مبارك الدويلة

أعداء الوحدة الخليجية

قرار مؤتمر القمة الخليجية الأخير، الذي تحدث عن «الوحدة الخليجية» أو الانتقال من التعاون الى الاتحاد، هو قرار وافق طموحات شعوب هذه الدول، خصوصا الكويت والبحرين وقطر، التي تتعرض يوميا لتهديدات فارسية وعراقية! هذا القرار كان واضحاً منذ يومه الأول، وهو التحول الكونفدرالي وليس الوحدة الشاملة أو الاندماجية. بمعنى أن الاتحاد مرتبط بالسياسات العامة كالخارجية والدفاعية والنفطية ووحدة النقد وجواز المرور. أما الشأن الداخلي فكل دولة تحكم نفسها بطريقتها الخاصة ودستورها الخاص، وهذا الكلام أعدناه في هذه الزاوية مرارا وتكرارا حتى لا يأتي أعداء الكويت ومحبو الخليج الفارسي ويتعلقون بخصوصية المجتمع الكويتي ودستوره لرفض هذه الوحدة التي تعيق تحقيق طموحات فارس والعراق!
ولم أستغرب تسارع تصاريح الرفض والتخويف من أتباع التوجهات الفارسية في الكويت، حيث أصدر وكيل الأطماع الفارسية بيانا ندّد فيه بهذه الخطوة واعتبرها مخالفة للدستور الكويتي (!!) وأن مثقفي الكويت يرفضونها، ونسي أو تناسى أن خمسمائة من مثقفي دول مجلس التعاون الست اجتمعوا قبل أشهر في البحرين وأسسوا منتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية، وأن الأمين العام من دولة الكويت، وأن هذا المنتدى طالب هذه الحكومات بالنظر بجدية في الوحدة التي تحفظ أمن هذه الدول ووجودها في مقابل التهديدات المتلاحقة من الجيران وغير الجيران (لا بارك الله فيها من جيرة)!
إننا ندرك أننا في زمن «لا مكان اليوم للضعفاء»، وأن الدول الصغيرة ما لم تكن مستندة الى جيش قوي أو حليف قوي (ما يقطك على صخر) فإن مصيرها الفناء، وستكون أسيرة للتهديد والابتزاز من الأعداء!
نعم كبيرة للاتحاد الكونفدرالي بين دول مجلس التعاون.. فقد تعبنا ومللنا من ابتزاز الاشقاء والجيران.
•••
• التعامل الراقي الذي تحلى به طرفا النزاع بالأمس كان لافتا للنظر.. فـــ«البدون» الذين تجمعوا مطالبين بالالتفات الى أبسط حقوقهم.. وقوة الشرطة المنوط بها حفظ الأمن في منطقة التظاهر.. كلاهما كان راقيا وأعطى صورة مختلفة عن صدامات سابقة مشوهة للكويت والجو الديموقراطي الذي تعيشه! فشكرا كبيرة للطرفين.
•••
• بالمناسبة، أجد نفسي مضطراً الى الثناء على الأخ صالح عاشور (على غير العادة) لاقتراحه ومناشدته «الداخلية» والأخ الكبير صالح الفضالة، استعجال تجنيس الخمسة والثلاثين ألفا الذين أقر رئيس الجهاز بأحقيتهم في الجنسية ومعالجة البقية الباقية بأسلوب إنساني.. فشكرا كبيرة أخرى للأخ عاشور.
•••
• أخيرا، أتمنى من بعض المرشحين لمجلس الأمة المقبل أو من أعلن نيته بالترشح، أن يستمر الى نهاية المشوار ولا يتحجج بأي عذر للانسحاب، لأننا بصراحة ودنا نعرف حجم شعبية هؤلاء.. هذا إذا سمح لهم بالترشح!!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *