سامي النصف

12 ممارسة خاطئة في لعبتنا الديموقراطية

1 – الاعتقاد ان الهدف من اللعبة الديموقراطية لا التنمية واسعاد الناس بل تحقيق الانتصارات الشخصية والاعلامية والسياسية للوصول للهدف الذهبي وهو الفوز في عملية اعادة الانتخاب، ولا مانع بالمقابل من هزيمة الوطن.

2 – اعتياد الهرب الى الامام من المشاكل بدلا من مواجهتها، فتم التحول الى الدوائر الخمس ثم الدائرة الواحدة هربا من الرشاوى والواسطات والفرعيات، وتم الهرب الى فكرة الاحزاب بدلا من مواجهة سلبيات الممارسة الديموقراطية القائمة.

3 – قلة الاحتراف والابداع في الممارسة السياسية المحلية التي يفترض ان تجعلنا قدوة للآخرين بدلا من فزاعة لهم كما هو الحال القائم، ولو جاز لنا ان نشبه بعض الممارسات لدينا بالمراحل الدراسية لقلنا اننا مازلنا وبعد 45 عاما من بدء العملية السياسية في سنة اولى ابتدائي ديموقراطية.

4 – عدم وجود ادوات محاسبة «حقيقية»، كحال جميع الديموقراطيات الاخرى، لمن ينحرف بالممارسة السياسية لاغراض التكسب الشخصي والاثراء غير المشروع، او لخلق حالات تخندق غير صحية في البلد.

5 – عدم وجود جهد للحكومة للعمل على تغيير الثقافات السالبة السائدة في المجتمع والتي ترى في كل مشروع حكومي سرقة وفي كل مسؤول حكومي تجاوزا مما يكسبها عداء كثير من الناخبين ومن ثم يعرقل مشاريعها ويحرض اغلب النواب عليها.

6 – خلط الفرعيات القائمة على العرق او الفئة او الطائفة، وهي امور ممنوعة في جميع ديموقراطيات العالم، بالتصفيات السياسية القائمة على الكفاءة والامانة والقدرة الذاتية المعمول بها في جميع الدول الاخرى.

7 – افتاء من لا يعلم بما لا يعلم في الشأنين السياسي والاقتصادي، فقد ناقشت في احد اللقاءات الاعلامية 12 من براعم المستقبل ممن كانوا يدعون للحزبية، واعلم علم اليقين ان احدا منهم لم يقرأ حتى ورقة واحدة في علم الانظمة السياسية والتجارب الحزبية في العالم.

8 – عدم استيعاب حقيقة ان احد اهم مبادئ الديموقراطية هو خلقها لنهج يتم فيه تمثيل شرائح المجتمع المختلفة، خاصة الصغيرة منها، لا البحث عن منهاجية لتعزيز الكتل الكبرى فقط وهو ما ينتج عن تكبير الدوائر.

9 – تمتاز ديموقراطيتنا بالتخندق والغضب الشديدين عند الممارسة، وتسيد ثقافة التصيد وعدم التسامح بينما تتطلب الممارسة الصحية والصحيحة للديموقراطية كما كبيرا من المغفرة وإبداء حسن النوايا وغض النظر عن الاخطاء الصغيرة.

10 – لا توجد في ديموقراطيتنا عمليات «تدريب» وتنمية للعمل السياسي، لذا يمارس كل طرف اللعبة بالطريقة التي يريدها في وضع اشبه بممارسة لعبة كرة القدم دون قوانين او عقوبات، علما ان اللعبتين بشكلهما الحديث اخترعتا من قبل الانجليز الذين وضعوا قوانين واعرافا وضوابط صارمة لكل منهما.

11 – يصاحب العمل الديموقراطي في العالم توسع بالحريات الفردية والمجتمعية، لدينا حدث العكس تماما، حيث قيدت ديموقراطيتنا الغاضبة وغير المتسامحة الحريات وخلقت الرقابة المتشددة على الكتب والثقافة وأثقلت الصحافة بالعقوبات.

12 – وتصاحب الدول الديموقراطية عادة زيادة بمعدلات التنمية مقارنة بالدول التي لا تأخذ بها، لدينا حدث العكس واصبحت تجربة الدول غير الديموقراطية هي القدوة في العمل التنموي مقارنة بنا ولا حول ولا قوة الا بالله.

آخر محطة:
علينا الا نكتفي ببعض او جميع تلك السلبيات بل يجب البدء بعمل مؤسسي للقضاء عليها كي تصبح ديموقراطيتنا ضياء شمس للآخرين.

احمد الصراف

ليلى وفتاة القطيف

ارتبط شاب من المنطقة الشرقية بالسعودية بعلاقة ما بفتاة من المنطقة نفسها، بعد ان يئس الشاب من النيل من الفتاة، وهذا ما اشيع عن الموضوع، قام باستدراجها إلى مكان ما، وقام وعدد من رفاقه بالاعتداء عليها جنسيا.
بقيت الحادثة طي الكتمان لفترة أشهر وانكشفت بطريق الصدفة أخيرا وتم تقديم المعتدين والضحية للمحكمة الدينية التي حكمت على الشبان بالسجن لخمس سنوات وبالجلد، وحكم على الفتاة بحكم مماثل لقبولها بأن تستدرج!!.
نالت الحادثة اهتماما واسعا من جهات عدة، ونال الحكم بحق الفتاة، المعتدى عليها، انتقاد الكثيرين، خاصة بسبب مذهب الفتاة وللجانب الطائفي من الموضوع، ولكن سرعان ما خفتت الضجة حولها بعد فترة قصيرة لأسباب كثيرة!
وقد قام العاهل السعودي يوم أمس باصدار عفو عن الفتاة مع حرصه على تأكيد صحة الحكم.
ومن الجانب الآخر من الخليج أوردت اذاعة BBC الرصينة قصة ‘ليلى’ التي بينت كم نحن في الشرق، وعلى جانبي الخليج بالذات، هم!!
ليلى فتاة ايرانية من مدينة ‘أرك’ التي تبعد اربع ساعات بالسيارة الى الجنوب من طهران العاصمة. عندما كانت في التاسعة قامت امها باستغلالها في الدعارة، وكان جسدها، ليس فقط مصدر الرزق الوحيد لعائلة مكونة من خمسة أشخاص، بل وطريق الحصول على المخدرات لكبارها.
تزوجت ليلى عندما بلغت الخامسة عشرة، وقام زوجها باستغلالها جنسيا بعد شهرين من اقترانه بها. قبضت الشرطة على الزوج وزوجته وزبائنهما بالجرم المشهود وقدما للمحاكمة. حكمت المحاكم الدينية على الزوج بالسجن 5 سنوات لقيامه باستغلال بيته مكانا للممارسة الرذيلة.
اثناء نظر القضية قام اخوة ليلى باغتصابها، وعلمت السلطات بالأمر فقدمتهم وليلى للمحكمة التي حكمت على المعتدين بعدة جلدات وحكمت على المعتدى عليها بتهمة اقتراف جريمة ‘سفاح القربي’، والتي تعني ممارسة الجنس مع المحارم، والتي يستحق مقترفها عقوبة الموت شنقا!!
تطوعت المحامية الايرانية الشهيرة شذى صدر، والمدافعة الصلبة عن حقوق الانسان، للدفاع عن ليلى وأقنعت اخوتها بسحب اعترافاتهم، ورفعت القضية إلى محكمة الاستئناف وكسبت البراءة إلى موكلتها المسكينة بعد طول عذاب وانتظار ومعاناة.
لو اضفنا إلى الحادثتين اعلاه ما جرى ويجري، من اعتداءات جنسية، في مدارس المنطقة، وفي اكثر معاقل الجمعيات الدينية تشددا واكثرها التزاما بقواعد وسنن الصحوة الدينية لتبين لنا ان التشدد والتطرف لا يمكن ان ينتج عنهما سوى الكبت والحرمان، وهذان هما الدافعان الرئيسيان لارتكاب الشاذ والخطير من الجرائم الجنسية، وسجلات المخافر وقضايا المحاكم ومحاضر الجمعيات النسائية المعنية بمساعدة الفتيات المعتدى عليهن من اقرب اقربائهن خير شاهد ودليل.
وبالتالي يمكن القول ان المؤتمر الذي دعا النائب وليد الطبطبائي وجماعته لعقده لمعالجة، او محاربة ‘الظواهر السلبية’ لن ينتج عنه سوى المزيد من التطرف والتشدد.. والانحراف بالتالي!
لمزيد من التفاصيل والصور وبقية المستندات عن قصة ليلى يمكن الرجوع للموقع التالي:
http://news.bbc.co.uk/2/hi/programmes/crossing_continents/7107379.stm
***
ملاحظة: حسب تقارير الامم المتحدة فان ثلاثة ارباع انتاج العالم من مخدر الافيون يستهلك في ‘جمهورية إيران الإسلامية’ التي تسيطر عليها مجموعة من الفقهاء. وقد اعترفت السلطات هناك بخطورة المشكلة التي بلغت درجة الكارثة.
كما يتسامح قانون العقوبات الايراني مع الاب الذي يقوم مثلا بقتل ابنته. حيث ان حكم السجن بحقه لن يزيد على سنتين في غالب الاحيان.
هذا ما ورد على لسان المحامية شذى صدر، والمجال مفتوح لأي تعليق.
أحمد الصراف

سامي النصف

الخصخصة وعلوم الطيران وشؤون «الكويتية»

للأسف الشديد فان 99% ممن يتكلمون عن خصخصة «الكويتية» اما لا يعلمون شيئا عن الخصخصة او عن علوم الطيران او عن شؤون «الكويتية» او حتى عن الثلاثة معا ولنا في هذا السياق تساؤل هام هو هل تراجعت الدولة عن استراتيجية كويت المركز المالي والخدماتي؟ فاذا ما كانت الاجابة بنعم فما هي بدائل النفط التي نعدها لنضوبه؟! واذا ما كانت الاجابة بنعم فما الناقل الذي سيحضر لنا ملايين الزائرين والمستثمرين من مشارق الارض ومغاربها؟ وهل هناك مركز مالي – لا نعلم به كحال مصانع الطائرات السرية التي تحدثنا عنها في مقال سابق – قد قام دون شركة طيران حكومية تخدم ذلك الهدف الاستراتيجي كحال «السنغافورية» و«الاماراتية» و«القطرية» و«الاتحاد» و«الخليج» و«العمانية» و«السعودية» الخ؟.

وقد نشرت صحفنا المحلية عدة اخبار الاسبوع الماضي متصلة بموضوع خصخصة «الكويتية» الهام اولها قيام شركة طيران كويتية خاصة لها نفس حقوق نقل «الكويتية» بعقد صفقة تأجير 3 طائرات صغيرة لخدمتها للسنوات الثماني المقبلة وهو امر مبرر جدا لدى الادارة الاقتصادية القائمة على تلك الشركة والمشهود لها بالتميز والنجاح الباهر مادامت قصدت الربحية والمحافظة على اموال المستثمرين وقد سبق ان بينا ان شركة لوفتهانزا الاستشارية قد رأت ان طريق ربحية «الكويتية» يمر عبر اغلاق جميع محطات آسيا واوروبا «عدا لندن» وأميركا الشمالية فمن سيحضر المستثمرين لكويت المركز المالي عدا شركة وطنية تملكها الحكومة؟!

الخبر الثاني نشره الزميل علي الهاشم في صفحته المختصة بعلوم الطيران في جريدة القبس حيث اظهر استفتاء مجلة «فلايت انترناشنال» الشهيرة ان 70% من الخبراء لا يعتقدون بنجاح مشاريع الطيران في منطقة الخليج، والخبر الثالث نشرته «الأنباء» واظهر ان اصول «الكويتية» هي مشاريع قائمة على اراض حكومية لن يكون لـ «الكويتية» حق بها متى ما تحولت الى القطاع الخاص، اضافة الى طائرات متهالكة تسبب تشغيلها في الخسائر القائمة.

ان افشال او تأخير مشروع حيوي هام جدا ككويت المركز المالي لاجل مشروع خصخصة «الكويتية» الفاشل سلفا لا يرى احد صحته او الحكمة منه خصوصا ان التجربة الدولية اثبتت ان العالم يكتفي في كل منطقة جغرافية بمركزين ماليين لا اكثر ففي شرق آسيا تم الاكتفاء بسنغافورة وهونغ كونغ وفي أوروبا بسويسرا ولوكسمبرغ وفي الاميركيتين بجزر الكايمن والباهاما ومن ثم فان اي تأخير في انجاح مشروع كويت المركز المالي سيعني حيازة المراكز المالية الخليجية الاخرى التي تخدمها شركات طيران حكومية عملاقة لقصب السبق وبقاءنا دون مشروع بديل للنفط بسبب قرار مستعجل تم من غير ذوي الاختصاص ودون مشورة المختصين والمطلعين.

وحتى نثبت ما هو اقرب للبديهة من خطأ الاستعجال بقرار خصخصة «الكويتية» أضرب مثالا حيا من اليابان أم الليبرالية الاقتصادية في العالم التي تسيطر على اقتصادها الشركات الخاصة الكبرى حيث قررت الحكومة اليابانية في نوفمبر 2004 «خصخصة» قطاع الخدمة البريدية المملوك كحال «الكويتية» للحكومة وبدأ مع القرار حوار واسع حوله اضطرت خلاله الحكومة اليابانية لحل البرلمان بعد ان عارضها في مشروع الخصخصة حتى نواب حزبها «المتمردون» دفاعا عن 250 الف ياباني يعملون في تلك الخدمة «اقل كنسبة وتناسب من موظفي «الكويتية» الذين لا بواكي لهم».

وقبل ايام وبعد 3 سنوات «من النقاش والحوار المتواصل توصلوا الى حل يقتضي بقاء تلك الخدمة مملوكة للحكومة اليابانية حتى عام 2017 قبل تخصيصها اي ما احتاجته العقول اليابانية من دراسات ونقاشات وحوارات استغرقت سنوات طوالا تم الوصول اليه بثوان من قبل بعض المسؤولين غير المختصين ممن ورطوا الكويت و«الكويتية» بمثل ذلك القرار المستعجل الذي سيقتل مشروعي الخصخصة وكويت المركز المالي معا وفي وقت واحد، ان هناك قطاعات ووزارات وشركات حكومية مضمونة الربح يفترض ان تتصدر مشروع الخصخصة كحال الدول الاخرى اضافة الى انها غير متداخلة في قرار الانفتاح الكويتي فلماذا لا نبدأ بها بدلا من «الكويتية»؟!

آخر محطة:
شاب كويتي في مقتبل العمر لم يبق له الا اسابيع قليلة ويتخرج في كلية الطب تصطدم به بالامس سيارة مسرعة فتحطم سيارته وتصعد روحه الى بارئها تشتكي ظلم من احالوا سياراتهم الى اداة قتل للآخرين، فالعزاء الحار لـ «آل بوزبر وآل شهاب الكرام» على فقيدهم الغالي فهد ولأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون.

احمد الصراف

قردة راجو

حدثت قصتنا هذه في احدى قرى ولاية ‘كوجرات’ الهندية.
ظهر ‘راجو’ الغريب عن القرية، وعرض على اهلها شراء اي قرد بمبلغ عشر روبيات! وحيث ان شوارع القرية واحراشها والغابات المحيطة بها تمتلئ بالكثير منها، فقد ترك الاهالي اعمالهم وزراعتهم وانطلقوا يجمعون ما باستطاعتهم من هذا الحيوان وبيعه ل’راجو’، وتجمعت لدى هذا المئات منها خلال ايام معدودة، ومع استمرار شهية ‘راجو’ في الشراء، وبدء القردة بالاختفاء تناقص المعروض واحجم الاهالي عن بذل جهد اكبر في الامساك بها.
هنا قام ‘راجو’ بمضاعفة سعر الشراء الى عشرين روبية للقرد الواحد، فعادت عملية البيع إلى سابق عهدها، ولكن ما لبثت ان توقفت مع استمرار ‘راجو’ في الشراء وتناقص اعداد القردة في القرية وما حولها.
ولكن ما ان عاد الاهالي لسابق اعمالهم حتى فاجأهم برفع السعر هذه المرة الى ثلاثين روبية للقرد الواحد، ولكن القردة التي تناقص عددها بشكل كبير اصبحت نادرة الوجود، وهنا اضطر ‘راجو’ الى رفع عرض الشراء الى 50 روبية دفعة واحدة، ولكن لم تكن هناك اي عروض بيع جدية!!
اضطر ‘راجو’ للذهاب إلى المدينة لقضاء بعض الاعمال، وبقي مساعده في القرية ليستمر في الاشراف على عملية الشراء نيابة عنه، وليقوم بحراسة آلاف القردة في اقفاصها، وفي يوم ما ذهب المساعد لاهالي القرية وقال لهم بأنه سئم من صراخ وضجيج القردة والعناية بها، وانه على استعداد لبيع أي عدد منها مقابل 35 روبية للقرد الواحد، تراكض اهل القرية إلى بيوتهم لجمع كل ما توافر لديهم من مال، كما اضطر البعض لبيع حيوانات حقله، وحتى ملابسه، لشراء اكبر عدد من القردة قبل نفاد الكمية، وما عليهم غير الاحتفاظ بها ليوم او يومين ومن ثم بيع الواحد منها بخمسين روبية ل’راجو’ عند عودته! ولكن ‘راجو’ لم يعد من المدينة ابدا، واختفى مساعده بعد بيع آخر قرد لديه! واكتشف اهل القرية انهم فقدوا وظائفهم وحرفهم واهملوا زراعتهم وخسروا مدخراتهم ولم يتبق لديهم غير كم هائل من القردة التي عليهم اطعامها املا في عودة ‘راجو’ في يوم ما لشرائها منهم مقابل 50 روبية للقرد الواحد.
وهكذا، في جزء منها، تعمل آلية البورصة في الكثير من دول العالم.
القصة مقتبسة من رسالة انترنت، ولكني اكتبها من واقع تجربتي المستمرة مع السهم منذ ،1967 وحتى اليوم، والتي ستستمر لاربعين سنة اخرى قادمة!
أحمد الصراف

 

سعيد محمد سعيد

رسالة إلى الشيعة في عيدنا الوطني

 

تحية طيبة وبعد،

بالأصالة عن نفسي، ونيابة عن كل المواطنين الشيعة – إن سمحوا لي – وبالإذن من إخواني المواطنين السنة – إن سمحوا لي أيضا – أتوجه إليكم بهذه الرسالة ونحن نعيش يوم السادس عشر من ديسمبر/ كانون الأول، يوم العيد الوطني الذي يمثل ذكرى الاستقلال والسيادة، لأهنئ البحرين، قيادة وحكومة وشعبا، وأسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل الشرور والبلايا.

إخواني الشيعة…

لا يهزمنكم من يريد النيل من وطنيتكم وولائكم، ولا يجرمنكم شنآن قوم يريدون العلا بالدوس على أجسادكم وكيانكم، ولا تخشوا في الله لومة لائم، فإنكم إن قلتم إنكم «بحرينيون» فأنتم كذلك فثبتوا أقدامكم على ذلك، وأثبتوا في السراء والضراء أنكم أبناء البحرين، العزيزة الغالية، وإن قال عنكم البعض إنكم توالون إيران أو «عمائم» أو «ملالي»، فاضربوا بتلك الترهات عرض الحائط، وارفعوا أصواتكم بالصلاة على محمد وآل محمد، بالحناجر البحرينية والروح البحرينية والدماء البحرينية والتضحية للبحرين كونه واجبا مقدسا.

أحبائي الشيعة…

إن قست الظروف وجارت، وإن تمادى المرجفون وجاروا، وإن اشتد ضنك العيش وازدادت مرارة الحرمان والإقصاء والتمييز، فلا تتركوا لمن أراد بكم شرا أن يظفر بالنصر ويضعكم وراء قضبان التشكيك في الولاء والانتماء، ويؤلب عليكم المواقف ويصفكم بالصفويين تارة، وبالروافض تارة أخرى، وبمن باع وطنه تارات وتارات، فإنكم إن قدمتم إلى أولئك الناس على طبق من ذهب، ما يثبت القول عليكم، فقد سقطتم شر سقطة، لن يقيلكم منها شيء إلا إثبات الانتماء، ولن يجبركم أحد على ذلك، فأنتم جزء من هذا الوطن شاء المرجفون أم أبوا.. قبلوا أم لم يقبلوا.

أعزائي الشيعة… الجميع للوطن والوطن للجميع… أما القول بإثاراتكم التي لا تنتهي بكراهية النظام وزرع البغضاء والعداء لإخوانكم ، والسعي إلى تحقيق «المشروع الوهمي» بالسيطرة على البلاد والعباد، فلا يفنده إلا تعزيز المواطنة، التي لا تحرمكم من المطالبة بالحقوق، لكن مع الاعتبار للواجبات، ولست أراكم، والحاقدون قد تكالبوا عليكم من كل حدب وصوب، إلا أهلا لثقة القيادة وأهلا لأن ترفعوا علم البحرين وجواز البحرين وحب البحرين… وكل عام وأنتم وإخوانكم السنة، وعاهلكم وحكومتكم وكل نسمة أمان وكل حبة تراب بحرينية… بخير. نحبك يا وطن…

سامي النصف

الأحزاب والإضراب

أحد عيوبنا في الكويت – وما أكثرها – قلة القراءة والاطلاع حول القضايا الرئيسية التي نزمع اتخاذ القرارات المصيرية حولها، وكذلك الحج الى أمور عادت الناس عنها، كما أننا لا نستمع عادة للنصح حتى الوقوع المؤلم في الحفر – كحال خصخصة «الكويتية» – ودفع الاثمان الباهظة نتيجة لمناهجية التجربة والخطأ المعتادة.

تزامنا مع صيحات المطالبة بالاضرابات نشرت مجلة «البزنس ويك» الاميركية الشهيرة في عدد الاسبوع الماضي 3/12 مقالا عن النقابات بعنوان «نقابات اضعف وأقل تأثيرا» اظهرت من خلاله وبالارقام ان الموظفين والعمال غير النقابيين «غير المسموح لهم بالاضراب» في أميركا أصبحوا أكثر حصولا على المكاسب والجوائز من زملائهم النقابيين.

وأظهرت المجلة أن الاضرابات قضية قاربت على الاختفاء في العالم المتقدم، ففي الخمسينيات كان هناك ما معدله 352 اضرابا سنويا في أميركا، وفي الستينيات 283 اضرابا وفي حقبة السبعينيات 289 اضرابا وفي الثمانينيات 83 اضرابا والتسعينيات 35 اضرابا ومنذ بداية القرن الجديد 23 اضرابا بينما لم يزد هذا العام في الولايات المتحدة التي يزيد عدد سكانها على الدول العربية مجتمعة على 14 اضرابا وهو ما كنا سنحصده خلال اسبوع واحد فقط، فهل اصبح دعاة الاضراب لدينا اكثر علما واطلاعا وحرصا على مصلحة الاوطان من زملائهم في الدول المتقدمة؟!

وضمن التحقيق ذاته وضعت المجلة مقارنة بين عدد «الدقائق» المضاعة بسبب الاضرابات لعام 2006 في الدول المختلفة «8 ساعات يوم عمل» حيث أظهرت أن الفلبين أضاعت دقيقة ونصف الدقيقة فقط خلال ذلك العام وتركيا 4 دقائق واستراليا 6 دقائق واميركا 8 دقائق وايطاليا 9 دقائق وبريطانيا 13 دقيقة.. إلخ، وواضح أننا نضيع ودون اضرابات من اوقات العمل اضعافا مضاعفة لتلك الدقائق القليلة، فهل المطلوب ان نزيد الخراب خرابا؟!

والى الاحزاب حيث صدر قبل مدة قصيرة كتاب بحثي ضخم لمجموعة من المؤرخين الاميركيين أسموه Ruling America أو «الطبقة الحاكمة في أميركا» وتحدثوا فيه عن الحياة السياسية في أميركا عبر التاريخ، ومما لاحظه المؤرخون اضمحلال دور الاحزاب في أميركا خلال الاربعين عاما الماضية حتى قاربت على الافول هذه الايام، حيث استبدلت بالمناطقية والمسيحية السياسية والثراء السياسي حتى أضحى مجلس الشيوخ الذي يفترض ان يمثل الولايات المختلفة ممثلا للطبقة الثرية التي حصدت الاغلبية المطلقة من كراسي ذلك المجلس المهم.

وقد أصبحت اللعبة السياسية الاميركية حسبما جاء في الكتاب لا تدار من قبل مقرات الاحزاب الايديولوجية أو منظريها ممن بات لا يعرفهم أحد، بل تدار اللعبة من قبل المال السياسي وقيادات الكنائس التي تجيش الملايين من الاتباع وقت الانتخابات امثال جيري فولويل وبات روبرتسن من البيض وجيسي جاكسون وآل شاربتن من السود، كما تسبب ترسخ الولاء «المناطقي» خلال تلك الحقبة في انحسار قيادة الشمال «نيويورك، اوهايو، نيوجرسي، ايلينوي، انديانا» التي قادت المسيرة خلال الفترة 1868 – 1968 لمصلحة قيادة تحالف مناطق الجنوب والغرب «نيكسون وريغان من الغرب وكارتر وبوش الاب والابن وكلينتون الزوج والزوجة جميعا من الجنوب»، ويظل لدينا من يعتقد ان تحولنا الى الاضراب سيقضي على امراض الفئوية والطائفية والقبلية والمناطقية التي لم تقض عليها الحزبية في أميركا بعد 300 عام من نشوئها.

سامي النصف

أحكام قضائية

أكبر الكبائر لدى الاديان السماوية وضمن القوانين الوضعية هي ازهاق النفوس والارواح البريئة، ويعجب المواطنون من احكام قضائية نقرأها في صحفنا تجعل ازهاق النفس الواحدة او حتى النفوس مجتمعة اشد منها مخالفات المرور او حتى التعدي بالشتم على الآخرين كونها تنتهي اما بالسجن او الغرامات المالية الباهظة لا احكام براءة مطلقة كما يحدث مع جرائم القتل بعد ثبوتها.

لقد قرأنا ما تم مع جريمة قتل الاطفال التي كتبنا عنها قبل مدة قصيرة ثم قرأنا بعد ذلك عن جريمة الاب الذي ربط ابنه المعاق بالسلاسل وتركه تحت الشمس حتى توفي بدلا من ايداعه احد المصحات او المستشفيات وذهب الفاعل دون عقاب، ثم قرأنا بعد ذلك اطلاق سراح المواطن الذي «قتل» خادمه والحال كذلك مع ما اخبرنا به من مصير من نحر ابنته كنحر الشاة دون ذنب وقد تكون هناك عشرات الاحكام المماثلة التي لم نطلع عليها بسبب عدم نشرها.

وتحت خبر اطلاق سراح قاتل ابنه في الكويت على موقع «العربية» قرأت خبر تنفيذ حكم الاعدام في ايران بشاب قتل طفلة ثم قطعها بالسكين ودفنها ثم عاد واخرج جثتها من القبر واعاد تركيبها على الفراش ونام بقربها وعاود دفنها في الصباح وحاول بعد عدة ايام اخراج الجثة لاعادة تركيبها، الا ان تعفن الجثة ورائحتها منعاه من ذلك لذا اكتفى بالنوم قرب رأس الطفلة!، اذا لم يكن ذلك القاتل مجنونا فما الجنون اذن؟! ومع ذلك تم اعدامه ولو حدثت تلك الجريمة لدينا لكان القاتل يمشي بيننا طليقا بعد حصوله على صك البراءة السريع من وزارتي الصحة والعدل ولكان رجال الشرطة والمحققون يندبون حظهم العثر على جهدهم الذي ضاع هباء.

وفي اغلب الجرائم الشنيعة التي نقرأ عنها ومنها الجريمة التي حدثت قبل ايام نجد ان هناك صحيفة سوابق خطيرة وطويلة للفاعلين المطلق سراحهم، واذكّر هنا بالتشريع الاميركي المسمى strikes lucky 3 اي ان من لديه سابقتان عدليتان يصبح حكم الثالثة حتى لو كانت سرقة قنينة شراب غازي من سوبر ماركت هو المؤبد لردع ومنع المجرمين من تكرار ارتكاب الجرائم، لدينا نقرأ في الصحف عمن لديه 20 – 30 سابقة ويبقى مطلق السراح للسير بيننا حتى يقتل احدا ثم ينظر في امره، فإما الحجز والعقاب المتأخر او اطلاق سراحه مرة أخرى!

ان تقديس غير المقدس كأحكام القضاء امر يجب ان يعترض عليه القضاة الافاضل قبل غيرهم لذا يجب ان يخلق نظام تنتقد من خلاله الاحكام القضائية بكل شفافية ويتم التعرف على اسباب صدورها واي علة تشوبها حتى تمتد عملية الاصلاح الذي ترفع رايته الدولة ويطالب به الشعب قاطبة من السلطة الاولى الى السلطات الاخرى.

آخر محطة:
نرجو من معالي وزير الداخلية الفاضل الأمر بالاسراع في انشاء 5 – 10 سجون حديثة وجديدة تقسم حسب طبيعتها، فلأصحاب المخالفات المرورية والجنح الصغيرة سجون ذات نوعية معينة يمكن حتى ان تسمح للسجين بقضاء النهار في عمله وبين اهله والعودة مساء لها كما يحدث في بعض الدول المتقدمة، ثم تتدرج السجون الى النوعية المتشددة المختصة بعتاة الاجرام ممن يجب ان يبعدوا عن السجناء الآخرين، بل حتى عن بعضهم البعض منعا للضرر، ان اكتظاظ السجون الحالي هو احد اسباب الاحكام المخففة الصادرة على بعض المجرمين وهو دواء أمرّ من الداء.

احمد الصراف

لم السكوت عن هذا العبث؟

من المعروف اننا عربا ومسلمين، ندين كما يدين بقية بشر الارض للغرب بالكثير مما ننعم به من وسائل راحة وسبل اتصال ومواصلات. وإليهم وحدهم يعود الفضل في اكتشاف الكثير من اركان الدنيا التي بقيت مجهولة حتى وقت قريب، فالربع الخالي ومنابع النيل وغابات الأمازون ومنابع الأمازون ومجاهل افريقيا وقمم الهملايا، لم يكتشفها غير غربيين من اوروبا وأميركا.
كما يعود الفضل الأول والأكبر في ايجاد الأدوية والحقن، ان لم يكن كلها، والاجهزة والامصال الطبية التي قضت على الكثير من الاوبئة التي كانت تفتك سنويا وعلى مدى قرون طويلة بملايين البشر، إلى المختبرات والشركات الغربية وللملايين الخيرية التي تم التبرع بها للجامعات ومراكز الأبحاث الطبية والعلمية، وبالتالي من المؤسف حقا ان نجد من يتطوع منا، بمناسبة وغير مناسبة، لصرف مبالغ طائلة على كتابة وطباعة وتوزيع عشرات آلاف المنشورات والمطويات التي تتضمن تهجما مقذعا على الغرب بشكل عام والمسيحي بشكل خاص، والسخرية منهم ولعنهم والتقليل من شأنهم، والدعوة لاحتقار معتقداتهم ورسم صلبانهم وهي مكسورة ومرمية في أقذر الاماكن، واستمراء الطعن والتشكيك في ميلاد رموزهم والتقول عليهم بما لم يقولوه.
والغريب ان تقبل بعض ادارات الصحف توزيع مثل هذه المطويات والمنشورات المشبوهة، ضمن صفحاتها وكأنها تمثل وجهة نظرها، بالرغم من ان ما يتم تحقيقه من ربح مادي مقابل القيام بذلك العمل المخجل ضئيل من ناحية، ولا يقارن حتما بما يسببه من ضرر وتخريب داخلي وخارجي من ناحية اخرى، والأغرب من ذلك وقوف جماعة ‘المركز العالمي لنشر الوسطية’ امام كل هذا الكم الهائل من الهجوم المقذع مكتوفي الايدي، وكأن الأمر لا يعنيهم، وهم الذين اختاروا اول ما اختاروا، عقد مؤتمراتهم الوسطية في عقر دور الغرب، وبالذات في لندن وواشنطن، فكيف يستقيم سكوتهم عن صدور مثل هذه المنشورات لدينا مع سعيهم لكسب ود الغرب من خلال مخاطبته في كبرى عواصمه؟، وماذا سيكون رد فعلهم ان تمت في يوم ما مواجهتهم بهذه المنشورات التي تطعن ليلا ونهارا بأقدس أقداسهم؟
قد يقول قائل ان من حقنا ان نقول عن معتقدات الغرب المسيحي ما نشاء، وان ما يأتي منهم من دواء أو غذاء ندفع ثمنه نقدا لهم، وهذا المنطق سنقبل به، على الرغم من عدم صحته وخلوه من المنطق، لكن ليس من حقنا في الوقت نفسه التشدق بمركزنا العالمي لنشر الوسطية، فهذا المركز وما ينشر من فساد ديني لا يستقيمان معا في البلد الواحد ومن جهة واحدة.
فيا أيها المسيحي الكويتي وأنت أيها الغربي وفي أي بقعة تكونون نعتذر لكم جميعا عما بدر في حقكم من البعض منا، فإنهم لا يعقلون.. وننتهز هذه المناسبة لنهنئكم وأنفسنا بأعياد ميلاد سعيدة ومجيدة.
أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

مجتمع الانتقامات… البحرين أنموذجا!

 

ليست صورة الأم التي تلطم صدرها أو رأسها وهي تنهار أمام جثة زوجها أو ابنها الشاب في العراق الجريح هي وحدها الصورة التي تبكي المشاهد! آلاف الصور، إن سنحت الفرصة لمشاهدتها في العراق، وفي فلسطين، وفي الخليج، وفي البحرين، تجعلنا نبكي، وسنبكي مرارا في المقبل من السنين!

هكذا، تصبح الصورة المأسوية في العراق، لسيدة سنية كانت أم شيعية، منطلقا لخلاف عقيم سيئ بغيض بين بعض الناس ها هنا في البحرين… فتشتعل من جديد الفتن التاريخية، ويستحضر البعض، الإسقاط المرئي والمسموع والملموس، حتى تنفجر الصدور غضبا، وتتسع مساحة الغضب على يد بعض الكتّاب الصحافيين الكبار في البلد – مع شديد الأسف – لينشروا ترهات نقلت من موقع إلكتروني هنا كتبه مجهول معتوه قليل العقل، أو لرسالة وردت من مجهول صغير العقل أيضا… وخذ ما تشاء من تصريحات صحافية ونقاشات في مجالس وفي أماكن عمل كلها تبحث عن نقطة إشفاء غليل طرف من الآخر.

المهم، أيها الأحبة، أن البحرين أصبحت بكل المقاييس مجتمعا للانتقامات! ولا أبالغ في ذلك أبدا! ولينظر من يريد التأكد كيف هي العلاقة تحت قبة البرلمان بين مختلف الكتل… فإذا كانت المؤسسة التشريعية تقدم إلينا صورة من حب الانتقام والتصادم الطائفي والافتخار بدحر الأعداء وإفشال «مخططاتهم» لتتصدر أخبار هزيمة “الوفاق”، أو فشل “المنبر”، أو سقوط «الأصالة»، أو تورط الكتلة الفلانية، الصفحات الأولى، ويصبح النشر “حبا وكرامة” حينما يكون كيديا وانتقاميا!

وليست الرغبة الانتقامية المتولدة في نفوس الكثيرين هي نتاج حالة مرضية فحسب، بل زد على ذلك أن البغض الطائفي الذي ينتشر كالنار في الهشيم داخل البيت البحريني، يدفع أيضا إلى أن يستمر السؤال عن شاب أو شابة في حال التقدم للعمل في المؤسسة العكسرية: «شيعي لو سني؟!»، وتتضخم حالة الانتقام تلك لتتم عملية تصفية حسابات في موقع عمل ما، حين يقبض الكرسي المسئول السني الجديد ليلعن “شكل” الشيعة، ويصبح السنة في مرمى «القذائف» حين يقبض الكرسي مسئول شيعي، وفي كلتا الحالتين، فإن الكل متهم بالطائفية، لكن النتيجة الجميلة ذات المذاق الطيب هي أن الكل… الكل يعلن أنه (ضد الطائفية)، وضد التمييز في التوظيف، وضد نفسه إذا سولت له العمل بغير الحق!

فمن أين يأتي الطائفيون يا ترى؟ أم أن البلد تسكنها الأرواح الشريرة التي لا ترى بالعين المجردة، وهي التي تثير الطائفية والمشكلات التي يعيشها الناس، فلا مجال لفكها إلا بتعويذة نائب ولي من أولياء الله الصالحين؟!

سنكون أحسن حاليا إن توقفنا عن الكذب على بعضنا بعضا… على الأقل، طلبا للثواب وحسن العاقبة.

سامي النصف

الأحزاب والديموقراطية الخليجية الناشئة

وصلت من المطار بعد اجازة جميلة في روابي مصر مباشرة الى استديو اوربت للمشاركة في البرنامج المشوق «اوراق خليجية» الذي يقدمه الإعلامي الناجح محمد القحطاني، وكان النقاش حول قانون الأحزاب بمشاركة النائب الفاضل علي الراشد، وقد تباينا انا والأخ بوفيصل في الوسائل والاجتهادات وان اتفقنا على الرغبة الصادقة في خدمة الوطن.

مما طرحته في اللقاء ان تشكيل الاحزاب والوصول في النهاية الى شعبية الوزارة سيرسل رسالة خاطئة للدول الخليجية الاخرى واسرها الحاكمة، التي بدأت اولى خطوات الديموقراطية، بأن نهاية المسيرة تعني إبعاد تلك الاسر عن الحكم وترك الأمر للأحزاب كي تتصارع بوسائل غير سلمية كحال اغلب احزاب الدول العربية والاسلامية للوصول الى الحكم، مدمرة في طريقها عمليات التنمية في بلدانها للوصول الى ذلك الهدف.

كما بينت ان الحزبية وبعكس ما يقال لن تقضي على الممارسات السلبية التي تشهدها لعبتنا الديموقراطية من تخندق فئوي وقبلي وطائفي ونقل وشراء الاصوات… الخ، حيث ان تلك الامور قائمة هذه الايام على نطاق ضيق كما انها محاربة من السلطات، اما الحكومة الحزبية فلن تقوم بالقطع بمحاربة تلك السلبيات بل بتشجيعها وممارستها على اوسع نطاق وهو ما كان قائما في الحكومات الحزبية العربية التي اشتهرت بتزوير الانتخابات كي تبقى في الحكم الى الأبد.

ومما ذكرته في اللقاء ان اغلبية من يدعم إشهار الاحزاب يدعمها بغير علم حيث لم يطلع بشكل لصيق على التجربة الحزبية السيئة والمدمرة في العالم العربي بل والعالم الثالث، حيث تظهر الدراسات المختصة ان الأحزاب وصراعاتها وشقاقاتها وقياداتها المزمنة هي من ساهم بشكل كبير في تعطيل عمليات التنمية في الدول المبتلاة بحزبية العالم الثالث التي لن تكون حزبيتنا، للعلم، بعيدة عنها.

وقد أوضحت ان الحزبية هي انعكاس لواقع مجتمع، فإن كان المجتمع كحال الدول المتقدمة ليس مبتلى بالتخندقات والأمراض المختلفة ظهرت الحياة الحزبية سليمة، اما مجتمعاتنا المتخندقة فستعكس واقعها بالقطع على الاحزاب التي ستنشأ، بل وستقنن تلك الامراض كي تبقى الى الأبد، كذلك لن يكون هناك تبادل للسلطة أبدا في نظام الاحزاب، كحال الدول المتقدمة بل سيسخر الحزب الحاكم، كحال التجربة العربية، كل موارد الدولة واجهزتها الامنية للبقاء في السلطة الى الابد.

وتظهر التجربة الحزبية العربية التي لن نكون بعيدين عنها ترسخ مبدأ «الاستباحة» حيث ستستباح جميع الوزارات كما ستستباح الميزانية العامة للدولة من قبل الحزب الحاكم وستستخدم الاموال او ما تبقى منها لشراء رضا الأتباع وستتضرر الشرائح الصغيرة في المجتمع من كافة الفئات من غير المنتمين للحزب الحاكم وهذا ما كفر الشعوب العربية بالاحزاب وهو الكابوس لا الحلم الجميل القادم مع اشهار الاحزاب لدينا.

آخر محطة:
زرت بالأمس الشيخ ناصر صباح الأحمد وقد وجدت عنده جميع ألوان الطيف الاجتماعي والسياسي الكويتي، حيث يشعر الجميع بأن افراد الاسرة الحاكمة على بعد واحد منهم جميعا، لذا لا أرى حكمة او صحة لتعطيل ذلك الدور الهام واستبداله بخندقة حزبية لن ينتج عنها الا الشقاق والتناحر والافتراق والتحول تدريجيا الى مشروع «لبننة» او «عرقنة» او «كوتنة» قادمة!