سامي النصف

موعد على العشاء

ضمنا قبل ليال قليلة حفل عشاء معلوماتي وثقافي رائع اقامه القائم بالاعمال الاميركي على شرف الديبلوماسي الزائر ديڤيد وولش مساعد وزير الخارجية الاميركي وحضرته مجموعة من الاعلاميين والساسة الكويتيين، وقد دار حديث متشعب تضمن طمأنة من الضيف على الاوضاع في الكويت والمنطقة، كما اوضح ان السياسة الاميركية في العراق والوجود العسكري فيها ثابتان ولا يتغيران بتغير القيادة السياسية في واشنطن، وهي طمأنة مهمة بعد متابعتنا بالامس لجلسات الاستماع التي هاجم خلالها نواب الحزبين الديموقراطي والجمهوري بضراوة القيادتين السياسية والعسكرية الاميركيتين في بغداد ممثلتين في السفير رايان كروكر والقائد ديڤيد بترايوس، الفارق بيننا وبينهم ان كل هجوم هناك يقابله.. رد!

وعشاء مغربي من الدرجة الممتازة لدى جارنا في اليرموك سفير المملكة المغربية محمد بلعيش على شرف ابن اصيلة المثقف الاصيل الوزير محمد بن عيسى، وقد استمعنا بشغف لسرد الوزير حكاية مهرجان «اصيلة» الذي ابتدأه بامكانيات بسيطة قبل 30 عاما اضطرته الى رهن منزله وكيف انتهى الامر بتحوله الى منارة ثقافية بارزة يحضرها المثقفون والمفكرون والقادة السياسيون كل عام.

وحفل عشاء دافئ وجميل لدى الصديق د.عبدالعزيز الفايز سفير المملكة العربية السعودية ضم جمعا طيبا من الاعلاميين السعوديين تقدمهم عميد الصحافة السعودية تركي السديري والزميل جمال خاشوقجي ود.عبدالله الدخيل والقاصة سمر المقرن.

وقد دار الحديث حول هموم وشجون الصحافة الخليجية والعربية، كما تطرق في جانب منه الى ما يدور على الساحة السياسية الكويتية، وقد كان هناك اتفاق على ان الديموقراطية الكويتية قدوة للدول الخليجية الاخرى، ولم يفصح احد عما اذا كانت مازالت قدوة حسنة او غير ذلك.

ومن العشاء الى الغداء في الوفرة على مائدة الصديق احمد العميري (بوعادل) وحديث شائق في الهواء الطلق استمعنا خلاله من رجل الاعمال عادل معرفي لتجربته في العيش في السويد ومستوى الخدمات العامة هناك التي تقارب الكمال، وسلط الضوء على تجربته الشخصية مع طارئ صحي خطير تعرض له وكيفية تعاملهم الراقي والفاعل معه، نرجو من وزير الصحة الكفؤ عبدالله الطويل ان ينظر في الاستفادة من تلك التجارب المتقدمة للارتقاء بالخدمة الصحية الكويتية.

آخر محطة:
رواية حقيقية طريفة لاحد حضور غداء الوفرة عندما اصطف بسيارته ومعه عائلته على احد الطرق السريعة في سويسرا، ثم لاحظ تحرك 3 سيارات تركت الزحام وسارت – كحالنا في الكويت – على حارة الطوارئ، يستطرد محدثنا في روايته انه قال لعائلته ما دام هذا ما يفعله السويسريون في بلدهم فلماذا يعاب علينا هذا الفعل في بلدنا؟ لذا تبعتهم – حسب قوله – مستخدما حارة الطوارئ، وقبل المفرق وجدت سيارات الشرطة السويسرية قد اوقفت وخالفت السيارات الثلاث وانا معهم بالطبع، وكانت المفاجأة ان جميع قادة تلك السيارات كانوا من العرب والكويتيين!

سعيد محمد سعيد

الأطفال في خطر!

 

قبل أيام، وقفت بعض أجهزة الإعلام العربية على رجليها لتبث يوم الاثنين الماضي تقارير عن اختفاء الطفل الأردني محمد الشواهين، البالغ من العمر 5 أعوام، في ظروف غامضة قبل أكثر من شهرين في وادي زبدا بالمنطقة الغربية من وادي الغفر غرب أربد.

ظروف اختفاء الطفل محمد الشواهين هي ذاتها ظروف اختفاء الطفل بدر في يوم الثلثاء العاشر من يوليو/تموز 2007 وهو الأمر الذي يثير القلق! لقد اختفى الاثنان من أمام منزلهما… وفي عمر مشابه، فالاثنان يبلغان من العمر خمس سنوات!

لن أطيل، ولكنني وددت إعادة إرسال الرسالة التي طرحتها «الوسط» على مدى تسعة أشهر… ومنذ اختفاء الطفل بدر: «الأطفال في خطر، وليأخذ كل فرد ومواطن (أصيل) أو مقيم (صاحب ضمير) دوره في حماية أطفال البلد… لن تكون المسئولية كلها موكلة إلى وزارة الداخلية… لا تظنوا ذلك أبدا… المسئولية أولا على الأسرة وعلى أفراد المجتمع الذين يشاهد الكثير منهم هذه الأيام أطفالا دون العاشرة في أماكن خطرة فعلا فلا يحركون ساكنا وكأن الضمائر ماتت في نفوسهم».

ظاهرة اختفاء الأطفال انتشرت في الكثير من المجتمعات العربية: المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية، الجمهورية الجزائرية، الجمهورية اليمنية، وجاء دور العراق الآن باعتباره مسرحا خصبا لاختطاف الأطفال، فيما تشير التقارير الصادرة عن الجهات المعنية في بعض تلك الدول، ومنها هيئة الدفاع عن الحقوق والحريات في اليمن (هود)، ومؤسسة سوزان مبارك في مصر، ولجنة الإشراف الأولي للمركز الدولي للأطفال المفقودين والمستغلين جنسيا ومقرها فرنسا… كل تلك التقارير تشير إلى ارتفاع وتيرة القلق في المجتمعات العربية من ظاهرة اختطاف الأطفال القسرية… وتذهب مباشرة إلى التحذير من انتشار ظاهرة الاتجار بالأطفال!

واعترف المركز الدولي أن ظاهرة اختفاء الاطفال واستغلالهم جنسيا آفة في كل دول العالم‏،‏ وظاهرة دولية ذات أبعاد كبيرة تستشري‏،‏ وتستوجب حماية للأطفال من جميع أشكال العنف‏،‏ وخصوصا أنه كثيرا ما يتم تهريب الأطفال والاتجار بهم خارج بلادهم، ما يستلزم إجراءات دولية تضمن لهم الحماية في الداخل والخارج‏. لكن، بالنسبة إلى العالم العربي، فقد شهدت ذلك في السنوات الأخيرة، لكن الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي رصدت حالات الاختفاء والاختطاف ووثقتها إذ تم تسجيل 798 قضية اختطاف منذ العام 2000 إلى العام الماضي 2007، راح ضحيتها 367 قاصرا، وأن الجهات الأمنية حاليا، بصدد مواجهة ظاهرة تمثيل الأطفال لحادث الاختطاف. وتبيّن من خلال الإحصاءات المقدمة من قيادة الدرك الوطني، أن الظاهرة بلغت أوجها في سنتي 2006 و2007، إذ سجلت 134 قضية لكل عام، راح ضحيّتها 47 قاصرا في 2006 و33 طفلا في العام الماضي 2007.

في البحرين، أنعم الله تعالى علينا بنعمة الأمن، لكن يجب عدم الركون إلى الدعة أبدا! فالكثير من الأسر تترك أطفالها تسرح وتمرح بالقرب من الإسطبلات ومساكن العمال وفي «الدفنات» وعلى السواحل حال عودتهم من المدرسة، ولا يهاب بعض الأطفال من الخروج بعد العودة من المدرسة مباشرة ولا يرجعون إلى منازلهم إلا بعد حلول الظلام… مع أن أمهاتهم كلهن بلا استثناء، يرثين لحال (أم بدر) حين يذكرن قصتها ومأساة وليدها المفقود منذ تسعة شهور!