سامي النصف

إلى السفير أحمد أبوالغيط مع التحية!

في كتابكم الشائق «شهادتي» ذكرتم أنكم رافقتم في وقت مبكر جولات الرئيس حسني مبارك الخارجية ولاحظتم حدة الذهن ومتابعته اللصيقة مع وزراء الخارجية لأدق تفاصيل القضايا المشتركة، إلا أنكم ما إن توليتم منصب وزير الخارجية عام 2004 حتى وجدتم أن البريق في عين مبارك قد انطفأ وشعلة العمل والمتابعة قد توقفت، وقد بررتم ذلك بتأثير تقدم العمر عليه.

***

ونذكركم وأنتم تتولون مسؤولية منصبكم المهم كأمين عام للجامعة العربية أن سنكم اليوم، أطال الله في عمركم، تقارب تماما سن الرئيس مبارك عام 2004 أي منتصف السبعينيات، وان كثيرين يرون أن أحد أسباب ترهل الجامعة العربية وانطفاء بريقها مقارنة بمجلس التعاون الخليجي أو الاتحاد الأوروبي وغيرهما من منظمات إقليمية، هو تقدم أعمار أمانتها العامة، بل ان سبب وضع الولايات المتحدة فيتو على التجديد لبطرس غالي كأمين عام للأمم المتحدة عام 1996 كان بحجة كبر سنه وكان في الـ 74 من عمره. إن تجارب الماضي القريب تظهر أن الأمناء العامين للجامعة كانوا يركنون للدعة والسكون بحكم السن، فتسكن وتموت الجامعة معهم، ونرجو من القلب أن تكونوا استثناء من تلك القاعدة، فالتحدي كبير وغير مسبوق ولم تعد القضية إشكالا يمس دولة من الدول العربية كحال فلسطين 48 أو مصر 56 أو لبنان 75 أو الكويت 90، بل هناك زوبعة مزمجرة تكتسح دولنا العربية التي باتت تتساقط الواحدة تلو الأخرى.

***

وقد تكون البادرة الفضلى والمثلى التي يمكن أن تبدأوا بها عملكم هي أن تتبنى الجامعة العربية وهي بيت العرب دعوة كل المرجعيات الدينية القائمة في الوطن العربي مهد الديانات الى اجتماع قمة يعقد في القاهرة بعد أن سقط حاجز خلاف الألف عام بين الكاثوليكية والأرثوذكسية عبر لقاء هافانا وقد حان الوقت لاجتماع المرجعيات الاسلامية بكل طوائفها من سنّة وشيعة وأباضية وزيدية وصوفية ودروز وعلويين وإسماعيلية والحال كذلك مع مختلف الطوائف المسيحية واليهودية وأصحاب الديانات القديمة كالصابئة والايزيدية ليصلوا جميعا لبيان مشترك يصدر من مبناكم العتيد يحرم سفك الدماء بين الأتباع والفرقاء، فذلك اللقاء لن يقل أهمية عن لقاءات القمم والزعماء!

***

آخر محطة: الجزائر هي أكبر الدول العربية مساحة وثاني أكثرها عددا بعد مصر، وقد دعم العرب دون غيرهم من الأمم قضية استقلال الجزائر بالمال والسلاح، وتعرضت مصر للعدوان الثلاثي بسبب ذلك الدعم، ولم تبخل الدول العربية بشيء على شعبها الذي تمسك فور استقلاله بعروبته وإسلامه، فماذا يحدث للجزائر هذه الأيام وكيف أصبحت خارجة عن الإجماع العربي؟!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *