محمد الوشيحي

جرحوا أناملها يا محمد الصباح

رسالتها الإلكترونية تحمل الكثير من القهر، كتبتها لي بعدما أضرب عمال محطات الوقود البنغاليون في الكويت عن العمل احتجاجا على حرمانهم من رواتبهم، تقول في رسالتها: «يرضيك يا الوشيحي أن أنزل من سيارتي في هالحر أعبّي بنزين بنفسي، وين راحوا البنغالية يعلّهم الماحي»، وللتوضيح لغير المتحدثين بالكويتية: «هل ترضى يا الوشيحي بأن أنزل من سيارتي في هذا الجو الحار لأملأها بالوقود بنفسي؟ أين ذهب العمال البنغاليون المختصون بتعبئة سيارات النساء بالوقود؟»، وكلمة «يعلهم الماحي» دعاء للإبادة الجماعية… كانت هذه هي رسالتها وكان ردي مختصرا: «سلامة أناملك». متابعة قراءة جرحوا أناملها يا محمد الصباح

سامي النصف

قضايا آخر الأسبوع

يعلم المواطن البسيط انه لو أراد بيع سيارته لوجب عليه إصلاحها وتنظيفها وتلميعها للحصول على أفضل ثمن بيع لها، حيث لا يعقل ولا يقبل ان يعرضها وعجلاتها مبنشرة وصبغتها متقشرة وحالتها للويل، الحكومة تنوي تماما القيام بذلك الأمر مع «الكويتية»، حيث تزمع بيعها والخسائر المالية تملأ دفاترها والأعطال الفنية تصيب بشكل يومي طائراتها القديمة، على العموم حال الدولة مع بيع «الكويتية» للقطاع الخاص كحال قصة زواج حجا من بنت السلطان، أي حضّر حاله للعرس دون ان يشغل باله بسؤال بسيط هو: هل ترغب بنت السلطان به؟!

لا فائدة من التساؤل هذه الأيام عن الأسباب التي تسببت في وصول منطقة جليب الشيوخ للحالة المزرية التي وصلت إليها، المهم ان الحل الوحيد يكمن في تثمين تلك المنطقة، ومعها تثمين البيوت الحكومية في السالمية، ويجب بعد ذلك تحويل المنطقتين الى استخدام تجاري واستثماري عالي الكثافة، وبيعهما للقطاع الخاص كي تسترد الدولة ما دفعته في التثمين أضعافا مضاعفة.

علينا ان نبعد عن أذهاننا، عند ترشيح شخصيات كويتية للمناصب العامة، قضية الأسماء، فلا نستخدمها للتقريب أو للإبعاد، بل يجب التركيز على الكفاءة والخبرة والاقدمية، وعليه نرجو ان نبارك في القريب العاجل للسيدة الفاضلة تماضر السديراوي بحصولها المستحق على منصب وكيلة التربية، نظرا لما تشتهر به من كفاءة وخبرة وأقدمية.

لو أراد أحد ان يحفر بئر ماء في الكويت فانه سيعطي هذا العمل، على الأرجح، لعمال أفغان أشداء كونهم شديدي الاختصاص بمثل تلك المهن اليدوية الشاقة، وعليه لا افهم معنى ان يسافر مطرب تائب قاطعا آلاف الأميال في ثلاثة أشهر لحفر آبار في جبال أفغانستان، ودنا نصدق بس قوية شوية!

تابعت على محطة LBC لقاء ممتعا مع الزميل قينان الغامدي الكاتب المشهور ورئيس تحرير جريدة الوطن السعودية السابق والمرشح هذه الأيام لرئاسة تحرير جريدة عكاظ، مما ذكره الزميل قينان انه نادم على الحدة التي كانت تصبغ مقالاته كونها لا تصلح ولا تعمر شيئا حسب قوله، حيث يرى ان نهج الحكمة والتعقل في الأعمال وضمن المقال أجدى وانفع.
 
ما تعلمه الغامدي في مدة قصيرة مازال بعض كتابنا لا يستوعبونه رغم انهم يمارسون الكتابة منذ عقود ولا نقول قرونا.

آخر محطة:
اعطوا الأجير حقه قبل ان يجف عرقه، وافضحوا بالأسماء من يتاجر بـ «شقى» وأرواح المستضعفين في الأرض، هل يعقل ما نشر في الصحف من ان وزارة الصحة تعطي بعض الشركات 120 دينارا للعامل فتعطي الشركة 100 دينار لصاحبها وتخصص 20 دينارا فقط للعامل لا تصل له في الأغلب، لقد طفح الكيل ولا يجب ان تقبل الكويت من يتاجر بسمعتها لتكوين الثروات المغموسة بالدم وعرق الابرياء.

احمد الصراف

الكذبة الأخرى.. والأمر

تضخم المركز العالمي لنشر الوسطية وتورم جهازه الاداري ليتجاوز المائتي موظف وذلك خلال فترة قصيرة، وغالبتيهم، ان لم يكن جميعهم، من المنتمين، اوالمحسوبين على الحركة الدستورية، الفرع المحلي للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين.
اكثر من 200 موظف على ماميش!! فلا عمل ولا هدف ولا خطة ولا برنامج غير مرافقة مجموعة من الفتية الذين اطلق عليهم «علماء المستقبل» في زيارات عمرة بدرجة 5 نجوم، واقامة الحفلات والمؤتمرات الفالصو، فكلما زاد الصرف زادت علاوات البعض واستفادتهم من ميزانية المركز الوسطية!
يبدو ان الكويت، بسكانها الذين تجاوز عددهم المليون وبمعاهدها ومدارسها الدينية، عجزت عن ان تعطي مركز الوسطية، الذي لا فائدة ولا طائل من وجوده، عجزت عن ان تعطيه امينا عاما!! ولهذا يمم كبار مسؤولي وزارة الاوقاف وجههم شطر افريقيا، والسودان بالذات، ليحضروا منها شخصية سياسية لاتزال تعمل بالمكتب السياسي للحزب الحاكم هناك، وينتمي لحركة الاخوان المسلمين العالمية، ليعمل امينا عاما للمركز براتب اساسي يبلغ 300 دينار وعلاوة خاصة، بامر وزير الاوقاف السابق، قدرها 2000 دينار، او اكثر قليلا، اضافة الى علاوات وبدلات اخرى!
كل ما نتمناه من مجلس الوزراء هو سؤال وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية عما حققه المركز العالمي لنشر الوسطية منذ اربع سنوات حتى اليوم غير صرف الملايين من دون طائل.
يا جماعة يا هو، هذه لجنة فارغة تعمل في محيط هلامي والكويت لم تكن قط ولن تكون معنية بنشر الوسطية لا فيها ولا في محيطها فما بالك بالعالم اجمع وعدد مسلميه يزيد على المليار بكثير، فهل اصبحنا بمثل هذا الجهل وقلة العقل لنصدق ان بامكاننا القيام بهذه المهمة؟
من اكثر الادلة وضوحا على مدى هلامية اهداف المركز ان لا جهة في الدولة تعرف بصورة دقيقة تابعيته الحقيقية! فقد اسسه الوزير السابق المعتوق وانتدب عشرات موظفي الوزارة للعمل به وحاول من جاء بعده الحاقه بالديوان الاميري، اسوة باللجنة العليا لاسلمة القوانين، لاعطاء المركز بعض القوة المعنوية.
كما رأت جهات اخرى الحاقه بديوان الخدمة المدنية، وهكذا يستمر وضعه المهزوز واستمرار الصرف الباذخ على كبار مسؤوليه ورؤساء لجانه من موظفي الوزارة الكبار.
آه، كم اشتاق للسفر اليك يا لبنان، فمتى تهدأ الاحوال لاتخلص من كل هذا الصداع؟!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

الصراع المفتعل

 

لم يكن أحد يتوقع أن يتفجر الصراع فجأة بين السنة والشيعة، بمثل هذه الحدة والضراوة والشراسة. ويبدو أن وراء الأكمة ما وراءها، فحينما صادق مؤتمر القمة الإسلامية في دورته العاشرة، التي عقدت في ماليزيا العام 2003 على «إستراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية» التي أعدتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) بالتعاون مع صفوة من العلماء والفقهاء والمفكرين والدارسين المتخصصين الذين يمثلون المذاهب الإسلامية كافة، لم يكن أحد يتوقع أن تطرأ ظروف جديدة تعود بالعالم الإسلامي إلى عصور مضت، يوم أن كان النزاع بين السنة والشيعة يتخذ أشكالا مرعبة، وخصوصا في القرن السادس عشر الميلادي، حين نشبت الحرب بين الدولتين العثمانية السنية والصفوية الشيعية، أو في القرنين السادس والسابع الهجريين، حينما كان السنة والشيعة يتقاتلون في بغداد وفي غيرها من المدن العراقية.

تلك كانت مقدمة بحث قيِّم ومهم للغاية، وقدمته شخصية مهمة ولها مكانتها في العالم العربي والإسلامي وهو المدير العام لمنظمة «ايسيسكو» والأمين العام لاتحاد جامعات العالم الإسلامي عبدالعزيز التويجري، وهو في الوقت ذاته يشير إلى الوثيقة التي صدرت عن المنظمة، التي استغرقت سنوات تخللتها دورتان لندوة التقريب بين المذاهب الإسلامية.

الأمر المؤسف، أن كل توجه للتصدي للطائفية البغيضة في الأمة يكون مصيرها الفشل؟

وددت لو أن التويجري، وهو الذي يعرف أكثر من غيره (أن وراء الأكمة ما وراءها)، واصل مسعاه لكشف ما وراء تلك الأكمة باعتبارها مسئولية، وباعتبار أن الأمة الإسلامية كلها في خطر بسبب محركات الفتن الطائفية التي تحركها وتغذيها في بعض مراحلها دول وجماعات، مع الاعتبار للجهد الذي تبذله المنظمة لرسم الأهداف على المديين القريب والبعيد، ورصد عوامل الوحدة بين كل مذاهب الأمة، وتحديد البؤر الخلافية التي فرقت ولاتزال تفرق صفوف الأمة، وخططت للانتقال بالخلاف بشأن هذه القضايا من إطار (الكفر والإيمان) إلى إطار (الخطأ والصواب)، وتنقية تراث المذاهب الكلامية الإسلامية، وكل مصادر التراث للفرق الإسلامية المختلفة من أحكام وتهم «التكفير» و «التفسيق».

الغريب في الأمر، أن هناك أطرافا أقوى وأكثر تأثيرا من التويجري وأمثاله من المفكرين الذين ينظرون لصالح الأمة، لتصبح كفة أهل الشر من يعيشون في عمق المجتمع الإسلامي لتدميره، أكثر قدرة على الهدم، وربما هم – أي أهل الشر – يتبوءون في المجتمع أعلى مراتب الإيمان والصلاح والتقوى.