سامي النصف

بروتوكولات حكماء.. التلفون!

أصبح الهاتف النقال يمثل جزءا أساسيا من حياتنا اليومية، لذا يقتضي الأمر خلق قواعد وبروتوكولات يتفق عليها الجميع ما أمكن لكيفية الوصول للاستخدام الأمثل لتلك الأداة كي تصبح وسيلة للتواصل لا للإزعاج، ومن البروتوكولات التي نقترحها:

1 ـ الهواتف النقالة ـ بعكس الثابتة ـ تضيع بسهولة وتستبدل بسرعة لذا بادر عند الاتصال بالتعريف بنفسك ولا تأخذ كأمر مسلم به أن رقمك مازال مخزنا لدى الطرف المستقبل، فالأصوات تتشابه وكم من حديث تسبب في إحراج كبير وسوء فهم لعدم تعريف المتصل باسمه منذ اللحظة الأولى للاتصال.

2 ـ الأمر ذاته مع الرسائل النصية سواء في المناسبات العامة أو خارجها والتي يجب أن تكون «مختصرة» والاسم في نهايتها، كم من رسائل ضاعت وطلبات أهملت لخجل المستقبل من سؤال المرسل عن شخصه.

3 ـ إن أخطأت بالرقم عند الاتصال فبادر بالاعتذار فورا وليس أسوأ ممن لا يكتفي بالاتصال الخطأ في الوقت الخطأ بل يحاول تفادي الاعتذار بالادعاء الكاذب بأن يقوم بالرد على اتصالك أي أنك المخطئ واجب الاعتذار منه وليس هو وتلك ظاهرة متفشية بالبلد وتدل على تفاهة بالتفكير وسوء تربية.

4 ـ مازال كثير من النظريات الطبية ـ غير المثبتة ـ ترجح تسبب الهواتف النقالة في الأمراض الخبيثة بالدماغ وضعف الذاكرة والصداع…إلخ، لذا اختصر دائما زمن المكالمة، وإن احتاج الأمر لمكالمات مطولة فتحول وشريكك إلى الهاتف الثابت ذي الذبذبات الضعيفة.

5 ـ عندما تتصل وتشعر من رنة الهاتف بأن الطرف الآخر خارج البلد فالواجب قفل الخط واستبدال المكالمة برسالة موجزة عن الموضوع ويترك للطرف الآخر تقدير أهميته ومن ثم الاتصال بك حيث إنه في النهاية هو من سيدفع ثمن المكالمة وكم من مسافر سدد ثمن مكالمات تقارب ثمن تكاليف سفرته الأخرى على لغو لا قيمة له.

6 ـ الآخرون ليسوا ملزمين بسماع أمورك الشخصية ونكاتك، لذا ابتعد عن الآخرين عند ردك على المكالمات أو قيامك بالاتصال بالأصدقاء.

7 ـ والأمر المهم عند ذهابك لتقديم واجب العزاء أو التهنئة بالأفراح حيث الواجب أن تطفئ الهاتف حتى انتهاء تقديم ذلك الواجب.

8 ـ قد تكون من النوع الذي لا يفارقه هاتفه النقال، هذا الأمر قد لا يشــمل الآخـــرين لذا «لا تزعــل» أو تجزع عندما لا يرد الطرف الآخر بعد ثوان من اتصالك فقد لا يكون هاتفه معه أو لديه ما يشــغله أو أنه من النوع سريع النسيان ممن نووا الرد على اتصالك ثم نسي ذلك.

9 ـ اجعل مرات الاتصال متناسبة مع أهمية الموضوع فمكالمة فائتة واحدة تكفي إذا ما كان الموضوع عاديا ولا تقم بعشر مكالمات فائتة على موضوع تافه، اترك ذلك للأمور الكبرى والطوارئ.

10 ـ السلامة أولى وأهم والكويت بلد المسافات القصيرة لذا لا تتحدث أو ترسل الرسائل أثناء القيادة بل بادر بالوقوف حتى تنتهي المكالمة فكم من أرواح زهقت وأجساد شلت بسبب تلك الأمور البسيطة والصغيرة أو انتظر حتى وصولك الى مقصدك.

*****

آخر محطة: أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، اعتذار واجب فقد تلقيت إبان مرضي في الكويت وخارجها مئات المكالمات والمسجات بشــكل يومي وكان الهاتف الخاص بي طوال الوقت عند آخرين من أقارب وأصحاب لانشغالي بالفحوصات…إلخ. وقد قام بعضهم بالواجب ورد على كل اتصال ورسالة، البعض الآخر أخبرني في وقت متأخر جدا أن الوقت لم يسعفه آنذاك للرد أو لإرسال رسائل بل اكتفى بتدوينها في مذكرة، فعذرا وشكرا لكل من اتصل أو سأل أو أرسل الرسائل، وما قصر الجميع.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *