علي محمود خاجه

مسوّدة

"إشهار الأحزاب السياسية عبر قانون إقرار نظام انتخابي ديمقراطي قائم على التمثيل النسبي للقوائم الانتخابية المغلقة باعتبار أن الكويت دائرة انتخابية واحدة، مع تخفيض سن الناخبين إلى 18 عاماً، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وخصوصاً حرية الاجتماع العام وحرية التعبير عن الرأي، والحقّ في تشكيل مؤسسات المجتمع المدني، وكذلك إلغاء القوانين التي تصادر حق الأفراد في التقاضي المباشر أمام المحكمة الدستورية، وأهم القوانين التي يجب إصدارها أو تعديل ما هو قائم منها قانون إنشاء الهيئات السياسية، وقانون تنظيم انتخاب أعضاء مجلس الأمة والدوائر الانتخابية، ذلك من أجل وضع نظام انتخابي يتماشى مع المبادئ الدستورية ويحقق العدالة والمساواة بين الناخبين". هذا بعض ما جاء في مسودة ما يسمى بائتلاف المعارضة كما نشر بالزميلة "الراي" بتاريخ 3 يناير 2014، وبالطبع فإن ما تضمنته تلك المسودة ليس بالأمر الجديد بل هو ما خلصت إليه معظم التيارات السياسية وإن اختلفت في بعض التفاصيل، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن إشهار الأحزاب السياسية وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وكذلك حق التقاضي المباشر للأفراد أمام المحكمة الدستورية هي مطالب مستحقة، ومدخل حقيقي للإصلاح السياسي بالكويت لما تحققه تلك المطالب نظرياً من التحول إلى البرامج بدلاً من العمل الفردي وضمان عدم جور أي فئة، وإن كانت تملك الأغلبية البرلمانية حقوق المواطن والمقيم وضمان الحريات الشخصية، وهو أمر ينم عن استيعاب ما يسمى بائتلاف المعارضة الجيد للوضع السياسي الكويتي والنقاط المؤدية إلى إصلاح سياسي فعلي. إلا أن أكثر ما لفت انتباهي في تلك المسودة التي تمثل كلاً من كتلة "العمل الشعبي" و"حدس" و"معك" و"التيار التقدمي" و"الحركة الديمقراطية المدنية"، نوعية المفردات المستخدمة والمكررة قبل كل مطلب من مطالب الإصلاح السياسي، وهي مفردة إقرار أو إصدار قانون أو إلغاء قانون، وتلك المفردات منوطة بالمشرع أي بمجلس الأمة وكل تلك الكتل الممثلة للائتلاف المعارض تتخذ موقفاً واحداً لا رجعة فيه وهو مقاطعة الانتخابات البرلمانية! إذن كيف ستتحقق كل تلك المطالبات الواردة في المسودة وطريق تحقيقها مسدود بالنسبة إلى ممثلي هذا الائتلاف؟ بناء على هذا الأمر لن يكون أمام ما يسمى بالائتلاف المعارض سوى أسلوب واحد للتعاطي مع هذه المسودة قبل إعلانها في الأسبوع القادم؛ فإما نسف كل ما جاء فيها لأنه يعتمد على مجلس الأمة المقاطع من قبلهم، وإما الإعلان عن المشاركة في أي انتخابات نيابية مقبلة، فهذان هما المخرجان الوحيدان. أعتقد أن مواجهة الذات وتهيئة الأرضية من الائتلاف للمشاركة في أي انتخابات نيابية مقبلة هو الأمر الذي يجب أن يطرح منهم قبل تقديم أي مسودة إصلاح سياسي وعدم مواجهة هذا الأمر سيجعل من جميع الإصلاحات السياسية المقدمة منهم والمرتبطة بإصدار قوانين أو إلغاء أخرى مجرد حبر على ورق، وأمر غير قابل للتطبيق من الائتلاف على الأقل. خارج نطاق التغطية:     تنقل الشيخ محمد عبدالله المبارك من وزارة إلى أخرى مع كل تشكيل يثبت قطعاً أن وجوده هو مجرد ترضية وغير مبني لا على كفاءة أو أداء، وهو نموذج واضح على طريقة إدارة حكوماتنا المتعاقبة للدولة.

سامي النصف

الاستجوابات تشكل الحكومات!

تشكيل الحكومات هو احد اهم الامور التي تحدث في مختلف بلدان العالم الاخرى، فالتشكيل المتأني والمدروس بدقة والمعد على نار هادئة يترجم لاحقا الى نجاح وانجاز باهر للبلد، يقابله التشكيل المستعجل المعد على نار حامية والقائم على فلسفة «القريب منك بعيد، والبعيد منك قريب»، و«من كل قطر اغنية»، يؤدي كما جربنا مرات عديدة في السابق الى الازمات والاشكالات والتعديلات والاخفاقات وتوقف حال البلد.

* لا يوجد سبب واحد يدعو للاستعجال بالتشكيل الوزاري الذي صدم الناس وزاد من حالة التشاؤم السائدة بمستقبل البلد، فنجاح الحكومة الجديدة كفريق متجانس هو نجاح للكويت وفشلها كفريق متنافر هو فشل للكويت بأسرها، ونرجو الا يتعذر احد بقصر الوقت او كثرة الاعتذارات، فقد كان في الوقت متسع ولم يحدد الدستور اي فترة زمنية للانتهاء من التشكيل، وان اعتذر عن التوزير عشرة او عشرون مرشحا فهناك مقابلهم الف والفان من الاكفاء الامناء لو اتسعت الرؤية ولم يقتصر الترشيح على حفنة من المتنفذين الذين يراعون مصالحهم الخاصة لا مصلحة الكويت العامة فيمن يرشحونه ويفرضونه.

* ومما يزيد الطين بلة هو سن بدعة جديدة لا اصل لها في الدستور، وهي ان الوزير الذي يتم التلويح باستجوابه يستبعد على الفور من التشكيل الوزاري مهما كانت كفاءته وامانته وقدرته على مواجهة الاستجواب الذي قد يكون قائما على رفض الوزير التجاوز على القوانين، يقابل ذلك ابقاء المتجاوزين والمتعدين على اموال الشعب الحرام بحجة ان احدا لم يقم باستجوابهم(!) وهو امر قد لا يستمر طويلا، وبذا اصبحت الحكومات تشكل وللمرة الاولى في التاريخ السياسي الكويتي من قبل الاستجوابات لا من قبل من انيط به دستوريا حق التشكيل!

آخر محطة:

1 ـ جرت العادة في العالم اجمع على ان تكون هناك فلسفة او برنامج عمل للحكومة ثم يتم اختيار القياديين القادرين على تنفيذ تلك الفلسفة او البرنامج، في الكويت حارت العقول في فهم فلسفة التشكيل الحكومي الاخير حتى وصل البعض يأسا للتحليل التالي:

تم توزير التجار والليبراليين لمحاربة الاخوان، وزر الاخوان لمحاربة السلف، وزر السلف لمحاربة الشيعة، وزر الشيعة لمحاربة القبائل، وزرت القبائل لمحاربة الشيعة، وزر الشيعة لمحاربة السلف، وزر السلف لمحاربة الاخوان، وزر الاخوان لمحاربة التجار والليبراليين طبقا لسياسة «خميس كمش خشم حبش» والعكس صحيح.

2 ـ نأسف على خروج الوزراء الذين يكنون بـ «أبو عبدالله»، ونعني سالم الاذينة ونايف الحجرف وشريدة المعوشرجي.

3 ـ الانجاز الاكبر لبعض الوزراء الخارجين منذ دخولهم الوزارة هو.. «ذلك الخروج المظفر»!

احمد الصراف

نبوءة الأستاذ جاد والمتنبي

هذا المقال يتعلق بما نسبت، في مقال سابق، من أبيات شعر للمتنبي، واكتشف الكثير من القراء خطأ ما ذكرت، وكتبوا واتصلوا، كتابيا وهاتفيا، يلفتون نظري الى ما ارتكبت من «خطيئة»! وقد أعادني الموضوع لواقعة طريفة حدثت قبل أكثر من نصف قرن، عندما كنت في المرحلة المتوسطة. كان مدرس العربية، الأستاذ جاد، دائم التجهم، وقد حذرني مرارا من أنني سأسقط في مادته إن بقيت مصرا على عدم حفظ بيت شعر واحد من المقرر، وأن الاكتفاء بعلاماتي الممتازة في الإملاء والإنشاء ليس كافيا. ومن منطلق محبته لي، لأنني كنت أحرر مجلة الحائط، وأساعده في عمله في المكتبة، فقد غششني وأخبرني بأن امتحان اليوم التالي في الشعر سيكون في قصيدة للشاعر امرئ القيس، التي يقول فيها واصفا فرسه: مكر مفر مقبل مدبر معا.. إلخ! سهرت الليل، وحفظت أبياتها القليلة، وفي صباح اليوم التالي وقفت لألقي القصيدة، ولكن صياح الطلبة ارتفع مطالبين المدرس بإعفائي من الإلقاء، لأنني لا أحفظ الشعر! كبرت في رأسي، وجلست مدعيا عدم الحفظ، لكي لا «أفشل» زملائي! وهنا نظر لي الأستاذ جاد بأسف، وقال: الله يخرب بيتك! أنت حتاكلها في يوم على دماغك من الشعر! وبعد 50 عاما تحققت نبوءة الأستاذ جاد، و«خربتها» بجدارة في مقال «المتنبي.. الحب والفخر»، الذي كان يجب أن يكون عنوانه «أجمل أشعار العرب»، وبدلا من ذلك نسبت الأبيات جميعها لأبي الطيب. وبالرغم من تبرع اصدقاء وقراء للفت نظري الى نسبة هذا البيت أو غيره لهذا الشاعر أو لغيره، فإن الأستاذ محمد المنيع كان الوحيد الذي بذل جهدا في البحث عن قائل كل بيته ورد في المقال، وكانت الحصيلة، على ذمته، كالتالي: أغرك مني ان حبك قاتلي، هي من معلقة لامرئ القيس. وما عجبي موت المحبين في الهوى، لعروة بن حزام. ولو كان قلبي معي ما اخترت غيركم، لعنترة بن شداد. فيا ليت هذا الحب يعشق مرة، لقيس بن الملوح. واني لأهوى النوم في غير حينه، لقيس لبنى. ونقل فؤادك حيث شئت من الهوى. لأبي تمام. واذا ما رأت عيني جمالك مقبلا، للشاب الظريف. وأحبك حبين حب الهوى، لرابعة العدوية. وقفي ودعينا قبل وشك التفرق، لصفي الدين الحلي. وضممتك حتى قلت ناري قد انطفت، لقيس بن الملوح. فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى، لأبي فراس الحمداني. وان حكمت جارت عليّ بحكمها، لأحمد بن محمد بن عبدربه. وقتل الورد نفسه حسدا منك، لبشارة الخوري. وأخيرا: اعتيادي على غيابك صعب، وقد تسربت في مسامات جلدي، البيتان لنزار قباني.
الأمر الطريف الآخر أن الخطأ في ذلك المقال كلفني ساعة في كتابة هذا المقال، وساعة تقريبا للرد على عشرات رسائل الإنترنت والمكالمات الهاتفية، كلفتني في النهاية، وأنا خارج الكويت، أكثر من 25 ديناراً!

أحمد الصراف

د. أحمد الخطيب

لماذا ألغى تشرشل اتفاقية سايكس بيكو وفرض مشروعه التقسيمي؟

أعادت الصراعات المدمرة في الشرق الأوسط هذه الأيام إلى الأذهان اتفاقية سايكس بيكو، التي قسَّمت المنطقة بين بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية، بعد انهيار الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وهي معاهدة سرية كشف تفاصيلها النظام الشيوعي، الذي أطاح الحكم القيصري عام 1917، أي أثناء الحرب.
هذه المعاهدة السرية، حرص الشيوعيون على فضحها، كما يُقال، لتبرئة أنفسهم منها، وكذلك لحماية سمعة وطنهم، روسيا، في المنطقة. متابعة قراءة لماذا ألغى تشرشل اتفاقية سايكس بيكو وفرض مشروعه التقسيمي؟

بشار الصايغ

بوفيصل .. تأخرت كثيرا!

نعم بوفيصل .. تأخرت كثيرا في قول كلمة الحق حتى أصبح لا قيمة لها حين تصدر منك شخصيا .. واليوم تحديدا، فما قلته في جلسة مجلس الأمة اليوم هي هموم المواطنين والمقيمين على حد سواء، على مدى عقود وليس أشهر أو حتى سنوات، فالجميع يعاني من حالة التردي والفساد .. بل أن الكويت كوطن وتراب عانت أكثر مما عاناه من يعيش فوق أرضها!

تأخرت بوفيصل .. لأن حين كانت هناك فئة من المجتمع الكويتي – ولن أقول أغلبيته – نزلت الشارع رفضا لحالات الفساد وتفشى الرشاوى السياسية بين الحكومات والنواب وقفت أنت سدا منيعا مدافعا عن هذه التصرفات .. وقفت؟ لا هي كلمة بسيطة لواقع ما قمت به في حينه .. لقد كنت عراب الدفاع عن الحكومات السابقة رغم أن الفساد بين .. والفشل ملموس .. وانهيار الدولة واقع. متابعة قراءة بوفيصل .. تأخرت كثيرا!