مبارك الدويلة

ومن الحقد ما قتل

«دوخنا مبارك الدويله بتوسلاته للناس لكي يصدقوا أن ما يعيشه قطاع التعليم من تخلف ليس مآله جماعة تيار الإخوان المسلمين -فرع الكويت- إنما هو بسبب القوى الليبرالية الوطنية» بتصرف – مقدمة مقال الزميل الأستاذ سعود السمكه في القبس عدد الاحد الموافق 2013/8/11. بعد هذه المقدمة توقعت أن أقرأ للزميل الفاضل تفنيدا لما ورد في مقالتي التي أشار اليها، والتي ذكرت فيها بالأدلة القاطعة أن سبب تخلف التعليم في الكويت هو سيطرة الفكر الليبرالي العلماني على وزارة التربية منذ عهد ما قبل الاستقلال إلى اليوم! وأوردت فيها أسماء الوزراء والوكلاء الذين تناوبوا على الوزارة خلال تلك العقود الطويلة! ولكنني لم أجد غير تلك المقدمة التي تتكلم عن الموضوع بل إنه سرعان ما انتقل الى موضوع آخر من المواضيع التي يكررها الليبراليون صباحاً ومساء ويفترون فيها على الاسلاميين، دون أي اعتبار لعقلية القارئ التي تميز بين الغث والسمين أو بين الحق والباطل!
يقول زميلنا الفاضل في محاولة للهروب من مقدمته التي بدأ بها مقالته «حيث تمكن الإخوان منذ الانقلاب الأول على الدستور عام 1976 من عقد حلف مع رموز السلطة في العهد السابق تحت شعار – لكم السلطة ولنا الادارة -……»؟! ويلاحظ القارئ الكريم أنها كذبة اخرى كبيرة يكررها زميلنا الفاضل، لأنه سمعها من جلسائه الليبراليين دون أن يتحقق من مصداقيتها وتوافقها مع أحداث التاريخ المسجل والمدوّن، الذي اصبح في متناول كل باحث. إن الكويتيين يا أستاذي الفاضل يعلمون جيداً مَن الذي شارك في حكومة الحل عام 1976! فإن كنت أنت تقصد بالانقلاب على الدستور مشاركة فضيلة الشيخ يوسف الحجي وزيراً للأوقاف آنذاك، فلماذا تغض النظر عن رموز الوطنية آنذاك، الذين شاركوا في الحكومة نفسها؟ ام ان مشاركة يوسف الحجي انقلاب على الدستور ومشاركة عبدالله يوسف الغانم وحمود النصف وعبدالعزيز حسين وعبدالله المفرج ومحمد العدساني وسليمان حمود الخالد تعتبر دعماً للدستور؟! أليس هؤلاء رموزا للعمل الوطني في تلك المرحلة؟ أليس بعضهم من استقال من المجلس المزور عام 1967؟ أليس من بينهم من أصبح من الرموز الوطنية في غرفة التجارة والصناعة؟! لا أعتقد أن عاقلاً يشكك في وطنية هؤلاء، ولكنه الحقد الأعمى، والعياذ بالله، الذي يجعل الإنسان يرى الحق باطلاً والباطل حقاً!
زميلي الفاضل.. عرفك الكويتيون في بداياتك الإعلامية والسياسية شخصية محافظة ذات توجهات إسلامية متوازنة، وترشحت عام 1992وحصلت على المركز الرابع وانتقلت للعمل قريبا من الليبراليين، وتحوّلت توجهاتك 180 درجة وأصبحت تزايد عليهم في الليبرالية، وأنا أعلم أنها ليست من ثوبك، وشاركت في عدة انتخابات برلمانية كانت نتيجتك في آخر مشاركة قبل أقل من شهر حصولك على المركز الحادي والثلاثين! وهي نتيجة كافية لإعطائك مؤشرا على تقبل الناس لأفكارك، لذلك أنصحك كزميل لك أن تراجع نفسك وخطك السياسي، فوالله لا يليق بمثلك أن يسير في هذا الاتجاه وأنت تعلم أن نهايته «سكة سد»، وإن أبيت إلا الاستمرار فأتمنى عليك أن تترفع عن توافه الأمور التي يعتمد عليها بعض أتباع العلمانية مثل المعلومات المغلوطة والشبهات المضللة لتشويه صورة خصومهم وأصدق مع الله ثم مع القراء تجد أبواب القبول لك مفتوحة، ولعل أقرب مثال على ما أقول جماعة الإخوان المسلمين، حيث تم تشويههم إعلاميا لمدة ستين عاما وفي أول انتخابات فازوا بها باكتساح، ثم توالت انتصاراتهم إلى أن أدرك خصومهم أن لا مجال لهزيمتهم إلا بالانقلاب العسكري، الذي مع الأسف الشديد، كنت أنت مع من باركه في سقطة كبيرة للفكر الليبرالي والعلماني ما يغسله المطر سبعين عاماً!
دعوتي لي ولك ولأمثالك بالهداية والصلاح!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *