علي محمود خاجه

«شالفكرة»؟

في كل رمضان يراودني نفس التساؤل ولا أجد له إجابة، واليوم قررت أن أكتب عنه بعيداً عن السياسة ودهاليزها والانتخابات وتفاصيلها التي سنتطرق لها مجدداً في الأيام المقبلة.
فأنا ما زلت أجهل سبب إغلاق كل أماكن الطعام في فترة الصيام الرمضانية؟ فلماذا نختزل الدولة التي يقطنها أكثر من 3 ملايين شخص من الديانات والعقائد والأفكار المختلفة بدين واحد فقط؟
قد يكون التساؤل أصلاً غير مقبول لدى البعض بحكم أن منع الطعام بالأماكن العامة في رمضان هو ما كبرنا وتأسسنا عليه في الكويت، ولكن إن تحملتم أخذ الموضوع بروية فقد تصلون إلى ما وصلت إليه من قناعة.
فالصيام أحد أركان الإسلام كالصلاة والزكاة والحج ويفترض على كل مسلم قادر أن يؤدي تلك الفرائض، ودولة الكويت كسائر البلدان الإسلامية تهيئ الظروف لكل هذه الواجبات الدينية، فتنشئ المساجد وبيوت الزكاة، بل تراعي ساعات العمل أيضاً في شهر رمضان، وكل هذه الأمور لا تؤثر في نمط معيشة غير المسلمين في الدول الإسلامية، وهذا هو الأمر الطبيعي والمقبول، إلا أن منع الطعام وإغلاق المقاهي والمطاعم أمر لا أفهمه بتاتاً، فلماذا يفرض على الجميع ما لا ينطبق إلا على فئة معينة وديانة معينة فقط؟ بل حتى إن أراد غير المسلم أن يشرب الماء في فترة الصيام يعاقب بالحبس لمدة شهر والتهمة مجاهرة بالإفطار!!
هناك ديانات وعقائد متنوعة إحداها تصوم عن أكل اللحم مثلاً لمدة معينة من الزمن، فهل يقبل المسلم الذي يعيش في بلد أغلبيته، تعتقد بذلك الدين أن يمنع من اللحم طوال مدة صوم بعض مواطني ذلك البلد عنه؟
كما أننا نقع في تناقض آخر غير مفهوم كذلك، فلماذا نمنع أماكن الطعام فقط في فترة الصيام، ولا تغلق الأماكن العامة في فترات الصلاة طوال السنة؟ فالمنطق واحد وهو أن نفرض على الناس جميعاً ما هو مفروض على المسلمين فقط.
أعتقد أن مسألة منع بيع الطعام بالأماكن العامة ليست سوى عادات وتقاليد كانت مطبقة حينما كان المجتمع الكويتي محدود العدد جداً دون تنوع في الأديان؛ ليتحول الموضوع رغم التوسع وازدياد السكان إلى قانون دون تعمق في فهم الأمر.
السماح لغير المسلم بممارسة حياته الطبيعية لا يمس المسلم بشيء، بل تلك هي طبيعة التعايش دون إضرار بالآخرين، فإن كان الأكل والشرب يجرحان مشاعر الصائمين، فيجب علينا أيضاً أن نفرض الصيام على جميع ما يعرض على التلفزيونات قبل الإفطار، كذلك مراعاة لمشاعر الصائمين.
مجدداً قد لا يجد هذا الموضوع الترحيب بل قد يقابل بالاستنكار، لكني لا أجد أن فرض دين واحد على دولة مدنية يتسق مع العقل والمنطق.

خارج نطاق التغطية:

تحسن حركة المرور نسبياً بمجرد تطبيق القانون يقدم رسالة واضحة بأن كل شيء بلا استثناء سيتحسن أيضاً بمجرد تطبيق القانون.

سامي النصف

من للأيتام في الشهر الفضيل؟!

في انتظار الدخول للسلام على اسرة الصباح الكرام في ديوانهم العام بمنطقة بيان، جلست أتبادل الحديث مع رجل اعمال كويتي فاضل اشتهر بأعمال الخير في قضية تعرض لها ويصعب حدوثها في اي بلد آخر في العالم.

***

قام احد وزراء الشؤون السابقين بالطلب من محدثي ان يبني مأوى للايتام ولاطفال الرعاية الاجتماعية وقد قام رجل الاعمال المعني بذلك الطلب واكثر حيث اقام مبنى راقيا جدا وبارتفاع 6 طوابق لذلك المشروع الا ان الوزارة المعنية تأخرت في تسلمه انتظارا لاعتماد مخصصات لتأثيثه وهي قضية تستغرق في الكويت احيانا عدة سنوات.

***

لم يتردد رجل الخير الكبير في حل ذلك الاشكال سريعا عبر احضاره افخم وافخر الاثاث من اوروبا ليتحول المبنى الى ما هو اقرب لسكن او فندق 7 نجوم وانتظر تسلم الوزارة المعنية للمبنى منذ ما يقارب 3 اعوام حتى اليوم، فهل يعقل هذا الامر ومن ينصف الايتام الذين خصص لهم المبنى في هذا الشهر الفضيل ويجعلهم ينتقلون بالسرعة الممكنة له والذي رفض رجل الخير الذي قام ببنائه حتى ان يسميه باسمه او حتى يقترح اسما له، واملنا كبير في الوزيرة الانسانة الاخت ذكرى الرشيدي بسرعة حل الاشكال وتسلم المبنى.

***

آخر محطة: 1 – تم قبل سنوات تغيير التشريع الذي يحرم من يتوفى ابوه قبل جده من ورث الجد وهو امر جيد حيث يتوفى في بلدنا كل عام المئات من الشباب الكويتي بسبب حوادث السير والقتل والمخدرات قبل وفاة آبائهم ومن ثم لا يصح معاقبة ابناء هؤلاء الشباب بحرمانهم من ميراث جدهم.

2 – بالمثل يقتضي «فقه الواقع» وانتشار التعليم ووسائل الاعلام ان ينظر بنسب اطفال الرعاية الاجتماعية الى من يتبناهم ودون ذلك هناك اشكال انساني متكرر حين يصطدم الطفل عندما يكبر بحقيقة ان اسمه الثلاثي او الرباعي يختلف عن اسم من يعتبره والده منذ صغره.

مبارك الدويلة

هل بدأت الحرب؟

هل بدأت الحرب على التيار الإسلامي في الخليج؟!
هذا السؤال الكبير يحتاج إلى إجابة شافية ووافية، ولكن في مقالات مقبلة بإذن الله! أما اليوم، فسأتكلم عن ظاهرة الحرب الإعلامية على هذا التيار، والتي فعلاً بدأت بشكل واضح منذ فترة ليست بقصيرة! ولعل ملامح هذه الحرب يمكن ذكرها في بعض الحوادث الإعلامية التي تدلل على أن أمراً ما يدبَّر لهذا التيار في هذه البقعة من العالم!
فبركة موضوع الخلية الإرهابية في إحدى دول الخليج، وتلبيس عدد من الإصلاحيين اتهامات بقلب نظام الحكم في هذه الدولة، وصدور أحكام بحبس عدد منهم سنوات عدة، كما صرّح مسؤول أمني رفيع المستوى في إحدى دول المنطقة بأن الإخوان المسلمين سيتم القضاء على وجودهم في الخليج خلال خمس سنوات! ناهيك عن تصريحات صريحة من بعض الطارئين على العمل البرلماني في الكويت، يطالبون فيها بـ«تطهير مؤسسات الدولة من الإخوان المسلمين»! أما التشويه الإعلامي لمواقف رموز التيار من قبل الإعلام المأجور، فحدّث ولا حرج، ولعل آخر هذه الأعمال الدنيئة هو ما تناولته بعض الصحف المحلية بالأمس من تصريح لرئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي من أنه دعا المواطنين إلى انتخاب المرشح الصالح، وكأنها دعوة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بينما التيار الإسلامي كان قد أعلن مقاطعته لهذه الانتخابات! ومما يؤسَف له أن بعض الصحف التي كانت تتميز بأمانة النقل الصحفي دخلت في هذا المستنقع، مما يوحي بأن أمراً يدبَّر بليل! وتتلخص الحادثة في أنه على هامش حفل الاستقبال الذي أقامته جمعية الإصلاح الاجتماعي بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك، سأل الصحافيون رئيس الجمعية عن الانتخابات المقبلة، فقال إنه مقاطع للانتخابات وفقاً لرأي الأغلبية، الذي يحترمه ويلتزم به، ثم سُئل عن نصيحته لمن يريد أن يشارك بالتصويت في الانتخابات، فقال من أراد أن يشارك، فليتق الله في الكويت وليحسن الاختيار! ومع هذا تم تشويه تصريحه بعد بتره وقطع أجزاء منه، والخطورة أن هذا التشويه المتعمَّد جاء من صحف يومية عدة في الوقت نفسه وبالأسلوب نفسه؟! يضاف إلى ذلك ما تخطه بعض الأقلام التي تقتات على الكذب والافتراءات من أن الحركة الدستورية تسعى للحكم وتطمح إليه، وهم يعلمون علم اليقين أن الواقع خلاف ما يكتبون! وأنا أعلم أن التيار الإسلامي لا يلتفت إلى هذه الأكاذيب، ولكن ما يحز في النفس أن بعض المسؤولين في السلطة يستحسن الاستماع إلى مثل هذه الأمور، وهنا يحق لنا أن نتألم على مستقبل البلد من أن يُختطَف من بعض عديمي الإحساس بالمسؤولية، الذين لا تهمهم وحدة الصف الداخلي لهذا المجتمع الصغير!
• • •
• إلى دعاة الصوت الواحد: ها هي الانتخابات الفرعية تعود وبقوة في كل القبائل، حتى التي لم تكن تمارسها في السابق! بل الأخطر من ذلك أن التصفيات التشاورية كما يسمونها وصلت إلى مستوى الفخذ من القبيلة، مما يعني مزيداً من التفرقة والتشرذم بين مكونات القبيلة الواحدة! أما شراء الأصوات، فلا أظن أن أحداً يشك في أنه انتشر في هذه الانتخابات إلى مستويات غير مسبوقة! كما أن التنافس الطائفي أصبح إحدى سمات هذا النوع من الانتخابات! ما الذي تبقى من إيجابيات الصوت الواحد التي أزعجتمونا بها أثناء حملة «طاعة ولاة الأمر»؟!
• • •
• يسأل سائل: ما دمتم تدّعون أنه لا تربطكم علاقة تنظيمية بالإخوان المسلمين، إذاً لماذا هذه الفزعة لهم في مصر؟
وللإجابة أقول إننا هنا نتعاطف مع تيار نتوافق معه بالتوجّه والأهداف الإصلاحية والدعوية، وندافع عنه لإدراكنا أنه مظلوم في ما حدث له من انقلاب عسكري، ولكن السؤال يجب أن يوجَّه إلى التيار الليبرالي وأسباب فرحته بسقوط حاكم منتخب، وتعطيل دستور مستفتى عليه؟!

احمد الصراف

«تمبلتون» وعلبة الفول

أنفقت مؤسسة تمبلتون، وهي جهة تهتم بترويج الدين المسيحي على مذهب محدد، أكثر من خمسة ملايين دولار، بإشراف د. هيربرت بينسون طبيب القلب في مركز «مايند ان بودي» في مدينة بوسطن، لإثبات فعالية الدعاء في شفاء المرضى. وقد أجريت التجربة على 1802 مريض في ستة مستشفيات، خضعوا جميعاً لعملية الشريان التاجي، حيث تم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، قام المشرفون على البرنامج بتلاوة الأدعية على الذين أجريت لهم عمليات الشريان، ولكن دون أن يعلموا بأن هناك من يدعو لهم بالشفاء، ثم راقبوا النتائج بعدها لغرض المقارنة. أما المجموعة الثانية، فلم تتلق أي أدعية، ولم يتم أعلام أي من مرضاها بشيء عن التجربة. أما المجموعة الثالثة، فقد تلقت الأدعية وتم إعلام كل فرد فيهم بها. ولغرض الحيادية، فقد تليت الأدعية في تجمعات من ثلاث كنائس تقع في ثلاث مدن أميركية تتبع ولايات متباعدة ومختلفة. كما حرص الدعاة على الدعوة بشفاء المرضى بالاسم وليس بشكل عام، وكان الدعاء في جميع الكنائس الثلاث يتضمن جملة محددة لا تزيد ولا تنقص. ثم بدأت المقارنة والتي تبين منها عدم وجود أي تقدم في صحة من تلقوا الدعاء بالاسم، أو الذين علموا بوجود من يدعون لهم، أو من تلقوا الدعاء ولم يعرفوا به، أي تساوى أفراد المجموعات الثلاث في النتيجة النهائية! ولكن المفاجأة كانت في أن أولئك المرضى الذين عرفوا بأن أحداً ما يقوم بالدعاء لهم بالشفاء العاجل وبالاسم، في كنائس مختلفة، حصلت لهم مضاعفات غير متوقعة، فعلمهم بالدعاء زاد من آمالهم في الشفاء، وعندما لم يحصل ذلك، لأن العلاج يحتاج إلى وقت، أصيبوا بإجهاد نفسي نتيجة القلق عن حقيقة حالتهم الصحية، وأنها لو لم تكن سيئة، لما دعا لهم أحد بالشفاء في دور العبادة.
والدعاء بحد ذاته له تأثير سلبي على الداعي والمدعو لمصلحته، فمن قام بالدعاء أعتقد بأنه أدى ما عليه من واجب إلى الطرف الآخر، وانتهت مهمته، وما عليه القيام بشيء أكثر فعالية، خصوصاً أن الدعاء غير مكلف أصلاً، ولا يأخذ عادة وقتاً طويلاً، كما أن من يتلقى الدعاء ويسمعه لن يقوم بشيء لتحسين حالته، بل ينتظر نتائج إيجابية أكثر من الآخرين الذين في مثل حالته، ولم يقم أحد بالدعاء لهم، وإن لم يحدث ما كان يتوقعه، كما في مثال حالة المستشفيات الثلاثة، فإنه يصاب بالإحباط وتنتكس صحته!
* * *
• ملاحظة: أجمل تعليق على المغالطة التي تقول إنه كان يجب ترك الإخوان ليكملوا فترة حكم السنوات الأربع ما قاله مواطن مصري منه أنه لو اشترى علبة فول مكتوباً عليها «صالحة لمدة 4 سنوات»، وبعد فتحها وجدها معفنة، فما المطلوب منه القيام به؟ وأجاب على سؤاله، بطريقته الخاصة قائلاً: يعني أتنيل على عين أهلي وآكلها وألا أرميها بالزبالة؟

أحمد الصراف