سامي النصف

عذراً أيها السادة.. الكويت اليوم ليست للبيع!

اليوم هو يوم الاقتراع العظيم، ومقاطعتك او حتى تقاعسك، عزيزي الناخب، عزيزتي الناخبة، يعني بكل بساطة انك سلمت مصير بلدك للمجهول، وارتضيت بوصول السيئين والمرتشين وأصحاب العمولات والصفقات والفساد الذي تشتكي منه ولا تساهم في التخلص منه عبر قيامك بعملية بسيطة لا تستغرق إلا دقائق قليلة.. يستحقها وطنك منك!

***

وقد سهلت عملية الصوت الواحد المعمول بها في جميع دول العالم قضية الاختيار، وأرجو ألا يدعي أحد بحق انه لا يجد مرشحا واحدا تنطبق عليه مواصفات «القوي الأمين» بين مئات المرشحين المتقدمين لخدمة الكويت في مختلف المناطق، كما نرجو ألا تبحث بين المرشحين عن قريب او حبيب ممن قد لا تحتاجه قط او الذي إذا احتجته فقد لا يلبي لك طلبك او يقوم بخدمتك، لانشغاله الدائم بمصالحه الشخصية، ان المطلوب منك عزيزي الناخب وعزيزتي الناخبة وببساطة شديدة وأنت في بيتك تنعم بالهواء البارد ان تختار اسما ترجو منه الإصلاح من أصحاب السمعة الحسنة والحب الخالص للكويت والاستعداد للتضحية بأوقاته لأجلها لا ملء الجيوب من أموالها العامة وحتى الخاصة ثم قيادة سيارتك المكيفة لمراكز الاقتراع المكيفة كذلك والإدلاء بصوتك لمن قررته بشكل مسبق.

ولمن تسلم الأموال الحرام من بعض المرشحين لحاجة او لعازة او حتى لعدم حاجة او عازة نقول: خذوا أموالهم وصوتوا لغيرهم حتى لا يبيعوا وطنكم كما اشتروا أصواتكم، فقد جاء في فتاوى لكبار العلماء المسلمين حول من أقسم على بيع صوته أن ذلك قسم باطل لا يجب البر به، حاله حال من أقسم على ان يزني او يشرب الخمر، فالإثم هو عبر العمل بالقسم لا مخالفته، والذي كفارته دفع 10 دنانير كويتية للفقراء والمحتاجين او بيوت الزكاة ثم التوبة من تكرار ذلك العمل.

***

لذا فالنصيحة الصادقة دون استثناء هي الخروج للتصويت وحث الآخرين عليه، فلا يوجد في الديموقراطيات المحترمة بدعة «المقاطعة» قط، بل المشاركة وتعديل ما تريد من التشريعات تحت قبة البرلمان لترسيخ مبادئ الاستقرار ودولة القانون لا خارجها، حيث ترسخ مبادئ الفوضى وشرارات الربيع العربي المدمر، فالمقاطعة او التقاعس او الكسل تضرب العمل السياسي في الصميم وتقتل، بحق، العملية الديموقراطية برمتها، فما فائدة الديموقراطية والفخر بها اذا ما امتنعنا بإرادتنا عن ممارسة حقنا الدستوري فنصبح كمن لا ديموقراطية عنده ثم نترك الباب مفتوحا على مصراعية لوصول السيئين ومن سيعيث في الكويت فسادا للأربع سنوات المقبلة؟ فهل هذا ما تريد اخي الناخب اختي الناخبة لبلدك الكويت؟ لا أعتقد ذلك!

***

آخر محطة: (1): الكويت تستحق منك عزيزي الناخب عزيزتي الناخبة دقائق قليلة من وقتك كل 4 سنوات كالحال اليوم فلا تتردد في ممارسة حقك، ومن ثم رد الجميل لبلدك وتقرير مساره ومصيره المستقبلي.

(2) ولا تصدق للحظة، اخي الناخب، اختي الناخبة، الاعتقاد الخاطئ تماما بأن مقاطعتك وعدم ذهابك سيعني شيئا على الإطلاق بما يخص صحة العملية الانتخابية، فلا يوجد في العالم أجمع، بما في ذلك الكويت، من ادعى سابقا ان نسبة المشاركة سواء كانت 30% (كحال ديموقراطيات شمال أوروبا المتقدمة التي تكاد تخلو من المشاكل) او 99% (كحال نتائج انتخابات الديكتاتوريات المزورة المتخلفة المليئة بالمشاكل) تعني شيئا على الإطلاق، فالانتخابات تقاس بمقاييس النزاهة والشفافية التي تشتهر بها الكويت ولا شيء غير ذلك.

احمد الصراف

على طريقتي

يعتبر فرانسس ألبرت، الشهير بـ «فرانك سيناترا» (1998/1915) واحداً من أشهر مطربي العالم وأكثرهم وهجاً وعطاء، فقد بدأت شهرته كمطرب مع أربعينات القرن الماضي، واستمرت حتى تقاعده في بداية السبعينات، بعد أن بلغت شهرته أوجها في الستينات مع أشهر أغانيه التي لا تزال تسمع في كل حفل وإذاعة مثل: Strangers in the Night and My Way، ولكنه عاد من التقاعد وغنى رائعته «نيويورك نيويورك»، كما قدّم عروضاً في لاس فيغاس لقيت إقبالاً كبيراً، هذا غير نجاحه الكبير في عالم السينما، حيث حصل على عدة جوائز مرموقة عن أكثر من دور مميز، كما اشتهر كمطرب مشارك مع رفيقي دربه دين مارتن وسامي ديفيز جونير. وتم تكريمه على المستوى الوطني، عندما حصل على جائزة من مركز كيندي (1983)، ووسام من الرئيس ريغان (1985)، وميدالية ووسام من الكونغرس الأميركي (1997). كما حصل على اللقب النادر: «الفنان الأكثر مبيعاً على مر العصور»، بعد أن تجاوز عدد مبيعات أسطوانات أغانيه 150 مليون نسخة!
وقد قام قارئ صديق بترجمة أغنيته الأشهر I did it my way، التي تأثر بها كثيرون، وكانت لسان حال الكثيرين، خصوصاً أولئك الذين حققوا نجاحاً صعباً واستثنائياً في حياتهم، ولكن ليس من غير شقاء وتعب، ومعارضة أهل ومجتمع! ويقال إنها تختصر قصة حياته الشخصية والفنية. تقول كلمات أغنية «فعلتها على طريقتي: والآن اقتربت النهاية وبهذا أواجه الستارة الأخيرة. فيا أحبتي أريد أن أقولها بوضوح وأعبر عن حالي بكل ثقة. لقد عشت الحياة بكل زخمها، ومشيت في كل الطرقات الواسعة، والأكثر من هذا كله أنني قمت بكل ذلك «على طريقتي»!
نعم، لقد شعرت مرات بالأسف، ولكنها كانت أقل من أن يستحق ذكرها!
فعلت ما كان عليّ أن أفعله ونفّذته من دون أي استثناء، وخططت لكل مسار، ولكل خطوة بعناية وتؤدة طوال الطريق، والأكثر من ذلك أنني قمت بكل ذلك على طريقتي!
نعم، هناك أوقات تعرفونها بالتأكيد، عندما نملأ أفواهنا بأكثر مما يمكننا مضغه، ولكني تخلصت مما بفمي عندما اعتراني الشك، وواجهت كل ذلك ووقفت عالياً، وفعلتها على طريقتي.
أحببت، وضحكت، وبكيت، وحصلت على حصتي وكفايتي من الخسارة، فعندما تنحسر دموعي جانباً، أجد كل ذلك مسلياً، خصوصاً عندما أعرف أنني فعلت كل ذلك، دون أن يعتريني الخجل! آه لا آه لا، لست أنا الذي يشعر بذلك، لقد فعلتها على طريقتي. فما هو الإنسان، وعلى ماذا حصل، إن لم يكن نفسه فهو لا شيء، وعليه أن يقول ما يشعر به بصدق وليست كلمات رجل خانع راكع، فالكل يعرف أنني تلقيت الضربات، ولكني في النهاية فعلتها على طريقتي.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

تمييز… عنصري!

 

بلا تردد ودون نقاش عقيم طال أم قصر، أجد شخصياً، وهذه قناعتي، أن أي دولة، حكومة، منظمة، مجموعة، تيار، تقول وتكرر بأنها ضد الطائفية وضد العنصرية وضد التمييز، فإن الطائفية والعنصرية والتمييز يغمرها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها!

مجرد التكرار الكريه الممل المستخدم للاستهلاك الإعلامي، والنفي الممجوج، ما هو إلا وسيلة واضحة لامتثال ما يمكن أن يقع تحت: «اللي على راسه بطحه يتحسسها».

وبطحة «التمييز والطائفية والعنصرية» تلك أيضاً، يتحسّسها كتاب وإعلاميون ومشايخ «طين». بل يتحسسها رؤساء وحكام وسياسيون، ومن لف لفهم من نواب وناشطين وحقوقيين مزيفين ذوي «فزعة»، لكنهم في النهاية، كمن يشاهد وجهه في المرآة ويضحك على نفسه من شدة كذبه. ولعلني أجد ابتسامتهم على خبثهم، تشبه ابتسامة الفنان عبدالناصر درويش، مع فارق أن عبدالناصر يشيع الفكاهة والبهجة والأنس بتلقائية، وهؤلاء ينشرون التفاهة والخبث والحقارة بتلقائية.

قد تكون للحديث مناسبة وقد لا تكون! فالتمييز العنصري يعد شكلاً من أشكال الممارسة المضادة للكرامة الإنسانية، لا سيما في البلدان العربية والإسلامية التي من المفترض أن تكون أبعد ما تكون عن مثل هذه الأفعال الإجرامية الحقيرة، لكن هناك مناسبة! فبعد غدٍ الاثنين، 29 يوليو/ تموز، هو اليوم العالمي للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري، وبالطبع، هناك من وضع ذلك اليوم على الروزنامة كفرصة لإصدار التصريحات الصحافية والبيانات الإعلامية، ولربما وجد بعض عتاة وأكابر العنصرية والتمييز والطائفية في هذا القطر العربي أو ذاك، المجال واسعاً لأن ينظم ملتقىً أو محاضرةً أو حتى يلعلع في أحد الشوارع محتفلاً بهذه المناسبة ومشيداً بمعانيها وأبعادها، وداعياً إلى الاستفادة من مضامينها ومؤكداً خطورتها على المجتمع، ومنوهاً إلى أهمية العمل لمحاربتها، ومدعياً أنه أول وآخر واحد في العالم كله… على استعداد لأن يقدّم نفسه فداءً في سبيل القضاء على العنصرية وهي متأصلة فيه، والطائفية (وهو من أكابرها) والتمييز (وهو الذي يعيش ويتنفس ويترزق عيشه عليه).

اليوم العالمي للتنوع الثقافي (ولهذه المفردة مغزى) ومحاربة التمييز العنصري (وربطه هذه أيضاً له مغزى)، يختلف عن اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري والذي يصادف يوم 21 مارس/ آذار من كل عام، فربط التنوع الثقافي بمحاربة التمييز العنصري يعني أن المجتمعات الإنسانية تنطلق من احترام الثقافات والأفكار والآراء والأديان والطوائف، ولربما هو أشمل من اليوم الدولي للقضاء على التمييز. فتلك مناسبةٌ تعود إلى 21 مارس من العام 1960 عندما أطلقت الشرطة الرصاص على مظاهرة سلمية ضد قوانين المرور المفروضة من قبل نظام الفصل العنصري في مدينة شاربفيل بجنوب أفريقيا، فقتلت 69 متظاهراً. وقتها دعت الأمم المتحدة إلى مضاعفة جهودها من أجل القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وتم إبطال العمل بنظام الفصل العنصري، وألغيت القوانين والممارسات العنصرية، ليس في جنوب أفريقيا فحسب، بل في بلدان عديدة، وتم بناء إطار دولي لمكافحة العنصرية يسترشد بالاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري.

الغريب العجيب في الأمر، أن أولئك الناس، الذين تصدوا لمظاهر الفصل العنصري والتمييز والطائفية والإجرام على الهوية لم يتباهوا بالدين أو بالقومية والقيم والرجولة، وهم يواجهون كل تلك الأشكال من الجرائم التي يعشقها ذوو الميول الدموية الوحشية من البشر، فمن صفات التمييز العنصري كما يطرح الباحثون في موقع (فضاء سيرتنا) أنه «يعمل في قنوات خفية في وسط المجتمع الواحد، فتارةً نجده تمييزاً ضد المرأة وتارة ضد القبيلة وتارة ضد الفرق الرياضية وحتى المثقفين أنفسهم يصيبهم هذا الفيروس الاجتماعي الذي لم يترك لا جنوب الكوكب ولا شماله، فيا ترى ما هي الأمصال التي تمكن البشرية من التخلص منه وعدم انتشاره؟ وهل نحن كوطن عربي بإمكاننا أن نتغلب عليه إن أصابنا في يوم ما أو هل هو معشش بيننا ولا ندري؟». لتأتي الإجابة بأن المجتمعات العربية والإسلامية، ومن بينها فئة الشخصيات والقيادات والرموز (فئة) تتباهى بالكرم والرجولة والعروبة والإسلام والقيم المتوارثة، وهي مصابة بهوس كل تلك الجراثيم التي تبثها في المجتمعات وتدعمها حكومات ونفوذ وأموال… التمييز العنصري والطائفي المقيت في المجتمع العربي مدعوم من الحكومات وأقطاب قوى في غالبه، وإلا لكانت القوانين (الحبر على الورق) كفيلة بوأده.

«محاربة العنصرية فعل يومي، وهي تبدأ بالعمل على اللغة لتطهيرها من الألفاظ والمفردات ذات المدلول العنصري»، وتستند قطعاً على ترسيخ مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين، أياً كان دينهم ومذهبهم ولونهم.. هذا جزء من الكلام الملون الذي نسمعه من حكومات وأرباب وأهل الطائفية والتمييز والهوس العنصري. الحقيقة المؤسفة، هي أن الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، لا يخلو من أشكال التمييز العنصري، ومع أن البعض يركز في تقديم الأمثلة على الحرب الأهلية في لبنان وقضية دارفور، لكن هي أشمل من ذلك وأكبر، بحيث لا يمكن أن نستثني قطراً عربياً أو إسلامياً، إلا وتمارس فيه هذه الأمراض. في الحقيقة، لا أزال معجباً بهاش تاق الشرق_الأوسط_للأمراض_العقلية.