انتهت قبل أيام قليلة انتخابات غرفة التجارة والصناعة والتهنئة القلبية للعم علي الغانم وقائمته بالفوز الكبير وكنا نتمنى بحق ألا تدخل الاحتجاجات غير المبررة والبودي غاردات إلى دهاليز المجتمع الاقتصادي التقليدي الذي هو أحد معاقل الحكمة والرزانة والصوت الهادئ في البلد.
الوقوف مع المظلوم أمر واجب ولا يهم إن كان من يتعرض للظلم حاكما أم محكوما، غنيا أم فقيرا، كبيرا أم صغيرا، في الوقت الذي يفرش فيه السجاد الأحمر لرجال الاقتصاد والأعمال (التجار) ويشجعون على استثمار أموالهم وتطبيق أفكارهم البناءة فيها ويسألون عن المعوقات التي يواجهونها لإزالتها، نجد نظرة حاسدة معاكسة في بلدنا مستمدة من أفلام الثوريات العربية القديمة التي رسخت في الأذهان صورة نمطية كاذبة تصور رجال الأعمال (ولسنا للعلم منهم) بالاستغلال والظلم والخداع حتى هجروا تلك البلدان التي حاربتهم فخربت بعدهم واصبحت تنعق على أطلالها البوم.
في الكويت لا تخلو صحيفة أو موقع إنترنتي وبشكل يومي من شتم وتحقير والإساءة غير المبررة لرجال الأعمال الكويتيين ومن ذلك ان قاموا باستثمار أموالهم وطاقاتهم في بلدهم اتهموا بأنهم يشترون البلد ويضيقون على الآخرين (!)، وإن ذهبوا بتلك الأموال والأفكار للبلدان الأخرى انتقدوا كذلك وقيل لهم لماذا تعمرون بلدان الآخرين وتنسون بلدكم؟!
وأسوأ من ذلك من «يتهم» التجار بحيازة الوكالات التجارية التي حصلوا عليها من الشركات العالمية وكأن على الدولة ان تصادر تلك الوكالات التي يبلغ عمر البعض منها 70 – 80 عاما وتوزيعها على الناس، أو أن تصبح الدولة هي الوكيل الوحيد لكل البضائع أي التحول إلى نهج دولة الكويت «الشيوعية» كي تكتمل مجموعة “k3” أي الكويت وكوريا الشمالية وكوبا للتنافس مع مجموعة “G8” المعروفة.
والحقيــقة التي لا مجاملة فيها والتي نذكرها كمراقبين لا كلاعبين هي ان للتجار الكويتيين دورا وطنـــيا ومخلصا فعالا قل مثيله في الدول الأخرى كما وفر وعمر لنـــا التجار مشــكورين الأسواق والأماكن الترفيهية حتى لم نعد نبهر بما نراه في أرقى وأغنى الدول بل أصبح الآخرون هم من يبهر عند زيارتهم لبلدنا بما يرونه، كما لم نعد بحاجة لقضاء أوقاتنا بالتسوق في الخارج بعد ان وفر لنا تجارنا الصغار والكبار جميع البضائع من مختلف البلدان ويكفي رجل الأعمال في هذا السياق انه كفى الدولة مؤونة إعاشته وإعاشة أبنائه.
آخر محطة:
أعجبني لقاء د.عادل اليوسفي مع جريدة «الرؤية» ومن ضمنه قوله انه رغم فرحة الفوز إلا أن هناك غصة لعدم فوز إخواننا الآخرين فالجميع أصدقاء وإخوة وأهل، قائمة «الغرفة» استخدمت البودي غارد والعضلات وقائمة «الأسرة» الفائزة ومن ضمنها الصديق بوعزيز استخدمت العقول والأخلاق، وكبير يا دكتور!