مبارك الدويلة

لحظة.. يا شيخ ضاحي

الفريق أول ضاحي خلفان تجمعني به صداقة منذ عشرين عاماً، عرفت خلالها عنه كرمه وتواضعه وطيب معشره. ومعروف عن ابي فارس انه صاحب ديوان في الجميرة، وأن ديوانه عامر بالضيوف من مختلف الأمصار والأطياف.
اليوم، يمتلك الفريق أول ضاحي حساباً في «تويتر»، يغرد فيه صباحاً ومساء، ويعبر عن آرائه الشخصية في القضايا العامة، واحياناً يتبنى الرأي الرسمي للدولة من منطلق موقعه الوظيفي كمدير لشرطة دبي.
ومع احترامي لأبي فارس ولاسلوبه في التعبير عن آرائه، فإن الزمالة والاخوة اللتين تجمعاني معه تلزماني ان اقدم له النصح حرصاً على سلامة المسار الذي يتبناه.
ابتداء اريد ان اؤكد ان التيارات الاسلامية تملأ الكرة الارضية، وأن التيار الأكبر والأكثر تنظيماً وانتشاراً، بشهادة خصومه، هو تيار الإخوان المسلمين، وان هذا التيار هو فكر اكثر منه فقه، وانه منتشر لدرجة ان بعض تياراته لا ترتبط تنظيمياً بالأخرى. لذلك، تجد بعض الافكار هنا ولا تجد من يتبناها هناك! والعكس صحيح. اما التيار الاسلامي في الخليج، والمرتبط فكرياً بـ‍ «الاخوان» وليس تنظيمياً، فهو تيار وسطي معتدل، مواقفه من شيوخه وحكامه في الخليج معروفة ومميزة ولا تتعارض مع مصلحة الوطن، بل ان منطلقات التيار في الخليج وطنية صرفة، ولم يعهد ان اتهم احدهم بالتخطيط لقلب الحكم او الاستيلاء عليه، ولعل ازمة غزو صدام للكويت بينت اصالة هذا التيار وانتماءه لوطنه الخليج الكبير. لذلك، كم تمنيت يا صديقي لو لم تستعجل وتصدر احكامك في هذا التيار كردة فعل لتصريح شيخ دين أو داعية، قد يمثلون انفسهم اكثر من تمثيلهم لانتماءاتهم، هذا اذا اخذنا تصريحاتهم بالتشكيك، مع انني اعتقد انه كان يسعك ان تنظر الى ما ذكروه بالتأويل لهم والتبرير.
اخي الفريق اول ضاحي خلفان، سيظل الخليج بدوله، الصغيرة والكبيرة، واحة امان ومرتعا للدعوة الاسلامية، وسيظل حكامه وشعوبه داعمين للدين واتباعه. ولقد حاول بعض الحكام العرب استئصال شأفة الدين بإصدار الاحكام الجائرة على الدعاة والمصلحين ومحاربة مظاهر الاسلمة في مناحي الحياة، وقد نجحوا في فترة من الزمن في تقييد انتشار الدعوة بين الناس، لكنهم نسوا ان معادن الناس وفطرتهم لا يمكن ان يمحوها حكم بالسجن أو منع من السفر أو طرد من البلاد. لذلك، وعند اول انفراج في الحريات العامة، انطلق المارد من مكمنه وحمل هؤلاء الى سدة الحكم! اليوم نحن في الخليج نعيش بحرية يحسدنا عليها الآخرون، ونمارس عباداتنا كما نشاء من دون تقييد. لذلك من الظلم ان نُقَارن بغيرنا، كما انه من الظلم ايضاً ان نُتَهم بما ليس فينا، سيظل خليجنا واحداً وشعبنا واحداً في أمن وأمان.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *