علي محمود خاجه

توأم

ضربوا المواطنين دون وجه حق في ديوان الحربش، سكتوا عن مقتحمي منشأة مملوكة للدولة في العديلية “اتحاد القدم”، بل حاولوا عرقلة تسجيل قضية ضد المقتحمين، عطلوا جلسات مجلس الأمة عمدا بغيابهم المتكرر، عرقلوا أداء المجلس في تشكيل لجنة للتدقيق في حسابات المركزي على خلفية الإيداعات المليونية، لم يلتزموا بتطبيق القوانين الصادرة من مجلس الأمة، لم يقوموا بإنجاز الحد الأدنى من المشاريع المفترضة، فلا مستشفى ولا جامعة ولا مدينة ولا جسر من 2006 إلى اليوم، لم يحاسبوا المتعدي على أموال الدولة الذي أجّر عشرين ألف متر تقريبا بعشرين دينارا سنويا دون مسوغ قانوني، حولوا الأدوات الرقابية للسلطة التشريعية إلى مستحيل لا يصل إليه نائب، شاركوا في تقرير مصير استجوابات موجهة إليهم دون وجه حق، رضخوا لكل ابتزاز وظيفي في مختلف قطاعات الدولة فبات باب الرواتب وحده يكلف الدولة أكثر من ثلثي الإيرادات، صمتوا عن الفتن التي تبثها وسائل الإعلام إن كانت لا تتعرض للحكومة بشيء في حين وجهوا عقوبات رادعة لأي إعلام يخالفهم.
هذا باختصار جزء يسير من أعمال الحكومة في السنوات الأخيرة، وهي ليست آراء بل أمور موثقة ومسجلة في صفحات الكويت.
أما الطرف المقابل اليوم أو ما يسمى كتلة المقاطعة فأفعالهم كالتالي:
شككوا في أخلاقيات الناس وتدخلوا في سلوكهم، طعنوا بولاءات بعض المواطنين لمجرد تعارض الآراء، استخدموا العنف كوسيلة للتعبير عن آرائهم لرفضهم ممارسات الحكومة، خاضوا انتخابات فرعية أو طائفية في سبيل الوصول إلى مجلس الأمة، صوتوا على كل صرف من أموال الدولة سواء كان مستحقا أم لم يكن؛ في سبيل إرضاء الناس، دعا بعضهم إلى إلغاء كيان الدولة وضمها إلى دول مجاورة، صوّت بعضهم ضد استجوابات بحجة وجود فتوى، وصوّت بعضهم الآخر بإحالة استجواب إلى اللجنة التشريعية وتعطيل دور زملائهم الرقابي، قاطعوا التصويت على لجنة للتدقيق في حسابات “المركزي” لكشف من تضخمت حساباته من النواب وكشف من ضخّمها أيضا، رفضوا استكمال الديمقراطية الكويتية بمشاركة المرأة في البرلمان ونيل حقها السياسي، لم يتكلم أحدهم عن حرية التعبير أو الاعتقاد أو التفكير أو الحرية الشخصية وكلها حريات دستورية إلا في حالة واحدة وهي حرياتهم، وصفوا كل إعلام يخالفهم بالفاسد ولا صالح سوى إعلامهم مع عدم ممانعتهم طبعا بالظهور في ما يسمونه الإعلام الفاسد إن التقت المصالح.
وغيرها من سلوكيات في السنوات الأخيرة أيضا، وهي أيضا ليست آرائي بل هي حقائق وقعت غير قابلة للتغيير.
إذن نحن أمام طرفين متعارضين ومتخاصمين إلى أبعد مدى اليوم، ولكنهما متفقان في أمر واحد هو عدم الأخذ إلا بما يناسبهما من دستور الدولة، لذلك فإننا نجد أنفسنا جميعا في حيرة، فلا الطرف الأول حريص على الدستور ولا الطرف المقابل كذلك، وهما متساويان تماما في سلوكياتهما المعادية للدولة المدنية ودولة القانون.

ضمن نطاق التغطية:
أملي الوحيد في المعارضة الحقيقية للسلوكيات السيئة هو تجمع “إنقاذ وطن” المزمع عقده غدا، فالتيارات المدنية المشاركة فيه والنواب كذلك يجعلونني أبني الآمال على أن تكون هناك معارضة موضوعية دستورية خالصة، وأتمنى أن يتحقق ذلك.

سامي النصف

بروتوكولات حكماء.. التلفون!

أصبح الهاتف النقال يمثل جزءا أساسيا من حياتنا اليومية، لذا يقتضي الأمر خلق قواعد وبروتوكولات يتفق عليها الجميع ما أمكن لكيفية الوصول للاستخدام الأمثل لتلك الأداة كي تصبح وسيلة للتواصل لا للإزعاج، ومن البروتوكولات التي نقترحها:

1 ـ الهواتف النقالة ـ بعكس الثابتة ـ تضيع بسهولة وتستبدل بسرعة لذا بادر عند الاتصال بالتعريف بنفسك ولا تأخذ كأمر مسلم به أن رقمك مازال مخزنا لدى الطرف المستقبل، فالأصوات تتشابه وكم من حديث تسبب في إحراج كبير وسوء فهم لعدم تعريف المتصل باسمه منذ اللحظة الأولى للاتصال.

2 ـ الأمر ذاته مع الرسائل النصية سواء في المناسبات العامة أو خارجها والتي يجب أن تكون «مختصرة» والاسم في نهايتها، كم من رسائل ضاعت وطلبات أهملت لخجل المستقبل من سؤال المرسل عن شخصه.

3 ـ إن أخطأت بالرقم عند الاتصال فبادر بالاعتذار فورا وليس أسوأ ممن لا يكتفي بالاتصال الخطأ في الوقت الخطأ بل يحاول تفادي الاعتذار بالادعاء الكاذب بأن يقوم بالرد على اتصالك أي أنك المخطئ واجب الاعتذار منه وليس هو وتلك ظاهرة متفشية بالبلد وتدل على تفاهة بالتفكير وسوء تربية.

4 ـ مازال كثير من النظريات الطبية ـ غير المثبتة ـ ترجح تسبب الهواتف النقالة في الأمراض الخبيثة بالدماغ وضعف الذاكرة والصداع…إلخ، لذا اختصر دائما زمن المكالمة، وإن احتاج الأمر لمكالمات مطولة فتحول وشريكك إلى الهاتف الثابت ذي الذبذبات الضعيفة.

5 ـ عندما تتصل وتشعر من رنة الهاتف بأن الطرف الآخر خارج البلد فالواجب قفل الخط واستبدال المكالمة برسالة موجزة عن الموضوع ويترك للطرف الآخر تقدير أهميته ومن ثم الاتصال بك حيث إنه في النهاية هو من سيدفع ثمن المكالمة وكم من مسافر سدد ثمن مكالمات تقارب ثمن تكاليف سفرته الأخرى على لغو لا قيمة له.

6 ـ الآخرون ليسوا ملزمين بسماع أمورك الشخصية ونكاتك، لذا ابتعد عن الآخرين عند ردك على المكالمات أو قيامك بالاتصال بالأصدقاء.

7 ـ والأمر المهم عند ذهابك لتقديم واجب العزاء أو التهنئة بالأفراح حيث الواجب أن تطفئ الهاتف حتى انتهاء تقديم ذلك الواجب.

8 ـ قد تكون من النوع الذي لا يفارقه هاتفه النقال، هذا الأمر قد لا يشــمل الآخـــرين لذا «لا تزعــل» أو تجزع عندما لا يرد الطرف الآخر بعد ثوان من اتصالك فقد لا يكون هاتفه معه أو لديه ما يشــغله أو أنه من النوع سريع النسيان ممن نووا الرد على اتصالك ثم نسي ذلك.

9 ـ اجعل مرات الاتصال متناسبة مع أهمية الموضوع فمكالمة فائتة واحدة تكفي إذا ما كان الموضوع عاديا ولا تقم بعشر مكالمات فائتة على موضوع تافه، اترك ذلك للأمور الكبرى والطوارئ.

10 ـ السلامة أولى وأهم والكويت بلد المسافات القصيرة لذا لا تتحدث أو ترسل الرسائل أثناء القيادة بل بادر بالوقوف حتى تنتهي المكالمة فكم من أرواح زهقت وأجساد شلت بسبب تلك الأمور البسيطة والصغيرة أو انتظر حتى وصولك الى مقصدك.

*****

آخر محطة: أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا، اعتذار واجب فقد تلقيت إبان مرضي في الكويت وخارجها مئات المكالمات والمسجات بشــكل يومي وكان الهاتف الخاص بي طوال الوقت عند آخرين من أقارب وأصحاب لانشغالي بالفحوصات…إلخ. وقد قام بعضهم بالواجب ورد على كل اتصال ورسالة، البعض الآخر أخبرني في وقت متأخر جدا أن الوقت لم يسعفه آنذاك للرد أو لإرسال رسائل بل اكتفى بتدوينها في مذكرة، فعذرا وشكرا لكل من اتصل أو سأل أو أرسل الرسائل، وما قصر الجميع.

احمد الصراف

جوهر الـ«توليرانس»

ورد في القبس في 09/12/4 أن الحكومة الايرانية ستوسع نطاق ما يعرف ببيوت العفاف، بهدف تقليص حالات الاغتصاب، وحل معضلة العلاقات الجنسية غير المشروعة. واكد تقرير حكومي انها اقتنعت بضرورة اشاعة الزواج المؤقت او ما يعرف بزواج المتعة لحل هذه الأزمة، وانها مستعدة لايجاد مراكز خاصة في هذا المجال! كما أعلنت الحكومة أنها سمحت للعديد من المكاتب ومواقع الانترنت بتنشيط مجالات تعارف النساء والرجال والبحث عن زوج او زوجة، والزواج المؤقت! (انتهى الاقتباس).
لا أدري ما حدث لهذا المشروع، ولكني أعلم أن هذا النوع من الزواج منتشر في ايران، وفي مناطق حزب الله في لبنان والمناطق الشيعية في العراق وغيرها، ويوجد ما يماثله، ولو هدفا، في الكثير من المجتمعات السنية المنغلقة والمتشددة دينيا. وقد تذكرت ذلك بعد قراءة دراسة للباحثة ناظلي فوزي عن هذا الموضوع، كما تذكرت تجربة مررت بها قبل أكثر من 40 عاماً، عندما زار الكويت وقتها رجل دين ايراني يحمل لقبا كبيرا، وجمعني به بعض المعارف، وتطرق النقاش لموضوع زواج المتعة، وذكرت له أن المشكلة لا تكمن في اعتراف جهة به ورفض الآخر له، ان على أسس دينية أو فقهية، بل بسبب ما يكتنف تطبيقه، وبأي شكل كان، في العصر الحديث، من صعوبات جمة! وكانت وقتها، بالرغم من صغر سننا، لنا تجاربنا، حيث بينا له ما لم يتوقع سماعه، حيث ذكرنا أن اساس هذه العلاقة، في الغالب، هو حصول طرف على متعة جنسية مقابل حصول الآخر على المال، وبما أن لا امرأة، بشكل عام، ترضى بالتورط في مثل هذه العلاقة لولا الحاجة للمال، فان ما يتم دفعه مقابل الحصول على المتعة، بنمط الحياة الذي تعيشه غالبية مجتمعاتنا الشرقية، لا يكفي لأن يقيم أود امرأة ويستر عليها لشهر واحد، خاصة ان كان لديها ابناء، فما بالك بعدة أشهر، كما يتطلب الشرع؟ ويحدث ذلك لأن الباحث عن المتعة، بشكل عام، على غير استعداد لدفع أكثر مما هو سائد، كما أن المرأة لا تتوقع شيئا أكثر من ذلك، مما يعني في كل الأحوال تقريبا، ان المحتاجة ومهدورة الكرامة ليس بامكانها انتظار متطلبات العدة أو غيرها، وستعود لمزاولة «المهنة» خلال ايام، ان لم يكن خلال ساعات، ولا يجوز هنا بالطبع الاعتداد بفحوصات البول أو اختبارات الـ DNA لاثبات الحمل، أو استخدام الواقي الذكري، فهذه ما لم ينص عليها الشرع! وبالتالي فان نظام المتعة، في الظروف المعيشية الحالية، لا يمكن أن يطبق بغير اخلال بكل أسسه، والحل الجذري، وهو هدفنا الوحيد من وراء كتابة هذا المقال، هو في تعليم المرأة وتوفير الوظائف لها، ومساعدة المطلقات والأرامل نفسيا وماديا، وتعديل قوانين الأحوال الشخصية! فوجود امرأة متعلمة قادرة على العمل، وذات كرامة، كفيل بالحد من الكثير من الظواهر السلبية في المجتمع وصونه بشكل كبير. ولا علاقة للموضوع هنا بخيارات المرأة الحرة، فهذا حقها وعلينا قبوله، وهنا يكمن جوهر الــ Tolerance العظيم! وفي هذا المجال يمكن الرجوع لكتاب «المتعة» لشهلا حائري، حفيدة آية الله حائري، المتوافر لدينا على الانترنت لمن يرغب.
***
ملاحظة: احتفل العالم بيوم الـ tolerance، قبل فترة، وترجمتها غير الدقيقة أبدا هي «التسامح»!

أحمد الصراف