فؤاد الهاشم

«شيعة أميركا و… سنتها»!

أضحكني أحد كبار السن من قدامي أهل البحر في الكويت حين سألني – عقب مشاهدته أعمال العنف في عدد من الولايات الأميركية بعد مقتل مواطن أسود على يد شرطي أبيض- قائلا: «هل تعتقد أن الحرب الأهلية الثانية في أميركا قد بدأت بين .. الشيعة السود والسنة البيض في هذه القارة البعيدة بعد أن خاضوا حربا بين من يؤيد الاتحاد في الشمال وتحرير العبيد، ومن هو ضده ومع استمرار الرق قبل قرنين من الزمان»؟!!
بالطبع، سؤال «الشايب الكويتي» بعيد عن المنطق الأميركي، لكنه قريب من العقل العربي الذي لم يترك له الاستعمار القديم خرابة على أرضه إلا وزرع له فيها عفريتا، ولم يترك له حفرة في ترابه إلا وجعل بداخلها شهيدا!! مقدمات الحرب الأهليه في الولايات الأميركية المتحدة توفرت معظم عناصرها، وهي كالتالي: كراهية بين «الشيعة السود»، و»السنة البيض».. أو العكس! يعني بين «السنة السود» و»الشيعة البيض».. اختر ما شئت! وفرة السلاح وسهولة الحصول عليه في كل زاروب وشارع، من شرق البلاد إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها!! ثم لا ننسى وجود وسائل الإعلام عند الطرفين من جرائد وإذاعات وتلفزيونات، وإن كانت تلك المخصصة «للشيعة البيض»-أو «السنة البيض»- أكثر بكثير، وأشد تأثيرا من التي عليها ويديرها ..» الشيعة السود أو.. «السنة البيض»!! أمر واحد ينقص هذا الفتيل حتى يشتعل في طول البلاد وعرضها، وهي .. «الدعم اللوجستي والمالي والسياسي» من الخارج، وهنا يأتي السؤال: هل تمارس الجمهورية الإسلاميه في إيران هواياتها المعتادة في «إنشاء حزب الله الكاثوليكي» في شمال أميركا، وحزب الله البروتستانتي» في جنوبها؟ هل تستطيع إرسال «ملاك الرحمة، وبابا نويل، وماما تريزا، والقديسة جان دارك حمامة السلام التي ما إن تنزل بأرض حتى تعمر، وما تدخل بلدا حتى تنتعش، وأعني به اللواء الوسيم الذي هو أحلى من حسين فهمي، وألطف من شقيقه مصطفي فهمي، ألا وهو قاسم سليماني، هادم اللذات، ومفرق الجماعات، ومؤسس المليشيات، وفارض الأتاوات.. إلى آخره؟!!
الخلاصة أميركا هي المتخصصة بطباخة السم، لكنها لا تذوقه، بل ترسله لهذه الأمة العربية التعيسة والأمة الإسلامية المسكينة، فتؤلب الأخ على أخيه، والابن على أبيه، والجار على جاره بواسطة رجال يرتدون غترا حمراء، ودشاديش بيضاء، ولحى سوداء، ورجال يرتدون عمائم سوداء وبيضاء، وأفكار رمادية، ولحى ملونة باعوا آخرتهم بدنياهم، فبئس القوم، وويل للمجرمين!!

***
آخر العمود:
‎قيل لحكيم أي الرجال أفضل؟
‎قال:
من إذا حاورته وجدته حكيما
‎وإذا غضب كان حليما
‎وإذا ظفر كان كريما
‎وإذا استمنح منح جسيما
‎وإذا وعد كان الوعد عظيما
‎وإذا اشتكي إليه وجد رحيما

***
آخر كلمة:
‎زُخْرُفِ الْقَوْلِ تَزْيِينٌ لِبَاطِلِهِ *** وَالْحَقُّ قَدْ يَعْتَرِيهِ سُوءُ تَعْبِيرِ
‎تَقُولُ: هَذَا مُجَاجُ النَّحْلِ تَمْدَحُهُ *** وَإِنْ ذَمَمْتَ تَقُلْ: قَيْءُ الزَّنَابِيرِ
‎مَدْحًا وَذَمًّا وَمَا جَاوَزْتَ وَصْفَهُمَا *** حُسْنُ الْبَيَانِ يُرِي الظَّلْمَاءَ كَالنُّورِ

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *