اتى في الاثر قصة امرأتين ادعتا امومة احد الاطفال امام نبي الله سليمان الحكيم ( عليه السلام )، فلما حكم بشطر الطفل الى نصفين صرخت احداهما وهي الام الحقيقية بأن يعطي الطفل للام الاخرى، اي الزائفة، وهذا في الواقع ديدن الام الحقيقية للاطفال.. وللاوطان!
كثير من الخلاف القائم في الكويت هو في حقيقته اقرب للخلاف الذي تم بين هاتين المرأتين، اي بين من يحرص على امن الكويت ومواردها ومستقبلها كحال الام الحقيقية، ومن يظهر دائما انه لا مانع لديه من الاساءة لسمعتها وايقاف نموها وتطورها والتفريط في ثرواتها ومواردها على معطى ان «مال عمك لا يهمك».
ومن ذلك انني شاهدت ذات مرة دكتورا «كويتيا» يقول ضمن لقاء متلفز ان على الكويت ان تمنح جنسيتها لكل «من يطالب بها» دون التقيد بعدد او وضع شروط، حيث ان العالم – حسب قوله – تحول الى قرية صغيرة لا فارق بين سكانها، وبالطبع من قال ذلك الكلام لا يهمه على الاطلاق ما سيحدث لهويتنا او لموارد الدولة عندما نجنس الملايين ممن سيتقاطرون علينا بعد اقرار ذلك المقترح المجنون.. و«جلد مو جلدك جره على الشوك» يا دكتور.
وخبران من السعودية، الاول تحذير مفتي السعودية من تكفير كتاب المقالات الصحافية، معتبرا «ان تكفير كاتب الرأي او المقال ليس من اصول الدين او اسسه»، وهو ما يذكرنا بزملاء كانوا يسارعون بتكفير مخالفيهم في الرأي عند وقوع اي خلاف سياسي – لا فقهي – معهم مما خلق صورة سالبة عن سماحة ديننا الحنيف، فنرجو ان نرى تشريعا يجرم التكفير كونه الخطوة الاولى في الطريق الذي ينتهي بالتفجير.
الخبر الآخر قرأته في «المنتديات السعودية» وينسب لجريدة «الحياة» ولوكالة الانباء السعودية (واس)، عن لقاء مع امام الحرم المكي الشيخ عبدالرحمن السديس اعلن فيه ان وزارتي الاوقاف والداخلية السعوديتين تعتزمان الغاء اسم القبيلة من البطاقة الشخصية منعا للفتن الطائفية والقبلية والمذهبية، وان ذلك القرار يصب في مسعى الحكومة السعودية لاحداث التقارب بين المواطنين عبر الحوار الوطني المشترك، وانه امر يحظى بدعم د.عائض القرني الذي قال ان هناك من يريد اعادة الامة الى عهود «داحس والغبراء» وعصر حروب «عبس وذبيان» والى ملاعب الوثنية والتمييز العنصري.
واعتقد اننا في وسط موجات التعصب والتخندق القائمة، التي تهدد بأسوأ العواقب، يجب ان ننظر في تبني ذلك المقترح بل حتى الغاء الاسماء العائلية او تلك التي تدل على العنصر او الفئة او الطائفة اقرارا لمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الناس الذي يحث عليه ديننا الحنيف ومبادئ الانسانية جمعاء ونصوص الدستور، وارى ان المنتمي لـ «وطن النهار» لن يمانع من التضحية بالامور العظام من اجل مستقبل الوطن وامنه.
آخر محطة:
الشكر الجزيل للنائب الفاضل د.علي الهاجري على اتصاله بالجريدة لتبيان تبنيه لمقترح تخزين الوقود في ناقلات خارج الخليج بدلا من مد انابيب لـ 1200 كلم تبقى عاطلة لسنوات لتعمل عند الازمات.