مبارك الدويلة

إقصاء الإسلام.. أم الإسلاميين؟!

أفهم جيدا محاولة خصوم الاسلاميين لاقصائهم من الحياة السياسية ومحاربتهم في ارزاقهم! ولكن لماذا الحرب على الاسلام كدين وكمنهج للحياة..؟!

افهم سعي الليبراليين الدؤوب لتشويه صورة الاسلاميين وتنفير الناس منهم، كما يحدث في معظم وسائل الاعلام، ولكن لماذا يحاربون الالتزام بالصلاة وأداء الزكاة واحترام شهر الصيام..؟! متابعة قراءة إقصاء الإسلام.. أم الإسلاميين؟!

سامي النصف

ظاهرة القبض على القتلة وترك الحرامية!

  حدثت قبل يومين جريمة قتل شنعاء في منطقة الفنطاس ولم تمر ساعتان الا وقد تم القبض على القتلة واسلحتهم ومعها اعترافات كاملة منهم، وهو انجاز متكرر لرجال الداخلية يشكرون عليه حيث ندر ان تحدث جريمة قتل في الكويت دون ان يتم القبض على القاتل عدا بعض الاستثناءات التي لا تزيد على أصابع اليد الواحدة عبر تاريخنا الطويل.

***

السؤال الملح الذي يدور في ذهن كل كويتي هو: لماذا لا تنعكس تلك الكفاءة والقدرة على جرائم سرقة الاموال العامة، حيث لم تشهد الكويت قط ومنذ عهد الاستقلال حتى اليوم القبض على الفاعلين في جرائم العمولات والرشاوى والسرقات التي تتعرض لها اموالنا العامة بعكس ما يحدث في جميع بلدان العالم الاخرى؟!

وآخر ما نشر على «اليوتيوب» بالامس تظاهر المواطنين في عمان ضد بعض السراق اثناء جرّهم للمحاكمات، كما تشهد الدول عمليات وضع كمائن من قبل مباحث الاموال العامة يسقط فيها المرتشون والسراق وتنشر صورهم والاشرطة المسجلة على وسائط الاعلام المختلفة كوسيلة للردع وطمأنة المواطنين على اموالهم.

***

في بريطانيا حدث في اغسطس 63 ما سمي بـ «سرقة القرن» عندما تمـت سرقة 2.6 مليون جنيه استرليني (قارنها بغرامة الداو المقدرة بـ 2.6 مليار دولار) من قطار البريد، وقد تعهدت الحكومة آنذاك بالقبض على كل المخططين والفاعلين منعا لتكرار تلك الجريمة وهو ما تم، حيث لاحقتهم في مشارق الارض ومغاربها الى ان قبضت على 22 شخصية متورطة تم الحكم عليهم بأحكام قاسية رادعة تراوحت ما بين 25 و30 عاما سجنا، وكان آخر هؤلاء زعيمهم الرأس المدبر الذي بلغ من العمر 71 عاما ولما شعر بالطوق الذي احكم حوله ولم يتم التوقف عن متابعته طوال السنين، قرر العودة طواعية لبريطانيا، مشترطا ان يسمح له بزيارة اخيرة لحانته المعتادة لشرب قدح من الجعة قبل ان يمضي بقية حياته في السجن، لماذا لا نتعلم من تلك الممارسات القوية في مكافحة الفساد من الدول المتقدمة كي نرتقي قليلا في مؤشرات الشفافية الفاضحة لادائنا؟!

***

آخر محطة:

(1) المواطنان الصالحان نواف الفزيع وخليفة الجري قررا بدلا من لعن الظلام، اشعال الشموع عبر التقدم الى النيابة العامة ببلاغات ضد قضايا بها شبهات استيلاء على اموال الشعب دون وجه حق، وهو مسار في محاربة الفساد الذي ازكم الانوف رغم كل ما يقال.

(2) في حفل عشاء اقامه رجل الاعمال الصديق محمد النقي التقينا وفدا من جمهورية فنلندا التي تعتبر الدولة الافضل في مقاييس الشفافية وفي جودة خدمة الصحة والتعليم، حيث تحتل المراكز الاولى على مستوى العالم، الجميل ان الخدمتين الصحية والتعليمية هما خدمتان عامتان تملكهما الحكومة، لذا لا عذر لمن يدعي ان ترهل التعليم والصحة في الكويت سببه ملكية الدولة لهما ومن ثم تقبل ذلك الواقع حتى يتم تخصيصهما وهو امر قد لا يأتي ابدا.

 

سعيد محمد سعيد

موضة «البيانات الصفراء»!

 

يتوجب علينا، بل ربما أراد البعض أن يلزمنا إلزاماً، أن نكون أكثر تفاؤلاً ونحن نتلقى ونرسل ونستمع ونُسمع تلك المفردة التي لم أجد لها في حياتي منافساً لمعنى «المهزلة» سواها! ألا وهي كلمة «الحوار»! ومع أن صميم معنى الكلمة عظيم دون شك، وهو أعلى مراتب التفاهم الإيجابي في الأزمات والملمات والنوائب، لكن صداها في مجتمعنا مذهل حقاً!

بالنسبة لنا في البحرين، أو بالنسبة لي على الأقل مع من يوافقني الرأي، فإن كلمة «حوار» ليست سوى مفردة أصبحنا نستخدمها في ظل الظروف السياسية القاسية والمربكة صعوداً ونزولاً، وكأنها حقنة تخدير في جسد مليء بالعلل، تريحه إلى حينٍ من الزمن ثم يعاود مجابهة الآلام والأوجاع بدرجة أعلى من السابق، لكن… علينا أن نتفاءل! نعم يتوجب علينا أن نتفاءل حتى ولو كان ذلك على حساب حقنا في التفكير العميق، مع وجود طرف لايزال في حفلة زاره، ولايزال يعتبر «الحوار/ المهزلة» محرماً بشدة مع الخونة والإرهابيين! وقد آن أوان البيانات الصفراء في موضتها الجديدة باستخدام وسائل التوصل الاجتماعي لتنشط منذ أن سمع الناس بأن هناك مساراً جديداً للحوار.

لم يعد مستغرباً أن يكون الحوار مضيعة وقت لإطالة أمد أزمة، ولم يعد خافياً حتى على المواطن غير المتابع، أننا أمام أزمة (لابد وأن تطول وتطول)، مادام هناك من انفجر غيظاً وهو يصدر البيانات الخفية، ويكتب التغريدات السوداء منذ أن سمع بأن الحكومة ستتحاور مع الإرهابيين الخونة!

على أي حال، ليقل ما يشاء وليقل غيره ما يشاء أيضاً، لكن لابد من أن يدرك هؤلاء أن المعارضة الوطنية تلقت الاتهامات طيلة سنوات. ولم يقتصر ذلك على السنوات الثلاث الماضية فحسب، بل أقدم منها، وبقيت، أي المعارضة الوطنية، تستقبل تلك الاتهامات وقائمة طويلة من الافتراءات السمجة والمسرحيات المرتبكة، بهدوءٍ وتمحيص، واستمرت في طرح مشروعها، والغريب، أن مناوئيها، حتى مع وجود إشارات جديدة لحوار «ذي مغزى» بقوا على حالهم: «إرهاب مع الخونة… إرهاب مع الإرهابيين… إرهاب مع من لا يستحقون أن يعيشوا أصلاً في البحرين فهم ليسوا منها»! عبارات وأوصاف واتهامات لا يمكن السكوت عليها في الدول التي تحترم مواطنيها وتطبق القانون على الجميع، وليس على من لا تحبهم من مواطنيها فقط.

واحدة من أغبى تلك البيانات الصفراء التي انتشرت بسرعة البرق في نصوص الـ «واتس أب»، هي تلك التي بعثت رسالة إلى طائفة من المواطنين مفادها أن «مرحلة الذل والهوان قادمة وعلينا ألا نرضخ للمجوس»! ومع افتراض أن تلك العبارات والنصوص المليئة بالمرض الطائفي والعلل والغايات المغرضة الدنيئة هي بقايا حفلة زار ملعونة، إلا أن البعض وجد فيها فرصة لتأليب يتماشى مع ما أراده هو، وكأنه يريد القول أن أي انفتاح أو انفراجة مهما كان حجمها أو أي إصلاح يعني أنه هو نفسه في خطر، فهو لا يستطيع العيش والمتاجرة في وضع مستقر.

وأعيد ما قلته ذات يوم: «لم تخرج المواجهة بين الناس في بلادنا وبين ما يتلون تحت ألوان كثيرة، ويتسمى تحت مسميات جديدة في شكل «تحرك ضد مواجهة الطائفية في البحرين» من حدود «المواجهة الكلامية»، وإن صدقت النوايا وتجذّرت المواقف وخلصت لحماية البلاد من هذه الحرب الجرثومية الخطيرة… أقصد وباء الطائفية طبعاً.

خلال السنوات الثلاث الماضية، وقبلها أيضاً، سجّل المجتمع بعض التحركات، منها ما ظهر بين الوجهاء والشخصيات الدينية والاجتماعية، ومنها ما ظهر بين جمعيات سياسية ودينية، لكننا لم نر حتى الآن ثماراً لذلك العمل الموجّه ضد الطائفية. وفي ظني المتواضع، فإن الثمار لن تظهر إلا إذا كان للحكومة دور أكبر في التصدي للطائفية. فإعلام الكراهية مستمر، وموجات التأجيج في وسائل التواصل الاجتماعي، ومن شخصيات طائفية بعينها مستمرة. واليوم، همها الأول وشغلها الشاغل، التخويف من الحوار، وكأنهم صدقوا بأن هناك حواراً قادماً يقض مضاجعهم.

شخصياً، لست متفائلاً من أي حوار ذي مغزى أو غيره، لكن حالي حال الكثير من المواطنين، وضعوا الثقة في شخصيات صادقة ومعارضة وطنية شريفة تريد أن تخرج البلد من أزمتها، وفي ذات الوقت، نبصر مجموعة من الأصوات التي ترتفع حدتها لتقول: «لا حوار مع الخونة»… سؤالي، من يستطيع إسكاتها؟