سامي النصف

2007 سنة سيئة بامتياز!

العزاء الحار لآل الشايع الكرام بفقيدتهم الشابة، فللراحلة الرحمة والمغفرة ولأهلها وذويها الصبر والسلوان، والعزاء الحار للصديق ساير العنزي في وفاة المرحوم والده فلاح الضيدان العنزي، فللفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

لست من المؤمنين بما يقوله المتنبئون والفلكيون من متتبعي الكواكب السيارة ممن ذكروا في مثل هذه الأيام من العام الماضي وقبل دخول عام 2007، أن قراءاتهم لتحركات الكواكب تظهر أن العام الحالي سيكون عاما استثنائيا بكل المقاييس، والحقيقة وبعيدا عن أقوالهم التي ينطبق عليها القول المأثور «كذب المنجّمون ولو صدقوا» كان هذا العام والذي سنشهد في الغد آخر أيامه لكثيرين عاما استثنائيا في السوء حتى شبّهه البعض بعام 90.

في الخارج كوارث وإشكالات يصعب حصرها، أما في الداخل فقد ارتفعت مداخيل البلد مما يفترض معه ان يعم الرخاء ويرتاح الناس وتقل المشاكل الناتجة عن الاقتصاد، إلا أن الواقع كان على العكس من ذلك، فقد صاحب ارتفاع أسعار النفط غلاء عالمي انعكس بالسالب على القدرة الشرائية للمواطنين فضاقت أحوالهم المعيشية، كما تسببت تلك الزيادة المؤقتة الآخذة في الانحسار بطلبات استهلاكية غير مسبوقة تسبب رفضها المنطقي في موجة ضيق لدى من فضلوا لو لم تطرح تلك المطالبات أصلا التي خلقت آمالا وأحلاما كاذبة وتسببت في تورط البعض بأخذ قروض لا يحتاجونها.

سياسيا شهدنا أزمات متلاحقة قاربت ان تقسمنا الى قوى 14 آذار وقوى 8 آذار كويتية، كحال لبنان أو التخندقات التاريخية لدول البلقان التي تحولت خلالها التباينات السياسية المؤقتة إلى انقسامات مجتمعية حادة دائمة.

وشهدنا في هذا العام المنصرم ظاهرة انفلونزا الطيور، كما أصابت الكويت هزة أرضية بمقدار 4.8 درجات على مقياس رختر، وضرب الخليج لأول مرة إعصار مدمر، وجمّد «الفيفا» عضوية الكويت، كما عمت الاضرابات البلد وكانت ستقود إلى ما لا تحمد عقباه لولا تدخل القيادة السياسية الحكيمة في الأمر، كما شهدنا ساعة «التخريع» الكهربائية التي كانت كالسيف لا تعلم متى تنزل على الأعناق.

وعلى الصعيد الأمني جرت حادثة وحش حولي، واحتراق مستشفى الجهراء الذي أدى الى استقالة الوزيرة الفاضلة د.معصومة المبارك، وحصد التخزين غير السليم للمواد الكيماوية أرواح الأطفال والنساء، كما بلغت ضحايا المرور أعدادا غير مسبوقة، وضرب غول الإرهاب دولا عربية كالمغرب والجزائر والعراق ولبنان، كما أنهى ذلك الغول الضاري العام بقتله الراحلة بينظير بوتو بقصد خلق عراق آخر في باكستان.

آخر محطة:
نأمل الخير كل الخير في العام الجديد 2008، وإن كان الأمر مرتبطا تماما بما يفعله كل منا، فإن أردنا التنمية والمستقبل الزاهر فعلينا أن نخفف من الأزمات والإشكالات وأن نزيد من جرعات العمل والتآلف والتسامح، فرب العباد لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وكل عام وأنتم بخير.

احمد الصراف

أين العلوم الحيوية ؟

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم اجمع تقريبا، الا سقط المتاع منه، في تطوير وتحسين مختلف المنتجات والمخترعات واستنباط الحلول للكثير من العقد والمشاكل، وايجاد الامصال والادوية للعديد من الامراض، واختراع كل ما يدخل الراحة إلى معيشتنا والبهجة إلى نفوسنا، وتطوير التعليم، وشحذ الهمم لاكتشاف الفضاء الخارجي والمجهول من الارض، وتأليف الكتب وتطوير المختبرات والتوسع في عدد الجامعات العلمية، ودراسة كيفية زيادة انتاج الارض من الطعام، وتوفير الغذاء لمئات ملايين الجياع والادوية لمن يماثلهم من المرضى، في هذا الوقت بالذات والعالم يقف على قمة ثورة علمية واقتصادية لم يشهد التاريخ لها نظيرا، اعلنت وزارة الاوقاف في الكويت على لسان كبار مسؤوليها الذين تصدرت صورهم وتصريحاتهم صفحات صحف الاربعاء الماضي، عن اطلاق اشارة بدء التسجيل في برنامج علماء المستقبل! فوكيل وزارة الاوقاف السيد عادل الفلاح، ورئيس المكتب التنفيذي في المركز العالمي للوسطية نشر تصريحا في ‘الوطن’ اعلن فيه عن بدء التسجيل في برنامج ‘علماء المستقبل’ الذي يهدف لرعاية ‘نخبة من العلماء الفائقين’، حسب قول الوكيل، في علوم الشريعة!!
اما السيد الوكيل المساعد في الوزارة مطلق القراوي، مشرف عام البرامج العلمية في المركز العالمي للوسطية، فقد صرح ل’القبس’ بأن البرنامج ‘علمي وعالمي رائد’ وسيتخصص في تخريج علماء الشريعة الذين يتصفون بالوسطية في الفكر والسلوك، والذين تتراوح اعمارهم بين 13 و16 عاما!! واضاف السيد القراوي أن البرنامج يهدف إلى الاسهام في سد حاجات البشرية (!!) لا الكويت والعرب والمسلمين فقط، بل البشرية، من العلماء الربانيين المتميزين بقوة العلم واعتدال الفكر وتهذيب السلوك وابداع المهارات!! وقال إن نتائج البرنامج لن تظهر قبل عشر سنوات، اي عندما يبلغ هؤلاء ‘العلماء ما بين 23 و26 عاما من العمر المديد (!)’.
واكد السيد القراوي أن مدة البرنامج 3 سنوات (!!) وسيتضمن حلقات دراسية ومكافآت مالية، وسيقام للطلاب، اثناء فترة الدراسة، برنامج رحلات ‘علمية’ داخل البلاد وخارجها!
لن نعترض على كل هذا الكم من التناقض الهائل الذي تضمنته تصريحات هذين المسؤولين، ولا ما اثارته من تساؤلات، ولا لحقيقة ان ما سيدرس لهؤلاء الطلبة من ‘وسطية’ سيكون تابعا لفكر سياسي ‘اخواني’ محدد مسيطر على امور الوزارة، ولكن ما نود الاعتراض عليه هو شعار البرنامج الذي ركز على مقولة ان ‘العلماء ورثة الانبياء’، ومحاولة تصوير العلم بأنه لا يعني غير الفقه والحديث والشريعة والكلام، اما بقية العلوم ‘الحيوية’ الاخرى فهي غير ذات اهمية للبشرية!!
نتمنى على الحكومة ووزير العدل فعل شيء بخصوص هذا البرنامج السياسي الحزبي الذي ستهدر عليه اموال كثيرة اخرى من دون هدف واضح، فبعد عشر سنوات سيكون الوقت متأخرا جدا لمحاسبة اي كان على هدر خمسين مليون دولار اخرى على برنامج هلامي لم يستفد منه غير اعوان حزب سياسي ديني معروف.
أحمد الصراف