأن تفرق تلك المكونات ليسهل لها الحكم والتحكم، ولكن نفَس مثل هذه السياسات قصير، وقد دفع الجميع ثمنها غاليا، فقد اصبحنا شعوبا متفرقة داخل الشعب الواحد، واصبحنا نفتخر ونتباهى بانتماءاتنا الطائفية والقبلية، وأصبح الحضري والقبلي، السارق وصاحب السوابق، أفضل من غيره، إن عرف كيف يدغدغ العصبيات ويخاطب الغرائز. والمؤسف أن الوقت قد تأخر، وأصبح الخراب متأصّ.لا ومتجذّ.را بشكل عميق، ولا أمل في أي إصلاح حقيقي قريب.

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

«أصبح الحليم فينا حيران»

مع ان الامور تسير معكوسة في هذا الزمان، ومع اننا في زمان «أصبح الحليم فيه حيران»، ومع ان الباطل اصبح حقاً واصبح الحق باطلاً، ومع سرعة تغير الاحداث ومواقف الدول، ومع انتشار نفسية اليأس والاحباط عند العامة والخاصة، الا ان الامل بعودة العقل الغائب مازال موجودا! فلم تصل الامور عندنا الى ماعانت منه اوروبا في القرن الماضي، فالذي يقرأ التاريخ لايملك الا ان يبتسم تفاؤلاً.. حين يلتفت الى ما يحدث اليوم في اقطارنا العربية والاسلامية، الشام واليمن ومصر وغيرها، ولعل تاريخ اوروبا الغربية القريب خير شاهد.. اذ كم عانت من الفوضى والبطش والاضطراب قبل ان تحظى اخيراً بالهدوء والاستقرار! متابعة قراءة «أصبح الحليم فينا حيران»