سامي النصف

الفوارق الرئيسية بين الرئيسين مبارك ومرسي!

احتاج الأمر إلى ثلاثين عاما من الإنجازات ليثور بعض الشعب المصري على مبارك، احتاج الأمر إلى اقل من عام من الاخفاقات ليثور «كل» الشعب المصري على مرسي.

مبارك احد أبطال حرب اكتوبر 73 ضد الجيش الاسرائيلي، مرسي بطل حرب يوليو 2013 ضد الحرس الجمهوري المصري.

أرجع مبارك بحنكته ارض سيناء، أضاع مرسي او كاد بقلة حكمته أرض سيناء.

ترك مبارك الخزانة العامة وبها 36 مليار دولار من احتياطيات العملة الصعبة، صرف مرسي ذلك المبلغ في اقل من عام واضاف عجوزات جديدة.

توافرت الكهرباء والماء والمحروقات والغذاء في عهد مبارك بشكل تحسد مصر عليه كثير من الدول الاخرى، انقطعت في عهد مرسي الكهرباء والماء واختفت المحروقات، وتضاعفت اسعار الغذاء.. ان وجد.

حسّن مبارك علاقات مصر مع الدول العربية التي كانت مقطوعة ابان حكم سلفه السادات، ساءت بشدة علاقات مصر في عهد مرسي مع الدول العربية والدول الافريقية وغيرها من دول العالم.

تضاعف عدد المستثمرين والسائحين وعاد المغتربون المصريون لمصر في عهد مبارك، وهرب المستثمرون والسائحون والمصريون من مصر في عهد مرسي.

ترك مبارك الحكم طواعية بعد خروج 3 ملايين مصري في مظاهرات ضده، تمسك مرسي بالحكم حتى خلع رغم خروج 33 مليونا في مظاهرات ضده.

رغم ان مبارك لم يعش خارج مصر الا انه كان ضليعا باللغة الانجليزية ويتحدثها بطلاقة في لقاءاته الاعلامية، عاش ودرس مرسي في الولايات المتحدة الانجليزية الا ان لغته ولكنته الاجنبية كانت فضيحة.. ومضحكة بحق.

في عهد مبارك حدثت موقعة الجمل التي لم يقتل فيها احد وان اتهم بها الحزب الوطني، اتهم حزب الحرية والعدالة بموقعة الحرس الجمهوري التي قُتل فيها العشرات وجُرح المئات.

استجاب مبارك لطلبات المتظاهرين وأقال وزارة نظيف وقيادات الحزب الوطني ورجال اعماله، رفض مرسي اقالة وزارة قنديل او محاسبة اعضاء حزبه ورجال أعماله.

بداية سقوط مبارك حركة شبابية اسمها «6 ابريل»، بداية سقوط مرسي حركة شبابية تدعى «تمرد».

في عهد مبارك حصدت مصر جوائز نوبل لبعض رجالها وتم تشجيع أعمال الثقافة والآداب والفنون والتراث وحازت الرياضة المصرية بطولات كأس أفريقيا ووصلت لكأس العالم ضمن نهضة شاملة مرت بها، في عهد مرسي انطفأت الأضواء وتوقفت الإنجازات ودخلت مصر في نفق مظلم لا خروج منه.

مبارك لم يعاد الجيش والشرطة ورجال القضاء وباقي شرائح الشعب المصري، مرسي لم يترك أحد لم يعاده!

اشتهر مبارك بعفة اللسان وعدم التعرض لإنسان في خطبه، استخدم مرسي خطبه للتعدي على الناس بالاسم وهو رئيس جمهورية.. مهزلة بحق!

آخر محطة:

(1) وقف مبارك وحزبه مع الكويت إبان محنتها عامي 90 – 91 وساهم في تحريرها بينما كان مرسي ورهطه يقفون بشدة مع صدام.

(2) لم يدّعِ مبارك كحال مرسي انه السبب في تحليق مركبات وكالة ناسا للفضاء ثم ينكر ذلك في لقاء آخر.

(3) ولم يدّعِ مبارك كحال مرسي انه سيتنازل عن الحكم إذا ما تظاهر الناس ضده ولم يؤدِ القسم كحال مرسي في ميدان التحرير ثم ينكص على شرعية الميدان التي تدثر بها.

4) إلا الجيش المصري.. في بلد الحريات وحقوق الإنسان أميركا، لو هجم الآلاف المدججون بالسلاح الساعة الرابعة فجرا على وزارة الدفاع أو أحد مواقع الجيش الأميركي لكان القتلى بالمئات..!!

احمد الصراف

إعجازهم وعجزنا

ليست هناك حدود لقدرة العقل البشري على الخلق والاستنباط والاكتشاف والتطوير، وقد تمكن هذا العقل، على مدى آلاف السنين، وقبل أن تأتي العقائد، بتقديم الكثير للبشرية، وحضارات الإغريق والفراعنة، والسومريين خير مثال. فقد نجح الإنسان في تطوير الزراعة وتأنيس الحيوانات وبناء المدن واختراع مختلف أدوات القتال والبناء وغيرها. كما قام العقل نفسه في السنوات المائة المنصرمة، أو أكثر قليلا، بتقديم كمّ هائل من الاختراعات والاكتشافات والإنجازات التكنولوجية، خاصة في ميادين الفضاء والطب والهندسة والكمبيوتر، ساهمت جميعها، ليس فقط في تخفيف معاناة البشرية، بل وخلق بيئة مريحة لمعيشتها، وجعل الحياة أكثر تشويقا ومدعاة للاحترام، والأكثر من ذلك أنها أطالت في متوسط عمر الإنسان، والذي لم يكن يتجاوز الخمسين عاما بكثير في غالبية دول العالم، وحتى أقل من ذلك في الدول المتخلفة!
ثم بدأ التحسّن في حياة الإنسان الأول، وبدأ متوسط عمره في الارتفاع مع كل تقدم يحرزه في السيطرة على بيئته، وحماية حياته من الحيوانات المفترسة، واستمر الارتفاع في متوسط العمر بشكل مطرد، وتسارع بشكل كبير ومثير في العقود الأخيرة، وبالتالي لم يكن للعقائد علاقة بقصر أو طول عمر الإنسان، بل الإنسان هو الذي أطال عمره وعمر ما بعده من أجيال، إن من خلال التطور الطبي، أو معرفة الصالح والضار من الأطعمة.
والارتفاع في متوسط عمر الإنسان لم يتوقف منذ عقود طويلة، وبلغ مستويات عالية في الدول المتقدمة طبيا وغذائيا، ومن المحتم أنه مع التقدم العلمي، فمن المتوقع أن يرتفع المتوسط ليصل إلى 150 عاما أو أكثر، فليس هناك علميا ما يمنع ذلك مادامت أعضاؤه تعمل بصورة جيدة! وبالتالي فإن ما يسنده البعض من فضل لنصوص محددة في ما وصل إليه الإنسان من تقدم طبي وعلمي، أمر لا يراد منه إعلان الحقيقة، بل المتاجرة بهذه النصوص المقدسة، وتحقيق فائدة مادية منها. فالعبرة ليست في فضل كتاب مقدس في معرفة اختراع أو اكتشاف ما، بل العبرة بالنتيجة، والنتيجة أننا في هذا الجزء من العالم، وبكل ما كان ولا يزال لدينا من نصوص، كنا نعيش متوسط عمر أقل من غيرنا، بكتبنا وبغيرها، والعلم الحديث هو الذي أثر في نوعية حياتنا وأطال في متوسط بقائنا أحياء! وما حدث من تطور علمي في القرن السابع الميلادي ساهم فيه علماء من دول إسلامية، لم يكن له أي أثر في زيادة متوسط عمر الإنسان في حينه، ولا بعد ألف عام من ذلك، بل جاء الفضل بعدها على أيدي غيرهم، ونسبة الفضل فقط لنا تعود لحالة الإحباط المتراكمة التي عشنا ولانزال نعيشها.
وللدلالة على ما للعقل البشري من قوة، دعونا نستعرض توقعات وتنبؤات البعض من كبار المستشارين والخبراء العسكريين، في ما يتعلق بمستقبل عدد من المخترعات والمكتشفات. فقد توقع لي فورست مثلا، وهو أب الراديو والتلفزيون، أن الإنسان لن يصل يوما إلى القمر! وقال الأدميرال وليم ليهي الخبير في المتفجرات، تعليقا على مشروع بناء القنبلة النووية: إن هذه القنبلة لا يمكن أن تنفجر! وقال خبير كمبيوتر في عام 1949 إن كمبيوتر المستقبل سينخفض وزنه لطن ونصف الطن فقط. وقال رئيس شركة «آي. بي. إم» للآلات الحاسبة، عام 1943: أعتقد أن هناك سوقاً لخمسة كمبيوترات عملاقة في العالم! وقال اللورد كيلفن، رئيس الجمعية الملكية، عام 1895 ان أي شيء أثقل من الهواء لا يمكن أن يطير، في تعليق له عن إمكان السفر في الطائرة!.. لا بد أنك مجنون لتفكر في التنقيب عن البترول داخل الأرض!: هذا ما سمعه إدوين دريك عام 1859 من صاحب شركة حفر! وقال المارشال الفرنسي الشهير فوش إن الطائرة لعبة لطيفة، ولكنها لا يمكن أن تصبح يوما ذات أهمية في الحروب. وقال رئيس تسجيل براءات الاختراع عام 1899: كل ما يمكن أن يُخترع قد تم اختراعه، وليس هناك ما هو جديد!

أحمد الصراف