د. شفيق ناظم الغبرا

التنوع في الكويت… تحديات وقضايا

ما يميّز التيار الإسلامي بتفرعاته كلها في الكويت سلميته (نسبة إلى تيارات أخرى في دول عربية عدة) وقدراته التنظيمية العالية وقواعده الشعبية، كما يتميّز التيار بحرصه على قضايا عدة تتعلق بالسيادة والهوية العربية والإسلامية والوطنية وسعيه بنشاط إلى إيصال صوته. في هذا بالتحديد، فإن التيار جزء أساسي من الصورة الوطنية في الكويت، إذ إنه بالإمكان الاختلاف معه في قضايا يطرحها والاتفاق معه في قضايا أخرى يطرحها. ولكن للتيار نقاط ضعف رئيسية تعود وتساهم على المدى البعيد بتقليص نفوذه وتراجع قدراته. فما وقع مع «الإخوان» في الانتخابات الماضية كان أحد هذه الإفرازات. إن نقطة ضعف قطاع كبير من التيار الإسلامي(وليس كله أو كل أعضائه) والتي تعود وتساهم في إضعافه على المديين المتوسط والبعيد هو خوضه لمعركته الاجتماعية باتجاه إلغاء وإضعاف التنوع في الكويت. فهذا بطبيعة الحال يخيف فئات كبيرة في الكويت من قوته ومن تعاظم دوره، ويجعل هذه الفئات تخشى على مستقبلها من التيار. لقد حصل هذا في السابق مع تيارات عربية رئيسية، وهو يحصل اليوم وسيحصل غداً مع التيار الإسلامي إن لم يتدارك الأمر بإبداء مرونة وتسامح في طرح موضوعاته. لقد حسم التيار الإسلامي توجهه بالعمل البرلماني الديموقراطي والسلمي، ولكن آن الأوان ليحسم الشرط الثاني لنجاح الديموقراطية، أي إيمان حقيقي وصادق بالتنوع والحريات الشخصية. متابعة قراءة التنوع في الكويت… تحديات وقضايا

سامي النصف

قضايا الأربعاء

هناك شكوى دائمة من مستوى التحصيل العلمي في الكويت، وحقيقة اننا من اقل امم الارض في ساعات الدراسة، واكثرها دون منافس في مجال العطل الرسمية وغير الرسمية، حتى ان العالم لديه يوم وطني واحد ونحن لدينا يومان، ونعطل صيفا عند قسوة المناخ وربيعا بسبب اعتداله، كما اننا نعطل في رأس السنة الهجرية ومرة اخرى في رأس السنة الميلادية وسنعطل قطعا مع رأس السنة العبرية كأول قرار يصدر فور اقرار الصلح العربي مع اسرائيل.

ومادمنا متفقين على قضية تدني مستوى التعليم في البلد وضرورة الارتقاء بأدائه فلم الغضبة المضرية من قرار حكومتنا الرشيدة الرشيد القاضي بالدراسة خلال شهر رمضان المبارك الذي نقر جميعا بأنه شهر عبادة و«عمل»؟! ان الطالب الكويتي لا يتناول في العادة وجبة الافطار صباحا بسبب حرارة الجو وثقل وجبة العشاء المعتادة ليلا، لذا لن يتغير عليه شيء بسبب الصيام عدا ان الدوام المدرسي سيحد من السهر الضار بالصحة القائم على معطى متابعة المسلسلات او الجلوس في الدواوين.

احدى اكثر الوسائل فعالية في محاربة الغلاء هي فرض المنافسة ومنع الاتفاق على الاسعار بين الشركات المختلفة كما يحدث في قطاع الاتصالات على سبيل المثال وهو امر يعاقب عليه القانون بشدة في الدول المتقدمة، امر آخر بودنا ان ينشأ في كل جمعية تعاونية مكتب لحماية المستهلك، يملك صلاحية الفصل السريع في الشكاوى المختلفة من اعمال المقاولين واصحاب الكراجات… الخ، لأن في ذلك توفيرا ضخما في ميزانية كل مواطن ومقيم ممن يدفعون اثمانا باهظة بسبب اخطاء الحرفيين الفادحة في الكويت ممن يقتاتون على مقولة متكررة هي «مو عاجبك، روح اشتك».

بودنا من الصديق د.محمد الرميحي ان يملأ يمين الصفحة الاخيرة من جريدة «أوان» الغراء بمقالات د.علي الزعبي الهادفة او الزميل ماضي الخميس الشائقة، حيث ان مقالات الكاتب جعفر عباس اليومية بعيدة عن تفاعل القارئ معها لاختلاف البيئة وبسبب البعد الجغرافي، وفي هذا السياق نهنئ الزميل صالح الغنام على انتقال عموده للصفحة الاخيرة من جريدة «الرؤية» الغراء ونشكر الزميل صلاح الهاشم على ما خطه وطرحه من قضايا ضمن زاويته «الرقيب».

سلاح الارهاب هو احدى ادوات الحرب القادمة في المنطقة والذي سيستخدم على الارجح فور بدء الحرب، لقد جرب في حقبة الثمانينيات سلاح خطف الطائرات ونخشى هذه المرة ان يكون هناك ما هو اسوأ من الخطف، لذا نرجو تشديد الحراسة على جميع الطائرات الكويتية اثناء مبيتها الليلي وابان عمليات الصيانة فيها كي لا يتم دس ما قد يتسبب في موت المئات دون ذنب.

قضية تحيرني منذ عهد صدام حتى اليوم، من يعتقد ان هناك مؤامرة او مخططا لضربه يفترض ان يبالغ في التهدئة ويرفع صوته بالدعوة للسلام كي يكشف امام العالم مقاصد خصمه ويسحب منه ذرائع العمل العسكري ضده، ما قام به صدام بالامس من تعد على الكويت وطرد المراقبين الدوليين اللاحق، ومثله ما يقوم به بعض اطراف القيادة الايرانية المتشددة من تصعيد كلامي واطلاق صواريخ يصب بالكامل في مصلحة من يريد شن الحرب عليهم.

آخر محطة:
هل من صوت عاقل ورأي رشيد يصل الى بعض جيراننا في الخليج كي يهدئوا اللعبة ام ان الحكمة لا تصل للأنظمة المتأزمة إلا بعد خراب البصرة.. وما إلى الشرق منها؟!

احمد الصراف

كوكتيل المخاطر

لا يكاد يمر يوم دون ان تطالعنا الصحف بكم هائل من الجرائم الغريبة والعجيبة التي ترتكب في كل مناطق الكويت تقريبا، يحدث ذلك على الرغم من ثراء الدولة الذي يعني وجود فائض في الوظائف، وعلى الرغم من هذا الجو الايماني الذي يفترض ان «الشعب» يعيش فيه، علما بان المساحة التي تجري فيها كل هذه الاحداث لا تزيد كثيرا على 2000 كيلومتر مربع.
ومن هذه الحوادث، على سبيل المثال فقط، والتي تمكنت من جمعها من 3 صحف خلال اربعة ايام:
القبض على عشريني يتعاطى داخل احد المطاعم. ام تشتكي زوجها الذي يعاشر ابنتهما منذ 13 عاما. هتك عرض صبي يبلغ 12 عاما من قبل زميله البالغ 19 سنة في رحلة لجمعية دينية. سقوط تاجر مخدرات يعمل في ادارة التحقيقات. مواطن ووافد ينتحلان صفة رجلي امن ويسلبان آسيويين. ضبط 17 آسيويا افتتحوا سنترالا للمكالمات الدولية (مكرر بصورة يومية). القبض على موظف في اكاديمية عسكرية بتهمة المتاجرة ببيع المعاملات وتزوير التواقيع مقابل 500 دينار للمعاملة. ضبط رقيب في الشرطة وبحوزته كوكتيلا من السموم البيضاء. مجموعة من الشباب يختطفون صبيا ويهتكون عرضه وسط الصحراء. الابلاغ عن تغيب فتاة عشرينية. العثور على شبكة دعارة في الجليب، سقوط شبكة دعارة اخرى يديرها بنغالي في السالمية، تحرير 15 آسيوية من عصابة تتاجر بأجسادهن بغير ارادتهن. القبض على عصابة ثلاثية تقوم بتزوير الطوابع الرسمية، وافد يقع في قبضة رجال الامن وبحوزته كمية من الخمور محلية الصنع، وافد آسيوي يتبرز نصف كيلو هيرويين، مقتل مواطن في فرح نتيجة اطلاق نار عشوائي.
ما ورد اعلاه يجب ان يدعونا الى التفكير في حقيقة ما يحدث، فهذه الجرائم والحوادث المخجلة في تزايد كبير، على الرغم من وجود كل هذا العدد الهائل من البرامج الدينية والمعاهد والمراكز الشرعية والصفحات الدينية في كل جريدة ومجلة. وكذلك المحاضرات «الجماهيرية» التي اصبحت تقام في كل مكان، التي تهدف الى «تثقيف الشباب» واظهار لذة الصلاة وزواج السفر وتعلم الفقه في 24 ساعة من غير معلم، وكيف تصبح مليونيرا من اموال الزكاة، وكيفية التلذذ بالاكل من تحت النقاب، واصول الاستمتاع بغسل الاموات، والاستعداد لتقبل ضيق القبر، وكيف ان 99،9% من الناس تغيرت حياتهم بعد سماع هذه المحاضرات!
نكتب ذلك لكي نبرئ الذمة، ونحن على يقين بان عجلة التدهور ستستمر وسيزيد اهتمام «كبارنا» بقضايا الجنس الثالث وعبدة الشيطان على حساب المخاطر الحقيقية التي تعصف بنا من كل صوب.
ملاحظة: بشهادة مَنْ تبقى م.نْ اصحاب ضمير ومخلصين في وزارة الصحة، فإن قبول مجلس الوزراء لاستقالة الوكيل د. عيسى الخليفة تعني سقوط السد الاخير امام استفحال الفساد في الوزارة وصعوبة القضاء عليه، ولو جزئيا.
لا تفرطوا في الرجل، فأمثاله أصبحوا قلة في الجهاز الحكومي.

أحمد الصراف