محمد الوشيحي

«كويتنا هلا هلو»

ببساطة، وكما قال الخليل لأحد تلاميذه: «إذا لم تستطع شيئا فدعه، وجاوزه إلى ما تستطيعُ»… لو تدخلت أميركا وألمانيا وفرنسا واليابان وعائشة الرشيد لإقناع الناس بقدرتي على اللعب في فريق كرة قدم، أي فريق، لما استطاعوا، بل ولن يستطيعوا قبل ذلك إقناعي أنا… ومازلت أتذكر تلك المباراة التي اضطرت فيها وحدتي العسكرية مكرهة بسبب النقص للاستعانة بخدماتي وخدمات اللاعب الأجنبي الآخر «شمشينهو»، وهو المراسل الصعيدي نقي القلب، الذي يسمي الشمس «الشمش»، والجيش «الديش»، فأصبحنا نناديه «شمش الديش». وكنا الاثنان انا وهو ثغرة دفرسوار في فريقنا ولا فخر.
الفريق المنافس، كان يضم لاعب المنتخب الوطني السابق خالد الشريدة، بينما تصدى شمشينهو لحراسة مرمانا وشغلت أنا مركز قلب الدفاع، بالصلاة على رسول الله، وعينك ما تشوف إلا النور، أو عينك ما تشوف لا نور ولا تنور. «كل حملة ولد» وكل هجمة عليّ أنا وشمشينهو بهدف! وقررت أن أستخدم الخشونة مع لاعب ضخم في الفريق المنافس آذى لاعبينا، فضربته على فخذه الأسفل (كان بأربعة أفخاذ، اثنان في يديه واثنان في رجليه)، فحصلت منه على كوع مجاني على رأس المعدة أفقدني القدرة على الصراخ والتنفس، الله يعطيه العافية، وتوقفت المباراة بسببي وخفت أن أموت قبل أن أشتمه، لكن أمنيتي تحققت وشتمته في قلبي، إنما الأعمال بالنيات. ثم استؤنفت المباراة وكل لاعب يراقب لاعباً، وأنا خارج الملعب أراقب كوع الخبيث وأشجع فريقي، وأبث الحماسة في رأس لاعبنا ذاك الذي يجري بطول الملعب وعرضه ليسد الفراغات. كنت أشجعه وأنبهه: «المشوار طويل خذ معك تمراً لا تجوع في الطريق، واحذر من أبو أربعة أفخاذ وكوع»… ومن بعد المباراة تلك حملت مزودتي على كتفي وغادرت عالم كرة القدم. متابعة قراءة «كويتنا هلا هلو»

سامي النصف

كيف سيتم قتل ابن لادن؟!

أعادت كارثة 11 سبتمبر 2001 التي قام بها رجال أسامة بن لادن للأذهان حادثة أخرى هي ضرب ميناء بيرل هاربر في 7 ديسمبر 1941 من قبل اليابانيين، فالحادثتان تتقاربان في عنصر المفاجأة وعدد الضحايا، وكونهما حدثتا على الأراضي الأميركية بينما اعتادت الولايات المتحدة خوض حروبها على أراضي الآخرين.

كما ان هناك تشابها في شخصيتي الفاعلين، ونعني أسامة بن لادن والأدميرال اسروكوياماموتو قائد الهجوم المفاجئ على ميناء اللؤلؤ في بدايتيهما وشخصيتيهما ومن ثم قد نستدل عبر معرفة كيف انتقمت وقتلت الولايات المتحدة عدوها الأول للوصول لمعرفة الكيفية التي ستنهي بها إشكالها الثاني.

فيجمع الاثنين، ابن لادن وياماموتو، ودهما الشديد في بدء حياتيهما للولايات المتحدة حيث امتدت علاقة ابن لادن الحميمة بأميركا لـ 6 سنوات (1979 – 1985) وقف خلالها معها وحارب عدوها في أفغانستان، وبالمقابل قضى الأدميرال الياباني 6 سنوات من عمره كطالب في هارفرد وملحق في السفارة اليابانية في واشنطن (1919 – 1923 و1926 – 1928) كان خلالها صديقا مخلصا لأميركا ومؤمنا بنمط الحياة فيها ومعاديا بشدة لتحالف اليابان مع المانيا النازية، ومعارضا لفكرة الحرب ضد الولايات المتحدة لمعرفته اللصيقة بالقدرات العلمية والصناعية والبشرية التي تملكها.

وقد تلت الهجومين أخبار وإشاعات عن تحذيرات وصلت للقيادة الأميركية من احتمال حدوث الهجمات اللاحقة عليهم كالتقرير التحذيري الذي تسلمه الرئيس روزفلت في 24/11/1941 والرئيس بوش أوائل أغسطس 2001، ويرى بعض الباحثين ان القيادتين وجدتا في الهجومين المبررات التي تحتاجانها لشن حروب ما كان الكونغرس الأميركي ليوافق عليها لولا تلك الهجمات.

يتبقى ان حادثة قتل الأدميرال الياباني الذي كان كحال ابن لادن هذه الأيام في الخمسينيات من عمره ابتدأت عندما اخترقت المخابرات الأميركية شفرة اتصالاته وعرفت تحركاته ووجوده في جزر «سليمان» في جنوب المحيط الهادي فتم إصدار أمر رئاسي بقتله حيث هاجمته 16 طائرة أميركية في 18/4/1943 وقضت عليه.

ولن يكون سيناريو مقتل ابن لادن بعيدا في النهاية عن ذلك حيث ستتم معرفة مخبئه في أفغانستان أو باكستان عبر اختراق شبكة اتصالاته أو عن طريق معلومة من أحد المتصلين به فيعمد لخيانته طمعا في الجائزة المالية، حيث ستهاجم الطائرات الأميركية موقعه وسيدمر المكان بشكل كامل ولن يقبض عليه حيا حيث ان تجربة محاكمات صدام أثبتت ان بإمكانها ان تحيل خصوم أميركا من أعداء الى شهداء ولن تعيد الولايات المتحدة ذلك الخطأ.

احمد الصراف

المؤذن

ورد في الصحف المحلية، نقلا عن انباء السعودية، خبرا يتعلق بقيام السلطات هناك بإلقاء القبض على مؤذن مسجد من الجنسية البنغالية متورط في ادارة شبكة دعارة.
لا نريد هنا التحامل اكثر على المواطنين البنغال وسرد مختلف القصص والحكايات عن غريب جرائمهم ومدى تفننهم في استنباط اكثر طرق النصب والاحتيال براعة، فقد نالهم منا ومن غيرنا الكفاية، وحكومتنا، ولاسباب كثيرة، لا ترغب في منعهم من دخول البلاد، ويبدو بالتالي ان علينا العيش مع جرائمهم الى ان تستقر اوضاع لبنان قليلا لنذهب للعيش هناك بعيدا عنهم وعنها، واقرب لامور جميلة اخرى!!
موضوع اليوم يتعلق بمهنة المؤذن الفريدة، التي لم تكن اصلا مهنة في تاريخ الاسلام والمسلمين، ولم تكن تؤدى مقابل اجر محدد، كما لم تكن قط مهنة كاملة بالمعنى المفهوم.
تعتبر ظروف وطبيعة عمل المؤذن في ايامنا هذه، والتي لا تستغرق منه اكثر من نصف ساعة في اليوم، مقابل 8 ساعات عمل لاي وظيفة اخرى، وظيفة طاردة من جهة ومصدرا للمشاكل من بعض القائمين عليها.
فان يقوم فرد مختص وبأجر محدد فجر كل يوم لاداء الاذان لدقائق، ومن ثم الخلود للنوم والراحة لسبع ساعات لاداء الامر ذاته لدقائق اخرى وتكرار الفعل ذاته ثلاث مرات اخرى في اليوم نفسه، امر لا يستقيم وعالم السرعة والانتاجية العالية الذي نعيش فيه.
وبالتالي من المهم اعادة النظر في هذه الوظيفة، إما عن طريق ميكنتها وإما فتح مجال للمتطوعين الراغبين في ادائها تقربا وتبركا، وبعد اجراء اختبار بسيط لاصواتهم وطريقة ادائهم للأذان.
يوجد في الكويت اكثر من 1300 مسجد، وهذا يعني وجود اكثر من 1500 مؤذن مستورد بأجر كامل، للقيام بمهمة يستطيع اي مواطن او مقيم القيام بها بكل سهولة، فلماذا لا تفكر الدولة في توطين هذه المهنة ببرنامج قابل للتطبيق بدلا من ان نكون عالة على دول العالم في مهمة لا يستغرق اداؤها اكثر من 30 دقيقة في اليوم؟ ولا نود هنا التطرق لما سببه ويسببه الكثير من المؤذنين من مشاكل للمجتمع ولوزارة الاوقاف.

أحمد الصراف
habibi [email protected]

سعيد محمد سعيد

المقربون من الرؤوس الكبيرة

 

إذا أردت أن تتفتح لك أبواب الفرج – إن كانت مغلقة في وجهك – وأنت من الناس الذين لديهم أفكار ومشروعات ودراسات تنفع البلد، وليس في مقدورك أن تصل إلى الشخص المسئول لتحصل على الدعم، فأمامك طريق واحد، وهو: البحث عن واسطة قوية تأخذ بيدك إلى مكتب المسئول…

ومن الخطأ أن تعتقد في قرارة نفسك بأن الواسطة يجب أن تكون كبيرة وذات نفوذ! أبدا أبدا…اعتقادك غير صحيح، وكل ما عليك فعله هو أن تبحث عن شخص له «حظوة» ومقرب جدا من المسئول… و «يمون» عليه كما نقول بالعامية… فقد يكون ذلك الشخص إنسانا بسيطا لكن المسئول يحبه ولا يرفض له طلبا… فتواضع قليلا، واترك عنك المفاخرة بعلمك وشهاداتك الأكاديمية، وابحث عن ذلك الشخص… فالمقربون من الرؤوس الكبيرة اليوم، يمتلكون المقدرة على تسهيل الطريق أمامك… وماذا في ذلك؟ لا عيب إطلاقا مادام أصحاب العقول والأفكار والمبادرات الإبداعية استسلموا للتهميش… فلا تستسلم، ولعل هذه المقامات توضح لك الفكرة أكثر:

قال الراوي يا سادة يا كرام، بعد أن صلى على سيد الأنام، محمد عليه وعلى آله وصحبه الكرام السلام، أن مواطنا بحرينيا طموحا أراد أن يقدم مشروعا يخدم فيه بلاده، ويعود نفعه على أهل البلد وعليه وعلى أولاده، فسهر الليالي يخطط ويكتب، ويعيد النظر مرة تلو الأخرى ويجدد أفكاره ويرتب، حتى أصبحت خطة المشروع مكتملة من كل النواحي، وفائدته مضمونة للمواطنين في كل المدن والضواحي، ولم تكن تنقصه إلا خطوة… يقابل فيها مسئولا ليناقش معه فكرة المشروع، فيحصل على السند والقوة.

حمل المواطن أوراقه، مليئا بالحماس والطاقة، وتوجه إلى المسئول الأول، فتفاجأ بأنه ليس في مقدوره أن يدخل ويتفضل، وجاءه الجواب بالرفض قبل أن يسأل… لكنه لم ييأس أو يتردد، ووجد في البحث عن مسئول آخر خطوة جيدة تزيل ما يمكن أن يتعقد، وراح إلى المسئول الثاني، فأمطره بالكلام المعسول والأماني، وأخبره بأنه سيتصل، وسيكون النقاش في الفكرة «متصل»… وخرج مسرورا لكنه لم يرجع… فلا المسئول عنه سأل ولا سكرتيره اتصل…

لم يفقد الأمل بسبب ما قد حصل، فقصد المسئول الثالث والرابع، وتبعه الخامس والسادس والسابع، لكن المواطن فقد حماسه، وعاد يكرر قوله عن التعس والنحاسة… قال محدثا نفسه: «انتكست والله شر نكسة! فأقصى ما أتمنى خدمة بلادي، وأنفع الناس قبل نفسي وأولادي»… وحينها قرر صرف النظر، ليقبل القضاء والقدر! وهكذا حال الكثير مثله، اللاحقون بعده والسابقون قبله…

لكنه فوجئ ذات يوم… بفكرة أزاحت الهموم، قال له صديقه القديم: «إذا أردت يا أخي النعيم، وتضرب الضربة في الصميم، اذهب إلى فلان فهو الواسطة، وهو سيعطيك دروب الخريطة… فاسمع له يا صاحبي ما يقول… ونسأل الله لك القبول… فلان يا صاحبي صهر الوزير… وهو خدوم، ناصح قدير… يحبه الصغير والكبير».

وجاء يوم الموعد المحدد، فصوب المواطن وسدد… أهدافه بحكمة ورقة، شارحا الفكرة في دقة، لكنه شاهد صهر الوزير… مبرطما يكرر الزفير… فقال يا صاحبي ما ترى من فكرة يحتاجها الورى؟ فجاءه رد من البرود… لكنه كصفعة الخدود.. عاتبه صهر الوزير ساعة، قال له لا ترتجي الشفاعة… مشروعك حبر على ورق… تفوحه وتشرب المرق.