سامي النصف

الملكية الدستورية في الخليج!

  حضرت أخيرا منتدى ليبراليا خليجيا شهيرا اكتشفت مع ختام فعالياته ندرة الفكر الليبرالي الحقيقي في المنطقة، فما ان يقدم أحد المحاضرين رأيا حتى يتبارى الجميع في إعلان دعمهم لمحاضرته وفكره، بينما يفترض بالفكر الليبرالي أن تتنوع التعقيبات فيه بين مؤيدين ومخالفين دون زعل أو غضب، وهو ما قمت به ود.شملان العيسى مع كل ورقة قدمت في المنتدى كي نجرئ الليبراليين المخضرمين والجدد على ممارسة الليبرالية الحقيقية!

***

وقد طرح أحد المشاركين من السعودية ورقة بها تصوره لماهية الإصلاح في المملكة وتتلخص رؤيته في ضرورة التحول بالمملكة الى نظام الملكية الدستورية والأحزاب.. إلخ، وقد أيده كالعادة المعقبون وخالفته مبتدئا بالقول ان السعودية دولة مفصلية وليست محطة تجارب تخطئ وتصيب، فالتغيير المطلوب هو التغيير «للأفضل» وليس التغيير لذاته أو للأسوأ كي لا نبكي كالشاعر على يوم كان به فلما صار في غيره بكى عليه، وهو تماما ما حدث في عواصم الحضارة العربية ابان هوجة الخمسينيات والستينيات، ومازلت أذكر سرور الراحل الكبير د.أحمد الربعي بعدم نجاح ثورتهم في ظفار وإلا لأصبحت عمان المتطورة والمتقدمة والمستقرة سياسيا وأمنيا هذه الأيام كحال اليمن الجنوبي الذي قتل شعبه الأبي الجوع ودمرته الانقلابات والاغتيالات المتلاحقة!

***

ومما ذكرته في المداخلة أن نهج الملكية الدستورية عمل به في الممالك الأوروبية والممالك العربية في مصر والعراق والأردن والمغرب كون عائلاتهم الحاكمة لم تكن تنتمي في الأغلب للشعوب التي تحكمها حتى ان بعض ملوك بريطانيا من الأصول الألمانية ممن لم يكونوا يتحدثون الانجليزية كانوا يختارون وزيرا مميزا كي يتحدث عنهم سمي بالوزير الأول أو رئيس الوزراء، بعكس واقع الأسر الحاكمة في الخليج التي هي من صلب شعوبها، بل وتعتبر من أكبر أسرها وقبائلها.

***

كذلك، فعدد أفراد العائلات المالكة في أوروبا ومصر والعراق والأردن والمغرب وليبيا (بعد طرد الملك إدريس السنوسي أبناء عمومته من الحكم) لم يكن يتعدى أصابع اليد الواحدة، أي لا يضير كثيرا عزلهم سياسيا كأحد استحقاقات الملكية الدستورية، حيث لن يسمح بدخولهم لقبة البرلمان كنواب كي لا ينافسوا أفراد الشعب ولا كوزراء في الحكومات الحزبية، أما في الخليج فيتجاوز عددهم الآلاف، ولا يجوز منطقيا أن يكافأ من أنشأ الدول بتحويلهم الى مواطنين درجة ثانية لا يحق لهم ممارسة حقوقهم السياسية وقديما قيل: إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع!

***

ميزة أخرى لوجود بعض أفراد الأسر الحاكمة كوزراء في الحكومات المتعاقبة هي كونهم يقفون على مسافة واحدة من جميع شرائح المجتمع، وتظهر التجربة الكويتية الحالية والتجارب الحزبية في الملكيات الدستورية بمصر والعراق.. الخ، عيبا شديدا في تقلد بعض النواب والحزبيين للمناصب الوزارية، كونهم يميلون لمبدأ «الاستباحة» حيث يستبيح الوزير أو المسؤول المناصب الإدارية والأموال العامة في وزارته ويقوم بتوزيعها على الأحباب والأقارب والحزبيين كوسيلة للفوز في الانتخابات اللاحقة على حساب مصلحة الأوطان، ومنهاجية الاستباحة تلك هي التي كفرت الشعوب العربية بالحياة الحزبية التي كانت قائمة حتى الخمسينيات في دولنا العربية حيث لم يعد أحد آمنا على وظيفته أو معيشته.

***

آخر محطة:

(1) أظهرت تجربة نصف القرن الماضية أن القيادات السياسية الخليجية كانت في الأغلب أكثر ليبرالية من بعض القوى السياسية والشعبية المنغلقة والمتزمتة، وأكثر وطنية وإيمانا بالأوطان من كثير من القوى السياسية والشعبية التي لا تؤمن أساسا بالوطن وتعتبره وثنا.

(2) اكتسح التيار المتزمت الانتخابات البلدية في السعودية بنسبة مذهلة جدا هي 100% وهي حقيقة يفترض أن تجعل كل ليبرالي ووطني وعلماني يعود إلى رشده وألا يدعو الى ما.. يضره!

(3) عطفاً على ما كتبناه في مقالنا السابق يوم الاثنين عن الخطأ في عزف السلام الجمهوري لكازاخستان، اتضح لنا ان الفريق الزائر لم يحضر معه كما هو متفق ومعروف شريط السلام الخاص بهم، ومن ثم اضطرت الشركة الإعلامية الراعية لاستخراج السلام عن طريق الإنترنت الذي اتضح انه السلام الخطأ، وقد قام الاتحاد الرياضي المعني بالاعتذار رسميا كما حدث رغم انه لم يكن الجهة المعنية بالخطأ، بل اتحاد الوفد الزائر والشركة الإعلامية الوسيطة.

احمد الصراف

عندما يهان الكبير

على الرغم من أن مقر الاخوان المسلمين يقع في مصر فان امبراطوريتهم المالية والسياسية تمتد لعشرات الدول. ويقول الزميل ابراهيم عيسى، («الدستور» المصرية، 25/3)، إن دخلهم من اشتراكات الأعضاء في مصر وحدها يبلغ نصف مليار جنيه، كما تحصل الجماعة على نسبة من أرباح شركات رجال أعمال «الاخوان» تحت بند «التبرعات» وهذه تصل أحيانا الى 20 مليون جنيه. وتحصل كذلك على نصف مليار دولار كعائد على استثماراتها في دبي وتركيا وهونغ كونغ، ويتم تحويل هذه العائدات سنويا في صورة سندات في بنوك سويسرية. ومع ذلك، غالبا ما تكون خارج نطاق أي رقابة مالية أو سياسية! ويتكون هيكل التنظيم من المرشد العام، ومكتب الارشاد، ومجلس الشورى العالمي العام. وقد تأسست الحركة قبل 84 عاما (مارس 1928)، ويهيمن المرشد العام على كل شيء تقريبا، ويسعى التنظيم الى ايجاد حكومات اسلامية في كل الدول، عن طريق اصلاح المجتمع. ويبايع أفراد الجماعة المرشد بيعة الولاء، مع التعهد بالسمع والطاعة له، وهي طاعة تعلو على طاعتهم لدستور الدولة التي قد يصبحون أعضاء في برلمانها، وهم بذلك يشبهون نظام الحكم في ايران، حيث الولاء للمرشد الأعلى يأتي قبل اي ولاء. وقد رأينا مؤخرا كيف زاد نفوذهم في الكويت والبحرين والأردن، وامتد لتونس، حيث أصبح عضو مجلس شوراها العالمي، راشد الغنوشي، مهيمنا على كل شيء، وان من وراء الستار. ولمعرفة بعض ما ستقوم به جماعة الاخوان عند تسلمها للسلطة في أي بلد، وموقفها من القضايا العامة ومن الأقليات غير المسلمة بالذات، دعونا نتعرف على فكر واحد من أكبر دعاتها، وهو وجدي غنيم، الذي يبين، من دون اي مواربة، موقف الاخوان من ملايين المصريين والسوريين واللبنانيين من غير المسلمين، حيث ذكر، اثر سماعه نبأ وفاة الأنبا شنودة: الحمد لله بالأمس من فضل الله علينا هلك رأس الكفر والشرك المسمى شنودة، الله ينتقم منه، واستراح الناس منه والعباد والشجر والدواب(!!) استراحت مصر منه لأنه كان صاحب فتنة طائفية هذا الهالك المجرم الملعون المسمى شنودة، هذا الذي قالوا له إن القرآن في سورة المائدة يقول: «واذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله». قال شنودة لا لا احنا مش بنتخذ المسيح وأمه الهين من دون الله، دا المسيح هو الله! وهو كان واضحاً جدا في الحقيقة في عدائه للاسلام، وهو رد على شعار «الاخوان» القرآن دستورنا قائلا: الانجيل دستورنا، وردا على شعار «الموت في سبيل الله أسمى أمانينا»، قال: لا، الموت في سبيل المسيح أسمى أمانينا. وكان يقول بأن مصر محتلة من المسلمين، ويطالب بالغاء الشريعة الاسلامية واعتبار مصر دولة قبطية (!!) وكان يريد الفتنة الطائفية ويريد يولع مصر. يبقى بالله عليكم ده نعزي فيه، ولا نزعل؟ نحن نفرح لهلاكه، نفق والحمد لله، في ستين داهية، الله ينتقم منه في نار جهنم، هو وكل من يسلك مسلكه.
والآن هل نتوقع سلاما أهليا في أي دولة قد يحكمها «الاخوان» يوما، وفيها من هم غير مسلمين؟ وهل يستحق أصحاب مثل هذا الفكر تسلم السلطة وأن نثق بهم ونضع مصائرنا بين أيديهم؟ اين ذهب التسامح الذي يدعونه؟ اين المحبة أين الاخاء، أين العيش المشترك؟ وهل يجوز لـ «داعية اسلامي» وصف رجل دين كبير، غادر دنيانا وغير قادر على الرد، بمثل هذه الأوصاف التي تشمئز منها النفس؟ وألا ترون ان الأواني تنضح بما فيها؟ نص التصريح على الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=uRRJA6Ej_x4&feature=youtube_gdata_player

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

لهذه الأسباب ولد ميتاً

يفترض ان تتم مناقشة الاستجواب الذي قدمه النائب صالح عاشور إلى سمو رئيس مجلس الوزراء صباح اليوم الاربعاء. وقد لاحظ المراقبون ضعف الاهتمام الإعلامي بهذا الاستجواب. ولأول مرة يُقدَّم استجواب من دون أن تتعطل مصالح البلاد والعباد وذلك لسببين اثنين:
الأول، النهج الجديد الذي تعاملت به الحكومة مع هذا الاستجواب! فلأول مرة يتم الاعلان مبكراً ان الحكومة لن تطلب جلسة سرية، ولن تطلب تأجيل الاستجواب أو إحالته إلى «الدستورية» او «التشريعية»! هذه الخطوة جعلت النواب يثقون برئيس الحكومة وقدرته على تخطي هذا الاختبار السريع.
الأمر الآخر أن مادة الاستجواب فضحته! فمعظم المحاور لم يكن رئيس الوزراء الحالي مسؤولاً عنها، وهذا بعلم مقدم الاستجواب. اذاً، الهدف من تقديمه هو احراج الحكومة وطلبها إحالة الاستجواب الى المحكمة الدستورية وموافقة الاغلبية النيابية على الطلب لموضوعيته وعقلانيته ووجاهته، وبذلك يكون «ما فيش حد أحسن من حد»، اغلبية اليوم تتعامل بأسلوب أغلبية الأمس نفسه، وهو موافقة رئيس الوزراء على طلبه! لكن يا فرحة ما تمت. لذلك، ولأن هذا الاستجواب لم يقدم للاصلاح، سيكون معظم عقلاء المجلس ضده.
وللعلم، فالاستجواب يتوقع له ان يتوقف عند الجلسة الاولى اليوم لاستحالة ان يجد المستجوب عشرة نواب يوافقونه على اعلان عدم التعاون، اذ لم يتبق له إلا من لا دخل له بالرقابة والتشريع ولم يأت للمجلس للاصلاح (5 + 2).
***
فريق أول ضاحي خلفان
• أعلن الفريق أول ضاحي خلفان انه واستنادا الى معلومات غربية وصلته فان عام 2013 سيكون بداية سقوط الانظمة الحاكمة في دول الخليج، وان الاسر الحاكمة ستكون اسراً مالكة ولا تحكم! وطبعاً هذا سيكون بفعل فاعل وهم «الاخوان المسلمين»!
الاخ بوفارس.. كأنها قوية حيل! اذا «الاخوان المسلمين» في تونس ومصر ملكوا اغلبية في البرلمان ولم يتفردوا بالحكم بل اشركوا خصومهم معهم، فكيف بدول الخليج اللي ما لهم إلا اربعة من خمسين في الكويت وباقي الدول ماكو؟!
سؤال اخير لكن لصحيفتنا القبس: لو أن شيخ دين له موقف شديد من العلمانية والتيار الليبرالي في الكويت زار الكويت لمدة يوم واحد، هل كنتم ستتراكضون عليه لاخذ تصريح منه ونشره بالصفحة الأولى؟!