أ.د. محمد إبراهيم السقا

الهروب العكسي لرؤوس الأموال من الصين

لسنوات طويلة اعتادت الصين أن تقوم بزيادة احتياطياتها من النقد الأجنبي على حساب باقي دول العالم، باعتبارها صاحبة أكبر فائض تجاري عالميا، والذي قدر في 2015 بنحو 600 مليار دولار، وفي منتصف 2014 بلغت احتياطيات الصين حدها الأقصى، حيث قدرت بنحو أربعة تريليونات دولار، نتيجة استمرار البنك المركزي الصيني في شراء العملات الأجنبية، بصفة خاصة الدولار، لكي يحافظ على قيمة الرينمنبي منخفضة لتدعيم تنافسية السلع الصينية في الخارج.

منذ ذلك الوقت أخذت احتياطيات الصين في التراجع نتيجة قيام بنك الشعب الصيني يبيع احتياطياته من النقد الأجنبي للدفاع عن الرينمنبي ضد الانخفاض، مستهدفا قيمة مرتفعة له هذه المرة. وهي عملية يمكن أن توصف بالتقييد الكمي Quantitative tightening وذلك من خلال السماح بخروج رؤوس الأموال وانخفاض عرض النقود بالتبعية، وذلك بعكس سياسات التوسع النقدي. فسابقا كانت الصين تراكم احتياطياتها من أجل صيانة ربط عملتها مع الدولار عند المستويات المستهدفة، فتشتري الدولار لكي تقلل من قيمة الرينمنبي. الصين اليوم تفعل العكس بسبب الضغوط على الرينمنبي نحو التراجع، وهو ما يخفض من حجم ميزانية البنك المركزي. متابعة قراءة الهروب العكسي لرؤوس الأموال من الصين

فضيلة الجفال

«حزب الله» .. ورقصة الموت الأخيرة

وإن رآه البعض قرارا متأخرا نوعا ما، إلا أنه جاء في اللحظة الفارقة: تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، بقرار متفق عليه من دول مجلس التعاون وبإعلان من مجلس وزراء الداخلية العرب. التصنيف يشمل جميع القادة والفصائل والتنظيمات التابعة للحزب والمنبثقة عنه. يرتكز تأسيس حزب الله على عقيدة مقاومة إسرائيل، إلا أن الحزب تجاوز جغرافيته إلى حروب إقليمية إضافة للتجنيد في دول عربية وخليجية للقيام بأعمال إرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات والتحريض على العنف. هذا يعني أن الأصولية والتطرف والإرهاب مسألة واحدة في أي رداء وتحت أي ذريعة، ومن ذلك الحشد الشعبي الذي أسسته إيران في العراق بينما فرقه تجاوزت جغرافية العراق حتى سورية واليمن.

ظهر حسن نصر الله في خطاب أخير مرة أخرى مملوءا بالتخبط والمفارقات والتناقضات، وبلغة عدائية صريحة. يقول نصر الله إن هناك دولا مستعدة أن تساعد لبنان دون سياسة “تربيح الجميلة”، في إشارة إلى وقف السعودية هبة المليارات لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. في العرف السياسي الدولي، حين تقدم الدول مساعداتها للدول الأخرى تحت أي بند فهي على الأقل لا تنتظر سياسية عدائية تجاهها وتجاه مصالحها في المقابل. ولا أعلم حقيقة عن هذه الدول التي يشير إليها. وهل ما يقوم به نصر الله من “تربيح الجميلة” الإيراني يقع ضمن ذلك أم لا؟ لا سيما أن الدعم الإيراني يصب في خانة دعم الميليشيا لا الدولة. وأي “جميلة” قدمتها إيران؟ وماذا كان المقابل؟ هل هي إلغاء الدولة اللبنانية بالتبعية لإيران وسيطرة الميليشيا على قرار الجيش في لبنان، كل ذلك من منفذ عقدي أيديولوجي سياسي مؤطر بـ “ولاية الفقيه” الإيراني، أم في دعم الإرهاب، أم تعميق الشق الطائفي في المنطقة، أم دعم النظام السوري في قتل الشعب وتهجيره، لفرض سياسات إيران التوسعية في البلدان العربية؟ متابعة قراءة «حزب الله» .. ورقصة الموت الأخيرة

د. حسن عبدالله جوهر

شباب في وجه الفساد!

بدعوة كريمة من تجمع الشباب الوطني، وهو ظهور جديد على الساحة العامة يضم كوكبة من الكويتيين من مختلف المشارف والأطياف المجتمعية، شاركت في ندوته بعنوان “مواجهة الفساد”، وذلك من منطلقين أساسيين أولهما أن الفساد من العوامل الرئيسة، إن لم يكن الأوحد في قصم ظهر البلاد والعباد، ومواجهته واجب شرعي ووطني وأخلاقي، والثاني هو دعم هذا التجمع الشبابي وجهوده ومبادرته في استعادة القضايا الوطنية ودفعها إلى الواجهة من جديد بعد سبات طويل للكثير من القوى والتيارات السياسية والجمعيات المتخصصة ومؤسسات المجتمع المدني.
محاربة أو مقارعة الفساد تأتي في إطار هذه الثنائية، فالفساد شر متأصل إما جينياً أو بالاكتساب أو في البيئة الملوثة والفاقدة للحساب وتطبيق العدالة، ولا يردعه سوى الوازع الذاتي أو العقوبة المستحقة، ولذلك حتى في أكثر الدول والمجتمعات التي تصل إلى المثالية تبقى هناك صور وأمثلة من الفساد الذي لا يمكن أن يستأصل من جذوره إلى حد العدم. متابعة قراءة شباب في وجه الفساد!