محمد الوشيحي

القبّيضون للقبيضات.. والقبيضات للقبيضين

اختصاراً للوقت… أنت وراك شغل وأنا وراي وأمامي وبين يدي شغل. أنت مؤمن بهذه الحكومة وأنا كافر بها.
أنت ترى خصوم الحكومة من الغوغاء، وأنا أرى أنصار الحكومة من الهوهاء، أنت تقول إن خصوم الحكومة مدفوعون من الخارج، وأنا أقول إن أنصار الحكومة “مدفوعٌ لهم من الداخل”.
أنت تعتقد أن سمو رئيس الحكومة فند استجوابات المعارضة في جلسات الاستجواب السرية، وأنا أعتقد أنه “زاد الطين بلة”…
خلاص يا صاحبي، تعال أنت وأنا نجلس تحت ضوء الشمس، أو ضوء استوديو قناة فضائية، أي فضائية تشتهيها أنت، واحسب لي إنجازاتها وأنا أحسب لك كوارثها، والناس تسمع وترى فتحكم.
أو لتأتِ الحكومة برئيسها ووزرائها وقضها وقضيضها، لتقابل نائباً واحداً فقط، لها هي أن تختاره من بين نواب المعارضة؛ أحمد السعدون أو مسلم البراك أو د. فيصل المسلم، أو د. جمعان الحربش، أو عبدالرحمن العنجري، أو أو أو… وإذا قلت لي إن الحكومة تخشى من التجريح والبذاءات، فلكَ منا أن نصطف مع الحكومة ونرفع “بيرقها”، ونعمل سيوفنا في أجساد المعارضين، وأن تتفرغ نساؤنا لحذف الحصى من الشرفات على نواب المعارضة، في حال شتموا الحكومة أثناء الحلقة.
وإذا لم تشأ الحكومة المواجهة فلترسل نوابها بدلاً منها، أو حتى أنصارها من خارج البرلمان، وما أكثرهم… وبالمناسبة، قرّب لي أذنك كي أروي لك رواية حديثة طريفة، لها علاقة بما يجري على الساحة، رواها لي صديق يرتبط بأبطال الرواية أسرياً… الرواية تقول إن أحد الشبان، أو بالأصح أحد الرجال (بلغ الأربعين من عمره)، البعيدين عن السياسة، تقدم لخطبة سيدة مطلقة تنتمي إلى بيتٍ ذي وجاهة وواجهة، فأبوها من “كبار القوم” اجتماعياً. ولما علم الشقيق الأصغر للرجل الذي ينوي الزواج، تحدث مع شقيقه وحذّره: “صحيح أن خطيبتك من بنات العائلة الفلانية، إلا أن أباها وشقيقيها من النوع “الخانع الخاضع” للفاسدين في السلطة، يباعون ويشترون كالعبيد والجواري، ويتلقون الهبات والعطايا كي يهاجموا أبناء عشيرتهم المعارضين، تقرباً وتزلفاً للفاسدين المفسدين…
والخشية، يقول الشقيق الأصغر، أن يرزقك الله منها بأبناء يحملون “عرق الخنوع والخضوع” لكل ذي سلطة ومال… وراح يحسب له “مخازي” أهل العروس كما يراها ويفهمها، كون أخيه الذي ينوي الزواج مشغولاً بتجارته، لا يتابع الأحداث المحلية لا عن قرب ولا حتى عن بعد… وانتهى النقاش بأن اقتنع الأكبر بكلام أخيه “لأن العرق دساس”، وتكفل الشقيق الأصغر، الذي عرف كيف يدخل إلى قلب أخيه، بالبحث عن امرأة بديلة… ووجدها.
قلت لمحدثي الذي نقل لي الرواية: “القبّيضون للقبيضات، والقبيضات للقبيضين… والمعارضون للمعارضات، والمعارضات للمعارضين”.
وقلت: الحذر الحذر يا قوم، واخشوا يوماً تحبل فيه نساؤكم بنات الخانعين، فإذا الجنين في بطن أمه “قبّيض” يبحث عن “كبت أمه” وأقصى مطالبه “مطبة” في هذا الشارع، وفتحة استدارة في ذاك الشارع، ودعم أعلاف مع كل استجواب.
احذروا المطبات والأكبات ودعم الأعلاف… من حيث المبدأ.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *