محمد الوشيحي

ملوك الشعر

عن الشعر سأتحدث معك إلى السابعة صباحا من العام المقبل، سل ما بدالك بعدما تمدّني بالقهوة وبالسجائر. قال: شاعرك المعاصر المفضل؟ قلت: كثر، شعبيا يبرز اسم ضيدان بن قضعان، وليس لصلة القرابة علاقة في تمجيدي لشعره، ولست وحدي من يمجد شعره، انظر إلى الصالة والجمهور الواقف خلف الجمهور الجالس، وانظر لتصفيق الكبار والصغار لهذا الصعلوك. هذا الشاعر يحلق بخيال مجنون. خذ درّته الخالدة، قصيدة «نسناس الشمال» وتمعن في تركيبة الأبيات والسبك والحبك والانتقال السلس من فكرة إلى أخرى والإبداع في التصوير البلاغي رغم تعليمه المحدود: «يا وجودي كل ما هب نسناس الشمال، وجْد من حدّه زمانه على اللي ما يبيه / ويا وجودي كل ما اضحيت ثم مال الظلال، لا غفت عيني ولا ذقت شي (ن) مشتهيه…»، إلى أن يصل القمة في شاعريته ويقول: « لو بقى للهيل صبر(ن) على فوح الدلال، ما بقى للقلب صبر(ن) على شي(ن) يجيه / كنت أحسب ان الغلا زال واثره لا يزال، في الحشا ما كنّه إلا دخيل(ن) في الوجيه…»، مثل هذا الشعر يا صاحبي يسبب الآلام للأكف التي لن تتوقف عن التصفيق. لله در هذا الشعر ما أعظمه. متابعة قراءة ملوك الشعر

سعيد محمد سعيد

قصة «العيلم الفطحل»!

 

يحكى أن رجلا من عامة الناس، طمع في التقرب من السلطان، إذ المال والجاه والأعطيات والموائد والذهب والجواهر ورغد العيش، فما كان منه إلا أن أعد العدة بادئا بضرب الأخماس بالأسداس يفكر ويخطط، وما هي إلا بضع سنوات، حتى وجد الرجل طريقه العظيم…

كان يدرك جيدا، أن السبيل الأوحد للوصول إلى السلطان، هو أن يصبح إمام جماعة أو خطيبا أو أن يكون واعظا يخطب في الناس أيا كانت الخطبة… المهم خطبة والسلام…

مرت الأيام تلو الأيام، والسنون تلو السنون، ونال ذلك الرجل ما تمنى، واعتلى المنبر حينا وصلى على الأموات حينا آخر… حج بالناس واعتمر… إلى أن تحقق مناه بالوصول على البلاط السلطاني العظيم، ومن هناك، تفتحت أبواب الدنيا له، بل وكان يعلم في قرارة نفسه بأن أبواب الآخرة أيضا تفتحت له، فراح يضرب الأخماس بالأسداس من جديد، ولكن بفعل لا يأتيه إلا الشياطين…

كلما اقترب ذلك الرجل من السلطان، كلما ازداد فسوقا، لكنه كان يدرك جيدا أن السلطان، طيب القلب… رحيم الفؤاد… أصيل المعدن… يحب أهل سلطنته، فما راق هذا الأمر لنفر من الناس كانوا من بطانة السلطان نفسه. والأمر كذلك، قررت تلك البطانة، أن تعتبر ذلك الرجل الواعظ الخطيب (العيلم الفطحل) صيدا ثمينا ينفذ ما يريدون من سوء، لتأليب أهل السلطنة ضد بعضهم بعضا، وضد السلطان وضد أنفسهم إذا تطلب الأمر.

قبل الرجل مسرورا، طالما أن هذا هو الجسر الذي سيعبر من خلاله إلى بحبوحة العيش، وما من شيء صعب في الأمر، كل ما عليه فعله أن يشعل الحرائق كل يوم… هنا وهناك… بلسانه وبقلمه أو ببشته وهو أضعف الإيمان…

وهكذا فعل، بل واستمر سادرا في غيه، فأصبح بين ليلة وضحاها من نكرة طمع يوما في التقرب من السلطان، إلى شيء هلامي كبير ضخم… وألقى هذا الأمر الضيق في نفوس البعض: «كيف لهذا أن يكبر وأن يجعل السلطنة تقف على رجلها؟ من هو حتى يفعل كل ذلك؟ أين من هم أهل للكرامة؟»… لكن أهل السلطنة، كانوا على وعي وإدراك، فقالوا: «ليس هو من يفعل الفعلة فيختفي تارة ويظهر تارة أخرى… إن وراء الأكمة ما وراءها… وخلف هذا النكرة الضعيف، قوة أكبر».

فقرروا أن يوصلوا الأمر إلى السلطان نفسه… فلربما كان غافلا من شدة انشغاله بشئون السلطنة عن أمر هذا النكرة، ومن هم خلفه، من يريدون بالبلاد والعباد شرا…

تم الأمر، وقام علية القوم وكبراؤهم بالمهمة على أكمل وجه، فما كان من السلطان إلا أن طيب خاطرهم ووعدهم خيرا، فتلاشى ذلك النكرة مختفيا، لكن السؤال الذي شغل فكر أهل السلطنة: «هو نكرة وتحول إلى اسم علم… لكن علينا أن نكشف من هم خلفه… فهم الأخطر والأشد بلاء».

راقت الفكرة للجميع، لكن الوقت قد حان للنوم، فهذه مجرد حكاية قبل النوم…

تصبحون على خير.

احمد الصراف

المرأة في أميركا والقصار والشيباني

كتب الزميل عادل القصار مقال «نصائح السفيرة الأميركية Too mutch» انتقد فيه طلب السفيرة من وزيرة الاسكان الكويتية ضرورة تمكين المرأة من حقوق السكن وتعديل التشريعات القانونية المتعلقة بها من اجل تحسين ملف الكويت في مجال حقوق الإنسان، وللدلالة على عدم صحة موقف السفيرة قام الزميل بإيراد احصائيات قديمة تعود لـ 1994، تفيد بأن عدد المشردين في أميركا يبلغ 12 مليونا (!!)، وذكر أن مصدره هو The Columbia Encyclopedia Sixth Copyright@2004، وانه كان حريا بالسفيرة الاهتمام بمشردي ومشاكل بلادها بدلا من التسلي بنا!!
ليسمح لنا الزميل بأن نوضح انه ليس هناك موقع بالاسم الذي اورده، وربما اخطأ في كتابته باللغة الإنكليزية، كما اخطأ في كتابة كلمة Much في عنوان المقال (!!) ولكن سنفترض بان هناك 12 مليون مشرد في اميركا فهل يعني ذلك ان حقوق المرأة الاميركية مهضومة، وبالتالي ليس من حق السفيرة الدفاع عن حقوقها لدينا في السكن، وهذا جزء من حقوقها كإنسانة؟ وفوق هذا وذاك كيف يمكن ان نفهم هرولتنا، حكومة وشعبا، لمطالبة اميركا بتحريرنا من نير احتلال بغيض، ونستنكر عليها تقديم النصح لنا في امر تراه ضروريا واساسيا؟
قد يكون في اميركا 12 مليون مشرد، أو 3،5% من سكانها، وربما اختار غالبيتهم ذلك بمحض ارادتهم، لسبب أو لآخر، ولكن لم يصدر في اميركا اي تشريع، او يوجد بها شرع، يحرم نساءها من حق الحصول على سكن ملائم؟ ولكن ماذا لو كانت نسبة النساء المحرومات من السكن قانونا في بلادنا ضعف نسبة مشردي اميركا، فما الذي سيكون عليه موقف الزميل؟
اما القول ان هناك 1400 امرأة يتعرضن لجرائم العنف العائلي في اميركا سنويا، فهو خطأ آخر في المقال!! فعدد ضحايا العنف هناك اكثر من ذلك بكثير، ولكن لديهم على الاقل احصائيات وشفافية في مثل هذه الامور، فهل بإمكان الزميل اعلامنا عن عدد حالات العنف العائلي، من جنسي وبدني، التي تكون ضحاياها الفتيات والنساء في الكويت؟
وكيف يجوز لنا نشر احصائيات الغير ونسمح لانفسنا بوصفهم بالفجور والاجرام والتشرد، ونحن لا نعرف حقيقة ما يجري بين ظهرانينا بسبب الغياب التام لأي ارقام او احصائيات مقارنة؟
ويقول الزميل انه ورد في التقرير «الصيني»، ولا ادري المقصود هنا بالصيني، وربما يكون خطأ مطبعيا غريبا آخر في المقال، ان لجنة فرص العمل الاميركية تلقت اكثر من 23 الف شكوى حول التمييز على اساس الجنس!! وحتى هذا الرقم لا يبدو حقيقيا لنا، ولكننا سنسلم به ونقول ان لديهم على الاقل مكاتب، ترصد وتحقق في مثل هذه الشكاوى وتتدخل وتعالج الامر، فهل لدينا ما يماثل ذلك؟ وهل بالامكان تخيل عدد من ستتقدم من النساء العاملات في الكويت بمثل هذه الشكاوى لو فتحت حكومتنا مكتبا لتلقيها؟
يجب ان نخجل من انفسنا حقا عند مقارنة حقوق المرأة في اميركا بحقوق الرجل في دولنا، فما بالك بحقوق المرأة التي لا تزال توصف بالعورة وتعتبر عورة وتسمى، في الكثير من قواميس دولنا، بالعورة!!
ملاحظة: نشكر الزميل الشيباني على تهجمه الواضح علينا في مقال الامس واتهامنا بتعمية الرأي العام، واننا نعمل على تخفيف الضغوط التي تتعرض لها الشركات الفائزة بمناقصة المصفاة الرابعة، واننا نريد «مغالطة الناس حتى يحقق المقاول الرئيسي غايته»!! وهنا نود ان نؤكد له ولكل من يريد بأننا لا نعرف، حتى كتابة هذه الاحرف، اسماء اي من الشركات الفائزة بعقد، أو عقود، المصفاة الرابعة وأي من أصحابها بالتالي، ولا علاقة لنا بأي منهم، ولأي مذهب انتموا، ولا نعمل في مجال المصافي ولا خدماتها، ولم نهدف من مقالنا غير المصلحة العامة ونتحدى، ليس الشيباني فقط بل السلف، والاخوان ليثبتوا خطأ او عدم صواب اقوالنا هذه، وكان حريا بالزميل توخي الموضوعية في خطابه، وعدم اللجوء إلى قضايا تأليب الناس بمخاطبة غرائزهم وعدم القاء الاتهامات جزافاً.

أحمد الصراف