مبارك الدويلة

يا جبل ما يهزك ريح

التيار
الاسلامي كالجبل الشامخ لا تؤثر فيه الرياح، سواء كانت عاتية او هادئة..! وأقرب مثال على ذلك جماعة الاخوان المسلمين، التي تمثل اغلب هذا التيار في العالم الاسلامي، حيث شاهدنا حملة التشويه الجائرة لها منذ عشرات السنين من خصومها الفكريين والسياسيين وتسخيرهم لوسائل الاعلام لضرب هذه الجماعة والتيارات التي تتبعها بالفكر والمنهج، ومع هذا فانها سرعان ما تثبت انها راسخة كالجبل من دون ان تزعزعها محاولات الاعداء البائسة!
اليوم وبمناسبة ذكرى الغزو الغاشم تتكرر اثارة الشبهات على التيار الاسلامي في الكويت، سواء واجهة جمعية الاصلاح او الحركة الدستورية الاسلامية، التي أنشئت بعد التحرير او جماعة الاخوان المسلمين، والتي كانت موجودة تحت هذا الاسم الى الغزو المشؤوم! ومع انها شبهات تتكرر في كل عام ومن الاشخاص أنفسهم تقريباً، ومع اننا كنا نرد على هذه الشبهات في وقتها، الا ان هذه الاسطوانة المشروخة ما زالت تعمل، وما زال هناك من المغفلين من يكررها بعلم ومن دون علم احياناً! لكن قيل في السابق ان التكرار يعلم الشطار، ونحن نظن ان في الاعادة افادة (!!).
نعتقد ان التيار الاسلامي (الاصلاحي) في الكويت يحق له ان يفتخر بمواقفه الوطنية والبطولية أثناء وبعد الغزو العراقي الغاشم للكويت! بل يكفيه فخراً انه كان يقود الملحمة البطولية للمقاومة المدنية داخل الكويت، فهو الذي اسس لجان التكافل لادارة شؤون الحياة المدنية تحت الاحتلال، وطبعا وحتى لا ندعي التفرد، كان كل ما سأذكره بمشاركة فاعلة من مختلف شرائح المجتمع الكويتي، وهو الذي كان يقود العمل الاعلامي والحركي خارج البلاد، فهو الذي اسس هيئة التضامن مع الكويت في الرياض، التي غطت بأعمالها جميع دول الخليج العربي، كما ان اتحاد الطلبة، الذي كان التيار الاسلامي يقوده كانت له فعاليات لا تنكر، ولعل اهمها مؤتمر الشارقة، الذي حضره عشرات المنظمات الطلابية من مختلف دول العالم، ولا يمكن ان ننسى لجنة FREE KUWAIT، التي كانت شعلة من النشاط في لندن، وكل من شارك فيها لا يمكن ان يتجاهل دور ناصر الصانع وبدر الناشي وعثمان الخضر وغيرهم من شباب التيار الاسلامي. اما في مؤتمر جدة فحدث ولا حرج عن مساهمات رموز هذا التيار في ذلك الحدث المهم، فأحد رموزه ذلك الوقت (د. الشطي) هو الذي قرأ رسالة الصامدين من اهل الكويت للمؤتمرين، ورمز آخر (د. الصانع) هو الذي قرأ البيان الختامي، ولا يمكن ان ننسى دور العم ابوبدر – يرحمه الله – مع العم يوسف الحجي في تقريب وجهات النظر بين المعارضة السياسية – آنذاك – والسلطة، ممثلة في الشيخ سعد العبدالله – يرحمه الله – بعد ان هدد الاخير بالغاء المؤتمر، ان أصرت المعارضة على رأيها، الى ان تم التوصّل الى حل توافقي، رضي به الجميع! اما عن الوفود الشعبية، التي زارت معظم دول العالم لشرح القضية الكويتية وكسب تعاطف شعوبها، فالتاريخ خير شاهد على دور رموز هذا التيار في هذه الوفود، وتسابقهم للذهاب الى أعتى الدول وأشدها معارضة للكويت واكثرها دعماً لصدام في الوقت الذي تقاعس البعض عن المشاركة بحجة انه اراد ان يكون في وفد آخر!! الحديث يطول في سرد هذه المواقف التي تسجل فيها ملاحم، وليس فقط مقالات، ونستغرب من بعض اقزام الاقلام الذين يحاولون تشويه هذا التاريخ الناصع والمشرف لهذا التيار، ويكفيه فخراً انه عندما رفض مواقف بعض المحسوبين على تيار الاخوان المسلمين لم يكتف بالرفض فقط، بل قرر واعلن قطع علاقته بهذا التنظيم وانتقل من دور الاقوال الى دور الافعال، فشكل تنظيماً جديداً يحمل اسماً جديداً وهيكلية منفصلة تماماً عن السابق، وقيادة جديدة ومعلنة في حينها، اما غيره من التيارات فلم يقم بعُشر ما قام به التيار الاسلامي، فهذه التيارات القومية والليبرالية واليسارية شنت هجوما كاسحا على الكويت دعماً لصدام، وتهجمت على رموز الاسرة، ومع هذا لم نسمع من هذه التيارات الكويتية انها قامت بما قام به الاسلاميون الكويتيون من مفاصلة في حينها!! ومما يؤسف له اننا في كل مناسبة للغزو الغاشم نسمع من يتجنى على تيار الحركة الاسلامية، ولا يكلف نفسه توجيه سؤال للتيارات القومية! وللعلم فقط لمن لا يعلم، ان التيار السياسي الوحيد الذي ارسل بيانا لمؤتمر جدة يعلن فيه دعمه للشرعية الكويتية وحقها في تحرير ارضها وطالب صدام بالخروج غير المشروط من الكويت، وتُل.ي هذا البيان في المؤتمر، هو البيان الذي اصدرته جماعة الاخوان المسلمين في مصر!! لكن البغض يعمي البصر والبصيرة!!
الحديث يطول، وفي المقال المقبل سنتطرق باختصار للشبهات التي اثارها الشيخ سعود، ولكلمة محرر القبس بعدد الجمعة، عندما غمز بالتيار من خلال حديثه عن امكانية توزير الفاضل شريدة المعوشرجي بــ «الاوقاف».

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *