مبارك الدويلة

الأمور تزداد سوءاً

حسناً فعل صاحب السمو باستقباله وفد المعارضة البرلمانية والاستماع اليهم ومحاورتهم، وهذا ليس بغريب على سموه الذي عرف عنه الحكمة والحنكة في قراراته، فلو لم تتم هذه الخطوة المستحقة من قبل سموه لأصبح نواب المعارضة في حل من اتخاذ اي اجراء يبرئ ذمتهم امام الله وأمام الشعب. فكلنا يعلم كيف تمكنت الحكومة من تعطيل جلسات مجلس الامة، سواء بفقدان النصاب او بالاحالة إلى «الدستورية» ولجان المجلس لاي موضوع او قضية لا تريدها. لذلك، لجأ النواب إلى الشارع وساحة الارادة، فحجبت الحكومة رأيهم عن الناس ومنعت نقل ما يجري الى الشعب، فاتجه النواب الى دواوينهم، وهنا تعهدت الحكومة بمنع اي تواجد بشري خارج حدود المنزل ولو استدعى ذلك تدخل القوات الخاصة! فلم يجد النواب بداً من التوجه الى صاحب القرار النهائي ليشتكوا اليه ظلم الصديق وجور الصاحب، وكيف آلت الامور في البلاد الى حافة الانهيار، فاستوجب الامر تدخل صاحب البصر والبصيرة لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا عن مستشاري سمو رئيس الوزراء؟ فاما انهم لا يمارسون دورهم الاستشاري، يعني مستشار ترضية وتطييب خاطر بس فكنا من رأيك واحتفظ به لنفسك! وإما انهم يقدمون استشارة ورأيا ركيكا وبعيدا عن الواقع، وثالثة الاثافي انهم يزينون لصاحب الشأن ما يريده ويرغب فيه، ولو خالف قناعاتهم وهذه طامة كبرى، اما الرابعة فهي انهم يشيرون عليه لكن صاحب الشأن لا يقتنع بما يرونه فيصبحون مثل «المطوطي في جليب!».
اقول هذا الكلام لانني ارى ان الاوضاع وصلت إلى درجة من السوء بحيث يراه كل ذي عقل وبصر وبصيرة ولو كان صغيراً! ولا يمكن ان تصل الامور الى هذا الحد من دون ان تحرك ساكنا في مشاعر من يعنيه الامر، وحتى لا نصل الى ما وصل اليه بعض مثقفينا ومنظري الاقتصاد عندنا الذين يرون انشاء دار للاوبرا اولوية يتمنون عدم تجاهلها!
وما دام اننا نكتب عن اصحاب الشأن ورؤاهم واولوياتهم فأتمنى ان نلفت نظرهم ــــ وهم جزماً غير غافلين عن ذلك ــــ الى خطورة الطرح الطائفي وتأجيج المشاعر الطائفية عند بعض جهال السنة والشيعة.
واعتقد ان السماح للبعض بالتحرك بأريحية في هذا المجال وشعور هذا البعض بانتقاص حقوقه ورفع سقف مطالباته زادت من هذا الطرح الذي نشأ عنه احتقان طائفي يهدد الوحدة الوطنية. وهنا أنبه الى قضية لم يعد يخفيها هذا البعض، وهي شعور البعض بالتعاطف الذي يصل الى درجة الولاء لاحدى الدول الصديقة والجارة التي تتبنى المرجعية المذهبية في عملها السياسي! اقول هذا التعاطف لم يعد خافيا بل اصبح البعض يصرح به تصريحا لا تلميحاً، مما جعل الطرف الآخر يشعر بالغبن وهو الذي اتهم منذ فترة قريبة جدا بازدواجية الجنسية!
الامور اصبحت قاتمة ولم تعد رمادية كما كانت بالامس، والتشاؤم او التحلطم اصبح لغة التخاطب بين اهل الديرة، والتحسر على كويت الماضي اصبح هماً يشيله قلب كل مواطن مخلص وغيور، فمتى يأتي الفرج؟
«قل عسى ان يكون قريباً» صدق الله العظيم.
***
ملحوظة:
في مثل هذه الاجواء.. لا نستغرب عودة الرويبضة، وهو التافه من الناس يتكلم في الشأن العام.. ولا نستبعد تسلق الطحالب على ظهر الشرفاء.