أ.د. محمد إبراهيم السقا

إجراءات يائسة للبنك المركزي الأوروبي

اقتربت أوروبا الآن من استكمال ما يمكن أن نطلق عليه عقد أوروبا الضائع، بفقدان أوروبا لفترة طويلة معدلات النمو الطبيعية التي كانت تحققها قبل الأزمة في الأركان المختلفة للقارة. فالنمو منخفض بشكل عام في منطقة اليورو، وبعض الدول لا تحقق نموا تقريبا، بينما تحقق دول أخرى نموا سالبا. على الجانب الآخر من الأطلنطي تستعد الولايات المتحدة للخروج من سياساتها النقدية التوسعية التي اتبعتها بشكل مستمر خلال فترة الكساد حتى تمكنت بالفعل من الخروج منه وتراجعت معدلات البطالة إلى مستويات ما قبل الأزمة. بينما يتأزم الوضع في أوروبا وتتراجع مستويات الأداء الاقتصادي لكثير من الدول في المنطقة، سواء داخل منطقة اليورو أو خارجها. ففي الوقت الذي كان فيه «الاحتياطي الفيدرالي» يضخ جرعات متزايدة من التيسير الكمي، كان «المركزي الأوروبي» أكثر ترددا في اتباع سياسات نقدية هجومية لمعالجة جذور الأزمة وتنشيط الطلب لخفض مستويات البطالة ورفع معدلات التضخم على النحو الذي يضمن استدامة ارتفاع معدلات النمو. متابعة قراءة إجراءات يائسة للبنك المركزي الأوروبي

د. حسن عبدالله جوهر

زمن الطيبين!

الظهور الإعلامي الجديد لبعض الشخصيات السياسية التي لها كلمتها واحترامها في الشارع الكويتي بادرة مهمة ولعلها في الوقت المناسب لأكثر من سبب، فالحالة السياسية العامة وأداء السلطتين أصابا الكثير من المواطنين بالإحباط والغضب، وتبين بوضوح أن استفراد السلطة بالقرار السياسي وتحت تأثير سطوة الغلبة وغياب الندية المتمثلة بمجلس أمة مهاب وقادر على العطاء لم يأخذ البلد في الاتجاه الصحيح، وأن الأحلام الوردية التي باعتها الحكومة لم تكن سوى أضحوكة انطلت على مجاميع وتيارات وشخصيات يفترض أنها تملك درجة من الوعي والحصافة السياسية، وبات التخبط والعشوائية سيديّ الموقف، ولم يتوقف قطار الفساد إنما كثرت عرباته وزادت سرعته، والآن تحاول الحكومة تغطية عجزها وتضليلها للناس على حساب الشعب ومد اليد إلى مصدر رزقه المباشر من خلال كذبة التقشف ومسرحية ترشيد الإنفاق، الذي لم يشمل الهبات والمنح ولا مزايا علية القوم ولا المناقصات السخية. متابعة قراءة زمن الطيبين!

فضيلة الجفال

هل يمكن «فدرلة» أو تقسيم سورية؟

لا شك أن مغامرة بوتين السورية عززت من موقف موسكو، على الأقل مؤقتا. ولكن عندما يتعلق الأمر بمستقبل سورية، فكلمة بوتين “المهمة أنجزت” لن تكون نهائية، تماما كما قال بوش بعد أشهر من بداية الحرب على العراق عام 2003. مر مصطلحا التقسيم والفدرلة أخيرا في سياق المناقشات بين أمريكا وروسيا، حول وقف الأعمال العسكرية في سورية. بين إدارة القضية وبين حلها مفترق طرق. وقد مرت خمسة أعوام في إدارة قضية سورية الشائكة التي بدت أنها لن تنتهي. في كانون الأول (ديسمبر) 2013، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” وثيقة سياسية زعمت أنها جمعت معلوماتها من مختصين في شؤون الشرق الأوسط بتفكيك المنطقة إلى دويلات إثنية وطائفية وعشائرية والتخلص من أو تصحيح حدود «سايكس بيكو» عام 1916، على أساس أن الحدود لن تصمد أكثر من 100 عام. لكن سيناريوهات التقسيم في سورية تصطدم بواقع جغرافي اجتماعي. متابعة قراءة هل يمكن «فدرلة» أو تقسيم سورية؟

سامي النصف

«كويت – غيت» وبطلها ترامب!

في 17/6/1972 بدأت قضية بسيطة كحال هذه الايام قضية مكالمات السيدة كلينتون، وهي عبارة عن تحقيق بسيط مع بضعة رجال تنصتوا على مجمع ووترغيت حيث مقر الحزب الديموقراطي، إلا أن التحقيق بدأ في الصعود الى أعلى حتى انتهى بسقوط الرئيس نيكسون في اغسطس 74، وفي الفترة من اغسطس 85 الى مارس 87 تكشفت فضيحة إيران – غيت التي أثبتت ان الولايات المتحدة واسرائيل كانتا تزودان سرا إيران بالمال والسلاح إبان الحرب العراقية – الايرانية رغم دعاوى العداء الظاهر وإبان حرب صدام الصوتية الحادة ضد الولايات المتحدة اعوام 88 – 90 واتهام الكويت والامارات بالتآمر معها للإضرار بالعراق العظيم، تكشفت تفاصيل فضيحة العراق – غيت التي اثبتت ان الولايات المتحدة كانت تزود سرا صدام بالمال والسلاح حتى غزوه للكويت صيف عام 90 عن طريق بنك لافارو في ولاية جورجيا.. وكم من عداء ظاهر يغطي حميمية بين الأصدقاء في الخفاء! متابعة قراءة «كويت – غيت» وبطلها ترامب!

عادل عبدالله المطيري

مبدأ أوباما والانسحاب الروسي

جرت العادة لدى رؤساء الولايات المتحدة ان يصدروا تصريحا أو إعلانا استراتيجيا يتناولون فيه ـ قضية دولية مهمة ويكون الإعلان بمنزلة «العهد» او «المبدأ» الذي يلزم الرئيس فيه نفسه وإدارته على تطبيقه بل ويلزم خصومه ايضا على احترامه.
ومن المبادئ المهمة للرؤساء الأميركيين ـ مبدأ مونرو 1832 الذي أكد على استقلال مستعمرات في القارتين الأميركيتين وعدم تدخل الأوربيين فيها، ومبدأ ترومان 1947 الذي أعلن فيه التصدي لأي تهديد مباشر او غير مباشر لأمن الولايات المتحدة، ونتيجة لذلك تم دعم اليونان وتركيا اقتصاديا وسياسيا ضد المد الشيوعي بدعم من الاتحاد السوفييتي.

مرورا بالمبدأ الأكثر أهمية بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وأقصد بذلك ـ مبدأ ايزنهاور 1957 ـ الذي أكد فيه استعداد الولايات المتحدة الدائم لتقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية لبلدان الشرق الأوسط والتي تتعرض لتهديدات وخاصة من الاتحاد السوفييتي !

استمر مبدأ ايزنهاور حجر الأساس في السياسية الخارجية الأميركية اتجاه الشرق الاوسط لعقود طويلة وحتى ادارة الرئيس كارتر قامت بإعادة التأكيد على نفس محتوى مبدأ ايزنهاور وان تغير المسمى الى مبدأ كارتر والذي أعطى منطقة الخليج العربي أهمية خاصة، فقد نص المبدأ على أن الولايات المتحدة «سوف تعتبر أي محاولة من قبل أي قوة خارجية للسيطرة على منطقة الخليج اعتداء على المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأميركية، وسيتم صد مثل هذا الاعتداء بأي وسيلة ضرورية، بما في ذلك القوة العسكرية».

أما آخر المبادئ الرئاسية فهو لأوباما والذي كتب عنه الكاتب «جيفري غولدبرغ » في مجلة اتلانتيك، ويختلف مبدأ أوباما عن باقي مبادئ الرؤساء الاميركيين الآخرين والتي تعلن عادة في بداية ولايتهم الرئاسية او بمنتصفها او قبيل اندلاع أزمة دولية ، فيكون المبدأ بمنزلة التحذير لخصومها من الاقتراب للخطوط الحمراء للمصالح الأميركية، أما مبدأ اوباما فقد جاء في نهاية ولايته الأخيرة وفي وسط أزمة دولية كبرى «الأزمة السورية»، ولم يحمل تحذيرا لمنافسي الولايات المتحدة بل كان تنازلا رخيصا لهم وبدون مقابل، واعتبر بمنزلة تخلى الولايات المتحدة عن حلفائها ومصالحها بمنطقة الشرق الأوسط ودون مبرر مقبول.

فنرى أوباما يساوي بين السعودية الحليف القديم ذي السياسات المعتدلة مع إيران الثورية والتي لطالما نعتتها أميركا بإحدى دول محور الشر، ايران التي هددت السلم والأمن الاقليمي ببرنامجها النووي، ايران التي تدعم الإرهاب وأقصد «حزب الله » الذي تصنفه أميركا والخليجيون بالحزب الإرهابي.

عموما مبدأ أوباما سيقلص الحضور الأميركي في الساحة الدولية خصوصا وأنه يفرض قيودا على استخدام العسكرية الأميركية في مناطق الصراع الدولي.

ومن جهة أخرى ـ نجد أن روسيا تمادت مؤخرا في استخدام القوة في النزاعات الدولية، مرة في أوكرانيا ومرة أخرى في سورية، بالرغم ان الإعلان الأخير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الانسحاب العسكري من سورية قد لقى صدى إيجابيا بين الأوساط الدولية، وربما يحفز الوفود المفاوضة للمعارضة والنظام على حدا سواء.

فالوفد التفاوضي للنظام كان ولا يزال متعنتا بعد دخول القوات الروسية والتي عززت من موقفه العسكري ـ اما وفد المعارضة السورية فكاد ان ييأس من المفاوضات بسبب عدم ممارسة ضغوط دولية من الغرب والروس خصوصا لإجبار النظام السوري على أخذ المفاوضات بجدية أكثر.

٭ الخلاصة: الانسحاب الروسي إذا صدق، لن يكون تخليا عن النظام السوري بقدر المحاولة لإيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية تكون مقبولة روسيا ، خصوصا بعد اعلان مبدأ اوباما المتخاذل والذي فتح شهية الدول الكبرى للتدخل ولعب أدوار دولية مهمة جدا.