محمد الوشيحي

العقارب تريد حقها أيضا

لكل زمان دولة ورجال. وبعض رجال الفن في نهاية الثمانينات من فصيلة خاصة. شيء أشبه بالفقاعة، انتفخت وتلاشت بلمح البصر.
كنت طالبا في مصر عندما ظهرت أغنية «لولاكي» التي غناها «زنبرك» على هيئة إنسان اسمه علي حميدة. مصري بهيئة ليبية، طويل الشعر، ضئيل الجسم. وكان لصحته ولياقته العالية يقفز وكأن أرضية المسرح من جمر، وكلما تجلّى رقص حاجبيه وقفز أعلى، حتى خُيّل لي أنه سيتشعبط في السقف لا محالة، عاجلا غير آجل. متابعة قراءة العقارب تريد حقها أيضا

سامي النصف

وصل مع الشكر

نبدأ بمعاناة إنسانية للزميل الكاتب فيصل الحامد ارسلها مع سيرة ذاتية ثرية تظهر حبه للكويت التي بقي على ارضها دون مغادرة لنصف قرن ومازالت امنيته ان يدفن في ترابها، ولا يحتاج الأخ فيصل الا لحل مشكلة اقامته عبر حفظ كرامته من ان يلجأ لهذا الطرف او ذاك لكفالته، عن طريق كفالته لنفسه، أو ان يعطى إقامة دائمة، ومنا للمسؤولين الأفاضل متمنين ردا قريبا.

وتحدثنا في مقال سابق عن التنافسية، فوصلنا من رجل الاعمال سامي بدر الساير عضو «لجنة الكويت الوطنية للتنافسية» تقريرها الوافي الاخير عن بلدنا، وضمنه نكتشف، وحسب جداول المقارنة مع الدول الأخرى، اننا تقريبا الأوائل في كل المؤشرات السالبة والاواخر في كل المؤشرات الموجبة، كما تظهر الدراسة المهمة ان اكثر من 60% من اشكالات التنافسية الكويتية سببها عدم كفاءة الجهاز الوظيفي وتعقيد نظم العمل وعدم ملاءمة تعليم وتدريب القوى العاملة، وتفشي الفساد وانخفاض اخلاقيات المهنة، اضافة الى سوء البنى التحتية وضعف مستوى الصحة العامة والتعليم الابتدائي، وعدم تقبل العاملين للتكنولوجيا الحديثة ورفضهم للتطور والابتكار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ووصلنا من الاستاذ د.رمضان الشراح كتابه القيم الذي صدر مؤخرا والمسمى «الاقتصاد الكويتي، التطوير الاقتصادي والاداري واستشراف المستقبل»، وضمن 400 صفحة وثلاثة عشر فصلا يأخذنا أمين عام اتحاد الشركات الاستثمارية الى مفاهيم عامة في التنمية الاقتصادية والبيئة والادارة ونظم السوق، اضافة الى نبذة تاريخية عن تطور الجهاز المصرفي الكويتي ودراسة المؤشرات الاقتصادية وينتهي الكتاب بتوصيات مهمة حول اداء أفضل للاقتصاد الكويتي.

ومما تضمنه الكتاب مفاهيم وعناصر «الاستراتيجية» التي كادت تختفي في الكويت ضمن مسار الاهتمام بالتعامل اليومي مع الاحداث، كما اعادنا الشراح لاشكالات تكويت الادارة المحلية، التي كانت نتيجة سباق بين السلطتين لارضاء الناخب وما نتج عنها من تكويت الفساد، كما عرّج على ازمة المناخ التي وجد فيها مظهرا من مظاهر «المرض الهولندي» الذي لا علاقة له – للعلم – بالبقر بل ارتبط بما جرى خلال النصف الاول من القرن الماضي عندما ركن الهولنديون للكسل بسبب اكتشاف النفط في بحر الشمال وخرجت بعد ذلك توصيات اقتصادية دولية تحذر من اعتماد الدول على مواردها الطبيعية فقط كحال الكويت وبعض دول الخليج.

وقد وصلنا مع كتاب الصديق د.رمضان مجموعة من الأشرطة التاريخية لاغاني أم كلثوم وعبدالوهاب وتسجيلات نادرة للقاءات اذاعية مع بعض الفنانين العرب، وقد وضعت جميع تلك الاشرطة في السيارة واصبحت بسببها استمتع بالزحمة المرورية والوقوف عند الاشارة الحمراء بل وصل الحال بي الى ان وصلت ذات مرة ودون قصد للجهراء بسبب استماعي واستمتاعي بأغاني «الآنسة» أم كلثوم التي غنتها بحضور الملك الشاب فاروق، وشكرا بوعدنان.

آخر محطة:
لدينا معضلة حقيقية مع المتطرفين والمحرضين المحليين فهم يرسلون شبابنا الكويتي للعراق وافغانستان لقتال الاميركان في كل مكان، لينتهي الامر عادة بقتلهم او اسرهم، في وقت يقوم به الاصدقاء الاميركان بإنقاذ حياة شبابنا الكويتي الذين تاهوا في البحر وكانوا قاب قوسين او ادنى من الموت.
 
رجال البحرية الاميركية شكرا، رجال خفر سواحلنا هناك حاجة ماسة لمزيد من التدريب على عمليات البحث والانقاذ، ايها المتطرفون – وقبلكم المحرضون – لا مكان لكم ولا لكراهية الاميركان بيننا.

احمد الصراف

سرية لجان الهداية.. والوزير صفر

نشرت صحيفة محسوبة على تيار اسلامي متشدد خبرا يتعلق بقيام مهتد باشهار اسلامه في ديوان وزير الصحة (!!!!) وورد في الخبر ان السيد منيف العجمي مدير الافرع في لجنة تعنى بقضايا الهداية، قام بزيارة وزير الصحة، علي البراك العجمي، في مكتبه بصحبة احد الآسيويين، لكي تتم عملية تحوله الى الاسلام في ديوان الوزير!
وبينت الصورة المصاحبة للخبر الوزير واقفا مع ثلاثة اشخاص، وقد ظللت وجوههم جميعا بحيث اختفت معالمها تماما!
السؤال الاول: لماذا يقوم مدير افرع لجنة تعنى بالهداية بزيارة مكتب وزير الصحة، لكي تتم عملية دخول الاسلام في ديوانه؟ أليس هناك ما هو اكثر اهمية في جدول السيد الوزير، خاصة وان مشاكل الوزارة، وفي هذا الوقت من العام اكثر من ان يتخيلها اي فرد، واكثر اهمية من امر يمكن ان يؤدى في اي مكان، وفي ديوان وزير العدل والاوقاف مثلا؟
ومنذ متى كانت دواوين الوزراء مكانا لاشهار واعلان هداية شخص ما؟ وما الذي سيحدث لو طالب وزراء آخرون بالتكريم نفسه؟
واذا كانت عملية الهداية امرا شرعيا وجميلا، فلماذا تم اخفاء وجه المهتدي الجديد؟ فهل هو خجل لخروجه من دينه السابق، ألا يعني ذلك عدم صحة ايمانه؟
ولو وجدنا للمهتدي المسكين عذرا، ولو انه لم يختر ذلك بنفسه، فما سبب قيام الصحيفة بتظليل وجوه اعضاء لجنة الهداية الآخرين، الذين ربما وجمعيتهم، ينتمون الى الاتجاه السياسي الديني للجريدة نفسه؟ فهل في عملهم ما يخجل بحيث رأوا ان من الافضل عدم نشر ملامح وجوههم؟ واذا كان الامر كذلك فلم ورد اسم مدير الافرع كاملا في صلب الخبر؟
واذا كانت السرية هي الهدف من عملية التظليل فلم نشر الخبر اساسا؟
مجموعة من الاسئلة نضعها بتصرف السيد وزير الصحة والسيد منيف العجمي، مدير الافرع في لجنة التعريف بالاسلام.. آملين الرد عليها لدرء الشبهات وما اكثرها!!
ملاحظة: يبدو ان هناك اتجاها في الحكومة يهدف الى تعديل قانون البلدية، بحيث تعطى بلديات المحافظات صلاحيات اكبر!!!
ان اقرار هذا القانون سيكون بمنزلة وصفة جاهزة لخلق عشر مناطق تماثل منطقة «جليب الشيوخ» سوءا في البناء والتنظيم والتخطيط!، ليأتي بعدها وزير جديد ويطالب بتثمينها!

أحمد الصراف