علي محمود خاجه

ورطة

في غضون 45 يوماً فقط أثبتت كتلة الأغلبية كما تسمى مدى ضحالة رؤاها وسوء تقديرها وقصر النظر، وكأن هذه الكتلة لم تستوعب أنها استحوذت على أغلبية أصوات الناس (باستثناء الفرعيين طبعاً)، فلا سلم للأولويات حسب ما وعدوا به الشارع وتخبط لا مثيل له في ترتيب وتوحيد المطالب.
فنرى جزءاً منهم يدس أنفه فيما لا شأن له فيه كقانوني “الحشمة” و”إزالة الكنائس” وغيرها من ترهات، وغيرهم من نفس الكتلة أصبحت أولويتهم تعديل الدستور بشكل غير دستوري، وطبعاً كل ذلك في ظل صمت رئيس المجلس أو أسير المجلس، إن صح التعبير، أمام كل هذه التعديات على الدستور والدولة، لأن أسير المجلس لم يعد يملك الاعتراض، خصوصاً أن من يسيء للدستور هم من أوصلوه إلى كرسي الرئاسة، ويبدو أن ثمنها سيكون غالياً على الكويت والكويتيين.
عموماً وبعد مرور أكثر من شهر من المجلس شكلت كتلة الأغلبية لجنة تحقيق في الإيداعات المليونية، وطبعا تم احتكار عضوية هذه اللجنة بأعضاء كتلة الأغلبية، وهو الأمر الذي يرسخ ما أقوله بشأن ضحالة رؤاهم وقصر نظرهم المخزي صراحة… وإليكم رأيي.
الأغلبية التي فرضت أسماء لجنة التحقيق بـ”الإيداعات المليونية” وأقرتها هي نفس الأغلبية التي رددت طوال الفترة الماضية أن ناصر المحمد هو المسؤول عن “الإيداعات” وهو الراشي، باستثناء عضو لجنة التحقيق النائب رياض العدساني الذي لم أسمع له رأياً قبل دخوله المجلس حول قضية “الإيداعات”.
وأن تكون الجهة المتهِمة، بكسر الهاء، هي التي تتولى التحقيق في اتهامها، فهذا دليل على الشك في مصداقية اللجنة قبل تشكيلها أصلاً وعدم جدية نتائجها، لأنها لا تملك سوى أن تقدم النتيجة التي أوصلتها إلى المجلس أصلاً.
فماذا لو أثمرت تحقيقاتهم مثلا بأن الراشي هو شخص آخر غير ناصر المحمد؟ فهذا سيعني تلاشي مصداقيتهم تماماً أمام الناس، وهو أمر لن يقوموا به قطعاً حرصاً على صورة “حماية الشعب” التي يسعون إلى الظهور بها.
أما أن تتمخض نتائجهم عن تعزيز الاتهام فستكون دائماً مثار شك واستفهام، فلو كانت كتلة الأغلبية تملك الحصافة بحدها الأدنى لطلبت، بل قاتلت، أن يكون على الأقل ثلث أعضاء اللجنة من الجهة المخالفة لرؤاهم، كي تضفي المصداقية على النتيجة، وإن كانت النتيجة غير ما رددوا طوال الفترة الماضية فبإمكانهم تبرير شفافيتهم أمام الناس.
لقد ابتلينا بكتلة تمثل أكثر من نصف المجلس لم تستوعب الديمقراطية بعد، أعان الله الكويت والكويتيين على ما ستحمله الأيام القادمة منهم.

خارج نطاق التغطية:

حلقة نقاشية ينظمها التحالف الوطني الديمقراطي الليلة في تمام الثامنة مساءً في مقره بالنزهة حول المادة (79) من الدستور يشارك فيها الخبير الدستوري المحايد الدكتور محمد الفيلي والدكتور شفيق الغبرا.

سامي النصف

16 حلاً عملياً للمشكلة المرورية

  نحن في الكويت احسن من يشتكي وأسوأ من يجد الحلول او يفعّلها متى ما وجدت، لذا نرجو الا تمر الحلول التالية مرور الكرام بل أن يؤخذ فورا بما هو قابل للتطبيق منها حيث اصبحت الحالة المرورية لا تطاق على الاطلاق في البلد والامل مناط بقرار وزير الداخلية:

1 – كمبدأ عام يجب ان تبيع الدولة ارض مجمع الوزارات الواقع في قلب البلد وتبني مجمعا آخر قرب الدائري السابع وفي ذلك فائض مالي للدولة اضافة الى تسببه في انقسام الحركة المرورية صباحا حيث سيتجه موظفو ومراجعو القطاع الخاص الى قلب البلد وموظفو ومراجعو القطاع العام لخارجه (الدائري السابع) والعكس عند الظهيرة.

2 – عند وقوع حادث بسيط يجب الا تتوقف السيارات انتظارا لسيارة المرور بل يجب ان يتم الاتجاه دون عرقلة لاقرب مخفر للحصول على الاوراق اللازمة للتأمين كحال جميع بلدان العالم الاخرى.

3 – يجب ازالة الاشارات المرورية من الدائري الثالث وجعله سالكا ما بين الشويخ الصناعية وما خلفها الى حولي والنقرة والشعب والسالمية وهو ما سيخفض الحركة على الدائري الرابع (شريان الكويت) الى النصف.

4 – زيادة السرعة على طول الدائري الرابع من 80 كم الى 100 كم عدا مرحلة الصعود الى الجسور حيث يجب وضع لوحات توجب خفض السرعة من 100 الى 80 وفي النزول من الجسور من 80 الى 100 وهو مقترح سيخفض الزحام على الدائري الرابع بمقدار 20% ضمن العلاقة المعروفة بين السرعة والمسافة والزمن ومعروف ان تحديد سرعة الرابع بـ 80 هو فقط لمرحلة صعود الجسور فجميع الطرق الاخرى سرعتها من 100 ـ 120 كم.

5 – الاسراع في انشاء هيئة النقل المستقلة التي ستجمع الجهات المعنية بالطرق.

6 – لا توجد طرق بها حارات امان على يمين الشارع واخرى على يساره والافضل تحويل بعض حارات «او جميعها» الى طرق.

7 – رفع اسعار وقوف السيارات في قلب المدن مع تسليم عملية تحصيل العدادات وتسجيل مخالفات الوقوف الى شركات خاصة مختصة وهو ما سيضطر كثيرين الى استخدام المواصلات العامة او المشاركة في السيارات لتغطية الكلفة.

8 – تحسين والارتقاء بالمواصلات العامة..

9 – زيادة كلفة حيازة السيارة كي تضطر العمالة الهامشية لاستخدام المواصلات العامة.

10 – استبدال التاكسي الجوال بمواقف التكاسي الثابتة الموزعة على الاسواق والمناطق.

11 – ربط مخالفات المرور بنظام الهواتف الجوالة بحيث يشعر المخالف بعقوبة المخالفة لحظة حدوثها ثم مضاعفة المخالفة في حال عدم سدادها خلال فترة معينة.

12 – جعل تمديد الدفتر لثلاث سنوات بعد السنوات الثلاث الاولى للسيارة الجديدة كحال كثير من الدول الاخرى كي يرتاح الناس ويتفرغ رجال المرور لاعمال المرور الحقيقية في الشوارع بدلا من تجديد الدفاتر وتحصيل المخالفات.

13 – ازالة كثير من المطبات القائمة في الشوارع كي تصبح سالكة.

14 – وضع سرعات دنيا للطرق السريعة فلا يعقل ان يقود احد سيارته بسرعة 40 كم على الطرق السريعة.

15 – النظر في زيادة اسعار البنزين والديزل للحد من تسكع الشباب في الشوارع وتحصيلا لحقوق الدولة ومنعا لهدر الثروة وجعل سعره قريبا من اسعار الدول الاخرى التي يهرّب البنزين والديزل المدعوم اليها.

16 – جعل الثقافة المرورية جزءا من المناهج الدراسية في المتوسطة والثانوية والجامعة وفرض مثل تلك الكورسات على مخالفي المرور.

احمد الصراف

السعدون وشكرابورتي

عمل السيلاني شكرابورتي لدي لسنوات، وكان مسؤولا عن الأمن ومراقبا لمركبات النقل، ومشرفا على العمال ومسؤول صيانة المعدات وحفظ سجلات كل المواد غير التجارية، وأمينا على نسخ مفاتيح أبواب المكاتب والمخازن والخزائن والسيارات، وحتى مفاتيحي الخاصة. ولكنه اضطر فجأة للاستقالة والسفر بسبب مرض زوجته، مما اضطرني لتوزيع مهامه على ثلاثة موظفين وتوظيف اثنين آخرين للقيام بما تبقى منها. اتصل بي بعدها بسنوات، بعد ترمله، طالبا العودة للعمل، وقد سرني ذلك، ولكن صعوبات حالت دون حصوله على «الفيزا» بسبب المشاكل التي واجهها مع مسؤولي السفارة في كولومبو، الأمر الذي دفعني للاتصال عدة مرات بـ«الخارجية» وبسفيرنا وقتها في كولومبو، وبعد اشهر ومعاناة وتكاليف وانتظار ممل وصل شكرابورتي، ولكنه كان إنسانا آخر، فقد نال منه موت زوجته وأثر به حادث المرور الذي تعرض له، واصبح ضعيفا وغير قادر على التركيز وكثير النسيان، و«ما يجمعش»! وعلى الرغم من أنني حاولت الاحتفاظ به لأمانته على الأقل، فإنه قص الحق من نفسه وعاد لوطنه حزينا ومات بعدها بعام!
حادثة شكرابورتي ذكرتني برئيس مجلس الأمة السيد أحمد السعدون، فمن الواضح أنه ليس أحمد السعدون الذي كنا نعرف، فقد تكون نالت منه السنون والأحداث الكثير، وأصبح أكثر ميلا للمهادنة. كما أعتقد أنه في الوقت الذي يشعر فيه بالامتنان لمن أوصله للمجلس، إلا أنه امتنان مشوب بالحذر، فهو بالكاد يشعر بالانتماء لهم، فواضح أنه يعوم في بحر غير بحره ويسير في صحراء غير أرضه، فلا هو بالمتطرف دينيا ولا بالمغالي قبليا، وبالتالي يبدو حتميا صدامه مع البعض منهم على الأقل، خصوصا ان وجد أنه لا محالة عائد لقديم ثوبه وسابق جلدته، ولكن من الواضح أن العودة اصبحت أكثر صعوبة بعد دوره الأساسي في التكييف المعيب لقرار المجلس السابق المتعلق بقضية اقتحام مجلس الأمة!
أما مشكلة السيد السعدون الأخرى، التي ترتبط بالأولى إلى حد ما، فتتعلق بنوعية فريقه الحالي والذي مكنه من الوصول للرئاسة، مقارنة بنوعية الفرق السابقة التي أوصلته للمكانة نفسها، وشتان بين الاثنين. فالمآخذ والنواقص التي يشكو منها بعض أعضاء الفريق الحالي تبدو فجة ومعيبة وحتى مؤذية، ولا أعتقد أنها تسره، على الرغم من دورها الحيوي في إنجاحه، وهو آجلا أم عاجلا، سيصطدم بها، إن أراد أن يستعيد نفسه ويحفظ وطنه، فحسب علمي أن أجندة هؤلاء وأهدافهم تتعارض، ولو قليلا، مع حساباته وأهدافه. نعيد ونقول إن شكرابورتي عاد لوطنه، ونتمنى أن يعود أحمد السعدون، على الأقل، لمواطنيه، فهو في وطنه لم يغادره، ونتمنى له عمرا مديدا.

أحمد الصراف