علي محمود خاجه

شهر

– المطالبة وإقرار إلغاء حفلات “هلا فبراير”. المادة (14) من الدستور… “ترعى الدولة العلوم والآداب والفنون وتشجع البحث العلمي”.
– المطالبة بتعديل المادة الثانية من الدستور الكويتي لتكون الشريعة المصدر الوحيد للتشريع. المادة (175)… “لا يجوز اقتراح تنقيح الدستور ما لم يكن التنقيح خاصاً بلقب الإمارة أو بالمزيد من ضمانات الحرية والمساواة”.
– المطالبة بإغلاق أي نشاط تجاري يسوّق منتجات لعيد الحب. المادة (18) من الدستور… “الملكية الخاصة مصونة فلا يمنع أحد من التصرف في ملكه إلا في حدود القانون”.
– المطالبة بإزالة الكنائس. المادة (35) من الدستور… “حرية الاعتقاد مطلقة، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان طبقا للعادات المرعية على ألا يخل ذلك بالنظام العام أو ينافي الآداب”.
– المطالبة بأن تدفع الدولة من الأموال العامة فوائد قروض المواطنين للبنوك أيا كان سبب القرض. المادة (17) من الدستور… “للأموال العامة حرمة وحمايتها واجب على كل مواطن”.
– المطالبة بأن تفرج النيابة عن متهمين في قضايا مختلفة. المادة (163) من الدستور… “لا سلطان لأي جهة على القاضي في قضائه، ولا يجوز بحال التدخل في سير العدالة، ويكفل القانون استقلال القضاء ويبين ضمانات القضاة والأحكام الخاصة بهم وأحوال عدم قابليتهم للعزل”.
– المطالبة بإغلاق وسائل إعلامية. المادة (36) من الدستور… “حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما وذلك وفقاً للشروط والأوضاع التي يبينها القانون.
– عدم التطرق إلى تقصير الدولة في قطاع الرياضة وتمرد بعض أبناء الأسرة على القانون رغم الخروج من تصفيات كأس العالم. المادة (10) من الدستور… “ترعى الدولة النشء وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي”.
تلك هي محصلة 30 يوماً من عمر المجلس الجديد ومدى تعارض تحركات أعضائه مع دستور الدولة ونظامها الأساسي العام. مع التنويه أن عمر مجلس الأمة الكويتي هو 4 أعوام أي 1460 يوماً.
خارج نطاق التغطية: تعدى على القانون مدة تفوق العامين واحتل مرفقاً عاماً مدة تفوق العام، وأنهى مسيرة جيل شاب كامل كان يطمح إلى تمثيل الكويت أفضل تمثيل، ولم يحترم النصوص ولم يقدّر أن القانون فوق الجميع ولم تحاسبه الحكومات المتعاقبة، ولم يجرؤ نائب إلى اليوم على التعرض لطلال الفهد ووقف تلاعبه بسمعة الكويت، حتى دكتور عبيد لم يتكلم!

سامي النصف

الخليج مشغول بالعمل ونحن بالجدل.. العقيم!

  يروى أن ستة أصدقاء خرجوا في رحلة الى الغابة، وبينما هم ساهرون سمعوا صوت أسد جائع يقترب من خيمتهم، فبدأ خمسة منهم يلبسون أحذيتهم الرياضية، بينما بقي السادس على سريره جامدا لا يفعل شيئا حتى قارب الأسد الجائع الباب، فسألهم زميلهم الكسول: لماذا تلبسون أحذيتكم الرياضية، ألا تعلمون يا أغبياء أنكم لن تسبقوا الأسد؟! فأجابوه بصوت واحد: نعلم ذلك يا ذكي، ولكننا نلبس الأحذية كي نسبقك أنت ليتسلى الأسد الجائع بك!

***

يمكن تشبيه الأصدقاء الخمسة بالدول الخليجية الشقيقة التي أضحت ورش عمل جادة تطور البشر وتعمر الحجر، بينما يمكن في المقابل تشبيه صديقهم الكسول السادس بدولتنا الفتية التي استبدلت، ومنذ عقود، العمل الجاد بالجدل واللغو والأزمات السياسية المتكررة، والتي أصبح أبطالها الكبار وقدوة أبنائها الصغار لا العقلاء والحكماء والجادين والمنجزين، بل الأكثر سفها وسخفا وحمقا والأقل عملا وإنتاجا والأكثر لغوا وجدلا وصياحا وصراخا.

***

وقد تسبب المسار الجاد للأحبة والأشقاء من الدول الخليجية خلال الأربعة عقود الماضية، وتحديدا منذ منتصف السبعينيات، في تقدمهم السريع وتجاوزنا في النهضة والتقدم بمراحل عدة، بينما تسبب انشغالنا الدائم بالمعارك السياسية التي لا تنتهي في تخلفنا واستفرادنا دون غيرنا بالأزمات الأمنية (الغزو والتفجيرات وخطف الطائرات) والاقتصادية (المناخ وكوارث البورصة المتكررة) والسياسية الخطيرة القائمة حتى اليوم دون أن نرى أمورا مشابهة لديهم.

***

ومازال شعبنا الطيب وبذكاء شديد تحسدنا عليه أمم الأرض الأخرى، ينجح ويرفع على الأكتاف أبطالنا الزائفين المهددين والمتوعدين الكويت وشعبها (الواعي) بإيقاف حالها عبر الأزمات والاستجوابات والمسيرات والاعتصامات والإضرابات المتتالية، ويعادي شعبنا الطيب حتى النخاع من يطالبنا بالهدوء والتفرغ للعمل لا للجدل.. وهيك ناس بدهم هيك أبطال.. مؤهلين ومدربين لتدمير وتخريب حتى بلد بحجم الصين!

***

آخر محطة:

(1) أولى خطوات الإصلاح والنهضة هي ضرورة أن ينقلب رأسا على عقب «المزاج العام» الجاهل والمؤيد للتأزيم والاستجوابات والتناحر الدائم، دون أن يعي المناصرون ما في ذلك من خطورة شديدة عليهم وعلى وطنهم ومستقبلهم، الى مزاج عام واع جديد، يرفض ويمج ويعادي التأزيم والمؤزمين سواء كان من الأغلبية أو الأقلية لا فرق، فالضرر القائم والقادم لا يميز بين زيد أو عبيد!

(2) البلد أصبح وبحق كالسفينة التي تتقاذفها الرياح وترمي بها من صخرة الى صخرة.. إن نجت نجا الجميع، وإن غرقت.. غرق الجميع!

احمد الصراف

الأثر والتراث

طلبت المُدرّسة من تلاميذها كتابة اسماء جميع زملائهم في الفصل على ورقة، وترك فراغ بين الاسم والآخر لكتابة خصال وحسنات كل واحد منهم، وان يسلموا أوراقهم لها لتعيدها لهم في اليوم التالي، وهنا قامت المُدرّسة بتفريغ ما دوّنه كل طالب عن الآخر على أوراق جديدة تتضمن كل واحدة ما كتبه زملاؤه عنه، وقامت بإعطاء كل واحد كشفه الخاص الذي تضمن الخصال الطيبة التي اعتقد الآخرون بوجودها لديه أو لديها، ولاحظت المُدرّسة أن خلال لحظات ارتسمت ابتسامات عريضة على وجوه الكثيرين منهم، مصحوبة بهمهمات ودهشة بيّنت أن الغالبية التي لم تكن تعرف مكانتهم في نفوس غيرهم وما كانوا يعنونه في عيونهم وطيب خصالهم، وكان البعض يعتقد أن لا أحد يهتم به، أو أن له كل تلك المكانة في قلوب كل ذلك العدد!
لم تسمع المُدرّسة بعدها بآثار تلك التجربة، فقد ادت دورها وأدخلت الفرحة على قلوب طلبتها، وأصبح تاريخا بالنسبة لها. بعد سنوات انتشر في المدينة الصغيرة خبر مقتل أحد أبنائها في حرب فيتنام، ولما كان أحد طلبة تلك المُدرّسة ومن المميزين لديها، فقد قررت زيارة بيته لتقديم واجب العزاء لوالديه. وهناك اقترب جندي وسألها إن كانت مُدرّسة زميلهم القتيل، وعندما هزّت رأسها بالإيجاب قال لها إنه كان دائم الحديث عنها! وبعد انتهاء مراسم الدفن ذهب الجميع للقاء «تأبيني» في أحد المطاعم، وتواجد هناك اصدقاء الجندي الفقيد ووالداه، وبعض زملاء دراسته، وتقدم والد الجندي وقال لها: أريد ان اريك شيئا وجد في محفظة ابننا، ربما بامكانك التعرف عليه. وعندما فتحت المدرّسة الورقة المطوية بعناية، بالرغم من أطرافها المهترئة، فوجئت بأنها الورقة نفسها التي سبق ان أعطته إياها وزملاءه الآخرين، والتي احتوت على كل الخصال الجميلة التي رآها الآخرون فيه! وهنا قالت أم الجندي بأنهم يدينون بالشكر لها لدورها الإيجابي في حياة ابنهم، وأن ابنهم كان يعتز بتلك الورقة ويعتبرها ذخرا. وهنا تجمع بقية زملاء الجندي حول المدرّسة، وقال أحدهم بانه لا يزال يحتفظ بالورقة في درج مكتبه العلوي، وقالت زوجة أحد طلبتها إن زوجها طلب منها أن تضع الورقة في ألبوم زواجهما. وقالت أخرى انها تحتفظ بالورقة في محفظة يدها، وانها تطالعها كلما شعرت بالحاجة لرفع معنوياتها، وأنها تعتقد بأن الجميع احتفظ بورقته تلك بطريقة او باخرى، وهنا لم تتمالك المدرّسة الموقف وجلست على اقرب كرسي وانخرطت في بكاء صامت!
الرسالة هنا واضحة، وهي أننا يجب ان نحرص على أن نخبر الآخرين بمشاعرنا ومحبتنا لهم، وأنهم مميزون في حياتنا، فقد يأتي وقت لا نجدهم فيه حولنا لنخبرهم بمدى حبنا لهم. والأمر الآخر أننا كشعوب «متخلفة قسرا» قلما نهتم بتراثنا والقديم من آثارنا، فهذا ما لم نعتد عليه، أو نتعلمه، إن بسبب تراثنا المتخلف أو سيطرة ثقافة الصحراء على عقلياتنا، وبالتالي خلت مناهج الدراسة من مواد تتعلق بغرس قيم المحافظة على التراث والآثار في نفوسنا، فأصبح كل شيء في حياتنا مؤقتا كاشكال تلال الرمال! ومن زار المقدس من الأماكن الأثرية، فوجئ بكم التدمير والإزالة التي طالت تلك الأماكن، وجعلت من المستحيل الاستدلال على أي بيت أو محل طالما تحدث التاريخ عنه، حدث ذلك ولا يزال بالرغم من الدور الذي لعبه هؤلاء في أولئك الذين كان لهم دور في تغيير مجرى التاريخ البشري والديني، وفهمكم كاف، ففي الفم ماء.. كثير!

أحمد الصراف