د. شفيق ناظم الغبرا

التوقعات للمجلس والحكومة القادمين

تعيش الكويت اليوم الدقائق الأخيرة من فصل طويل في أزمة طويلة صار لها أعوام. أزمة الحكومة والمجلس، وأزمة القدرات الحكومية في مواجهة أعباء البيروقراطية والتنمية وتنويع المصادر، وأزمة العمل والانتاج، وأزمة صنع القرار وتطبيقه، وأزمه الوزراء في التعامل مع المجلس ومع أهداف وزاراتهم، وأزمة التعليم والصحة والعلاج والسياحة والجامعات والاختلاط. متابعة قراءة التوقعات للمجلس والحكومة القادمين

سامي النصف

الكويت بين K3 و G8

انتهت قبل أيام قليلة انتخابات غرفة التجارة والصناعة والتهنئة القلبية للعم علي الغانم وقائمته بالفوز الكبير وكنا نتمنى بحق ألا تدخل الاحتجاجات غير المبررة والبودي غاردات إلى دهاليز المجتمع الاقتصادي التقليدي الذي هو أحد معاقل الحكمة والرزانة والصوت الهادئ في البلد.

الوقوف مع المظلوم أمر واجب ولا يهم إن كان من يتعرض للظلم حاكما أم محكوما، غنيا أم فقيرا، كبيرا أم صغيرا، في الوقت الذي يفرش فيه السجاد الأحمر لرجال الاقتصاد والأعمال (التجار) ويشجعون على استثمار أموالهم وتطبيق أفكارهم البناءة فيها ويسألون عن المعوقات التي يواجهونها لإزالتها، نجد نظرة حاسدة معاكسة في بلدنا مستمدة من أفلام الثوريات العربية القديمة التي رسخت في الأذهان صورة نمطية كاذبة تصور رجال الأعمال (ولسنا للعلم منهم) بالاستغلال والظلم والخداع حتى هجروا تلك البلدان التي حاربتهم فخربت بعدهم واصبحت تنعق على أطلالها البوم.

في الكويت لا تخلو صحيفة أو موقع إنترنتي وبشكل يومي من شتم وتحقير والإساءة غير المبررة لرجال الأعمال الكويتيين ومن ذلك ان قاموا باستثمار أموالهم وطاقاتهم في بلدهم اتهموا بأنهم يشترون البلد ويضيقون على الآخرين (!)، وإن ذهبوا بتلك الأموال والأفكار للبلدان الأخرى انتقدوا كذلك وقيل لهم لماذا تعمرون بلدان الآخرين وتنسون بلدكم؟!

وأسوأ من ذلك من «يتهم» التجار بحيازة الوكالات التجارية التي حصلوا عليها من الشركات العالمية وكأن على الدولة ان تصادر تلك الوكالات التي يبلغ عمر البعض منها 70 – 80 عاما وتوزيعها على الناس، أو أن تصبح الدولة هي الوكيل الوحيد لكل البضائع أي التحول إلى نهج دولة الكويت «الشيوعية» كي تكتمل مجموعة “k3” أي الكويت وكوريا الشمالية وكوبا للتنافس مع مجموعة “G8” المعروفة.

والحقيــقة التي لا مجاملة فيها والتي نذكرها كمراقبين لا كلاعبين هي ان للتجار الكويتيين دورا وطنـــيا ومخلصا فعالا قل مثيله في الدول الأخرى كما وفر وعمر لنـــا التجار مشــكورين الأسواق والأماكن الترفيهية حتى لم نعد نبهر بما نراه في أرقى وأغنى الدول بل أصبح الآخرون هم من يبهر عند زيارتهم لبلدنا بما يرونه، كما لم نعد بحاجة لقضاء أوقاتنا بالتسوق في الخارج بعد ان وفر لنا تجارنا الصغار والكبار جميع البضائع من مختلف البلدان ويكفي رجل الأعمال في هذا السياق انه كفى الدولة مؤونة إعاشته وإعاشة أبنائه.

آخر محطة:
أعجبني لقاء د.عادل اليوسفي مع جريدة «الرؤية» ومن ضمنه قوله انه رغم فرحة الفوز إلا أن هناك غصة لعدم فوز إخواننا الآخرين فالجميع أصدقاء وإخوة وأهل، قائمة «الغرفة» استخدمت البودي غارد والعضلات وقائمة «الأسرة» الفائزة ومن ضمنها الصديق بوعزيز استخدمت العقول والأخلاق، وكبير يا دكتور!

احمد الصراف

صدام الـ VIC

أحمد الصراف
بثت قناة «السي.إن.إن» فيلما وثائقيا عن زيارة قامت بها مراسلة المحطة لزنزانة صدام الانفرادية، وطريقة معيشته فيها وأحداث اللحظات الأخيرة التي سبقت إعدامه، وسبب تسميته بـ «فيك».
عاش صدام أيامه الأخيرة في سجن شيده بنفسه ليقيم فيه معارضوه. وكان حراسه يعتقدون أنه لم يكن يعرف مكان وجوده ولكنهم فوجئوا بأنه كان يعرف ذلك.
وبخلاف الطريقة المتوحشة التي كان يعامل بها معارضيه فقد وفرت له القوات الأميركية زنزانة نظيفة ومريحة نسبيا. احتوت زنزانته على حمام ومغسلة وفراش مرتفع وأجهزة رياضة وحوش صغير وأوان كبيرة لزرع النباتات التي كان يهواها وأدوات كتابة المذكرات وأجهزة طبية لقياس الضغط ودقات القلب والحرارة. كما وفرت كراسي وطاولات للكتابة والجلوس في الحديقة وتدخين سجائره المفضلة.
وفي اليوم الذي علم انه سيعدم فيه قام بالاستحمام بصورة طبيعية وارتدى ملابسه بما في ذلك معطفه الأسود، وودع الحراس، بعد أن سلمهم أوراق مذكراته ومتعلقاته الخاصة، طالبا منهم تسليمها لمحاميه. وطلب ان تبلغ ابنته (وربما يقصد رغد) أنه ذاهب للقاء ربه بضمير مرتاح (!!)
يقول الميجر جنرال ستون الذي رافق المراسلة ان الحراس كانوا في حيرة من الطريقة التي كان عليهم مخاطبة صدام بها، فهل ينادونه بالسيد الرئيس، أم بالرقم الذي يحمله أم باسمه المجرد؟ وعندما لاحظ صدام اتفاقهم على تسميته بـ«فيك» سألهم عن معنى التسمية، فقيل له ان الاسم مكون من الحروف الاستهلالية لـ Very Important Criminal، وتعني «مجرم فائق الأهمية»، فوافق صدام على التسمية!!
ويقول الميجر جنرال ستون أن صدام كان يكتب مذكراته ويصبغ الشعر. وكان حقا خائفا من أن لا ينقل التاريخ ما يعتبره هو حقيقة. وجاءت قصائده ونصوصه التي اطلعت عليها CNN ملأى بالألم والكراهية، ووصفت السماء في الليل و«غياب النجوم والأقمار»، زيادة على تأكيده على أنه رجل أمة، وانه كان يؤمن بما يكتب (!!).
وفي إحدى كتاباته، طالب صدام شعبه بنبذ الكراهية.. والبدء بحياة نظيفة جديدة بقلوب صافية(!!).
وأظهرت الصورة الرسمية الأخيرة التي التقطت لصدام قبل إعدامه أنه كان غاضبا تجاه أمر ما، فقد بدا في تلك الصورة بمعطفه الشهير، وعلى رأسه قبعة عراقية اشتهر أهالي بغداد بارتدائها، أن سبب حنقه يعود الى رغبة السجانين العراقيين على كتابة اسمه على لوحة خلفه عندما كانوا يلتقطون الصورة، لكنهم أخطأوا في كتابته، مما دعا صدام للالتفات نحوهم قائلا «أنا صدام حسين».
نشرت «إيلاف» الالكترونية نص المقابلة، وأوردت أقل من 60 تعليقا عليها، وكانت نسبة كبيرة منها ضد الرئيس العراقي السابق، وبين عدد الردود ونصوص بعضها مدى تدني شعبية الرئيس العراقي السابق. كما بينت مدى الجهل والتخلف والحقد الذي لا يزال يعيش في صدور البعض حتى اليوم، وأنها لا تزال بانتظار ظهور «صدام حسين» آخر!! فنحن أمة لا يمكنها العيش من غير قائد دكتاتوري مستبد ورمز يقود الأمة حتى ولو كان أحمق وجاهلا، وفوق كل ذلك نتوقع منه أن يكون عادلا وإماما!
للإطلاع على نص المقابلة وتعليقات القراء عليها يمكن الرجوع الى الموقع التالي: http://www.elaph.com/Elaphweb/Video/2008/3/316259.htm

 

سعيد محمد سعيد

قائمة المخربين في البلد

 

استكمالا لحديث يوم الخميس الذي قدمناه تحت عنوان: «نظرة وزير الداخلية ونظرة المخربين» وتطرقنا فيه إلى أهمية الاعتبار لجوانب ذات حساسية عالية طرحها وزير الداخلية، ومنها الظواهر الطائفية الجديدة والعلامات المقلقة في المجتمع البحريني من التأثر بما يدور حولنا إقليميا، شاء البعض من القراء أن يصنف القول، ويحدد الاتجاه، فأصبح لدينا من خلال الردود التي وردت ثلاثة اتجاهات:

-الاتجاه الأول: أن الأطفال والناشئة وبعض الشباب الذين يثيرون المخاوف والاضطراب الأمني ويتجهون مباشرة نحو مسار التخريب، هم مجموعة من الصغار المغرر بهم، من أهملهم أولياء أمورهم ولم يحظوا برعاية من المجتمع، بل ولم يحظوا بالتوجيه من قبل علماء الدين والناشطين، فصاروا يشعلون النار في الإطارات والحاويات، ويدمرون المرافق الحيوية كالإشارات الضوئية وما إلى ذلك، فقط من أجل التباهي بين الأنداد في الديرة أو في المدرسة، فهؤلاء في نظر أصحاب هذا الاتجاه ليسوا ذوي علاقة بالمطالب المشروعة ولا بسلمية التحرك، إنما هي حال من الهمجية المقيتة التي يجب أن تتوقف، وعلى النشطاء والعلماء تقع المسئولية أولا.

– الاتجاه الثاني: يبدو خلاف سابقه تماما… فأصحاب هذا الاتجاه من القراء يرون أن مشاركة الأطفال تنبع من المعاناة العامة في البلد! فهم يعيشون في ظروف معيشية قاسية، فلا رواتب لمعيلهم تكفيهم، ولا قرى تحظى بالاهتمام والرعاية من الدولة فتتطور وتتوافر فيها المرافق، بل ولا حتى البشر يحظون بحقهم في الحياة والعمل، وأن هذه الفئة ليست سوى رسالة إلى الحكومة لها عدة مسارات هي الأخرى، منها عدم القبول باعتقال ذويهم، وعدم القبول بوضع معيشي مسلوب الحقوق، وهم في كل الحالات إنما يمثلون ضمير الأمة (مع اختلافي مع أصحاب هذا الرأي في كلمة أن الأطفال يمثلون ضمير الأمة)، إلا أنني قلت بشكل واضح في لقاء إذاعي يوم الخميس الماضي إن من حق الأطفال أن يسايروا حركة المجتمع السياسية من باب التمرس على التعبير بالطرق السلمية لا أكثر ولا أقل، و «التحريق» في كل شاردة وواردة لا يدخل تحت هذا الإطار قطعا.

– الاتجاه الثالث: هو الاتجاه الذي يرمي باللائمة على كل الأطراف… الحكومة والمعارضة… النشطاء السياسيين والعلماء… أولياء الأمور والتربويين وكل من له علاقة بالتدهور الحاصل في البلد، وعلى رأس المسئولين: الحكومة أولا والمجلس النيابي ثانيا… فأصحاب هذا الاتجاه يرون أن الأداء الحكومي وكذلك أداء النواب، لم يحققا للمواطنين جملة من التطلعات البسيطة المرتبطة بالحياة اليومية، ولا أدل على ذلك من صرف بدل التعطل وبدل الغلاء.

تلك الاتجاهات الثلاثة، ورد بعضها في تعقيبات القراء إلكترونيا، وبعضها الآخر من خلال الحديث المباشر، وأرجو ألا ينبري أحد من الإخوة ليقول إن تقديم الآراء في هذا الأسلوب يمثل أسلوب «ماسنجر» كما يعتقد البعض بنظرته القاصرة، أما بالنسبة إلي شخصيا فكل آراء الناس يجب أن تحظى بالاحترام، سواء اختلفنا أو اتفقنا معها، ويبقى الرأي رأيا، أيا كان مكان إعلانه.

لكن لي إضافة بسيطة لتحديث قائمة المخربين في البحرين:

@ المسئول الحكومي الذي يذيق المواطنين سوء العذاب، وبدلا من التيسير عليهم يعسر ويعسر حتى يضج الناس من سلوكه، هذا مخرب من دون شك.

@ النائب الذي ينام ويصحو على التأجيج الطائفي والتشكيك في ولاء الناس لوطنهم ويصفق ويرقص في المحن والإحن، هو أيضا مخرب.

@ صاحب النفوذ الذي لايزال يعيش في حقبة “أمن الدولة” السوداء وينكل بالناس غير مكترث بقانون البلد… هو مخرب.

@ كبار الرؤوس التي تمارس الفساد المالي والإداري، وتعبث بالمال العام كما حدث في بعض قضايا الاختلاس، هو مخرب أيضا.

@ المدرس والطبيب والمهندس والعامل وكل إنسان يهمل عمله ليتضرر خلق الله من فعله هو مخرب أيضا.

@ المشايخ والخطباء والعلماء الذين يستحضرون قضايا تفتيتية وطائفية هم أيضا مخربون.

المخربون كثر والقائمة تطول، والكل يعرف بقية القائمة على ما أعتقد، لكن إذا كانت الدولة ستنظر بعين واحدة إلى فئة واحدة من المخربين وتترك بقية القائمة، فالمصائب القادمة – حمى الله بلادنا منها – ستكون أكثر إيلاما.