علي محمود خاجه

«مرة وحدة بس»

نمر كالعادة بمرحلة تشكيل وزارة، وهي عادة كويتية تحدث من مرتين إلى ثلاث في كل سنة دون اختلاف فعلي أو إنجاز يذكر، ولعلها بالمناسبة المرة الأولى التي تتم فيها المشاورات لبدء التشكيل على الرغم من وجود حكومة قائمة غير مستقيلة إلى يوم كتابة هذا المقال! على أي حال، ورغم اقتناعي التام بأنه مهما صدقت رسائلنا الموجهة إلى الحكومة فإنها لن تجد أذناً تسمع أو عقلاً يأخذ بتلك الرسائل، إلا أنني أؤدي واجبي كمواطن ينشد المصلحة والتقدم، وعليه أقدم رسالتي هذه إلى سمو رئيس الحكومة. هدف كل الكويت اليوم هو العودة إلى المسار الصحيح القائم على تذليل العقبات وتجاوز عثرات الفساد، وبناء نظام قوي متين غير مرتبط بأشخاص تسير عليه كل الحكومات المقبلة، وتحقيق هذا الهدف لن يكون على حساب أحد سوى الفاسدين، وسيعود بالفائدة على الجميع بمن فيهم سمو رئيس الحكومة الذي سيكون بنظر الكويت كلها قائد مسيرة الإصلاح كما كان الراحل عبدالله السالم من قبله، وما زال الناس وبعد مرور خمسين عاما تقريبا على وفاته يذكرونه بالخير ويترحمون على أيامه. طيب، من أجل تحقيق الهدف المذكور أعلاه لا بد من وضع استراتيجية لتحقيق ذلك، فالأمور لا تقاس بالكلام فحسب، كالقول بأننا سنتحول إلى مركز مالي دون القيام بأي خطوة بهذا الاتجاه أو حتى اختيار الأشخاص المناسبين لتحويلنا إلى مركز مالي، وهو ما يعني أنك تحتاج يا سمو الرئيس أولاً أن تضع الخطوات الأساسية للوصول إلى الهدف قبل مرحلة المشاورات أصلاً، ويكون أساس المشاورات هو تناسب من تتصل بهم ليكونوا أعضاء في الوزارة مع هدفك المعلن، وهو ما يتطلب منك بالمقام الأول أن تبتعد عن ترضيات فروع الأسرة من خلال الوزارة، فتلك الترضيات لم تفد لا الكويت ولا الأسرة في المرات السابقة، ولن يتغير الأمر في هذه المرة، وإن كانت الترضيات الأسرية عنصراً أساسياً بالنسبة إليك، فمن الممكن أن تكون من خلال توزيع مناصب المحافظات عليهم وليس تسليمهم إدارة الوزارة، وقد فشلوا فيها مراراً. أما ثاني العناصر فهو الابتعاد عن الأسلوب الكريه وغير المجدي في توزيع مقاعد الوزارة على فئات المجتمع ليس لكفاءتهم بل لانتمائهم، ودعني أدلل لك بنموذج واضح لمن يهدف إلى النجاح بشكله السليم، فقد قامت شركة إماراتية بشراء نادي "مانشستر سيتي" الإنكليزي، وعلى الرغم من قدرتها على إشراك لاعبين إماراتيين في النادي فإنها لم تقدم على هذه الخطوة لأنها تهدف إلى الفوز والنجاح لا الترضية، وقد تحقق لها ذلك سريعاً لأنها بحثت عن أدوات الربح المناسبة، وليس توزيع مراكز اللعب على لاعبي الإمارات، وهوالنموذج الذي يجب أن يحتذى به، فهم لم يغامروا على حساب سمعة فريق كرة قدم فما بالكم بالمغامرة على حساب الدولة. لقد آن الأوان، بل تأخرنا كثيراً عن الأوان، لإعادة الأمور إلى نصابها السليم، فإما أن نتجه إلى الهاوية بذات السرعة، وإما أن نتمكن من كبح جماح انطلاقنا نحوها بالمقام الأول ونعيد البناء من جديد، وكل عام وأنت بخير سمو الرئيس. خارج نطاق التغطية: كل عام وأنتم بخير.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

علي محمود خاجه

email: [email protected]
twitter: @alikhajah

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *