فؤاد الهاشم

«جنرال موتورز» و…. تايوان!!

«الحياة في الكويت …مملة»!! هذا ماتسمعه من كل مواطن او مقيم علي أرضها، «وما اجتمع كويتي مع آخر إلا وكان حديث الملل.. ثالثهما»!! الكويت «ديرة فلوس» اعمل، اجتهد، اشغل عقلك بالابتكار في مشاريع الطعام والديكور والازياء ودورات من نوع.. «كيف تستخرج طاقتك من.. خشمك»؟ و.. «كيف تستنهض الكهرباء من رموشك»؟ و«متي تكسب صديقا ومتي تخسره»؟.. إلى آخر هذه الموضة الحديثة التي اجتاحت المجتمع الكويتي حتي إن تلفزيون الدولة الرسمي والمعبر عن رأيها وقع في شباك هذا «النصب الجديد» وبدأ يخصص الساعات الطويلة لمن يريد تعليمنا كيف نأخذ الشهيق ونخرج الزفير!! حتى الحركات الدينية -وحين شاهدت ذلك الإقبال الجماهيري من الناس جاءت بداعية ذكر وداعية انثى وصبوا فوق تلك الندوات عصير «قال بن تيمية، وقال الألباني» فاختلط الحابل بالنابل، وصار الأمر مثل طبخ «الخنفروش» مع مرق.. «الصافي»!! سوف تجمع مالا كثيرا لكن حين تبحث عن طرق لصرفه عبرها لن تجد سوى بلد كئيب عشرة بالمائة من سكانها ممنوعون من السفر ونصف مليون اشتكوا ورفعوا قضايا على نصف المليون الآخر! لدينا «مخابيل شيعة» يعتقدون ان «الولي الفقيه» يحبهم ويعشق التراب الذي تنثره إطارات سياراتهم علي أطراف الطرق السريعة، وايضا لدينا «مخابيل سنة» يؤمنون ان الله لم يخلق سواهم في التقوى والعفاف وطهارة اليد والإيمان المطلق لدرجة ان جنة عرضها السموات والأرض – بالكاد تكفي لسكان «اهل السنة.. الاخيار»!! قبل مائة سنة كان في الكويت مسجد واحد ونخبة من الصالحين واليوم لدينا عشرة آلاف مسجد، ولكن.. ان مددت يدك من نافذة السيارة وهي متوقفة عند إشارة المرور الحمراء فسوف تمسك …بحرامي!! الكويتيون كانوا يطلقون على أبناء الاسرة الحاكمة من الفرع الاول – لقب « شيوخ-جنرال موتورز» وعلى أبناء الاسرة من بقية الفروع .. «شيوخ-تايوان»!! كان ذلك نتيجة رؤيتهم وإحساسهم بوجود صراع خفي بين «جنرال-موتورز» و«تايوان» أو بين «الكاديلاك» و.. «الكيا» أو.. «الكابريس» و.. «والهونداي» او بين « الكورفيت و.. «الكامري».. الى آخره!! حدث ذلك منذ ثلاثين وأربعين سنة، لكن الامور تطورت صارت الهوشة بين «جنرال- موتورز» و«جنرال- موتورز» صار الصراع في الفرع الواحد الاول، وتحولت «الكيا» و«والهونداي» و«الكامري» الى جزء مع هذا واخر مع.. ذاك!! الكويتيون «ملوك في السخرية» والطنازة «والكويتي» يسخر حتى من نفسه، وقد كنت -ذات يوم – مدعوا على الافطار في شهر رمضان في عام 2000 عند الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي، وكان مجلسه مليئا بشباب الامارات وحين رويت لهم حكاية «شيوخ جنرال موتورز وتايوان» ضحكوا كلهم من اعماق قلوبهم إلا .. الشيخ محمد بن راشد!! ماكتبته الآن ليس موضوعي لهذا اليوم بل كانت مجرد أفكار راودتني وانا متجه بسيارتي الى «فندق الشيراتون» بوسط العاصمة الكويتية لأشرب فنجانا من القهوة بهدوء بعيدا عن زحام عقول مخابيل الايدولوجيات والتشدد وعشاق… المال!! في داخل ذلك المقهى الانجليزي الجميل، وقبل ان ارتشف من ذلك الفنجان رشفة واحدة جاء لي من سبقه سلامة باللغة العربية وبصحبته ضيف أجنبي الاول سفير مصري سابق في احدى الدول العربية والثاني هو السيناتور الجمهوري «ستيف ستوكمان» عن ولاية « تكساس- الأصيلة» حتي شهر مايو الماضي دار حديث طويل سنرويه لاحقا إلا ان اكثر ما فاجأني من مفرداته حين شتم الرئيس «اوباما» بكلمة نابية قائلا: «هل تصدق ان هذا الاسود اجتمع بنا ذات يوم وابلغنا بأنه ارسل انذارا الى نتنياهو حين كان هذا الاخير يهدد بقصف المفاعلات النووية الايرانية بأن اي محاولة للطيران الاسرائيلي لعبور العراق نحو ايران سوف تواجه بالصواريخ الاميركية التي ستسقطها»؟! ثم اكمل بغضب: «هل تصدق؟ طائرات إسرائيلية تسقطها صواريخ اميركية دفاعا عن… إيران»؟! كنت هاربًا من زحام المخابيل وباحثًا عن الهدوء في «الشيراتون» لأتفاجأ بخبر كهذا من سيناتور اميركي! من قال إن « الكويت… مملة»؟!
***

اخر العمود:
قال حكيم: أفضل أن يقول الناس لماذا لم يقم له تمثال على ان يقولوا: «لماذا نصب له… تمثال»؟!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *