د. شفيق ناظم الغبرا

ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية: عندما يتحكم منطق الانتقام

منذ ثلاثة عقود ونصف العقد بدأت في لبنان الحرب الأهلية التي دامت ستة عشر عاما (1975 1991-) على وجه التقريب.  وقد تحولت تلك الحرب إلى واحدة من أهم الحروب الأهلية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث وذلك لكثرة لاعبيها، ولوقوعها على بوابة القضية الفلسطينية، ولطبيعة المراحل التي تحكمت بمسارها، ولحجم الخسائر التي شملت كل فئة من الفئات المشاركة بها. الحرب الأهلية في لبنان شكلت للكثيرين من لاعبيها اللبنانيين، عندما بدأت، محاولة للتخلص من واقع قائم من أجل إيجاد واقع جديد. قطاع كبير من الحركة الوطنية اللبنانية الأقرب للمسلمين أراد أن يتخلص من «الكتائب اللبنانية» و«حزب الأحرار» بصفتها أحزاباً تمثل قطاعا كبيرا من المسيحيين المسيطرين على لبنان، بينما سعى قطاع كبير من المسيحيين إلى التخلص من نفوذ المقاومة الفلسطينية بصفتها عنصر تقوية للحركة الوطنية اللبنانية المحسوبة على القواعد الإسلامية والنفوذ العربي الأكبر. أما المقاومة فكان لها رأيان. رأي لم يكن يريد التورط في الحرب وكان يفضل توقفها بعد جولة أو أكثر، وآخر كان يفضل اشتعالها ويشارك والحركة الوطنية اللبنانية آمالها بحدوث تغير كبير في لبنان، وتحجيم الأحزاب المسلحة اليمينية المسيحية (كتائب ـ قوات لبنانية، أحرار، حراس ارز وهكذا). أما سورية فهي الأخرى كانت الدولة الجارة التي تنظر إلى لبنان بعين التدخل عند أول فرصة. لهذا دعمت سورية في البداية جهات فلسطينية ولبنانية رئيسية شاركت في اشعال الحرب ثم تخلت عنها وتحالفت مع الكتائب والأحرار اليمينيين وذلك وفق سياسة الهدف منها التمدد وتوسعة رقعة النفوذ لتشمل لبنان. أما العالم العربي فهو الآخر عاش الانقسام: فنسبة كبيرة منه أيدت الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، ونسبة منه شعرت بالرهبة من سقوط لبنان في وحل الحرب وتناقضات السياسة العربية والعالمية والفلسطينية. متابعة قراءة ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية: عندما يتحكم منطق الانتقام

سامي النصف

الكويت وعامل الاحتراق

«يحتفل» لبنان هذه الايام بمرور 33 عاما على بدء الحرب الاهلية المدمرة فيه التي اشعلها صدام حسين عبر ارسال عملائه من منضوي منظمة التحرير العربية التابعة له لقتل رجال الكتائب اثناء احتفالهم بتدشين احدى كنائس منطقة «عين الرمانة» صباح يوم 13/4/1975 وما تلاها من ذعر ادى الى اطلاق الرصاص على «باص» للفلسطينيين ثم انتشار الفوضى والعصيان في لبنان ورفض رئيس الوزراء انزال الجيش لحفظ الأمن.

وفي 23/5/75 اصدر رئيس الجمهورية اللبنانية مرسوما بتأليف حكومة عسكرية برئاسة العميد نورالدين الرفاعي، وفي 24/5/75 عقدت قمة اسلامية لبنانية في دارالمفتي الشهيد حسن خالد ضمت الشهيد كمال جنبلاط والشهيد رشيد كرامي تم خلالها رفض الانصياع لأوامر تلك الحكومة الهادفة الى فرض هيبة السلطة ونزع الاسلحة بحجة «عدم دستوريتها» مما عجل بسقوطها واستمرار الحرب الاهلية لـ 15 عاما اخرى احرقت الاخضر واليابس وتسببت في استشهاد الزعامات الثلاث، ولو علم اللبنانيون آنذاك ما تخفيه الايام لرفعوا العميد الرفاعي وحكومته على الاكتاف ولوفروا الفواجع والمآسي ولكانت لبنان اليوم، وبحق، سويسرا الشرق، ولاستُبدل شعار «نياله من له مطرح عنزة» في لبنان بـ «نياله من له مطرح نملة».

وفي هذا السياق يذكر الباحث د.شفيق الريس في كتابه «التحدي اللبناني 1975 – 1976»، الفصل السادس ص 316 المسمى «احداث الكويت»: ان العديد من العقلاء والاصدقاء اللبنانيين ابرقوا لأمير الكويت آنذاك قائلين له ان كرة النار والحرب التي ابتدأت في الاردن سبتمبر 70 ومرت على قبرص يوليو 74 ولبنان ابريل 75، ستمتد للكويت التي وصلت حالتها – حسب قوله – الى مفترق خطير، لذا اتخذ امير الكويت – كما اتى في الكتاب – قرارات حازمة واجراءات صارمة عام 76 للحفاظ على أمن بلده وشعبه، مما اطفأ الفتنة وادخل خفافيش الظلام الى جحورهم وكهوفهم.
 
ان البعض لدينا لا يمانع بسفه وحمق او لمصالحه المالية مع الآخرين من اشعال الفتنة لحرق الكويت في سبيل ارضاء نرجسيته وانانيته وقصر نظره متناسيا – كما حدث مع الزعامات اللبنانية الثلاث – انه سيكون اول ضحايا الفلتان فقدان هيبة السلطة في البلد.

ومادمنا في الاحتراق، وهو احد مصادر الطاقة، فهل لنا ان نذكّر الوزارة المعنية بان احد التقارير الدولية اظهر ان مصادر المياه لن تكفي حتى نصف السكان خلال سنوات قليلة، ومن ذلك نرى ان حملة الترشيد القائمة لن تؤتي ثمارها ما لم تصاحبها خطوات عملية للحد من الاسراف الشديد في استخدام الماء والكهرباء وحتى وقود السيارات في بلدنا الحبيب.

ومما يمكن للوزارة عمله: فرض استخدام انظمة «FLUSH» في الحمامات الجديدة حيث توفر اكثر من نصف المياه، كما يجب فرض استخدام انظمة اضاءة متقدمة توفر الطاقة وكذلك فرض استخدام زجاج عازل للبيوت والعمارات، ويمكن ان يعطى من يغير نظام منزله بتلك الانظمة الحديثة والجديدة حوافز كاعفائه من دفع الفواتير لـ 6 اشهر، ومن الاهمية بمكان: وقف اهدار المياه الذي تتسبب فيه شبكة المياه القديمة، وتركيب عدادات للبيوت والشقق كي يرشّد المواطن والمقيم من استهلاكهما للكهرباء والماء، وضرورة اصدار تشريع حازم لاستخدام المياه كحال التشريع البريطاني المسمى «قانون الجفاف» الذي يفرض عقوبات مشددة وصارمة على من يسرف في استخدام المياه ابان موسم الجفاف ونحن في الكويت لدينا 363 يوم جفاف في السنة «عدا يومين!».

احمد الصراف

شوارع الكويت والديكان

ما ان القمت الجهاز بأسطوانة الـ «سي دي» حتى جاءني صوت عبدالله الفضالة (السليطي) يتهادى:
«ألا يا هل الهوى وأعز دالي(!!)
عديل الروح ما كان بصوابه
عشيري بالمحبة سم حالي
وأنا يا حسرتي قلبي غدا به»
فأعادني السامري لنصف قرن إلى الوراء، لبيوت الكويت القديمة، لشوارعها العتيقة و«سككها» المتربة وسيارة «البلدية» ترش ماء البحر عليها لترتفع أنفاس الارض العطشى في شكل أبخرة لا تزال الذاكرة تحتفظ بعبقها الغريب. وينتهي الحلم مع بدء النقر على مفاتيح البيانو مخرجة لحناً منسجما مع أغنية الفضالة ولكن بقالب غربي يحملك هذه المرة لشوارع فيينا وأزقة سالسبورغ المغطاة بأحجار الكوبلنك الصغيرة. ثم يتوقف الحلم تارة أخرى لتنتقل مع أغنية «عبداللطيف (العبيد) الكويتي، إلى حلم آخر وأنت تسمعه يغني «ما بلغ مقصوده، ليتبعها عزف موسيقي منفرد على البيانو للحن نفسه ولكن بنفس غربي واضح، وتنتهي الأحلام، أو الرحلة الخيالية مع شدو «محمود (النقي) الكويتي» وهو يغني:
«قلت أوقفي لي وارفعي البوشيه
خليني أروي ضامري العطشان»
وهنا أيضاً يعود بي الزمن مرة أخرى لدهاليز بيتنا القديم وزوايا الفريج ولحظات الانتظار الطويلة في السكة بانتظار نظرة من عيون صبية الحي وهي تتمايل مختالة ببوشيتها الجديدة وسحر غريب يصدر منها وكأنها الشوق والرغبة يسيران على قدمين.. ثم أعود وأصحو من سباتي على صوت «جليب نخم» الأجش، وهو يتمايل في مشيته وزميله الكفيف واضعاً يده على كتفه خشية الضياع.
آه كم كانت أيامه غريبة، وكم تغير الزمن والكثير الكثير منا وفينا وحولنا على الرغم من قصر الفترة، ولكن مع كل ذلك لا يزال طعم «حلو النارجيل» من بائعه «وردي»، بشفاهه الغليظة وشكله المتعب، لا يزال طعمها تحت لساني حتى اليوم.
يعيدنا سليمان الديكان مرة ثالثة ورابعة مع عزفه الرائع على البيانو للكويت القديمة تارة، وللخليج تارة أخرى لنعود إلى أجواء أوروبا ونسمع هناك أغنية لأحمد الزنجباري وأخرى لعبدالله الفرج وثالثة لعوض دوخي وبعدها لسعود الراشد وهكذا في جو يمتلئ بالنوستالجيا والحنين للماضي الجميل.
شكراً للفنان البروفيسور سليمان غنام الديكان على إبداعاته من خلال عمله الرائع «تراثنا الوطني» الذي يحتوي على مقطوعات مميزة من أغان كويتية قديمة مصحوبة بعزف يماشي ألحانها بشكل جميل على البيانو.
سي دي «تراثنا الوطني» عمل فني يستحق الاقتناء والاستماع له بين الفترة والأخرى.

• ملاحظة: لمعرفة كيف تعمل القوى الإسلامية بأسلوب مافياوي ما عليكم سوى مراقبة الوضع في القطاع النفطي، وهو شريان الحياة الوحيد للكويت، فقد استولى عليه «الإخوان» في غير غفلة من الزمن، وقاموا بتحويل جميع شركات القطاع لمزرعة خاصة بهم، وأجبروا أصحاب الكفاءات والخبراتالطويلة من المعارضين لاتجاهاتهم «السياسية» إما للتقاعد أو الانزواء أو في أحسن الأحوال، للعمل كمستشارين!!
أين أنت يا سمو رئيس الوزراء، ويا حكومة، من هذه الجريمة؟
أحمد الصراف
[email protected]