سامي النصف

تماثيل من ذهب

  الكويت بلد يتشابه حتى التطابق شعبه وقيادته مع شعوب وقيادات دول الخليج الأخرى فلماذا انفردنا دون غيرنا بكم الخلاف والنزاع والأذى الذي نسببه لأنفسنا ولبلدنا والذي ينعكس سلبا على صحتنا وتسبب ويتسبب في كل الكوارث الكبرى التي أصابتنا في السابق والمرشح أن تصيبنا ـ دون غيرنا ـ في الزمن اللاحق.

***

لو بدأنا من رأس الهرم الكويتي ونعني امير البلاد حفظه الله وقارنّا بين ما يواجهه في عمله كل يوم وبين ما يواجهه اي حاكم آخر في الخليج لوجدنا الفارق الكبير رغم صغر بلدنا مساحة وسكانا، لقد عدت هذا الصيف من لندن في الطائرة الخاصة التي أقلت سمو امير البلاد ـ حفظه الله ـ ورأيته يتابع علاجه في الجو بدلا من الراحة والاستجمام في بريطانيا بسبب الاشكالات التي طرأت ولم تتوقف قط طوال العقود الخمسة الماضية.

***

وإذا ما سلطنا الضوء على المنصب الثاني في الدولة ونعني رئاسة مجلس الأمة فيكفينا مقال الزميل جاسم بودي الذي نشر امس في «الراي»، وادعو الجميع لقراءته، ووجهه الى اقرب مقربيه ونعني الرئيس جاسم الخرافي طالبا منه عدم الترشح مرة ثانية ومما ذكره «لقد اخذ المنصب منك ومن جهدك وصحتك ووقت عائلتك، وكم هاجموك لخلق بيئة معادية لك ولو كان النقد بناء لأسعدك الأمر، وهل يمكن مقارنة عمل او معاناة رئيس مجلس الأمة الكويتي بأقرانه الخليجيين من رؤساء المجالس النيابية والاتحادية والشورى.. إلخ؟

***

الأمر كذلك مع رئاسة مجلس الوزراء الكويتي ولا نحددها او نحصرها بالمرحلة الحالية بل حتى إبان حقب وعهود ما قبل عام 2006، ومثل ذلك عمل الوزراء الكويتيين الذين ينعم أقرانهم الخليجيون وحتى العرب والأجانب بالهدوء والسكينة والتفرغ التام للعمل الجاد وبناء اوطانهم وبين ما يعانيه الوزير لدينا من تهديد ووعيد وإشغال بالأزمات المفتعلة كل صباح ما يحد من تخصيصه جل وقته لخدمة وطنه ومستقبل شعبه.

***

تلك المعاناة الشديدة تمتد لقطاع رجال الاقتصاد الحر مقارنة بأمثالهم الخليجيين وحتى العرب والأجانب وقد نشرت جريدة الاقتصادية قبل أيام ان رجال الأعمال الكويتيين أقاموا 50 مصنعا ضخما في الخفجي والمنطقة الشرقية هربا من معاناتهم في بلدهم، المواطن الكويتي يعيش ايضا معاناة نفسية (لا معيشية) مقارنة بنظرائه الخليجيين ممن لا «يسمّ» بدنهم اخبار الخلاف والنزاع كل صباح حتى تفشت ظاهرة الهرب الكويتي عند كل عطلة ووجود غير مسبوق للمهاجرين الكويتيين في الخارج، لذا فلنخف الله في وطننا وفي أنفسنا ولنوقف الصراع «البيزنطي» اليومي فقد طفح الكيل بالشعب.

***

آخر محطة:

(1) كنت قد اقترحت في مقالات سابقة ان يقام تمثال من ذهب في ساحة الصفاة لرجل الأعمال الكويتي ـ صغر أم كبر ـ نظرا لحجم معاناته، نطالب في هذا المقال بأن تبني في نفس المساحة تماثيل اخرى من ذهب للحاكم والمواطن والوزير والمسؤول الكويتي نظرا لحجم معاناتهم اليومية مقارنة بأقرانهم في دول العالم أجمع.. ولا تماثيل في هذا السياق لمن هم سبب البلاء.. وجر البلاد إلى الوراء!

(2) الحجر على الرأي الآخر أمر نرفضه سواء أتى من القوى الحكومية أو قوى المعارضة، لأجل الكويت ومستقبلها اسمحوا واسمعوا واسعدوا.. بجميع الآراء!