محمد الوشيحي

حفظناها عن قهر غيظ… وسنعدلها

هي رشيدة قبل أن يتم تشكيلها. أتحدث عن حكومة الكويت. و”رشيدة” هنا اسم. لم تعد صفة. كأن تقول “الوشيحي الطويل” أو “راشد الضخم” أو “فهد اللص”…
ولن تخرج هذه الرشيدة، أو هذه الحكومة، عن الخط المرسوم للرشيدات السابقات، الذي حفظناه عن قهر غيظ، ومخطئ من يظن أن “اتفاق الطائف” يسري على لبنان وحده. الكويت كذلك. هي فراغات يعبئها رئيس الحكومة: ستة أو سبعة شيوخ من الأسرة الحاكمة، وثلاثة من الحضر، واثنان من الشيعة، وثلاثة أو أربعة من القبائل، عجمي، ومطيري، ورشيدي، وعازمي، مع فوارق طفيفة لا تكاد تُرى بالعين المجردة. ثم ماذا؟ ثم فساد بأرقام أولمبية. متابعة قراءة حفظناها عن قهر غيظ… وسنعدلها

سامي النصف

سياسة الأبيض والأسود

مع دخول العام الجديد نرجو التخلص من سياسة أضرت بالكويت كثيرا عبر السنوات والعقود الماضية وأدت بنا الى التخلف عن الأشقاء الخليجيين الذين لا ينتهجون سياسة مشابهة لها، السياسة المعنية هي سياسة «الأبيض والأسود» حيث تبسط الأمور عبر تقسيم الناس الى «أبيض» يستمع منه لكل شيء فكل نصائحه مقبولة وكل كلامه اقوال مأثورة وكل اخطائه مغفورة فهو فوق المحاسبة مهما تكرر منه البعد عن الصواب، في المقابل هناك من يتم صبغهم باللون «الأسود»، لذا فكل نصائحهم مرفوضة وكل أمورهم الصائبة تحور وتفسر على انها اخطاء تستوجب المحاسبة.

* * *

وضمن ذلك المسار المستمر صبغنا على سبيل المثال الرئيس ياسر عرفات باللون الأبيض الفاقع وكانت طلباته أوامر تلبى في بلدنا، في المقابل طلينا أميركا وإسرائيل باللون الأسود الغامق وكنا أكثر الدول عداء أو تصويتا ضدهما في الأمم المتحدة حتى أتت كارثة الغزو ووقف عرفات مع غزونا وسفك دماء رجالنا والتعدي على أعراض نسائنا، بينما ارسلت الولايات المتحدة أبناءها لتحريرنا كما امتنعت إسرائيل للمرة الأولى في تاريخها عن الرد على صواريخ صدام كي لا يتفكك التحالف القادم لإنقاذنا.

* * *

وبالمثل صنفنا في الماضي إيران باللون الاسود ووقفنا ضدها وهي المعتدى عليها، وصنفنا الطاغية صدام باللون الأبيض ووقفنا معه، ولازلت أذكر المقال الذي كتبته بعنوان «نحن والأشقاء» عام 1986 إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية وانتقدت فيه بشدة عدم قيام النظام الصدامي بتحديد الحدود وحل الاشكالات العالقة معنا كما قام بذلك مع الجيران الآخرين، وأضفت أن سياسة الدفع المقدم التي نتبناها سيكون لها أفدح الضرر المستقبلي علينا فمن لا يحدد الحدود وهو في حاجة لنا فلن يحددها عندما تتوقف حربه وتتوقف معها حاجته لنا.

* * *

آخر محطة: تلك السياسة تمتد إلى الداخل كذلك ولها أضرار كبيرة حيث اختلطت وانقلبت الألوان بشدة، فمن يضر يكافأ ومن يفيد يعاقب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

 

 

 

حسن العيسى

أي بركة أي بطيخ؟!

في غضون يوم أو يومين – الزمن ليس مهماً في هذا البلد – قررت إدارة المرور "فجأة" تخفيض سرعة القيادة في معظم شوارع الدولة، وبررت الإدارة قرارها بوجود دراسات دولية بأن مثل ذلك القرار يخفف زحمة المرور، الناس "الرعية" الذين لم يكونوا على علم لا بالقرار القسري ولا بالدراسات التي تحدثت عنها إدارة المرور سكتوا، فهذا أمر سيادي من السلطة، يفترض أنه جاء "للمصلحة العامة" بحكم العادة الرسمية المتأصلة بالتبريرات، وأيضاً "فجأة" تم إلغاء قرار مدير المرور من قبل وزير الداخلية في زمن قياسي من ولادته، والذي جاء، بدوره، بعد دراسات مستفيضة، وبحكم العادة الكويتية المتأصلة ذاتها، ليقرر أنه لا علاقة بقرار مدير المرور اللواء العلي بتخفيض السرعة بأزمة الاختناقات المرورية، وطبعاً "دراسات" مكتب الوزير الشيخ لابد أن تكون "ديلوكس"، وأمضى من دراسات اللواء العلي المواطن الضابط.
لا يهمني صحة أي من الدراستين المتناقضتين لوزارة الأمر والطاعة، فهذا شأن خاص بالشيوخ فهم "أبخص" بمعنى أعلم بالمصلحة العامة، وهو أيضاً من اختصاص، بالدرجة الثانية، الضباط الكبار، الذين هم بمراكز "عالية" وفوق القانون، وأعلى من سقف المساءلة مثلما قرأنا بأخبارنا الخجولة عن الضابط الكبير المتاجر بالإقامات، والذي قد يكون ابن شيوخ أيضاً، وكان عقابه المروع بعد كشف جرائمه إحالته إلى التقاعد! ما يهم حقيقة هو الطريقة المخزية التي تصدر بها القرارات، وتدار عبرها أمور الدولة ثم تهمل، فمثلاً لنفكر قليلاً في كيفية صدور قرار إنشاء استاد جابر أو مستشفاه أو تحديد المسؤولية عن فشل هذا أو ذاك المقاول أو جريمتهما في كلا المشروعين، أو قرار و(قرارات) بناء أربعة مستشفيات، ثم توقيف العمل بها، أو قرارات بناء محطات للطاقة الكهربائية ثم تناسيها، أو قرار صفقة الداو ثم فسخها، ولنا أن نقيس مئات القرارات التي تولد في لحظة ثم تموت في لحظة أخرى، أو تهمل وترمى في سلة النفايات، وفي معظمها تنتشر روائح فساد مالي واستغلال نفوذ في خلقها أو إعدامها، وتظل الدولة على حالها المائل، وفي مكانها تراوح، أو تكون في حالة تراجع… الأسئلة المستحقة هنا كيف تتخذ مثل تلك القرارات؟ وهل تم التخطيط المسبق لها؟ وأي نوع من الدراسات الجدية أو الهزلية قد سبقها؟… لا أتصور أن أياً من تلك الأسئلة تم طرحه على أهل الحل والعقد في الدولة، وإلا فكيف نفسر ذلك الفشل والهدر المرافق المتواصل في تسيير أمور الدولة. يمكن أن نعيد الحكمة الثابتة في تراثنا الخاص بأن الأمور تسير على البركة، لكن حتى هذه لا تبدو صحيحة، فهي ليست بركة وإنما فضائح مزمنة في منهج إدارة الدولة، فلنضع أيدينا على قلوبنا حين نفكر بقلق مدمر في مستقبل أبنائنا تحت ظلال تلك الإدارة، ولنصمت بخجل حين يدور الحديث عن دولة المؤسسات.

مبارك الدويلة

حكايتي مع صدام

لم أكن أتمنى إثارة هذا الموضوع في هذه الزاوية لولا محاولات بعض الذين تعودوا الاصطياد في الماء العكر لتشويه مواقفنا والطعن في ولائنا لهذه الأرض! فقد ذكرت في لقاء تلفزيوني أن النظام الصدامي البائد كان قد عرض علينا تشكيل حكومة أثناء الاحتلال الغاشم بدلاً من الحكومة الشرعية للكويت، وأن من تم تكليفه لإبلاغنا بهذا الطلب هو المغفور له بإذن الله فيصل الصانع، وهو من الكويتيين القلائل المنتمين إلى حزب البعث في ذلك الوقت، وكنت قد اتصلت به بعد الغزو بأسبوع لأطلب منه التدخل عند الحزب لوقف السلب والنهب اللذين تعرضت لهما البلاد، وكان جوابه أنه لا يُسمَع له ولا تأثير لرأيه بعد اليوم. وطبعاً كان جوابي على طلب العراقيين بتشكيل الحكومة هو الرفض القاطع، وطلبت منه ان يخبر العراقيين أننا لن نرضى بغير آل الصباح حكّاماً للبلاد. وعندما سألته إن كان قد ذهب إلى غيري، أجاب بأنه وجه الطلب إلى جاسم العون وحمود الرومي فأجاباه بما أجبته به. وشهادة للتاريخ في حق فيصل الصانع انه قال: لقد أخبرتهم بأن هؤلاء، وإن كانوا من المعارضة السياسية في الكويت، لكنهم لن يقبلوا بتشكيل حكومة بديلة أو نظام بديل عن الصباح، لأن معارضتهم هي لطريقة إدارة البلد وليس لمن يحكم. متابعة قراءة حكايتي مع صدام

سامي النصف

ضرورة توحدالأزرق والبرتقالي!

الفارق الكبير والمؤثر بين الممارسة الديموقراطية الراقية القائمة في الدول المتقدمة والمنجزة، وديموقراطية التخلف وعدم الإنجاز السائدة في الدول المتخلفة، أن التباين عندهم في الرأي لا يعني الجفاء والعداء وحروب داحس وغبراء، بل يختفي مع لحظة التصويت على القضية المعنية ليبدأ بعدها نفس الفرقاء على «الاتفاق» على قضية أخرى فلا اختلاف ولا اتفاق دائم.

***

في بلدنا وبلداننا يعتبر التباين السياسي حربا دائمة ضروسا شعارها الانتصار أو العار، لنا الصدر دون العالمين أو القبر والقبول بالوصول إلى تفاهمات بين الفرقاء وحلول وسط هي أساس ممارسات العمل السياسي، يعتبر تخاذلا والتخاذل يعني التنازل والتنازل تهاون والتهاون خيانة عظمى، لذا يعزل أو يقتل أو يخون القيادي أو التيار السياسي الذي يمارس السياسة بمفهومها الصحيح وإنها فن الممكن لا طلب المستحيل، كما تنحدر سريعا لدينا التباينات السياسية إلى اغتيالات وتفجيرات وحروب أهلية وأعمال ثأرية تبقى لعقود وقرون.

***

لذا ندعو التيارين الأزرق والبرتقالي اللذين تباينا على قضية سياسية معتادة هي الصوت أو الأربعة أصوات، إلى الالتقاء والاجتماع وتوحيد الرؤى تجاه التحالف الشيطاني القائم الذي يدمر البلاد ويفقر العباد، وعودة مشروع «الكويت الدولة المؤقتة والزائلة» التي تحل سرقتها ونهبها قبل الرحيل الأخير الذي تم إحياؤه بعد أن توقف في الفترة ما بين 2 أغسطس 1990 و26 فبراير 1991 في أجواء حالية قريبة مما شهدناه في حقبة ما بعد الاستقلال إلى قبل الاحتلال.

***

آخر محطة: 1 – يمكن للأزرق والبرتقالي أن يصلا إلى حل وسط يوحدهما في قضية النظام الانتخابي أي حق التصويت لمرشحين ومشاركة الجميع في الانتخابات المقبلة.

2 – الرئيسان السابقان أحمد السعدون (البرتقالي) وعلي الراشد (الأزرق) يجب التحضير للقائهما وإنهاء العداء بينهما فلا دماء سالت ولا أعناق ضربت أو رؤوس سقطت والقضية لا تزيد على تباينات في الرأي بين توجهات سياسية وعفا الله عما سلف.

3 – اللقاء البرتقالي ـ الأزرق هو الأمل الوحيد الباقي لتصحيح الأوضاع وازالة النظرة السوداوية شديدة القتامة للمستقبل ودون ذلك، الطوفان والغرق في بحور الفساد التي لا تبقي ولا تذر.

احمد الصراف

المتنبي والحب والفخر

تبين من المقالين اللذين كتبتهما عن أشعار للمتنبي، وموسيقى نواف الغريبة، مدى عطش الناس للفن الجميل، فالعقول كالقلوب بحاجة الى أن تروى باستمرار.
يقول المتنبي:
فافترقنا حولاً فلما التقينا
كان تسليمه عليّ وداعا
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
ولكن من يبصر جفونك يعشق
أغرك مني أن حبك قاتلي
وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وما عجبي موت المحبين في الهوى
ولكن بقاء العاشقين عجيب
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم
ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا
فيا ليت هذا الحب يعشق مرة
فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
عيناك. نازلتا القلوب فكلها
إمـا جـريـح أو مـصـاب الـمـقـتل.
وإني لأهوى النوم في غير حينـه
لعل لـقـاء فـي الـمـنـام يـكون
لولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشـق
ولـكن عـزيـز العاشقين ذلـيل
نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الــحـب إلا للحبيب الأول
إذا مـا رأت عـيـني جـمالـك مـقـبلاً
وحـقـك يـا روحي سـكرت بـلا شرب
أحـبك حُـبـين حـب الهوى
وحــبــاً لأنــك أهـل لذاكا
قفي ودعيـنا قبل وشك التفـرق
فمـا أنا مـن يـحـيا إلى حـيـن نـلـتقي
ضممـتـك حتى قلت نـاري قد انطفت
فلـم تـطـفَ نـيـراني وزيـد وقودها
فقلت: كما شاءت وشاء لها الهوى
قـتـيلـك قـالـت: أيــهـم، فـهم كـثر
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهــوى
وزرتـك حـتى قـيـل لـيـس لـه صـبـرا
و إن حكمت جـارت علي بحكمهــا
ولـكـن ذلـك الـجور أشـهى من العـدل
قـتل الـورد نـفسه حـسداً منك
وألـقى دمـاه في وجـنــتــيــك
اعـتـيادي على غـيـابـك صـعــب
واعـتـيـادي على حـضورك أصعـب
قد تـسربـت في مـسامـات جـلــدي
مـثـلـمـا قـطرة الـنـدى تـتـسـرب
ويقول المتنبي في الكرامة:
غثاثة عيشي ان تغث كرامتي
وليس بغث ان تغث المآكل
وفي الفخر يقول:
وانا لمن قوم كأن نفوسهم
بها انفا ان تسكن اللحم والعظم
ثم ينشد مادحا نفسه:
أيُّ مكان أرتقي
اي عظيم أتقي
فكل ما خلق الـ
له وما لم يخلق.
محتقر في همتي
كشعرة في مفرقي.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

تفكيك الجيوش العربية

 

على نطاق ضيق، انتشر على شبكة اليوتيوب خلال الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فيديو محاضرة مدير مركز بيجن السادات للدراسات الاستراتيجية، دايفيد وينبرج، وهو يتحدث بتاريخ 2 يونيو/ حزيران 2013 في النرويج عن تفكيك الجيوش العربية.

وعلى الرغم من أن ذلك الفيديو لم يحظ حتى مساء يوم الأربعاء (1 يناير/ كانون الثاني 2014) سوى بعدد مشاهدات بلغت 535 مرة، تحدّث الرجل عن تدهور جيوش العراق وسورية ومصر، معلناً أن التهديد العسكري العربي لـ «إسرائيل» قد تبخّر! وخاطب الحضور وهو يرتدي الكوفية اليهودية بعبارة مترجمة نصها: «المجتمعات العربية كما تعلمون جميعاً، من ليبيا إلى تونس عبر مصر إلى سورية، ولم تصل بعد للأسف إلى الأردن، تزلزلهم صراعات داخلية، وخلال عقدين إلى أربعة عقود قادمة، ستعصف بهم صراعات داخلية وتفاوت اقتصادي واحتياجات، وستعجز معها إمكانياتهم عن شن هجوم منسق ضد «إسرائيل» بالأسلوب العسكري التقليدي تماماً.. ستنتهي..ستنتهي.». انتهى الاقتباس. ولمن يرغب يمكنه البحث في شبكة اليوتيوب عن عنوان: «ديفيد وينبرج يتحدث عن تفكيك الجيوش العربية».

حتى عهد قريب، وقبل انطلاق موجة المطالبة بالحقوق والديمقراطية في الوطن العربي العام 2011، كانت ذهنية المواطن العربي تجاه جيش بلاده أو جيوش العالم العربي والإسلامي لصيقة بفكرة أن هذه الجيوش لحماية الأوطان، لكن ليس ذلك فحسب، بل هي أيضاً مجهزة ومسلحة وتستنزف الموازنات الضخمة لاستخدامها ضد الشعوب! فلن يجرؤ أي جيش منهم على شن حرب لتحرير فلسطين إطلاقاً!

ثم توالت أحداث الموجة في الوطن العربي لتتغير الفكرة لدى بعض الشعوب فأطلقوا شعار: «الجيش والشعب يد واحدة»، وبقيت فكرة معاداة الجيوش التي تفتقد عقيدة الدفاع عن الشعوب تتفاوت من بلد إلى بلد، لكن الحقيقة التي لم تتغير هي أن هذه الجيوش لن تكون يوماً في مواجهة ضد الصهاينة. والمواطن العربي معذور في ذلك، وسيكون معذوراً بدرجة أكبر لو استمع بالتفصيل لكلام دايفيد وينبرج ولعنه لعناً ثم قال معلقاً: «كلامك صحيح أيها العدو».

في جولة القراءة والمطالعة تحت عنوان: «تفكيك الجيوش العربية» بمناسبة مشاهدة تلك المحاضرة، فإن رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات سمير غطاس علق على محاضرة دايفيد وينبرج بقوله أن «إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية عكفتا منذ فترة طويلة على دراسة ما يحقق أقصى قدر ممكن لأمن إسرائيل وبسط سيطرتها على المنطقة، وأن الشرق الأوسط أسير الآن لثلاثة محاور أساسية في تغييب العرب ومصر تحديداً، وهي المحور الإسرائيلي، والمحور التركي والمحور الإيراني، بل أن أميركا كانت تعتمد في السابق على اتفاقات السلام التي عقدت في مصر لتحقيق الأمن لإسرائيل، ولكن تحقيق هذا الهدف بشكل استراتيجي أكبر كان من وجهة نظر أميركا عن طريق تفكيك الجيوش العربية».

الكاتب الصحافي مصطفى قطبي كان أكثر جرأةً حينما رصد الإصرار المريب، كما أسماه، لدوائر الإمبريالية الصهيونية على تحطيم الجيوش العربية وإخراجها من المعادلات السياسية والأمنية، وتوجيه حقد العصابات الإرهابية على تلك الجيوش، مع رسم معادلة جديدة تصبح فيها عملية القتل والذبح للجنود هي المقدمة الأولى للعمل الوطني، وهو جواز السفر الذي يوصل المرتكبين إلى الجنة، خصوصاً أن الفتاوى التكفيرية جاهزة عبر محطات الفتنة الطائفية والمذهبية.

الخلاصة، وهي ما أشار إليه مصطفى قطبي أيضاً، هو صدق الأب المعاصر للصهيونية هنري كيسنجر يوم قال بعد حرب أكتوبر التحريرية 1973 بأنه سيجعل المنطقة تغرق في حروب عربية ـ عربية لا يُعرف فيها القاتل من المقتول، حيث يتم في هذه الحروب العربية المدعومة من حثالات الشعوب وأبالستها وثعابينها من تحقيق الهدف الاستراتيجي الصهيو/ أميركي، وهو استئصال خلايا الأمل من دماغ المواطن العربي وضميره، وذلك عبر القضاء على ثلاثة جيوش عربية هي الهاجس الأكبر لدى أميركا و»إسرائيل»، وهم الجيش السوري والعراقي والمصري، وعندها تنام «إسرائيل» ملء جفونها، ويتحوّل جنرالاتها إلى صيادي سمك أو منقبين عن آثار سليمان في المنطقة.

من وجهة نظري، لن تتمكن الشعوب العربية والإسلامية من التأمل بدقة في الطرح السابق إذا فضلت البقاء رهينة الصراع المذهبي الطائفي، ولن تتغير المعادلة إذا بقيت الفكرة الغبية في جعل طائفة من المسلمين أخطر من اليهود، ولطالما بقيت فئة مشايخ الناتو وعلماء الطين يملأون رؤوس أبناء الأمة بالشحن الذي يبتغيه الصهاينة، ويتاجرون بمصير الأمة بثروة من الأموال المغموسة في الخيانة.

بشار الصايغ

برنامج “الائتلاف” واشكالية التطبيق والتنفيذ

لم تحمل مسودة ائتلاف المعارضة لمشروعها السياسي المقبل أي جديد على الساحة في المطالبات، فما جاء في المسودة التي نشرتها وسائل الإعلام هي نسخة طبق الأصل Copy & Paste من مطالبات سابقة لمعظم القوى السياسية، بما فيها تلك المشاركة في ائتلاف المعارضة.

ويقوم برنامج “الإئتلاف” السياسي على أهداف رئيسية تتمثل في التالي : تعديل النظام الانتخابي (آلية التصويت وتوزيع الدوائر)، اشهار الأحزاب السياسية، تعديلات دستورية، النظام البرلماني الكامل، استقلالية القضاء، بالإضافة الى تعديل بعض القوانين القائمة. متابعة قراءة برنامج “الائتلاف” واشكالية التطبيق والتنفيذ

د. شفيق ناظم الغبرا

استحقاقات ٢٠١٤: بين انفجار بيروت وإعلان «الإخوان» منظمة إرهابية

جاء الخبران، تفصل بين كل منهما أيام محدودة: الأول إعلان «الإخوان المسلمين» منظمة إرهابية في مصر والثاني انفجار بيروت الذي أدى الى مقتل مستشار الحريري المعتدل محمد شطح. وفي الحالتين ضُربت جهات لا تتحمل مسؤولية أعمال سابقة للحدث، فلا ١٤ آذار مسؤولة عن تفجير السفارة الإيرانية قبل أسابيع أو عن الثورة السورية والحالة السلفية في لبنان، ولا «الإخوان المسلمون» مسؤولون عن تفجير المنصورة والحافلة وعنف سيناء وفشل الاستقرار في مصر، ففي الحالة المصرية يُدفع تيار «الإخوان المسلمين» دفعاً إلى التطرف، وفي الحالة اللبنانية يُدفع تيار «المستقبل» والشارع المؤيد له إلى التطرف غير المحسوب النتائج، وفي الحالة السورية الملتهبة على كل الجبهات يُدفع المجتمع السوري إلى التطرف. إن الهجوم الموسع على «الإخوان» في مصر والسير في طريق اغتيال قادة ١٤ آذار والفتك المجنون الموجه عبر براميل الموت ضد الشعب السوري، لن يترك الساحة إلا لقوى أكثر تطرفاً وحدة، وهذا لن يكون مفيداً لاستقرار مصر ومستقبل لبنان ولإعادة تجميع مكونات سورية. متابعة قراءة استحقاقات ٢٠١٤: بين انفجار بيروت وإعلان «الإخوان» منظمة إرهابية

علي محمود خاجه

«مرة وحدة بس»

نمر كالعادة بمرحلة تشكيل وزارة، وهي عادة كويتية تحدث من مرتين إلى ثلاث في كل سنة دون اختلاف فعلي أو إنجاز يذكر، ولعلها بالمناسبة المرة الأولى التي تتم فيها المشاورات لبدء التشكيل على الرغم من وجود حكومة قائمة غير مستقيلة إلى يوم كتابة هذا المقال! على أي حال، ورغم اقتناعي التام بأنه مهما صدقت رسائلنا الموجهة إلى الحكومة فإنها لن تجد أذناً تسمع أو عقلاً يأخذ بتلك الرسائل، إلا أنني أؤدي واجبي كمواطن ينشد المصلحة والتقدم، وعليه أقدم رسالتي هذه إلى سمو رئيس الحكومة. هدف كل الكويت اليوم هو العودة إلى المسار الصحيح القائم على تذليل العقبات وتجاوز عثرات الفساد، وبناء نظام قوي متين غير مرتبط بأشخاص تسير عليه كل الحكومات المقبلة، وتحقيق هذا الهدف لن يكون على حساب أحد سوى الفاسدين، وسيعود بالفائدة على الجميع بمن فيهم سمو رئيس الحكومة الذي سيكون بنظر الكويت كلها قائد مسيرة الإصلاح كما كان الراحل عبدالله السالم من قبله، وما زال الناس وبعد مرور خمسين عاما تقريبا على وفاته يذكرونه بالخير ويترحمون على أيامه. طيب، من أجل تحقيق الهدف المذكور أعلاه لا بد من وضع استراتيجية لتحقيق ذلك، فالأمور لا تقاس بالكلام فحسب، كالقول بأننا سنتحول إلى مركز مالي دون القيام بأي خطوة بهذا الاتجاه أو حتى اختيار الأشخاص المناسبين لتحويلنا إلى مركز مالي، وهو ما يعني أنك تحتاج يا سمو الرئيس أولاً أن تضع الخطوات الأساسية للوصول إلى الهدف قبل مرحلة المشاورات أصلاً، ويكون أساس المشاورات هو تناسب من تتصل بهم ليكونوا أعضاء في الوزارة مع هدفك المعلن، وهو ما يتطلب منك بالمقام الأول أن تبتعد عن ترضيات فروع الأسرة من خلال الوزارة، فتلك الترضيات لم تفد لا الكويت ولا الأسرة في المرات السابقة، ولن يتغير الأمر في هذه المرة، وإن كانت الترضيات الأسرية عنصراً أساسياً بالنسبة إليك، فمن الممكن أن تكون من خلال توزيع مناصب المحافظات عليهم وليس تسليمهم إدارة الوزارة، وقد فشلوا فيها مراراً. أما ثاني العناصر فهو الابتعاد عن الأسلوب الكريه وغير المجدي في توزيع مقاعد الوزارة على فئات المجتمع ليس لكفاءتهم بل لانتمائهم، ودعني أدلل لك بنموذج واضح لمن يهدف إلى النجاح بشكله السليم، فقد قامت شركة إماراتية بشراء نادي "مانشستر سيتي" الإنكليزي، وعلى الرغم من قدرتها على إشراك لاعبين إماراتيين في النادي فإنها لم تقدم على هذه الخطوة لأنها تهدف إلى الفوز والنجاح لا الترضية، وقد تحقق لها ذلك سريعاً لأنها بحثت عن أدوات الربح المناسبة، وليس توزيع مراكز اللعب على لاعبي الإمارات، وهوالنموذج الذي يجب أن يحتذى به، فهم لم يغامروا على حساب سمعة فريق كرة قدم فما بالكم بالمغامرة على حساب الدولة. لقد آن الأوان، بل تأخرنا كثيراً عن الأوان، لإعادة الأمور إلى نصابها السليم، فإما أن نتجه إلى الهاوية بذات السرعة، وإما أن نتمكن من كبح جماح انطلاقنا نحوها بالمقام الأول ونعيد البناء من جديد، وكل عام وأنت بخير سمو الرئيس. خارج نطاق التغطية: كل عام وأنتم بخير.