مبارك الدويلة

حكايتي مع صدام

لم أكن أتمنى إثارة هذا الموضوع في هذه الزاوية لولا محاولات بعض الذين تعودوا الاصطياد في الماء العكر لتشويه مواقفنا والطعن في ولائنا لهذه الأرض! فقد ذكرت في لقاء تلفزيوني أن النظام الصدامي البائد كان قد عرض علينا تشكيل حكومة أثناء الاحتلال الغاشم بدلاً من الحكومة الشرعية للكويت، وأن من تم تكليفه لإبلاغنا بهذا الطلب هو المغفور له بإذن الله فيصل الصانع، وهو من الكويتيين القلائل المنتمين إلى حزب البعث في ذلك الوقت، وكنت قد اتصلت به بعد الغزو بأسبوع لأطلب منه التدخل عند الحزب لوقف السلب والنهب اللذين تعرضت لهما البلاد، وكان جوابه أنه لا يُسمَع له ولا تأثير لرأيه بعد اليوم. وطبعاً كان جوابي على طلب العراقيين بتشكيل الحكومة هو الرفض القاطع، وطلبت منه ان يخبر العراقيين أننا لن نرضى بغير آل الصباح حكّاماً للبلاد. وعندما سألته إن كان قد ذهب إلى غيري، أجاب بأنه وجه الطلب إلى جاسم العون وحمود الرومي فأجاباه بما أجبته به. وشهادة للتاريخ في حق فيصل الصانع انه قال: لقد أخبرتهم بأن هؤلاء، وإن كانوا من المعارضة السياسية في الكويت، لكنهم لن يقبلوا بتشكيل حكومة بديلة أو نظام بديل عن الصباح، لأن معارضتهم هي لطريقة إدارة البلد وليس لمن يحكم. متابعة قراءة حكايتي مع صدام

سامي النصف

ضرورة توحدالأزرق والبرتقالي!

الفارق الكبير والمؤثر بين الممارسة الديموقراطية الراقية القائمة في الدول المتقدمة والمنجزة، وديموقراطية التخلف وعدم الإنجاز السائدة في الدول المتخلفة، أن التباين عندهم في الرأي لا يعني الجفاء والعداء وحروب داحس وغبراء، بل يختفي مع لحظة التصويت على القضية المعنية ليبدأ بعدها نفس الفرقاء على «الاتفاق» على قضية أخرى فلا اختلاف ولا اتفاق دائم.

***

في بلدنا وبلداننا يعتبر التباين السياسي حربا دائمة ضروسا شعارها الانتصار أو العار، لنا الصدر دون العالمين أو القبر والقبول بالوصول إلى تفاهمات بين الفرقاء وحلول وسط هي أساس ممارسات العمل السياسي، يعتبر تخاذلا والتخاذل يعني التنازل والتنازل تهاون والتهاون خيانة عظمى، لذا يعزل أو يقتل أو يخون القيادي أو التيار السياسي الذي يمارس السياسة بمفهومها الصحيح وإنها فن الممكن لا طلب المستحيل، كما تنحدر سريعا لدينا التباينات السياسية إلى اغتيالات وتفجيرات وحروب أهلية وأعمال ثأرية تبقى لعقود وقرون.

***

لذا ندعو التيارين الأزرق والبرتقالي اللذين تباينا على قضية سياسية معتادة هي الصوت أو الأربعة أصوات، إلى الالتقاء والاجتماع وتوحيد الرؤى تجاه التحالف الشيطاني القائم الذي يدمر البلاد ويفقر العباد، وعودة مشروع «الكويت الدولة المؤقتة والزائلة» التي تحل سرقتها ونهبها قبل الرحيل الأخير الذي تم إحياؤه بعد أن توقف في الفترة ما بين 2 أغسطس 1990 و26 فبراير 1991 في أجواء حالية قريبة مما شهدناه في حقبة ما بعد الاستقلال إلى قبل الاحتلال.

***

آخر محطة: 1 – يمكن للأزرق والبرتقالي أن يصلا إلى حل وسط يوحدهما في قضية النظام الانتخابي أي حق التصويت لمرشحين ومشاركة الجميع في الانتخابات المقبلة.

2 – الرئيسان السابقان أحمد السعدون (البرتقالي) وعلي الراشد (الأزرق) يجب التحضير للقائهما وإنهاء العداء بينهما فلا دماء سالت ولا أعناق ضربت أو رؤوس سقطت والقضية لا تزيد على تباينات في الرأي بين توجهات سياسية وعفا الله عما سلف.

3 – اللقاء البرتقالي ـ الأزرق هو الأمل الوحيد الباقي لتصحيح الأوضاع وازالة النظرة السوداوية شديدة القتامة للمستقبل ودون ذلك، الطوفان والغرق في بحور الفساد التي لا تبقي ولا تذر.

احمد الصراف

المتنبي والحب والفخر

تبين من المقالين اللذين كتبتهما عن أشعار للمتنبي، وموسيقى نواف الغريبة، مدى عطش الناس للفن الجميل، فالعقول كالقلوب بحاجة الى أن تروى باستمرار.
يقول المتنبي:
فافترقنا حولاً فلما التقينا
كان تسليمه عليّ وداعا
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
ولكن من يبصر جفونك يعشق
أغرك مني أن حبك قاتلي
وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وما عجبي موت المحبين في الهوى
ولكن بقاء العاشقين عجيب
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم
ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا
فيا ليت هذا الحب يعشق مرة
فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
عيناك. نازلتا القلوب فكلها
إمـا جـريـح أو مـصـاب الـمـقـتل.
وإني لأهوى النوم في غير حينـه
لعل لـقـاء فـي الـمـنـام يـكون
لولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشـق
ولـكن عـزيـز العاشقين ذلـيل
نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الــحـب إلا للحبيب الأول
إذا مـا رأت عـيـني جـمالـك مـقـبلاً
وحـقـك يـا روحي سـكرت بـلا شرب
أحـبك حُـبـين حـب الهوى
وحــبــاً لأنــك أهـل لذاكا
قفي ودعيـنا قبل وشك التفـرق
فمـا أنا مـن يـحـيا إلى حـيـن نـلـتقي
ضممـتـك حتى قلت نـاري قد انطفت
فلـم تـطـفَ نـيـراني وزيـد وقودها
فقلت: كما شاءت وشاء لها الهوى
قـتـيلـك قـالـت: أيــهـم، فـهم كـثر
هجرتك حتى قيل لا يعرف الهــوى
وزرتـك حـتى قـيـل لـيـس لـه صـبـرا
و إن حكمت جـارت علي بحكمهــا
ولـكـن ذلـك الـجور أشـهى من العـدل
قـتل الـورد نـفسه حـسداً منك
وألـقى دمـاه في وجـنــتــيــك
اعـتـيادي على غـيـابـك صـعــب
واعـتـيـادي على حـضورك أصعـب
قد تـسربـت في مـسامـات جـلــدي
مـثـلـمـا قـطرة الـنـدى تـتـسـرب
ويقول المتنبي في الكرامة:
غثاثة عيشي ان تغث كرامتي
وليس بغث ان تغث المآكل
وفي الفخر يقول:
وانا لمن قوم كأن نفوسهم
بها انفا ان تسكن اللحم والعظم
ثم ينشد مادحا نفسه:
أيُّ مكان أرتقي
اي عظيم أتقي
فكل ما خلق الـ
له وما لم يخلق.
محتقر في همتي
كشعرة في مفرقي.

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

تفكيك الجيوش العربية

 

على نطاق ضيق، انتشر على شبكة اليوتيوب خلال الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فيديو محاضرة مدير مركز بيجن السادات للدراسات الاستراتيجية، دايفيد وينبرج، وهو يتحدث بتاريخ 2 يونيو/ حزيران 2013 في النرويج عن تفكيك الجيوش العربية.

وعلى الرغم من أن ذلك الفيديو لم يحظ حتى مساء يوم الأربعاء (1 يناير/ كانون الثاني 2014) سوى بعدد مشاهدات بلغت 535 مرة، تحدّث الرجل عن تدهور جيوش العراق وسورية ومصر، معلناً أن التهديد العسكري العربي لـ «إسرائيل» قد تبخّر! وخاطب الحضور وهو يرتدي الكوفية اليهودية بعبارة مترجمة نصها: «المجتمعات العربية كما تعلمون جميعاً، من ليبيا إلى تونس عبر مصر إلى سورية، ولم تصل بعد للأسف إلى الأردن، تزلزلهم صراعات داخلية، وخلال عقدين إلى أربعة عقود قادمة، ستعصف بهم صراعات داخلية وتفاوت اقتصادي واحتياجات، وستعجز معها إمكانياتهم عن شن هجوم منسق ضد «إسرائيل» بالأسلوب العسكري التقليدي تماماً.. ستنتهي..ستنتهي.». انتهى الاقتباس. ولمن يرغب يمكنه البحث في شبكة اليوتيوب عن عنوان: «ديفيد وينبرج يتحدث عن تفكيك الجيوش العربية».

حتى عهد قريب، وقبل انطلاق موجة المطالبة بالحقوق والديمقراطية في الوطن العربي العام 2011، كانت ذهنية المواطن العربي تجاه جيش بلاده أو جيوش العالم العربي والإسلامي لصيقة بفكرة أن هذه الجيوش لحماية الأوطان، لكن ليس ذلك فحسب، بل هي أيضاً مجهزة ومسلحة وتستنزف الموازنات الضخمة لاستخدامها ضد الشعوب! فلن يجرؤ أي جيش منهم على شن حرب لتحرير فلسطين إطلاقاً!

ثم توالت أحداث الموجة في الوطن العربي لتتغير الفكرة لدى بعض الشعوب فأطلقوا شعار: «الجيش والشعب يد واحدة»، وبقيت فكرة معاداة الجيوش التي تفتقد عقيدة الدفاع عن الشعوب تتفاوت من بلد إلى بلد، لكن الحقيقة التي لم تتغير هي أن هذه الجيوش لن تكون يوماً في مواجهة ضد الصهاينة. والمواطن العربي معذور في ذلك، وسيكون معذوراً بدرجة أكبر لو استمع بالتفصيل لكلام دايفيد وينبرج ولعنه لعناً ثم قال معلقاً: «كلامك صحيح أيها العدو».

في جولة القراءة والمطالعة تحت عنوان: «تفكيك الجيوش العربية» بمناسبة مشاهدة تلك المحاضرة، فإن رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات سمير غطاس علق على محاضرة دايفيد وينبرج بقوله أن «إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية عكفتا منذ فترة طويلة على دراسة ما يحقق أقصى قدر ممكن لأمن إسرائيل وبسط سيطرتها على المنطقة، وأن الشرق الأوسط أسير الآن لثلاثة محاور أساسية في تغييب العرب ومصر تحديداً، وهي المحور الإسرائيلي، والمحور التركي والمحور الإيراني، بل أن أميركا كانت تعتمد في السابق على اتفاقات السلام التي عقدت في مصر لتحقيق الأمن لإسرائيل، ولكن تحقيق هذا الهدف بشكل استراتيجي أكبر كان من وجهة نظر أميركا عن طريق تفكيك الجيوش العربية».

الكاتب الصحافي مصطفى قطبي كان أكثر جرأةً حينما رصد الإصرار المريب، كما أسماه، لدوائر الإمبريالية الصهيونية على تحطيم الجيوش العربية وإخراجها من المعادلات السياسية والأمنية، وتوجيه حقد العصابات الإرهابية على تلك الجيوش، مع رسم معادلة جديدة تصبح فيها عملية القتل والذبح للجنود هي المقدمة الأولى للعمل الوطني، وهو جواز السفر الذي يوصل المرتكبين إلى الجنة، خصوصاً أن الفتاوى التكفيرية جاهزة عبر محطات الفتنة الطائفية والمذهبية.

الخلاصة، وهي ما أشار إليه مصطفى قطبي أيضاً، هو صدق الأب المعاصر للصهيونية هنري كيسنجر يوم قال بعد حرب أكتوبر التحريرية 1973 بأنه سيجعل المنطقة تغرق في حروب عربية ـ عربية لا يُعرف فيها القاتل من المقتول، حيث يتم في هذه الحروب العربية المدعومة من حثالات الشعوب وأبالستها وثعابينها من تحقيق الهدف الاستراتيجي الصهيو/ أميركي، وهو استئصال خلايا الأمل من دماغ المواطن العربي وضميره، وذلك عبر القضاء على ثلاثة جيوش عربية هي الهاجس الأكبر لدى أميركا و»إسرائيل»، وهم الجيش السوري والعراقي والمصري، وعندها تنام «إسرائيل» ملء جفونها، ويتحوّل جنرالاتها إلى صيادي سمك أو منقبين عن آثار سليمان في المنطقة.

من وجهة نظري، لن تتمكن الشعوب العربية والإسلامية من التأمل بدقة في الطرح السابق إذا فضلت البقاء رهينة الصراع المذهبي الطائفي، ولن تتغير المعادلة إذا بقيت الفكرة الغبية في جعل طائفة من المسلمين أخطر من اليهود، ولطالما بقيت فئة مشايخ الناتو وعلماء الطين يملأون رؤوس أبناء الأمة بالشحن الذي يبتغيه الصهاينة، ويتاجرون بمصير الأمة بثروة من الأموال المغموسة في الخيانة.

بشار الصايغ

برنامج “الائتلاف” واشكالية التطبيق والتنفيذ

لم تحمل مسودة ائتلاف المعارضة لمشروعها السياسي المقبل أي جديد على الساحة في المطالبات، فما جاء في المسودة التي نشرتها وسائل الإعلام هي نسخة طبق الأصل Copy & Paste من مطالبات سابقة لمعظم القوى السياسية، بما فيها تلك المشاركة في ائتلاف المعارضة.

ويقوم برنامج “الإئتلاف” السياسي على أهداف رئيسية تتمثل في التالي : تعديل النظام الانتخابي (آلية التصويت وتوزيع الدوائر)، اشهار الأحزاب السياسية، تعديلات دستورية، النظام البرلماني الكامل، استقلالية القضاء، بالإضافة الى تعديل بعض القوانين القائمة. متابعة قراءة برنامج “الائتلاف” واشكالية التطبيق والتنفيذ