فؤاد الهاشم

هل قرأتم «سداريم» ومفردها «سدر»؟!

«التلمود» أحد كتب اليهود -غير السماوية وكتبه أحبارهم – والاسم عبري معناه بالعربية «الدراسة» يحتوي على قصص وحكايا من تراثهم عبر القرون، وتقاليد وأعراف هذه الطائفة من البشر التي كرهتها كل شعوب الأرض عبر الأزمان، وتخشاها وتسعى إلى مراضاتها .. في نفس الوقت!! يتألف «التلمود» من ستة بحوث يسمونها – بالعبرية – «سداريم» ومفردها «سدر» وهي كالتالي: الأول: سدر زراعيم: يبحث في الصلوات والعبادات والتشريعات الزراعية! الثاني: سدر موعيد: يختص بالأعياد ومواعيدها! الثالث: سدر نشيم: يتعلق بالنساء ويختص بقوانين الزواج والطلاق وحلف اليمين والنذور والوصايا! الرابع: سدر نزيقين: يتعلق بالعقوبات والتشريع المدني والجزائي وعمل المحاكم وتحليف الأيمان! الخامس: سدر قداشيم: يهتم بشعائر الأضحيات والهيكل وأحكام الصوم! السادس: سدر طهروت: يختص بأحكام الطهارة! كان عرب الجاهلية يطلعون على «التلمود» وما يحتويه من حكايا وقصص وتراث كتبه حاخامات اليهود على مدى أجيال، وحين نزل القرآن الكريم بآياته المفصلة عن أحداث جرت لأقوام وبلاد وحضارات كان ردهم عليها في قوله تعالى: «وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا، إن هذا إلا أساطير الأولين». وقد اتفق أهل التفسير إن هذه الآية نزلت في «النضر بن الحارث» والذي كان يروي «أساطير» استقاها من التوراة، وقد أنزل الباري عزّ وجل ثماني آيات من القرآن حوله ومنها قوله تبارك الرحمن: «إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين»، وكذلك قوله تعالى في سورة النحل: «وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين» وقوله تعالى في سورة المؤمنون «بل قالوا مثل ما قال الأولون، قالوا أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنا لمبعوثون، لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين»، وفي سورة القلم يقول الباري عزّ وجلّ: «إن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين» صدق الله العظيم. لقد لعب «التلمود» – وما يحتويه من أساطير الأولين – دورًا كبيرًا في تشكيل عقلية ومدارك ومعلومات عرب الجاهلية، وقد كانوا أهل فصاحة ولغة وشعر وثقافة، وبالطبع، كان اليهود أسعد الخلق في تلك الأزمان السحيقة «200 سنة قبل الميلاد» وكتابهم -غير السماوي- هذا يمثل مصدرًا فكريًّا لعرب شبه الجزيرة! استطاع مركز دراسات الشرق الأوسط بالمملكة الأردنية الهاشمية أن يصدر أول ترجمة باللغة العربية «للتلمود» وهي تقع في عشرين مجلدًا من القطع الكبير بجهد جبار قام به العشرات من البحاثة والمختصين قدمت خدمة عظيمة لمن يريد دراسة السنة النبوية وتنقيتها من «الإسرائيليات»! وبالطبع، «أقطع ذراعي» من الكتف وأحملها باليد الأخرى لمدة سنة كاملة إن كان هناك رجل دين خليجي أو عربي قد قرأ مجلدًا واحدًا من هذه المجلدات، فكيف يمكن أن نحارب عدوًّا نصفه بأنه «عدو تاريخي لنا» ودون أن نفهمه وندرسه ونعرف كل تفاصيل عقله؟! نحن أمة نزلت أول كلمة في كتابها المقدس «القرآن» وهي «إقرأ» وهي … «لا تقرأ»!!

***

آخر .. العمود
أعطى كريم امرأة ‏سألته مالاً كثيرًا فلاموه وقالوا إنها لا تعرفك وإنما كان يرضيها اليسير، فقال إذا كانت ترضى باليسير فأنى لا أرضى إلا بالكثير. وإن كانت لا تعرفني فأنا أعرف نفسي!!

***

آخر ..كلمة
توكل على الرحمن في الأمر كله
فما خاب حقا من عليه توكلا
وكن واثقًا بالله واصبر لحكمه
تفز بالذي ترجوه منه توكلا

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *