بشار الصايغ

بوفيصل .. تأخرت كثيرا!

نعم بوفيصل .. تأخرت كثيرا في قول كلمة الحق حتى أصبح لا قيمة لها حين تصدر منك شخصيا .. واليوم تحديدا، فما قلته في جلسة مجلس الأمة اليوم هي هموم المواطنين والمقيمين على حد سواء، على مدى عقود وليس أشهر أو حتى سنوات، فالجميع يعاني من حالة التردي والفساد .. بل أن الكويت كوطن وتراب عانت أكثر مما عاناه من يعيش فوق أرضها!

تأخرت بوفيصل .. لأن حين كانت هناك فئة من المجتمع الكويتي – ولن أقول أغلبيته – نزلت الشارع رفضا لحالات الفساد وتفشى الرشاوى السياسية بين الحكومات والنواب وقفت أنت سدا منيعا مدافعا عن هذه التصرفات .. وقفت؟ لا هي كلمة بسيطة لواقع ما قمت به في حينه .. لقد كنت عراب الدفاع عن الحكومات السابقة رغم أن الفساد بين .. والفشل ملموس .. وانهيار الدولة واقع.

تأخرت بوفيصل .. لأن حين انهالت هراوات الأجهزة الأمنية على اخوانك وخواتك من المواطنين والمواطنات، وهم كل ما يريدونه الاصلاح، وحين كان هواءهم في حينه غازات مسيلة للدموع، كنت محاميا ماهرا في تبرير تصرفات وزارة الداخلية، وأحيانا محرضا للأجهزة الأمنية لتشديد بطشهم.

تأخرت بوفيصل .. لأن حين قاطعت أغلبية الشعب الكويتي أول انتخابات لمجلس “الصوت الواحد” كنت قاضيا حكم دون حق لمصلحة الحكومة والنظام في العبث بالنظام الانتخابي .. وكنت قاضيا ظالما ..

تأخرت بوفيصل .. فحين كانت الكويت بحاجة الى صوت العقل من فتنة “أهل الكويت” و”البدو”، كنت أكثر من ساهم بشكل مباشر وغير مباشر في نشر ثقافة التفرقة بين الحضري والبدوي .. والتحريض على فئة تحت عنوان الدفاع عن النظام ..

بوفيصل تأخرت .. فما قلته في جلسة اليوم .. كنا نقوله قبل سنتين .. كنا نشتكي من الفساد وسوء الحال السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكنت ترد “الله لا يغير علينا” ..

بوفيصل .. انت تشتكي من فشل رئيس الوزراء الحالي؟؟ نحن نشتكي من فشل جميع رؤساء الوزراء السابقين والقادمين .. ومن فشل النظام السياسي بأكلمه نتيجة الانحراف عن الدستور والقوانين ..

بوفيصل .. هل تساءلت يوما لماذا نصف المجتمع “يكرهك”؟ وربع نصفه الثاني لا “يصدقك”؟ بوفيصل .. ارجع الى اليوتيوب وشاهد مداخلاتك في مجلس 2006 .. وثم شاهد كلامك في مجلس 2009 ..

بوفيصل .. كنت اعتقد ان كل مواقفك الحكومية نابعة عن  قناعة .. ولكن اكتشفت أنها لم تكن سوى جسر لرئاسة مجلس الأمة! فكيف أصبحت “تعاير” السلطة والأسرة اليوم بمواقفك السابقة بعد أن خسرت الرئاسة! تحسفت؟؟

لا استطيع أن أصدقك .. فقد تأخرت كثيرا في قول كلمة الحق حين كنا نطلبها منك وننتظرها .. فلا تأتي أبدا!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *