سامي النصف

كيف سيتم قتل ابن لادن؟!

أعادت كارثة 11 سبتمبر 2001 التي قام بها رجال أسامة بن لادن للأذهان حادثة أخرى هي ضرب ميناء بيرل هاربر في 7 ديسمبر 1941 من قبل اليابانيين، فالحادثتان تتقاربان في عنصر المفاجأة وعدد الضحايا، وكونهما حدثتا على الأراضي الأميركية بينما اعتادت الولايات المتحدة خوض حروبها على أراضي الآخرين.

كما ان هناك تشابها في شخصيتي الفاعلين، ونعني أسامة بن لادن والأدميرال اسروكوياماموتو قائد الهجوم المفاجئ على ميناء اللؤلؤ في بدايتيهما وشخصيتيهما ومن ثم قد نستدل عبر معرفة كيف انتقمت وقتلت الولايات المتحدة عدوها الأول للوصول لمعرفة الكيفية التي ستنهي بها إشكالها الثاني.

فيجمع الاثنين، ابن لادن وياماموتو، ودهما الشديد في بدء حياتيهما للولايات المتحدة حيث امتدت علاقة ابن لادن الحميمة بأميركا لـ 6 سنوات (1979 – 1985) وقف خلالها معها وحارب عدوها في أفغانستان، وبالمقابل قضى الأدميرال الياباني 6 سنوات من عمره كطالب في هارفرد وملحق في السفارة اليابانية في واشنطن (1919 – 1923 و1926 – 1928) كان خلالها صديقا مخلصا لأميركا ومؤمنا بنمط الحياة فيها ومعاديا بشدة لتحالف اليابان مع المانيا النازية، ومعارضا لفكرة الحرب ضد الولايات المتحدة لمعرفته اللصيقة بالقدرات العلمية والصناعية والبشرية التي تملكها.

وقد تلت الهجومين أخبار وإشاعات عن تحذيرات وصلت للقيادة الأميركية من احتمال حدوث الهجمات اللاحقة عليهم كالتقرير التحذيري الذي تسلمه الرئيس روزفلت في 24/11/1941 والرئيس بوش أوائل أغسطس 2001، ويرى بعض الباحثين ان القيادتين وجدتا في الهجومين المبررات التي تحتاجانها لشن حروب ما كان الكونغرس الأميركي ليوافق عليها لولا تلك الهجمات.

يتبقى ان حادثة قتل الأدميرال الياباني الذي كان كحال ابن لادن هذه الأيام في الخمسينيات من عمره ابتدأت عندما اخترقت المخابرات الأميركية شفرة اتصالاته وعرفت تحركاته ووجوده في جزر «سليمان» في جنوب المحيط الهادي فتم إصدار أمر رئاسي بقتله حيث هاجمته 16 طائرة أميركية في 18/4/1943 وقضت عليه.

ولن يكون سيناريو مقتل ابن لادن بعيدا في النهاية عن ذلك حيث ستتم معرفة مخبئه في أفغانستان أو باكستان عبر اختراق شبكة اتصالاته أو عن طريق معلومة من أحد المتصلين به فيعمد لخيانته طمعا في الجائزة المالية، حيث ستهاجم الطائرات الأميركية موقعه وسيدمر المكان بشكل كامل ولن يقبض عليه حيا حيث ان تجربة محاكمات صدام أثبتت ان بإمكانها ان تحيل خصوم أميركا من أعداء الى شهداء ولن تعيد الولايات المتحدة ذلك الخطأ.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *